Skip to main content

Full text of "رباح حامد بحر الشعر في شلب من عصر الطوائف حتى سقوطها"

See other formats


جامعة الخليل 
عمادة الدراسات العليا 
بر نامج اللغة العر بية 


إعداد الطالب : رباح حامد بحر 


إشراف ؛ د . حسن فليفل 
أستاذ الأدب الأندلسي المشارك 


قدمت هذه الرسالة استكمالا لمتطلبات درجة الماجستير في اللغة العربية 
وآدابها بعمادة الدراسات العليا في جامعة الخليل . 
0 ه - 2009م 


نوقشت هذه الرسالة بوهم الثلاثاء بتاريخ : 2 م 3 الموافق 


7جمادى الأولى/1430ه . وأجيزت . 


أعضاء لجنة المناقشة 


تر بير 
2 -أ. د . إبراهيم الخواجا ممتحنا خارجيا م 
3 - د . علي عمرو ممتحنا داخليا 


تيل كتب حدمء.ووع2م3.570120وك2ططة/ /تصاقط 


الإهداء 


إلى والدي العزيزين ا 

إلى زوجتي وأولادي : 

كرمة » ونزار » ومكرم » ونوّار » وشهرت . 
أهديكم ثمرة جهدي في هذا العمل . 


رباح بحر 


أتقدم بجزيل الشكر إلى : 

السيد نسيم إخليل » الملحق الثقافي في المفوضية 
الفلسطينية في لشبونة ٠‏ على جهوده في زيارته لمدينة شلب . وتزويدي 
بالمصادر البرتغالية والأجنبية اللازمة لهذه الدراسة . 

وإلى السيدة يسرى سيّج مديرة مكتب الممثلية 
البرتغالية في رام الله » على حسن تعاونها في ترجمة بعض تلك المصادر 
البرتغالية . 

وإلى كل من مد يد العون والمساعدة لإتمام هذا العمل . 


الإهداء ار ولو د ل 2 20 لخم ل لز و دن لان و 1 لز 3 21 جل ا 1[ ف ) 
الثشككر 6[ [1[1[1[ 41[ 1[ 1[ ا 0 
المقدمة ل ا اا00 
التمهيد َ جغرافية شلب وبناوّها الحضري وسكانها الاك ةك تال )1 - 13) 
أولا : التسمية كا م ل نمق أ لمن ل امل أن تلط اناه عل اع أده ل أن لوا ع وا أ للق ل ا( ::2) 
ثانيا : موقع شلب وأهميته ا ا 0 
ثالثا : طبيعة شلب ومناخها م و م ا ا ا 51 
رابعا : البناء الحضري لمدينة شلب مم71 
1[ - القصبة م 1 ا و و 11[ 7 ) 
2 - المدينة ذا 0 
3 - خارج أسوار المدينة اح امش اا و ا عا مايا اا اد 1 1 09 
4 - ميناء شلب وقنطرتها 011 
خامسا : سكان شلب : أصلهم وعاداتهم وحياتهم الاجتماعية د 1110 
الفصل الأول : الحياة فى شلب اا 0 
المبحث الأول : الحياة السياسية 11 
أولا : عصر الطوائف ماو أل لل ل أ ا ل 1 011 1 2120213 (: 16 ) 
ثانيا : عصر المرابطين ال ا ل م ا اه 1 د( 022) 
ثالثا : عصر الموحدين 0 (25) 
رابعا ؛ سقوط شلب فمم ممه مهتمهم ( 28 ) 
المبحث الثاني : الحركة الشعرية [ 1 ا 
أولا : عصر الطوائف عن عا و لم ل عو للع ل اونا ل 1 32711 1 311 ) 
ثانيا : عصر المرابطين والموحدين مم ممم م مه ممم ممم مم م ممم وف فم ءءء ( 46 ) 
ثالثا : بواعث ازدهار الحركة الشعرية 1 [1[1[1[1[1[ز[ |[ 001 
1 - تشجيع الحكام ورعايتهم للشعراء لل ل اك االاة ‏ ة تله لاقاة اذ( /162) 


2 - المجالس الأدبية م ز2 1 1 1 1 1 1 ا 0 
3 - الرسائل الشعرية ا 0 
4 - جمال الطبيعة في شلب لوفو ة عام اه ع اع واكم الع ملم 1221 70 
5 - شيوع أنماط من عوامل الإبداع والتلقي لمم ممم ممم 7110) 
رابعا : أثر الحركة الشعرية الشلبية في مدن الأندلس والمغرب 000 
المبحث الثالث ؛ الحياة الثقافية اذ ااا 
أولا : المصنفات الأدبية ل وي 75 
ثانيا : العلوم الدينية 8 10 اا 
ثالثا : العلوم اللغوية نف ل اده لاا اه الاك ف الا اه الا 2 22813813( :1890)) 
المبحث الرابع : الحياة الاققصادية ا ف 81 
الفصل الثاني : أغراض الشعر في شلب ( 86 -184 ) 
المبحث الأول : الم دح 0 
المبحث الثاني : اال وصف اللو ساس 1041 


أولا : الطبيعة الصامتة : وصف الرياض والمتنزهات . وصف الأنهار » وصف 
الثمار . وصف القصور . وصف الحصون . وصف المدن . 
ثانيا : الطبيعة الناطقة : وصف الحمام » وصف الخيل . 


المبحث الثالث : اللغزل 0 ااا 00 

أولا : الغزل العفيف 000 0 0 

ثانيا : الغزل الحسي ال ا ا و ال ا ا 01123 

ثالثا : الغزل بالمذكر 000 1 اا ل 0 
المبحث الرابع : الإخوا1يي ات قاط نا شد ([1317) 
المبحث الخامس : الشكوى ولاستعطاف الس شك ا م تكست [:139) 
المبحث السادس : شعر الجسهاد 1 
المبحث السابع : شعر الفتن الداخلية ل م 6[ :1154 
المبحث الثامن : االهمجاء 100131311 1 
المبحث التاسع : الحنين إلى شلب لخدا رع كوا لاسي :0166 


المبحث العاشر : الخخمريات ا 0 
المبحث الحادي عشر : الاستصراخ والاستنجاد 170 
المبحث الثاني عشر : الففختر 1 
المبحث الثالث عشر : االرثكاء اع شد نع كد تفاط دن مطاف م ل 83 1ذ) 
الفصل الثالث : الدراسة الفنية 8 نكمم ) 
المبحث الأول : بناء القصيدة 11 
أولا : مقدمة القصيدة 1 0 

ثانيا : حسن التخلص 00 0 0 0 0 ز 0 ز 0 ز 1 0 

ثالثا : خاتمة القصيدة ا و ل ل م نج 1901 

رابعا : الوحدة العضوية 0200 ز2 2 2 2 12 ز 2 2 ز 1 1 ا 0 
المبحث الثاني : الأسلوب ا 
المبحث الثالث : الموسيقا الشعرية 0 
أولا : الموسيقا الداخلية ا ا ل لو ل ألا ل ا ل ل د 8:6[ 233) 

ثانيا : الموسيقا الخارجية لم و و و 239 ) 
المبحث الرابع : الصورة الشعرية 0 

أولا : الصورة الحسية اا ااا 00011 0 

1[ - البصرية مل اوج د ان ا ا و ا 1030 

أ - الحركية 254 

ب - اللونية ةك لع اددع ومدق ل ع 0254 

ج - الضوئية فممم ممم ممه ممه ممم مم مهمه ممه تممه ممم ممم م ومن ( 257) 

2 - السمعية نج--000 0 0 0 0 0 

3 - الشمية ااا 1 1[ 1 0 

4 - اللمسية 2 0 2 2 2 2 ز 1 1 ز 1 1 1 

5 -الذوقية 0 0 0 ا 0 

ثانيا : الصورة العقلية اذ 1 م 

ثالثا : الصورة الإيحائية 0 


المصادر والمراجع 21111111110 


1 41م 


إلى 


المقدمه 

الحمد لله رب العالمين » والصلاة والسلام على نبيّه الصادق الأمين سيدنا 
محمد ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد » 

فقد سطعت شمس الإسلام في بلاد الأندلس زهاء ثمانية قرون » أشاد خلالها 
العقل العربي حضارة زاهرة » تميزت بالابتكار والتجديد في كثير من المجالات » وفي ظل هذه 
الحضارة نما وتطور الأدب العربيّ الأندلسيّ » الذي تجلى فيه كثير من ملامح تلك الحضارة 
ومعالم بيئتها المترفة . 

وغني عن القول : إن قيمة النصوص الأدبيّة الأندلسيّة لا يعتورها اليب ولا 
يتطرق إليها الشك ٠‏ ذلك أنها مثلت فترات التاريخ الأندلسي » وكان لها أثرها في ذلك المجتمع » 
هذا الأثر - أثر النصوص الأدبيّة - الذي امتد إلينا » نحن الذين تفصلنا عن منتجيها أبعاد زمانية 
ومكانية شاسعة . 

فدراسة الأدب الأندلسي » تكشف لنا من جانب » تلك الحضارة الرفيعة » التي 
كانت لأسلافنا » في وقت غرقت فيه أوروبا في جهالتها » وتطلعُنا من جانب آخر ء على 
المستوى الأدبيّ المتقدم بين الشعراء الأندلسيين الذين نافسوا المشارقة في إبداعهم . 

وعلى الرغم من كثرة الدراسات التي اهتمت بالأدب الأندلسي »ء إلا أن هذا 
الأدب ما يزال ميدانا بكرا لكثير من الأبحاث والدراسات ٠‏ إذ إن عناية الباحثين قد انصبت في 
جلّها على حواضر الأندلس التي شغلت مراكز الثقل السياسي في تلك البلاد » وعلى كبار 
الشعراء والمصنفين ٠»‏ وبالنظر والتدقيق في المصادر الأندلسية ؛ يتضح للباحث كثرة الشعراء 


والأدباء المغمورين الذين لم يحظوا ببحث إبداعاتهم ودراستها . 


ومن هذا القبيل ؛ العديد من أدباء شلب , تلك المدينة التي استوقفني ما قاله 
يفوك اتخدوي فى كتايد (معكه البلدك) في :اهليا > قن أن “ترد من ' أهلها مق الا يفول ندر :ويا 
يعاني الأدب » ولو مررت بالفلاح خلف فدانه وسألته عن الشعر » قرض من ساعته ما اقترحت 
عليه » وأي معنى طلبت منه . هذا القول دفعني إلى البحث في المصادر الأندلسية عن شعراء 
هذه المدينة وأدبائها » وقد وجدت الكثير من أسماء شعراء شلب وشعرهم » مما شجعني على 
دراسة الشعر في شلب ؛ لبيان مكانتها الأدبية بين المدن الأندلسية » وإسهاماتها في الحضارة 
الأندلسية بشكل عام » والشعر الأندلسي بشكل خاص ؛ وبخاصة أن أحدا من الباحثين لم يقم 
بدراسة الشعر في شلب » باستثناء دراستين لشاعرين من شعرائها » هما : ابن عمار وابن 
حريبون . 

ومؤخرا اهتم البرتغاليون بالتراث الإسلامي في شلب » ففنشر مركز 
الدراسات البرتغالية - العربية عددا من المقالات لباحثين برتغاليين ومغاربة حول مدينة شلب 
الابدلائية يقتلت حوائقيا" 3 إضتافة: الور الو نانك الكندية ب القار يكية البرتفالية للمسدة, 

وفيما يتصل بالمنهج في هذه الدراسة » فقد آثرت اعتماد المنهج الوصفي 
التحليلي فيها ؛ لأنه _ في رأيي ‏ الأنسب في تحليل النصوص واستقرائها » وبيان خصائصها 
الفنية » مع الاستعانة بالمنهج التاريخي في بعض الجزئيات » وخاصة عند الحديث عن العصور 
المختلفة التي عايشتها مدينة شلب وتأثرت بأحداثها . 

وكة. خطلت هذه القز اميك في كقذفنة وي ز كاقظة فصول وتخافكة ,ا لخدف في 
التمهيد عن تسمية المدينة بهذا الاسم » وموقعها وأهميته وطبيعة شلب ومناخها ء ثم البناء 
الحضري للمدينة الذي تألف من القصبة والمدينة والأرباض خارج الأسوار ومينائها » ثم تحدثت 


عن سكانها » من حيث : أصلهم وعاداتهم وحياتهم الاجتماعية . 


الفصل الأول : بحثت فيه الحياة السياسية في شلب في عصور الطوائف 
والمرابطين والموحدين حتى سقوط المدينة » ثم بحثت الحياة الأدبية » حيث تتبعت الحركة 
الشؤؤية في شل فى عضن الظوانت »وفي عصترزي المزايظين:والموحديق »ويراعت اردهاز 
تلك الحركة ء وأثرها في مدن الأندلس والمغرب » ثم بحثت الحياة الثقافية وما أبدع فيه الشلبيون 
من المصنفات الأدبية » والعلوم الدينية » والعلوم اللغوية » وأخيرا بحثت الحياة الاقتصادية في 
شلب بثرواتها وتجارتها وصناعتها . 

الفصل الثاني : بحثت فيه أغراض الشعر في شلب » وهي أغراض كثيرة 
متعددة » وعلى رأسها المدح » والوصف , والغزل ٠‏ والإخوانيات » والشكوى والاستعطاف » 
وشعر الجهاد » وشعر الفتن الداخلية » والهجاء » وشعر الحنين إلى شلب » والخمريات » 
والاستصراخ والاستنجاد » والفخر » والرثاء . 

الففيل العالك :؟ ايكلك:فيه الخهناتطن"الندية للتتمن الشلبن تسسات جتناء 
القصيدة عند شعراء شلب » من حيث : المقدمة » وحسن التخلص ٠‏ والخاتمة » والوحدة 
العضوية » ثم درست الأسلوب عند شعراء شلب » من حيث اختلاف الألفاظ والمعاني باختلاف 
الغرض » واختلاف الأسلوب من شاعر لآخر » والاهتمام بالمحسنات البديعية » وغيرها من 
الأساليب الشعرية » ثم درست الموسيقا الشعرية بقسميها : الداخلية والخارجية » ثم درست 
الصورة الشعرية بأنواعها : الحسية ٠‏ والعقلية » والإيحائية . أما الخاتمة » فضمنتها أهم ما 
توصلت إليه من نتائج بعد هذه الدراسة . 

وأما أهم المصادر والمراجع التي أفدت منها » فهي : الذخيرة لابن بسام » 
وقاليك لق بالانامة لابن ضدائتي" السدلاة و الكندنة تعد :الواكه المراكقتي رفاك القيستاة 


لأيق: خاقان +2 الحلة الشرراء ”و التكملة لايق الأنان + نو المكرقي حبق بلعيه و اليل و اكب 


لابن عبد الملك » والبيان المغرب لابن عذاري ؛ وأعمال الأعلام لابن الخطيب . والعمدة لابن 
رشيق » ومنهاج البلغاء للقرطاجني ٠‏ ونزهة المشتاق للإدريسي » والروض المعطار للحميري 
وغيرها . 

كذلك أفدت من الدراسات الحديثة » مثل : محمد بن عمار الأندلسي لصلاح 
خالص » الذي ضََمّن دراسته جمعا لديوان ابن عمار » وشعر أبي عمر بن حربون جمع ودراسة 
للشناوي ٠‏ والشعر في عصر الموحدين لفوزي عيسى » والشعر في عهد المرابطين والموحدين 
» والشعر في ظل بني عباد لمحمد مجيد السعيد وغيرها. 

لم تخل هذه الدراسة من بعض الصعوبات » وأولها تبعثر أخبار هذه المدينة 
- بشكل عام - في المصادر الأندلسية في شذرات يسيرة » إذ لم تحظ هذه المدينة بعناية القدماء 
إلا بقدر ما كانت تشارك به في الأحداث السياسية » من هنا أصبحت الحاجة ملحة للبحث في 
المضادر البزتغالية لاستكمال يعض متطلبات هذه الدراسة . 

ولقد عزمت على السفر إلى مدينة شلب علي أجد ما يثري دراستي خاصة 
من الناحية الأدبية » فأخبرني أستاذي الدكتور حسن فليفل أن أدب هذه المدينة لا يتجاوز 
المصادر العربية » وبالاتصال بمركز الدراسات البرتغالية والعربية في شلب » تبين أن مصادر 
الأدب الشلبي قد حصرت في المصادر العربية » وذلك بعد تزويدي بالعديد من الكتب والمجلات 
التي يصدرها المركز » لذلك عدلت عن السفر إلى شلب . أما المعلومات الجغرافية والاقتصادية 
فقد توفرت عليها المصادر البرتغالية » وذلك بفضل الكشوفات الأثرية التي عني بها البرتغاليون 
مؤخرا . 

وبعد » فهذا عرض لما بسطت في دراستي من أطراف القول » مستعينا بأهل 


على هذه الرسالة ٠»‏ وبذل الجهد في تذليل العقبات » ووجهني وأمدني بغزير علمه وثاقب نظرته 
حتى استقام البحث على هذا الشكل » وقرأ كل كلمة كتبتها » وبذل جهدا مضنيا في تصويب 
عثراتي » فله مني جزيل الشكر والعرفان . 

وأخيرا : إذا كان قد عرا هذه الدراسة نقص أو زلل » فحسبي أني أخلصت 


في عملي , وتعلمت منه الكثير » وأملي أن أجد من يتجاوز هذا النقص ويجبر ذلك الزلل . 


التمهيد : جغرافية شلب وبناؤها الحضري وسكانها 
أولا : التسمية 
ثانيا : موقع شلب وأهميته 
ثالثا : طبيعة شلب ومناخها 
رابعا: البناء الحضري لمدينة شلب : 
1 - القصبة 
قدت الدينة 
3 - خارج أسوار المدينة 
4 - ميناء شلب وقنطرتها 


خامسا: سكان شلب : أصلهم وعاداتهم وحياتهم الاجتماعية 


شلب » بكسر أوله » وسكون ثانيه » وآخره باء موحدة . هكذا سمع ياقوت 
الحموي أهل الأندلس يتلفظون بها » وذكر أنهم قد يكتبونها بفتح الشين ( شلب ) والنسبة إليها 
شلبي (') » والعرب أول من أطلق اسم شلب على تلك المنطقة(”) التي لم أعثر لها على اسم 
غيره قبل دخول العرب إليها » ويطلق عليها البرتغاليون اسم (511768) وتلفظ (سلفش) (©) . 
ثانيا : موقع شلب وأهميته : 

تقع مدينة شلب غرب الأندلس , وتكاد تكون أقصى مدينة أندلسية في أرض 
البرتغال على المحيط الأطلسي " فأما مغرب هذه الجزيرة فمن مدخل خليج المغرب المذكور » 
ومصب مائه على البحر المحيط من نواحي » لَبْلّة » وجبل العغيون آخذا على لب وشلْب "(4) 


0 0 3 5 : 4 5 000 3 . 5 
وتسمى شلب وأعمالها بكورة أكشونبة(©) الواقعة في إقليم المفازة الذي يضم 


' -ينظر : معجم البلدان , 357/3 . 
7 -ينظر : 18/7832 , ونلعمم1ء1227 ومءاتطسط . 
3 - ينظر : عنان » الآثار الأندلسية » 402 . 
“ - ابن حوقل , صورة الأرض , 1/ 109 . ولَبْنّد وجبل العيون ولب من مدن غرب الأندلس بين قرطبة وشلب 
من ناحية المحيط الأطلسي . ينظر : الحموي ٠»‏ معجم البلدان » 10/5 . الحميري » الروض المعطار » 63 » 
7 - 508 . 

“مديئة أكشونية مق غمل أشئودة غلى'البحن المحيظا+« ينتفلك رأميو هافن عضيز الظوائك + ويقدر علصاء 
الآثار أن مكانها الآن بين مدينة فارو الحالية ( شنتمَريّة الغرب) وآثار مدينة 5601© على الساحل الغربي 
للبرتغال » فهي مدينة مندرسة . وذهبت إحدى الباحثات إلى أن أسنوبا أو أشكونبّة أو أخشنبّة أو أكشونبّة » 
المذكورة في المصادر العربية » هي مدينة شَنْتَمَريَّة الغرب نفسها » والرأي الأخير قد يكون صحيحا في بداية 
الفتح الإسلامي لتلك المنطقة » حيث كانت شَنْتِمَرِيَّة الغرب أكبر من شلب . ينظر : الحموي » معجم البلدان » 
1 .. ابن عذاري ٠‏ البيان المغرب ٠‏ 215/3 . ابن الكردبوس وابن الشبّاط , تاريخ 0 ووصفه , 127 
(الحاشية) . 


ع0 ١١»5015105‏ -2الاكسترء2 02 ع1دضع010) 00 151212122[ 401122220 و 00126[ ووعت 1 و ماتمنة 
. 20.م , 1995 , 8].3 , و5117 ع0 10122025 , عطوتضرة 0550202 


5 


مدينة شَتتَمَريّة الغرب وشلب » ومَارثلَّة (1) . وذكر المقري أن أكشونبّة قاعدة جليلة » لها مدن 
ومعاقل » ودار ملكها قاعدة شلب (2) » فمدينة شلب وما تبعها من قرى أو جاورها من مدن 
أطلق عليها كورة أكشونبّة » أما ابن حوقل » فذكر أن مدينة شلب تبعد عن أخ شنبّة(أكشونبّة) 
ستة أيام (©). 

يلاحظ عند ابن حوقل والمقري أنهما يذكران أكشونبّة أو ولاية أكشونبّة : 
وقاعدتها شلب » وبذلك يبدو واضحا أن شلب كانت بلدة صغيرة تطورت واتسعت مع الزمن 
فهي " بلدة صغيرة في جنوب البرتغال" () » مما يعني أنها لم تكن مدينة كبيرة » في بداية الفتح 
الإنلامى لعري الأنالنن: وبعلب على المنطقة اسم أكشودية : 

أما موقع شلب من المدن المجاورة لها فقد ذكر القزويني أنها " مدينة 


بالأندلس بقرب باجة "(() » " وبينها وبين باجة ثلاثة أيام " (7) » و"بينها وبين قرطبة سبعة 


ع 


أيام "(”) » " وكذلك من شلب إلى القصر أربعة مراحل " (©) ومن مدينة شنتَمَرِيَّة الغرب إلى 


' - ينظر : مؤنس » حسين » تاريخ الجغرافية والجغرافيين في الأندلس » 260 . 
* - ينظر : نفح الطيب , 184/1 . 
* - ينظر : صورة الأرض , 115/1. حدد الحميري مسيرة اليوم الواحد بسبعة وعشرين ميلا . ينظر : الروض 
المعطار » 391 . 
5 - دائرة المعارف الإسلامية » تعريب محمد ثابت الفندي ورفاقه » 352/13 . 
7 - آثار البلاد , 541 . وباجّة مدينة غرب قرطبة » وشمالي شلب » من أقدم مدائن الأندلس » لها معاقل 
موصوفة بالمنعة والحصانة » وهي شمالية شرقية من الأندلس . ينظر : الرُشاطي » الأندلس في اقتباس الأنوار 
5 ., 

الحموي ٠»‏ معجم البلدان ٠‏ 314/1 . أبو الفداء » تقويم البلدان » 148 . الحميري » الروض المعطار » 342 
5 - الحموي » معجم البلدان » 357/3 . 
7 - المقري » نفح الطيب » 189/1 . 
5؟ - الإدريسي » نزهة المشتاق . 2/ 544 . والمرحلة - 35 ميلا » والقصر هو قصر أبي دانس : مدينة 
بغرب الأندلس ٠‏ احتلها هنريكوس ملك البرتغال سنة 586ه » وحررها المنصور الموحدي سنة 587ه ء 
وبقيت بيد الموحدين إلى سنة 614ه . ينظر : المراكشي » عبد الواحد ؛ المعجب . 459 . الحميري» 
الروض المعطار » 475 . 


مدينة شلب ثمانية وعشرون ميلا (') . 
يلاحظ اهتمام المصادر القديمة في تحديد موقع شلب بين المدن الأندلسية » 
فلم تكن مدينة نائية أو معزولة . وصلة شلب مع مدن الأندلس قديمة » فهي بوابة الأندلس 
الغربية التي انطلقت منها سفارة الغزال(2) إلى ملك المجوس (النورمان) أو القسطنطينية زنمن 
الأمير عبد الرحمن الأوسط (3) بعد أن أعد له مركب حسن انطلق من مرفأ شلب (4) . فكانت 
- شلب - قديما قصبة ولاية الغرب »" وقصبة هامة لغرب الأندلس أثناء حكم العرب " (©) . 


ويذكر أبو الفداء » أن شلب أصبحت في عصر الطوائف " من الممالك المصاقبة لإشبيلية » وهي 


كورة ومدينة في غربي إشبيلية وشماليها "(2) . وهكذا فقد ساعد موقع شلب المميز في زيادة 
أهميتها بين مدن الأندلس » وازدادت شهرتها » وأهميتها بقيام دولة مستقلة فيها » بعد انهيار 


الخلافة الأموية في قرطبة » وظهور ممالك الطوائف . 


' -ينظر : الإدريسي » نزهة المشتاق » 543/2 . الحميري » الروض المعطار » 347 . ابن سعيد » 
الجغرافيا » 166 . أرسلان » شكيب », الحلل السندسية » 86/1 . 

7 - هو يحيى بن حكم الجياني ( 156 -250 ه ) من أبرز شعراء الأندلسي في هذه الفترة , عاصر عبد 
الرحمن الداخل وهشام والحكم وعبد الرحمن وصدرا من إمارة محمد بن عبد الرحمن , ينظر : الحميدي » 
جذوة المقتبس . 212/2 . الضتبي ٠»‏ بغية الملتمس , 436 . ابن سعيد » المغرب , 57/2 عباس , إحسان , 
تاريخ الأدب الأندلسي عصر سيادة قرطبة , 143 . 

1 - هو عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل (176 -238 ه ) » إمارته : إحدى وثلاثشون 
سنة , بويع سنة 206ه » وفي عهده غزا المجوس إشبيلية سنة 230 . ومكثوا فيها أربعين يوماء قبل أن 
تتمكن جيوش عبد الرحمن من هزيمتهم » بعدها حدثت سفارة الغزال . ينظر : الضبي ٠‏ بغية الملتمس . 19 . 
ابن الأبّار ٠‏ الحلة السيّراء » 113/1 . ابن عذاري , البيان المغرب , 80/2 - 93 . ابن الخطيب . أعمال 
الأعلام » 18 -20 . 

“- ينظر : ابن دحية » المطرب » 139 . بروكلمان ٠‏ كارل » تاريخ الشعوب الإسلامية » 291 . 

7 - دائرة المعارف الإسلامية » تعريب محمد ثابت الفندي ورفاقه » 352/13 . 

© - تقويم البلدان » 147 . 


ثالثا : طبيعة شلب ومناخها : 
غرفت شلب بتنوع تضاريسها وخصائصها الطبيعية » فذكر ابن سعيد نقلا 
عن الرازي أن " مبناها على نهر يمد من البحر المحيط )١("‏ » كذلك أشار الحميري إلى هذا 
النهر بقوله : "وشرب أهلها من واديها الجاري إليها من جهة جنوبها » وعليه أرجاء البلدء 
والبحر منها في الغرب على ثلاثة أميال" (*) . 
فمدينة شلب تقع على ربوة متدرجة تشرف على نهر أراد (4:206) الذي 
يصب في المحيط الأطلسي جنوبا (©) » ويثري مصادر مياهها » وينشط الملاحة النهرية فيهاء 
هذا بالإضافة إلى وجود المناطق الجبلية الغنية بينابيعها وأنهارها » " وبها جبل عظيم منيف 
كثير المسارح والمياه "(*) 
وتحيط بمدينة شلب تلال عالية » يصل ارتفاعها إلى مئة متر ء إلا من ناحية 
مدخلها فوق النهر » علما بأن ارتفاع قلعة شلب يبلغ 55 مترا » لذلك يمكن أن يقال إن المدينة 
محمية من الرياح الشمالية القوية » إلا أنها من ناحية أخرى ء لا تتمتع بنسائم البحر المنتعشة(”) 
وبها السهول الواسعة » فهي مدينة حسنة » لها بسيط يتسع وبطائح تنفسح (©) . 
وهكذا تنوعت تضاريس شلب بين السهل والجبل » وهذا بالضرورة يؤدي 
إلى تفاوت المناخ » حيث يبلغ معدل الحرارة السنوي لشلب 7717م » وتتفاوت درجات 
+ -المغرب . 381/1 . 
7 - الروض المعطار » 342 . 
7 -ينظر : 10845 35 0تتتاعء5 111560112 02 معدماوخ4 (طلتطذ) 51195 , مهمرم1 , مطعلتهدن 
2002 , 2 . اا , طازد مك , وعطود4م 
4 - القزويني » آثار البلاد » 541 . 
7 -ينظر : عنان » الآثار الأندلسية » 404 . 15-16 , 51195 ,و 03118 , وعتاعضتططه12 . 


6 - ينظر : الإدريسي , نزهة المشتاق , 543/2 , والقارة الإفريقية , 266 . الحميري , الروض المعطار , 
2 . القزويني , آثار البلاد , 541 . الباكوي , تلخيص الاثار , 129. 


الحرارة بشكل كبير بين الصيف والشتاء » بسبب بعدها النسبي عن المحيط الأطلسي » وكونها 
محاطة بالجبال » وتبلغ الحرارة ذروتها في الصيف حيث تصل إلى 5»29مْ » وشتاؤها لطيف 


بمعدل درجة حرارة دنيا 2,7 م (؟) 


ومدينة شلب مأهولة » لها ضياع وكور تتبع لها » ومنها : العليا() » وشنبوس(*) 


وله وفتطل[" اتورفانه اعفن تتمف قير شرع اتات يدانب ف 


1 - ينظر : 16 , 51195 , 03119 , 120181165 . 
” - هي إحدى قرى شلب » ومنها الشاعر الشلبي كثير العلياوي » وليها مع طبيرة وشنتمريّة أبو يحيى بن زكريا 
أحد أشياخ الموحدين سنة 565ههء وأقام فيها 12سنة . ينظر : ابن صاحب الصلاة ٠‏ المن بالإمامة ». 336 . 
المراكشي » عبد الواحد » المعجب . 459 . ابن سعيد » اختصار القدح المعلى » 189 . والمغرب . 

1 . والرايات » 94 , 
١‏ - هي إحدى قرى شلب ٠‏ ومنها الشاعر أبو بكر بن عمّار » وذكر ابن عبد الملك المراكشي أن أبا بحر 
صفوان بن إدريس وصفها في إحدى أراجيزه فقال : 
وقال فيها أبو الفداء : " هي من بدائع منازه إشبيلية » لما فيها من الرياض والمياه المنقطعة " » وحديثا رجح 
بعض الباحثين أن تكون شتبوس هي بلدة 2:844د85]0 الموجودة حاليا في البرتغال » على مقربة من شلب . 
ينظر : الذيل والتكملة » 379/5/1 . تقويم البلدان » 167 . 


,2 .]ظ , دعتكلتك ع0 10122005 , كتتلمل0صطة 00 0ع)ع20 م6أ«عغادهن) مد وع19زه , متتعطلهلك , وعتاطة 
. 43 .م, 1993 


“ - جلّة : هي إحدى القرى التابعة لشلب , ابتنى فيها ابن قسي رابطة زمن الدولة المرابطية , ينظر : ابن 
الخطيب » أعمال الأعلام , 249 . 

١‏ - هي إحدى قرى شلب ٠‏ وينسب ليها الشاعر إدريس بن اليمان العبدري » وقسطلّة هذه غير قسطلَّة دراج 
التي منها الشاعر الأندلسي ابن دراج القسطلي . ينظر : الرُشاطي » الأندلس في اقتباس الأنوارء 186 . 
الحموي » معجم البلدان » 347/4 . ابن سعيد » الرايات » 229 . والمغرب ٠‏ 400/1 . 

.» بغية الملتمس‎ ٠ وينسب إليها الشاعر أبو عمرو يوسف الرمادي . ينظر : الضبي‎ ٠ هي إحدى قرى شلب‎ - ١ 
ماهر زهير » شعر الرمادي‎ ٠ معجم البلدان » 66/3 . ابن سعيد » المغرب » 393/1 . جرار‎ ٠ الحموي‎ . 0 
» تاريخ الأدب الأندلسي عصر سيادة قرطبة‎ ٠ إحسان‎ ٠» المقدمة ) . عباس‎ ( 21 - 20 ٠ يوسف بن هارون‎ 
.192- 6 

7 - يتبع مدينة شلب » استرده محمد بن المنذر من المرابطين ٠‏ بعد أن تغلب عليهم في ثورة ابن قسي سنة 
9ه . وتوجد بشلب الحالية بالبرتغال منطقة جبلية تعرف ب 11001006 أظنها حصن مُرْجيق 


العربي . ينظر : الحموي ٠»‏ معجم البلدان ٠‏ 130/5 . ابن الأبّار » الحلة السيّراء » 203/2 . 
. 14 , 51195 , 03112 , وعناع لتحاهدآ 


تضاريسها » ومناخها » ومصادر مياهها جعل فيها غلات وجنات » إضافة إلى تعدد قراها التي 
زادت من شهرة شلب الأدبية والعلمية بما خرجت من الشعراء » والكتاب » والعلماء 
رابعا: البناء الحضري لمدينة شلب : 
1_ القصبة : 

توجد في أعلى نقطة في المدينة » بجانب الجامع الرئيس » محاطة بأسوار 
عالية ضخمة ٠‏ وثمانية أبراج » وفي القصبة يوجد قصر الشراجيب(!) » الذي ما زال قيد 
الحفريات الأثرية(*) . 

أرجعت إحدى الباحثات بناء القصبة » أو إعادة ترميمها إلى عصر الخلافة 
الأموية » حيث كان القصر أو القلعة رمزا للسلطة السياسية » ويوجد داخل القصبة صهريج 
الماء الإسلامي الكبير » وهو قادر على تخزين 1300 مثر مكعب من الماء » قادرة على 


ضمان حاجة 1200 شخص لمدة سنة » بمعدل 3 لتر للشخص الواحد يوميا ء إضافة إلى 


صهريجين صغيرين أقدم من الصهريج الكبير » كذلك يوجد في القصبة ثلاثة مخازن ضخمة 


' - من أشهر قصور شلب » قال فيه المعتمد بن عباد : طويل 
وَسلّم على قصر الشّراجيب عن فتىئ له أبداً شوق إلى ذلك القصر 


وقال فيه ابن خاقان : " متناه في البهاء والإشراق » مباه لزوراء العراق " » اتخذه ولاة شلب المتعاقبين مقرا 
لإدارة شؤون ولايتهم » وكانت تعقد فيه مجالس الشعر والغناء أيام المعتمد وابنه المعتد . ينظر ؛: المعتمدء 
ديوانه » 47 . ابن خاقان » القلائد » 112/1 . الحموي » معجم البلدان ٠ 155/3 ٠‏ 151/4. الحميري » 
الروض المعطار . 295 . ابن سعيد ‏ المغرب ٠‏ 181/1 . المقري » نفح الطيب » 661/1 . 
2 - اكتشف قصر صغير الحجم - لا يعتقد أنه قصر الشراجيب - تحيط به حديقتان » والعديد من الغرف التي 
تحتوي على حمامات خاصة » مزودة بالمياه مباشرة » ومعدات للتدفئة » ومرافق صحية . ينظر : 

. 8]1.7,2001,2.108 , لمصعلنء )0‏ معصتتتاع]1لعمم0 , معتدددا؟! دع؟1زه , واعة/ 82 ,001225 
وقد أشار عنان إلى ذلك القصر بقوله : " فهل تكون ثمة علاقة بين هذا الأثر وبين قصر الشراجيب ". الآثار 
الأندلسية » 404 . 


لتخزين الحبوب (') » ولعل في هذا دلالة واضحة على أن القصبة تمثل النواة الأولى لمدينة 
شلب » وتكون بذلك أقدم بناء في المدينة » تركزت فيه السلطة السياسية والإدارية . 
2 - المدينة : 

وهي مساحة تنخفض عن القصبة . وتأخذ شكلا شبه دائري » وتمتددافي 
أقصى مسافة لها باتجاه شمال جنوب 300 م » وباتجاه شرق غرب مسافة 320 م » و يبلغ 
محيطها 650 م » وهي محاطة بأسوار عالية من الحجارة تعود بعض أصولها المهدمة إلى العهد 
الروماني (©) » وبذلك تبلغ مساحة المدينة دون القصبة ما بين 70 - 80 دونما . أما الأسوار 
التي تحيط بالمدينة » فيرى بعض الباحتين أنها بنيت أو رممت في العصر الموحدي (*). 

ولمدينة شلب ثلاثة أبواب : باب البلد » وباب الشمس , وباب الزاوية » تغير 
اسم الباب الأول إلى باب المدينة أو باب لولاي 1.0116 » حيث تم بناء هذا الباب على مرحلتين 
الأولى في عهد المرابطين والثانية في عهد الموحدين (؟) » وأظن أن الاسم الصحيح لهذا الباب 
هو باب الوالي » حيث اهتم ولاة الموحدين بتحصين المدينة » وبناء أسوارها » وهكذا فإن مدينة 
شلب ضمت داخل أسوارها منطقتين مختلفتين واحدة عليا » تضم النخبة السياسية والإدارية 
والدينية ؛ وهي القصبة » وأخرى سفلى تضم العديد من الأحياء التي تعيش فيها العامة » وقد 


وجدت فيها المباني العمومية الضخمة » مثل الجامع المركزي والحمام والسوق(”) . 


2001 ,8].7 و امطع 0010 معطنتتتتعنلع027 , 162دده1كآ 51195 , واعتد 1052 ,دعم1ه0 
. 2.108 
نفسه » 2.104 ,7,2001.]] . 
3 / 18 , 12271026012 5مع1اطسط . 
001 , لممعلنهء 0‏ معططتنتتاع ]نلعد2 , وعتددهلكآ و5117 , واعتة7؟ 1052 ,وعدده 
. 106- 105.م 


- ينظر : 
- ينظر : 
3 -.ينظز : 
- ينظر: 


نفسه » 0.108 ,21.7,2001 . 


3 - خارج أسوار المدينة : 

امتدت المنطقة السكنية خارج أسوار مدينة شلب » حيث وجدت الأسواق » 
والحمامات » وكان امتداد الضواحي أو الأرباض(؟) بين مدخل المدينة والنهر » ويشبه امتداد 
الأرباض في شلب بطرقه الملتوية الضيقة » شكل المدينة الحالي(2) » وقد لاحظ ذلك عنان أثناء 
زيارته لشلب ٠‏ فالأحياء الحديثة "تحتل مواقع المدينة الأندلسية دون تغيير كبير "(3) 

أما مساحة أرباض شلب » فهي بحسب الاكتشافات الأثرية » والمعلومات 
المكتوبة في كتاب (تاريخ الصليبي) » كانت كبيرة جدا وتضم 16 ألف ساكن أواخر القرن الثاني 
عشر الميلادي في مساحة صغيرة نسبيا تمثل 160 دونما (*). 
4 - ميناء شلب وقنطرتها : 

يبدو أنه لم يتم إحداث تغييرات جوهرية على الميناء في العهد الإسلامي » إذ 
بقي محافظا على شكله الأول ٠»‏ في المكان نفسه ٠‏ الذي وجد فيه الميناء الذي يرجع إلى العصصر 
الروماني(”) » أما القنطرة العربية على نهر أراد » فهي مؤلفة من أربعة عقود حجرية تصل 
المدينة بالطريق الكبرى المؤدية إلى مدينة لشبونة (7) » ولا تزال هذه القنطرة قائمة في شلب 


إلى أيامنا هذه » وقد حصلت على صور فوتوغرافية لها » خلال فترة إعدادي لهذه الرسالة . 


' - الأرباض : جمع ربض » وهو ما حول المدينة . ينظر : ابن منظور » لسان العرب » مادة (ربض) . 
2 - ينظر : ب 7.]ة , لممعلنء 0‏ معصتتتاء]1لعدط0) , وعتدد هلكا و5117 , واعتد/؟ 1052 ,وعدره 
. 114. م.2001 
3 - الآثار الأندلسية » 405 . 
_ - ينظر : ب 7.]ة , لمصعلنء 0‏ معصتتتاع]نلعد2) , وعتددهلكآ و5117 , واعتد 17 1052 ,جوعدده 
20014 
أشارت الباحثة إلى أن صاحب الكتاب كان أحد الذين شاركوا في حملة سانشو الأول سنة 1189 م » نقلا عن 
6. م , 2011521 01 1115]0112 012 110167215 دعاده"1 , . ذ , وأمعساط 
3 - ينظر : 7 , لمصعلنء0) معمططتتتاع ]نلعد2) , وعتدده[كآ و5117 , واعنتة 17 1052 ,دوعماه 
2001 
“ - عنان » الآثار الأندلسية » 440 , 


خامسا: سكان شلب : أصلهم وعاداتهم وحياتهم الاجتماعية : 


فتحت شلب وغيرها من مدن غرب الأندلس منذ أوائل الفتح العربي لجزيرة 
الأندلس » والراجح أن مدن غرب الأندلس فتحت على يد عبد العزيز بن موسى بن نصير سنة 
4 ه(1) » وفي سنة 125 ه »ء ولي الأندلس أبو الخطار الحسام بن ضرار الكلبي(2) » الذي 
قدم تفريق العرب الشاميين الغالبين على البلد على أي عمل آخر في ولايته » فأنزلهم مع العرب 
البلديين على شبه منازلهم في كور شامهم (©) . 

فقد توزع أهل الشام وتركزوا في إشبيلية ومدن غرب الأندلس (*) » وذكر 
ابن الأبّار أن أبا الخطار ٠‏ أنزل في كورتي أكشونيّة وباجّة جند مصر مع البلديين الأول (5). 
وذكرت بعض المصادر أن أهل شلب وسكان قراها عرب من اليمن وغيرها 7؟ ) . 

ويفهم مما تقدم أن سكان شلب من أصول عربية يمنية » قدموا من الشام أو 


مصرء وتركزت هذه القبائل اليمنية في غرب الأندلس منذ عهد الولاة (7) . ومنهم : بنو 


' - فتح موسى بن نصير إشبيلية » ثم واصل تقدمه نحو طليطلة » وفي الوقت نفسه أرسل ابنه عبد العزيز 
لإخماد التمرد الذي اندلع في إشبيلية » بعد فتحها أول مرة » فأعاد عبد العزيز فتح إشبيلية » وفتح لبلة » وباجة 
رأكشرنية و ينظ :إن خذار ار البواق: شغرب ,15/27 كر وششدال :ليق باكازية اتانيه لباقي : 
1 -56 . 
7 - هو الحسام بن ضرار بن سلامان الكلبي » أبو الخطار » ولي إمارة الأندلس أيام هشام بن عبد الملك الخليفة 
الأموي . واستمرت ولايته على الأندلس ثلاث سنوات تقريبا . ينظر : الضتبي ٠»‏ بغية الملتمس . 237 . ابن 
عذاري » البيان المغرب . 33/2 . بروفنسال ٠‏ ليفي ٠»‏ تاريخ أسبانيا الإسلامية » 66/1 . 

ينظر : ابن الأبّار , الحلة السيّراء ,61/1 . 

ينظر : ابن عذاري , البيان المغرب , 33/2 . 
7- ينظر : الحلة السَيّراء ,61/1 . 

ينظر : الإدريسي ٠‏ نزهة المشتاق , 543/2 , الحميري , الروض المعطار , 342 . 

ينظر : أحمد » مصطفى أبو ضيف , القبائل العربية في الأندلس , 157. 


10 


مزين(؟) وبنو الملح أو الملاح (*) » وقبيلة مَهّرة (*) » الذين اشتهروا بنسبهم العربي . هذا 
بالإضافة إلى العائلات العربية المولدة » ومنهم : بنو حبيب وبنو وزير الذين اشتهروا بقول 
الشعر » فقد ذكر الإدريسي أن هؤلاء العرب غلبوا على سكان شلب الأصليين غلبة واضحة » 
تجلت في لغتهم » فلم يكن للعجم أثر فيها » فهم يتكلمون بالكلام العربي الصريح ويقولون 
الشعر(”) . 
ولعل في قول الإدريسي المتقدم ؛ إشارة واضحة إلى وجود سكان من غير 

العرب في شلب . وحديثا ذهب بعض الباحثين إلى وجود جالية مسيحية في شلب حتى في 
الفترات التي عدت غير متسامحة (زمن المرابطين) » حيث توقع العلماء وجود هيكل مسيحي 


يخدم طبقة المستعربين قرب الكاتدرائية أي قرب الجامع الرئيس في شلب (©) . 


' - بنو المزين : من الأسرات المعروفة بالأندلس , وهم موالي رملة بنت عثمان بن عفان » ومزين هو الداخل 
إلى الأندلس » صاحب شلب » وقيل إن أصلهم من أكشونيّة , ولبني مزين اقطاعات واسعة بشلب »وهم أول من 
استقل بها في عصر الطوائف . ينظر : الضّبي ٠»‏ بغية الملتمس ٠‏ 191 . ابن الأبّار » الحلة الستّيّراء ,88/1 » 
والتكملة » 284/1 . ابن عذاري ٠‏ البيان المغرب » 296/3 - 279 . دوزي , ملوك الطوائف , 124 . 
7 - يرتد بنو الملح أو الملاح في نسبهم إلى قبيلة لخم العربية » فقد ذكر بعض القدماء في ترجمتهم لابن الملح 
أنه من بيت أصالة » ونقل ابن الخطيب عن ابن حيان قوله :جاز إلى الأندلس بعد الفتح رهط من لخم تفرقوا في 
أقطارها » وانحاز منهم إلى غربيها أخوان ؛ نعيم وعطاف . ينظر : ابن خاقان » القلائد . 558/2 - 566 . 
ابن الأبّار » التكملة » 337/1 . ابن سعيد » المغرب ٠‏ 383/1 . ابن الخطيب » أعمال الأعلام » 152 . 
7 - مَهّرة من بلاد اليمن » وتنسب إليها قبيلة مَهّرة الشلبية » الداخلة إلى الأندلس » ومنها الشاعر أبو بكر بن 
عمار المَهْري » وربما انتسب إليها أبو بكر بن المُدَخل المَهْريّ الشاعر الشلبي في عصر الموحدين . ينظر : 
الحموي » معجم البلدان » 5/ 232 » ابن خلكان ٠‏ وفيات الأعيان » 428/4 . المقري ٠‏ نفح الطيب »297/1 . 
راشد » دياب » أبو بكر محمد بن عمار . 39 - 40 » رسالة ماجستير » جامعة دمشق » 1990 . 
*- ينظر : نزهة المشتاق , 2/ 543 . 
و : 7 اا , لمسصعلنء )0‏ معمطتتتاع]نلعدط2) , وعتددهلكآ و5119 , واعتة7؟ 1052 ,جعمده 
0 .2 , 2001 
وقد أشارت الباحثة جومث إلى وجود كنيسة في منطقة 8231125761140 ومنطقة ع]2ع5.7160 » وكنيسة القديسة 
ماريا بفارو( شنتَمَريّة الغرب) المسجلة باعتبارها أقدم معبد ديني مسيحي بالجهة » وهي التي ذكرها الحموي 
بقوله : " وبها كنيسة عظيمة " . معجم البلدان » 367/3 . 


11 


اعتزت العائلات العربية - عريقة ومولدة - بعروبتها التي تمثلدت في 
المحافظة على اللغة العربية الفصيحة » فلم تحصر فصاحة أهل شلب في فئة دون غيرها » 
" وهم فصحاء » نبلاء خاصتهم وعامتهم "(!) » وقد أدت هذه الفصاحة » وسلامة الفطرة إلى 
انتشار ملكة الشعر بشكل واضح لاحظه القدماء (2) » وتناقلته الألسن عن أهل شلب » وعده 
القزويني من عجائب هذه المدينة " ومن عجائبها ما ذكره خلق لا يحصى عددهم أنه قل أن يرى 
من أهل شلب من لا يقول شعرا » ولا يعاني الأدب " (©) . 

فقد تغلغل الشعر في جميع فئات سكان شلب حتى الفلاحين منهم » ولو 
مررت بالحراث خلف فدانه » وسألته الشعرء لقرض في ساعته » أي معنى اقترحت عليه » وأي 
معنى طلبت منه صحيحا (؟) » فإذا كان هذا شأن الحراث » من الفصاحة وقول الشعرء فكيف 
يكون شأن من هم أرفع منه درجة في العلم والمعرفة في المجتمع الشلبي ؟ ولعل ذلك ما جعل 
أبا الفداء يقول : " وشلب مدينة حسنة مشهورة بالأدباء " (©). 

كذلك اشتهر سكان شلب بمحافظتهم على العادات العربية الأصيلة مثل الكرم 
إذ أشاد بكرمهم الإدريسي والحميري ٠‏ فذكرا أهل بَوادي شلب » بأنهم في غاية الكرم ء لا 
يجاريهم فيه أحد (©) . 

وأما الحياة الاجتماعية » فقد ضنت بها المصادر » وذهبت إحدى الباحثشات 
إلى أن الآثار التي مازالت ظاهرة في منطقة شلب تدل بوضوح على عادات السكان » وبعسض 


' - الحميري . الروض المعطار , 342 . 

7 - ينظر الإدريسي » نزهة المشتاق , 543/2 . الحموي , معجم البلدان ,357/3 . الروض المعطار , 242 
القزويني , آثار البلاد , 541 . 

3 - آثار البلاد , 541 . 

*- ينظر الحموي , معجم البلدان , 357/3 . القزويني » آثار البلاد , 541 . 

7 - تقويم البلدان , 147 . 

“ - ينظر : نزهة المشتاق , 543/2 , الروض المعطار , 342 . 


12 


من سلوكهم ٠‏ وتقاليدهم في العمل والموسيقى والغناء والاحتفالات » وهي تشبه عادات سكان 
قرطبة وغرناطة في تلك العهود » فغرب الأندلس البرتغالي يمثل منطقة لها خصوصيتها الثقافية 
والاجتماعية » فقد سكنتها شعوب متمدنة متحضرة » لها فلسفة خاصة في الحياة والاجتماع » 
وغُرفت بحبها للجمال والثقافة (©) . 

وهذا يعني أن خصوصية المجتمع العربي الإسلامي في العادات والتقاليد . 
وفلسفة الحياة العربية الإسلامية » قد تمثلها أهل شلب في طريقة حياتهم » وربما تميزوا بذلك 


عن سكان المدن التي سقطت مبكرا في أيدي البرتغاليين . 


! -ينظر : و ©ضتة 20550202 06 151212162 4061122620 , ع1016ل ووعتء ]1 , مالمتة 
. 17.م , 1995 , 3 . لظا , وع الاك عل 0122005ل 


13 


الفنصل الأول : الحياة في شلب 


المبحث الأول : الحياة السياسية 
أولا : عصر الطوائف 
ثانيا : عصر المرابطين 
رابعا : سقوط شلب 
ثالثا : عصر الموحدين 
المبحث الثاني : الحركة الشعرية 
أولا : عصر الطوائف 
ثانيا : عصر المرابطين والموحدين 
ثالثا : بواعث ازدهار الحركة الشعرية 
رابعا : أثر الحركة الشعرية الشلبية في مدن الأندلس والمغرب 
المبحث الثالث : الحياة الثقافية 
أولا : المصنفات الأدبية 
ثانيا : العلوم الدينية 
ثالثا : العلوم اللغوية 


المبحث الرابع : الحياة الاقتصادية 


المبحث الأول : الحياة السياسية 


شكلت شلب منذ الفتح الإسلامي لها سنة 94ه » وحتى سقوط الخلافة 
الأموية بقرطبة سنة 422ه قاعدة لولاية الغرب الأندلسي ٠‏ علما بأن إعمار شلب يعود إلى ما 
قبل التاريخ » ويعزى إلى الفينيقيين تأسيس المدينة » التي غزاها الرومان _ في عصور لاحقة 
_ وجعلوا منها قاعدة عسكرية » ومركزا تجاريا هاما للغاية(؟) . 

وفي عهد الأمير عبد الله بن محمد(2) عمت الثورات أرض الأندلس » فثار 
يحيى بن بكر(”) صاحب أكشونبّة وقاعدتها شلب » واقتعد مدينة شَنْتَمَريّة دار ملكه (4) » أي أن 


شلب و شنتمَريّة الغرب حظيتا باستقلالهما في الربع الأخير من القرن الثالث الهجري » وبقي 


الأمر كذلك حتى سنة 317ه » حيث أعيدت تلك البلاد إلى الحكم المركزي في قرطبة (©) » 
وبذلك عادت شلب مدينة أندلسية كغيرها من المدن التابعة للخلافة الأموية . وأصبح الولاة 


يعينون من قبل الخليفة في قرطبة . 


! -ينظر : 18/7833, ونلءمم16ء127 ومعناطسط . 
7 - هو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم » أبو محمد . ( 229 - 300ه) بويع سنة 275ه ء 
وكان أديبا شاعرا » في عهده امتلأت الأندلس بالفتن وصار في كل جهة متغلب . ينظر : الضبي » بغية 
الملتمس . 20. المراكشي » عبد الواحد ٠‏ المعجب . 53 . ابن الأبَار » الحلة السميّراء » 120/1 . ابن 
عذاري ٠»‏ البيان المغرب. 120/2 . ابن الخطيب ٠‏ أعمال الأعلام » 26 . بروفنسال » ليفي » تاريخ أسبانيا 
الإسلامية » 265/1 . 
1 - هو بكر بن يحيى بن بكر من المولدين في شنتمَريّة الغرب » استقل بشنتمَريَّة وشلب في عهد عبد الله بن 
محمد » وفي عهد الخليفة عبد الرحمن بن محمد » اعترف خلف أحد أحفاد بكر بن يحيى بسيادة قرطبة . ينظر : 
بروفنسال » ليفي ٠»‏ تاريخ أسبانيا الإسلامية » 297/1 ٠»‏ 335/2 . 

5 .م , 5©197©5 و 031:219) , 1001011801165 
“ - ينظر : ابن عذاري » البيان المغرب ٠ 135/2 ٠‏ 137 . بروفنسال ٠‏ ليفي ٠‏ تاريخ أسبانيا الإسلامية . 
1 . 
7 - ينظر : ابن عذاري ٠‏ البيان المغرب » 201/2 . بروفنسال » ليفي » تاريخ أسبانيا الإسلامية » 335/2 
مؤنسء حسين » معالم تاريخ المغرب والأندلس » 359 . 


15 


وفي سنة355ه ؛ أصبحت شلب مسرحا لمعركة نهرية بين أسطول إشبيلية 
ومراكب المجوس (النورمان أو الدينمارك) في هجومهم الرابع(؟) على الأندلس » وفي هذه 
المعركة استطاع الأسطول الإشبيلي اللحاق بسفن النورمان عند مسصب نهر شلب (أراد) ؛ 
3 5 5 5 3 0 8 5 . 2 
وتحطيم كثير من سفنهم » وتحرير الأسرى الذين كانوا على متن السفن( ) . 

يمكن القول : إن شلب بدأت تأخذ أهميتها السياسية منذ الربع الأخير من القرن 
الثالث الهجري بما حظيت به من استقلال سياسي , ثم كانت هذه المعركة مع المجوس » 
لتكشف عن أهمية الموقع الإستراتيجي لشلب . حيث اتضح أنها خط الدفاع الأول عن بلاد 
الأندلس من الغرب . 
أولا : عصر الطوائف : 

بعد سقوط الخلافة الأموية في الأندلس سنة 422ه » ظهرت شلب - 
بشكل أوضح - على مسرح الحياة السياسية الأندلسية » فقد أصبحت - في عصر الطوائف - 
أهم إمارات الغرب بعد إشبيلية ٠»‏ وأول من انتزى بها مع كورة باجّة الحاجب عيسى بن 
محمد(ة) في أعقاب الفتنة الكبرى بالأندلس » ودام حكمه إلى سنة 432ه » فخلفه ابنه محمد 
الثالث . ينظر : ابن عذاري ٠‏ البيان المغرب » 87/2 و96 - 97 . بروفنسال ٠‏ ليفي ٠‏ تاريخ أسبانيا الإسلامية 
4/1 -187. 
7 -ينظر : ابن عذاري ء البيان المغرب .239/2 . بروفنسال ٠‏ ليفي ٠»‏ تاريخ أسبانيا الإسلامية » 432/2 . 
7 - لم أعثر على ترجمته » وأرجح أنه من بني مزين ٠‏ حيث قال ابن عذاري : ومزين هو صاحب شلب 
ولخص ابن الخطيب تاريخ بني مزين تلخيصا لا يخلو من غموض » فقال : "ومنهم أبو الأصبغ بن مزين 


وموسى أخوه » وكان أبوهما قاضي شلب وحصون الغرب ٠‏ تسمى أحدهما بالمظفر » وانفرد بالأمر دون أخيه » 
إلى أن تغلب عليه المعتضد بن عباد سنة 433ه .ء فكانت مدتهم تسعا وثلاثين سنة ". وجعل ابن خلدون بداية 
حكمهم لشلب سنة 419ه » مما يشير إلى أن بني مزين تولوا حكم شلب بعد انهيار الخلافة الأموية . ينظر : 
ابن عذاري ٠»‏ البيان المغرب . 298/3 - 297 . ابن الخطيب , أعمال الأعلام » 209 . ابن خلدون .٠‏ تاريخه » 
77 . 


16 


ابن عيسى الملقب بعميد الدولة » ولم يكن لهذا الأمير من القوة ما يسمح له بمواجهة أطماع أمير 
إشبيلية القوي المعتضد بن عباد (5)» فتنازل عميد الدولة عن مدينة باجّة التابعة لإمارته » 
واكتفى بحكم شلب إلى أن توفي سنة 440 ه (2) . 

وإثر وفاة عميد الدولة » بايع أهل شلب عيسى بن أبي بكر بن مزين » ويكنى 
أبا الأصبغ واليا عليها في العام نفسه (2) . وكان أبو الأصبغ قاضيا على شلب وسائر أعمالها . 
شهما » جزلا في أحكامه وسائر أموره ؛ مما جعل الناس يقبلون عليه ويبايعونه » ضبط شلب » 
وجمع رجالها » وقسم بينهم أموالها » وجند جنودها » " فهو يحترس من المعتضد احتراسا 


عظيما وجعل يهاديه ويصانعه ولا ينفعه شيء من ذلك "(*) . 


ويبدو أن أبا الأصبغ قد تنبه لأطماع المعتضد منذ وقت مبكر » إلا أن صغر 
مملكته وحداتتها بالنسبة لمملكة إشبيلية جعلها مطمعا للمعتضد . الذي بادر بشن الغارات على 


شلب » فكانت بين أبي الأصبغ والمعتضد حروب كثيرة » مات فيها بشر كثير » والظهور في 


' - هو أبو عمرو عباد بن محمد اللخمي » تولى الأمر بعد أبيه بإشبيلية سنة 433ه ؛ تسمى بفخر الدولة » ثم 
بالمعتضد » استولى على غرب الأندلس » مثل شلب ولَبْلّة وجبل العْيون » واستولى على قَرمُونة والجزيرة 
الخضراء » وكانت له حديقة مليئة بالرؤوس من البربر وغيرهم من أعدائه » توفي سنة 461ه . ينظر : 
الضّبي » بغية الملتمس ٠‏ 345 » المراكشي » عبد الواحد » المعجب ٠‏ 151 . ابن الخطيب ٠‏ أعمال الأعلام: 
5 . ابن خلكان ٠»‏ وفيات الأعيان » 23/5 . دوزي » المسلمون في الأندلس ٠‏ 57/3 . بالنثيا » آنخل جنثالث 
تاريخ الفكر الأندلسي » 86 . 

* - ينظر : ابن عذاري ٠‏ البيان المغرب ٠‏ 192/3 - 193 . وذكر ابن عذاري : أن والي شلب ويدعى أحمد 
بن جراح حاول الاستقلال بها سنة 434 ه ء فنصب نفسه ملكا عليها » وتسمى بالحاجب مؤيد الدولة » وملك 
الملوك ؛ فعظم في المدينة طغيانه » وانتشرت فيها أعباثه » فثار عليه أهل بلده » وقتلوه » وهي رواية لم أجد من 
المصادر ما يبدد غموضها. ينظر : البيان المغرب » 215/3 . 

7 - ينظر : ابن عذاري ٠‏ البيان الغرب , 297/3 . دائرة المعارف الإسلامية , تعريب محمد ثابت الفندي 
ورفاقه , 353/13 . 

4 - ابن عذاري »ء البيان المغرب » 297/3 . 


17 


ذلك كله للمعتضد » إلى أن خلعه وقتله في آخر سنة 445 ه (!) . 
تولى بعد أبي الأصبغ ابنه محمد الذي تسمى بالناصرء واستمر حكمه إلى أن 

توفي سنة 450ه ء فخلفه ابنه عيسى بن محمد بن مزين » الذي تلقب بالمظفر(/) » لكنه لم 
يكن بمأمن من المعتضد الذي عاود الإغارة على شلب » وأغلب الظن أن المظفر عيسى » قد 
رفض الاعتراف بالتبعية لمملكة بني عباد بإشبيلية » مما جعل المعتضد يحاصر شلب ويقطع 
عنها المرافق كلها حتى اشتد البلاء على أهلها . 

فقد عزم المعتضد - هذه المرة -على دخول شلب ٠‏ والقضاء على حكم بني 
مزين » فدخلها عنوة بعد هدم سورها بالمجانيق » وقتل عيسى بن محمد بن مزين سنة 455 ه 
وبمقتله انقضت دولة بني مزين في شلب وفني ملكهم (3) . 

وخلاصة القول : إن بني مزين قد تنفذوا في شلب مدة النصف الأول من 
القرن الخامس الهجري ٠‏ إلا أن هذا النفوذ لم يكن قويا أو كاملا يتيح لهم فرصة لإنجاز 
حضاري مميز أو لجعل بلاطهم مقصدا للشعراء » فتحفل بهم كتب التاريخ أو الأدب . 

احتفظت شلب بقيمتها باعتبارها قاعدة منطقة الغرب », ولأهميتها اتخذها 
المعتضد نقطة انطلاق لإخضاع الإمارات البربرية المناوئة له(*) »وعين لولايتها ابنه الأمير 


الشاعر المعتمد بن عباد ٠‏ وكان يعاونه في إدارته هذه الولاية ( ولاية شلب) وزيره أو أمينه 


' -ينظر : ابن عذاري ء البيان المغرب » 297/3 . 

7 -ينظر : نفسه » 297/3 - 298 . 

3 - ينظر : نفسه » 298/3 . زامبارو , معجم الأنساب والأسرات الحاكمة في التاريخ الإسلامي , 88/1 . 

دائر المعارف الإسلامية » تعريب محمد ثابت الفندي ورفاقه » 353/13 . عنان ء دول الطوائف , 58/2 . 
. 25 .م , 56195 , 031:219) , 0115م لتحاهدآ1 


ع0 5م5161 كتتعتتع:21 15 اأمسملرء2 21521[ ع0 ع:1أمأكتط , طدلالدلطك , تاتتمطك] 
. 28 . م , 2002 ,2. آلآ , طزيهة227 , 215261012دد1كآ1 


* - ينظر : ابن عذاري » البيان المغرب » 214/3 . 


18 


أبو بكر ابن عمار (1) . وكان المعتمد في الرابعة والعشرين من عمره » تزوج الرُّميكية(") . 


التي غلبت عليه » مما أغضب والده المعتضد فتوجه إليه " والمعتمد إذ ذاك بشلب عامل له » 


' - هو محمد بن عمار بن الحسين بن عمار المَهؤْريّ » أبو بكر » كانت ولادته سنة 422ه » في قرية شنبوس 


من قرى شلب » تعلم في شلب » ثم انتقل إلى قرطبة » حيث تتلمذ على يد الأعلم الشنتمري . وابن عمار من 
شعراء الأندلس المعدودين ٠‏ وأبرز شاعر شلبي في عصر الطوائف » تمثلت في شعره مراحل حياته المختلفة » 
له ديوان شعر جمعه أبو الطاهر الستّرقسْطي » لم يصل إلينا . جمع إلى شاعريته حنكة سياسية » حتى قال فيه 
ادفنش الروم : هو رجل الجزيرة . وزر ابن عمار للمعتمد بن عباد في شلب » ثم أصبح واليا عليها » ثم وزيرا 
للمعتمد في إشبيلية . قاده طموحه السياسي إلى الخروج على المعتمد في مرسيّة » التي كانت سببا في محنته مع 
المعتمد » انتهت بالقبض على ابن عمار وسجنه » ثم قتله على يد المعتمد سنة 477ه »؛ وفي ذلك يقول ابن 


وهبون : كامل 
من ذا الذي أبكيه ملءَ مدامعي وأقول : لا شلت يمين القاتل 


ينظر : ابن خاقان ٠»‏ القلائد » 253/1 . ابن بسام ٠»‏ الذخيرة » 368/1/2 . الأصفهاني » العماد ٠‏ الخريدة ( قسم 
شعراء المغرب والأندلس) » 71/2 . الضبي ء بغية الملتمس ٠‏ 96. ابن دحية » المطرب .169.2 . المراكشي » 
عبد الواحد » المعجب . 169 . ابن الأبّار » الحلة السّيّراء » 113/2 . ابن خلكان » وفيات الأعيان » 425/4 . 
ابن سعيد ٠‏ الرايات » 86 » والمغرب ٠‏ 389/1 . الذهبي » تاريخ الإسلام » 207/32 » وسير أعلام النبلاء » 
8 . العمري ٠ء‏ مسالك الأبصار ٠‏ 251/11 . الصفدي ٠‏ الوافي بالوفيات .229/4 . ابن الخطيب » 
السحر والشعرء 130. المقري » نفح الطيب . 652/1 . ابن العماد » الشذرات » 256/3 . مجهول ٠‏ مختارات 
من الشعر المغربي والأندلسي ٠.‏ 63 . الدّاية » محمد رضوان ٠»‏ مختارات من الشعر الأندلسي ٠‏ 83 . بالنثيا » 
آنخل جونثالث ٠»‏ تاريخ الفكر الأندلسي . 89 . ضيف شوقي . عصر الدول والإمارات ( الأندلس ) » 194 . 
أباظة » ثروت ٠‏ (سلسلة اقرأ) ابن عمار هارب من الأيام » 98-7 . وحديثا جمع شعره صلاح خالص تحت 
عنوان : محمد بن عمار الأندلسي . طبع بغداد » 1957 . وقدم دياب راشد رسالة علمية تحت عنوان : أبو بكر 
ابن عمار حياته وشعره » جامعة دمشق ٠‏ 1990 » وألف أدلبرتو ألفش وحمدان حجاجي كتابا تحت عنوان : 
ابن عمار الأندلسي مأساة شاعر » طبع لشبونة » 2000 

7 - هي اعتماد أم الربيع » وتعرف بالسيدة الكبرى » وتلقب بالرّميكية نسبة إلى مولاها رميك بن حجاج » ومنه 
ابتاعها المعتمد في أيام أبيه المعتضد » وكان مفرط الميل إليها حتى تلقب بالمعتمد لينتظم اسمه حروف اسمها . 
وهي التي أغرت المعتمد بقتل أبي بكر بن عمار لذكره إياها في هجائه المعتمد . تعرف المعتمد على الرُميكية 
في وادي إشبيلية » ورجح أدلبرتو ألفش أنها شلبيّة تعرف عليها المعتمد في وادي شلب ٠‏ ويبدو أن ألفش اعتمد 
على ما ذكره دوزي وهو أن المعتمد ولي شلب سنة 443ه ء وكان عمره اثنتي عشرة سنة » وهو مادحضدته 
المصادر العربية » ونفته المكتشفات الحديثة » ينظر : ابن الأبّار » الحلة السيّراء » 62/2 . ابن عذاري , 
البيان المغرب , 298/3 .السيوطي ٠‏ نزهة الجلساء . 110 . عنان ءالآثار الأندلسية , 401 . دوزي » 


المسلمون في الأندلس » 92/3 . 5 , 20161521 2110 112هم5 ضز 110015 ع1 , مدل , 0دعظ]1 
,2.]ل, و5117 ع0 10122035 , 42021115 00 160)ع20 0]<ع021) مد 51175 , ماعط لهل , ودع تام 
. 42 .م , 1993 


19 


وقد ولدت منه أكبر أولاده سراج الدولة عبادا "() . 

فقد تزوج المعتمد في شلب » وأنجب أول أولاده فيها » ولم يكن رجل سياسة 
في تلك الفترة بقدر ما كان لاهيا مقبلا على الحياة وحب المتعة » بصحبة وزيره ابن عمار » فقد 
" جرت عادة هذين الصديقين أنهما يجتمعان في شلب لا يفترقان منها إلا إذا غادراها إلى 
إشبيلية حيث يتوفر لهما في هذه العاصمة الأنيقة الظريفة كل أنواع السرور والمرح واللهو"(*2) 
ويذكر عبد الواحد المراكشي أن المعتمد سلم ابن عمار جميع أمور شلب " فغلب عليه ابن عمار 
غلبة شديدة وساءت السمعة عنهما "(*) 

ويبدو أن ولاية المعتمد لشلب كانت قرابة العام الواحد ؛ إذ استدعاه والده 
ليكون ولي عهده سنة 456 ه(”) » وبعد تولي المعتمد مقاليد السلطة في إشبيلية » عاود 
الاتصال بصديقه ابن عمار » وكان المعتضد فرق بينهما » بأن نفى ابن عمار إلى سَرَقسنْطّة(5) 
لما رأى غلبتة على المعتمد() » فصرح ابن عمار - بعد عوته إلى إشبيلية _ برغبته في ولاية 
شلب (مسقط رأسه) » فأجابه المعتمد لطلبه » ووجهه واليا عليها(/) » غير أن ولايه ابن عمار 
لم تدم طويلا في شلب , فلم يصبر المعتمد على بعد صديقه » فعزله واستدعاه إلى إشبيلية 


ليكون وزير المعتمد الأول . 


' - ابن الأبّار » الحلة السيتراء 71/2٠‏ . 

7 - دوزي , ملوك الطوائف , 202 . 

7 - المعجب » 176 . 

* -ينظر : دوزي »ء المسلمون في الأندلس ٠‏ 70/3 -73 . 

” - مدينة بشرق الأندلس » كبيرة القطر » آهلة ممتدة الأطناب تتصل بأعمال تطيلّة » مقامة على نهر كبير »ء 
صارت بيد الإفرنج سنة 512ه . ينظر : الزُهري » الجعرافيا » 226 . الرُشاطي , الأندلس في اقتباس 
الأنوار » 188 . الحموي » معجم البلدان » 3/ 163 . 

* - ينظر : المراكشي » عبد الواحد » المعجب » 170 ؛ 176 . 

7 - ينظر : نفسه » 178 . 


20 


تولى شلب المعتد بالله (؟) زمن أبيه المعتمد » فقد قال الفتح بن خاقان في 
ترجمته للراضي(”): " وأخبرني المعتد بالله أن المعتمد أباه » وجهه إلى شلب واليا "(2) » غير 
أن المقري فهم من القول المتقدم أن الراضي هو من تولى شلب (*) » وأظن أن الفتح قد 
استطرد في ترجمته للراضي » فذكر المعتد » وعليه فإن المعتد بالله هو من تولى شلب وليس 


الراضي ٠‏ وذلك واضح فيما نقله ابن خاقان من قول ابن اللبّانة في حضرة المعتد في شلب (©): 


طويل 
أما عَلمَ المعتدٌ بالله أتني بحضرته في جنّة شقَّها نهر 
وما هو نه أعشب التبت حولَة ولكنَّه سيف حَمَائلُهُ حر 


قاين التاق تقلع سمال شلب «ويطيفة نهزها ووياضها القناف, اورقا أبن سففية اننا 


' - هو أبو بكر عبد الله الملقب بالمعتد بالله » أمه الرُميكية , ولي شلب ثم مارتلة , 
الف ابطيق الذي 'قطيوا :على تررك :و اتكوذوا على كل ما كان يملق ,:ينظن ؛ الماكسن ",عه الؤاهشد, 
المعجب , 204 . ابن إبراهيم ٠‏ العباس ٠‏ الإعلام بمن حل بمراكش وأغمات من الأعلام » 14/4 . 

7 - هو يزيد بن المعتمد بن عباد » يكنى أبا خالد » ولد سنة 440ه »ء أمه الرّميكية » وكان من أهل العلم 
والشعر ٠‏ تولى الجزيرة الخضراء من قبل أبيه » تخلى عنها ليوسف بن تاشفين عند دخول المرابطين إلى 
الأندلس ء ثم تولى رندة حيث قتل بها على يد المرابطين » سنة 484ه . ينظر : ابن خاقان ٠؛‏ القلاقد 

1 . ابن دحية » المطرب . 38 . المراكشي » عبد الواحد » المعجب . 204 . 

73 - القلائد , 112/1 . 

- نفح الطيب » 661/1 . 

” - القلائد » 112/1 - 113. وابن اللبانة هو محمد بن عيسى بن محمد الداني » من أهل دانيّة » يكنى أبا بكر » 
ويعرف بابن اللبانة » كان من جلة العلماء » وفحول الشعراء » له تواليف منها : كتاب مناقل الفتنة » وكتاب نظم 


السلوك في وعظ الملوك . كان منقطعا إلى بني عباد » وفيهم أجود مدائحه ومراثيه . توفي بمَيُورقة سنة 
3 . ابن خلكان 2 وفيات الأعيان 20/5 . ابن سعيد » المغرب ؛» 409/2 , الذهبي 2 العبر » 391/2 . 


21 


استقل المعتمد بإشبيلية » ولىَّ على شلب ابنه المعتد" () » فابن سعيد يشير بوضوح إلى ولاية 
المعتد بالله لشلب . 

بقي المعتد بالله واليا على شلب » وغرب الأندلس حتى دخل المرابطون » 
وانتزعوا ما كان بيده وبيد أبيه » فسقطت إشبيلية بأيدي المرابطين سنة 484 ه ,ء وسقطت 
شلب في العام نفسه (2) » ودخلت في عهد المرابطين مثل غيرها من بلاد الأندلس . 
ثانيا : عصر المرابطين : 

بعد سقوط دولة بني عباد بإشبيلية في يد المرابطين » أصبحت شلب كغيرها 
من المدن التابعة لإمارة إشبيلية خاضعة لأبناء لمتونة » مما قلل من أهميتها نسبيا » ولعل ذلك 
ما جعل المصادر العربية لا تحفل بتاريخ شلب في تلك الحقبة » حتى أواخر العصر المرابطي » 


حيث ظهرت في شلب دولة مستقلة » وذلك بعد تراجع دولة المرابطين في المغرب أمام الزحف 


الموحدي . وفساد أمورها في بلاد الأندلس() » فكانت شلب قاعدة لانطلاق أولى الشورات 


وأقواها ضد المرابطين بقيادة أحمد بن قسيّ(؟) في عام 539 ه »غرفت بثورة المريدين (©) . 


' - المغرب , 381/1 . 

2 - ينظر : المراكشي » عبد الواحد » المعجب » 201 ؛ 204 . 

* - في أواخر عهد المرابطين سادت الفوضى بلاد الأندلس » فقام رودريغو فرناندز بغزو شلب » وأسر عشرة 
آلاف من المسلمين » وذلك سنة 537ه/1142م . ربما مهد هذا الحدث للثورة على بقايا المرابطين » حين 
عجزوا عن حماية المدينة وأهلها . ينظر : 26 , 5119©5 , 021018 , 81165 قتدة120 . 

* - هو أحمد بن الحسين بن قسيّ . يكنى أبا القاسم , من بادية شلب , لا يعرف شيء عن نشأته الأولى » وهو 
من أصل رومي , عمل تاجرا ثم تزهد , وباع ممتلكاته وتصدق بثمنها , وساح في بلاد الأندلس , لقي ابن 
العريف , وقرأ كتب الغزالي , وكان لابن قسيّ مريدون , ادعى الهداية وتسمى بالإمام . قتله ابن المنذر سنة 
6ه . ينظر : ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة , 30 -31 » المراكشي ٠‏ عبد الواحد , المعجب » 281 
ابن الأبّار » الحله السنّيّراء , 197/2 , ابن الخطيب , أعمال الأعلام , 249 . أشباخ , عهد المرابطين 
والموحدين , 206 -207 . 26, 5119765 و 3119© , 10010181165 

7 - ينظر : ابن الأبّار » الحله السئّيّراء , 198/2 -200 . ابن الخطيب » أعمال الأعلام . 248 , الناصري » 
الاسقصا , 117/2 


22 


ابتنى ابن سي رابطة بقرية جلّة من قرى شلب » فاتصل به جماعة من 
أعيان شلب ٠‏ منهم ابن وزير (1) » وابن المنذر(2) » فازدادت ثورة ابن قسيّ قوة بانضمام 
أعيان شلب إليها » واستولى الثوار على حصن مارئلّة » وأعلن ابن قسيّ نفسه إماما » وندب 
الناس إلى الثورة على المرابطين (©) . 
امتدت ثورة ابن قسيّ إلى إشبيلية وقرطبة » حيث حاول ثوار غرب الأندلس 
بقيادة ابن المنذر الاستيلاء على المدينتين المذكورتين (؟) » غير أن جيش المرابطين بقيادة ابن 
غانية(0) أوقف زحف الثوار » وحقق انتصارا عليهم حتى بلغ شلب » وحاصرها حصارا انتهى 


بعد وقت قصيرء بسبب اندلاع الثورات ضد المرابطين في عدة مدن أندلسية أخرى 5( : 


' - هو سيدراي بن عبد الوهاب بن وزير القيسي , أبو محمد , ثار مع ابن قسيّ ضد المرابطين , ثم غلب 
على ابن قسيّ سنة 540 ه »ء وانتزع منه مارثلّة وبَطَليّوس , وانضم إلى الموحدين وحضر حصار إشبيلية مع 
الموحدين سنة 541 ه , ملك شلب » ثم تخلى عنها سنة 552 ه ء ويبدو أنه توفي بعد 565ه لانقطاع 
أخباره بعد هذا التاريخ . ينظر : ابن صاحب الصلاة ٠‏ المن بالإمامة » 32 » 43 . 117 ٠»‏ 218 . ابن الأبّار , 
الحلة السيّراء , 271/2 -275 . ابن الخطيب ٠‏ أعمال الأعلام » 248 . البستاني » بطرس , دائرة المعارف , 
4 . 

7 - ابن المنذر هو محمد بن عمر بن المنذر » أبو الوليد » أحد أعيان شلب ونبهائها » تعلم في إشبيلية وتميز في 
المعارف الأدبية والفقهية . ولي خطة الشورى ببلده » وتصدق بثروته على الفقراء » واعتزل الناس » وقرأ كتب 
الغزالي » له شعر ذكره ابن الأبّار » وتوفي في سلا سنة 558 ه . ينظر : ابن الأبّار , الحلة السنيّراء » 

2/ 202 - 203 .أشباخ » عهد المرابطين والموحدين » 207 . 220 - 221 . 

7 - ينظر : ابن الأبّار , الحلة السيّراء » 2 / 198 - 199 . ابن الخطيب » أعمال الأعلام » 250 . 

4 - ينظر : ابن الأبّار , الحلة السّيّراء » 2 / 202 - 207 . 

- ابن غانية : هو يحيى بن غانية » ولد في قرطبة » وتلقى علومه فيها . تولى إمئتجة ثم مُرسيّه وبلنسيّة زمن 
المرابطين » وتصدى لحرب ابن قسيّ وهزمه في إشبيلية . رد النصارى عن قرطبة » وكان مناهضا للموحدين 
ثم دخل في طاعتهم » فولوه قرطبة ثم اختلف معهم » واستعان بألفونسو الرابع » واستولى على الجزيرة 
الخضراء » استمر بنو غانية شوكة في جنب الدولة الموحدية حتى أيام محمد الناصر رابع خلفاء الموحدين » 
حيث قضى عليهم . ينظر : المراكشي ء عبد الواحد » المعجب . 342 . ابن الأبّار » الحلة السّيّراء . 

2/ 205 - 206 . ابن الخطيب » أعمال الأعلام » 253 . 

؟ - ينظر : أشباخ ٠»‏ عهد المرابطين والموحدين » 209 . 


23 


بعد هزيمة ثوار غرب الأندلس على يد ابن غانية المرابطي » استعان ابن 
قسيّ بالموحدين في المغرب (').؛ ولما وقف ابن غانية على مسعى ابن قسيّ في الاستعانة 
بالموحدين نجح في بث الفرقة بين ثوار غرب الأندلس » فبعث ابن قسيّ قائده ابن المنذر 
لإخضاع سيدراي بن وزير » إلا أن ابن المنذر فشل في حربه ضد ابن وزير الذي قبض على 
ابن المنذر وسجنه وسمل عينيه (©) . 

ويبدو أن سبب خروج ابن وزير على ابن قسيّ أن الأول كان يسعى - مع 
ثوار الغرب - إلى إقامة دولة مستقلة في الأندلس(”) » وأن ابن قسيّ قد تخلى عن هذا الطمموح 


وسعى إلى استبدال سيادة خارجية مكان أخرى » عندما استعان بالموحدين . 


اجتاز ابن قسي البحر إلى عبد المؤمن » الذي قام بدوره بإرسال جيش من 
الموحدين قصدوا شلب وفتحوها سنة 540ه »ء وأمكنوا ابن قسيّ منها » ثم نهضوا إلى باجّة 
وبَطليوس(*) فأطاعهم سيد راي بن وزير (©) » فكان غرب الأندلس أول نفوذ لدولة الموحدين 


في بلاد الأندلس » ومنه بدأت الدولة الموحدية تسيطر على المدن الأندلسية الأخرى . 


' - بعث ابن قسي رسولا إلى عبد المؤمن » فلم يجبه ؛ لأن ابن قسيّ نعت نفسه بالمهدي . ينظر : ابن خلدون 
تاريخه » 485/12 . 

7 - ينظر: ابن الأبّارء الحلة السئّّراء » 2/ 202 - 203 .أشباخ » عهد المرابطين والموحدين » 207 و220 . 
3 - ينظر : ابن الأبّار » الحلة السسّيّرة » 202/2 - 207 . أشباخ » عهد المرابطين والموحدين » 218 . 

9 , 41212021115 2121:5) 16011:2-120نان) © 116126111:2طآ و 81102 , 50131972 ع 1اع0خ4 , 5103105 
عثر علماء الآثار حديثا على مسكوكات نقدية عربية » نقش على أحد وجهيها اسم سيد راي بن وزير » واسم 
شلب على الوجه الآخر . ينظر : 32 , 511965 , 03119 , 100120181165 . 

* - هي مدينة بالأندلس من إقليم ماردة بينهما أربعون ميلا » محدثة » بناها عبد الرحمن بن مروان الجليقي في 
عهد الأمير عبد الله » بها حصن وحمامات » وعليها سور » وهي مدينة جليلة في بسيط من الأرض » وبها نهر 
قامت بها دولة بني الأفطس زمن الطوائف إلى دخول المرابطين الذين قتلوا ملكها المتوكل سنة 485ه . 
ينظر: الحميري ٠‏ الروض المعطار » 93 . 

7 - ينظر : ابن خلدون ٠»‏ تاريخه » 486/12 . الناصري » الاستقصا . 117/2 . 


24 


ثالثا : عصر الموحدين : 
انضوت شلب تحت سلطة الموحدين » ويبدو أن ابن قسيّ لم يتخل عن 
طموحه في إقامة دولة أندلسية مستقلة » بعيدا عن سيطرة المغاربة " فالروح الوطنية » والنزرعة 
القومية ما زالت تتأجج في أعماق النفوس في العدوة الأندلسية " (1) . 
لذلك ؛ وبعد أن ولي ابن قسيّ شلب من قبل الموحدين » رجع عن دعوتهم 
وداخل صاحب قَلْمْريّة[©) من النصارى » مما أثار عليه أهل شلب بقيادة ابن المنذر » الذي دبر 
مع وجهاء شلب أمر التخلص من ابن قسيّ » وتم لهم ما أرادوا سنة 546 ه (3). تولى شلب 
ابن المنذر » غير أن الموحدين نقلوه إلى إشبيلية خشية ثورته ضدهم » فتملكها سيدراي بن عبد 
الوهاب بن وزيرء إلى أن أجبر على التخلي عنها سنة 552هم (!) » فقد شهدت شلب 
حكومات عدة من عام (539 -552ه) » تعاقب عليها ابن المنذر ثم ابن قسيّ ثم ابن المنذر 
مرة ثانية » حتى خلصت لابن وزير تحت الحكم الموحدي . أي أن شلب بقيت بيد أبنائها من 
الأعيان ثلاث عشرة سنة حتى ملكها الموحدون . 


و 4125 2]5ه1"0 25 565111100 111560112 012 4010250 (طالتطكادء؟511 , 10022 , مطعلتعطت 
5 .م , 2002 , 2. 11 , 22211 
- هو ألفونسو هنريكوس » 1161101165 41101550/» وتسميه بعض المصادر العربية ابن الرنك أو ابن الرنق 
وهو أول من ملك البرتغال » وكانت آنذاك إمارة حديثة الانفصال عن مملكة قشتالة وليُون . وقَلْمْريَة » 
ذه" كانت عاصمة البرتغال . وقد أهدى هنريكوس ابنَ قسيّ حصانا وترسا » والرمح الذي رفع عليه 
رأس ابن قسيّ سنة 1151م » مما يشير إلى التحالف العسكري بينهما ضد الموحدين . ينظر : ابن صاحب 
الصلاة » المن بالإمامة .31 . ابن الأبّار » الحلة السّيّراء » 2 / 207 . ابن عذاري » البيان المغرب ( قسم 
الموحدين ) ٠‏ 3 / 45 . ابن الخطيب , أعمال الأعلام » 251 . 26 , 511965 , 03118 , 5عتاعصتططه12 . 
. 2.150 , 20161521 21201 52112 2[ 110015 عط1' , مدل , 0دع]1 
- ينظر : ابن الأبّار » الحلة السَيّراء .207/2 . وفي هذا العام بدأت وفود شلب في الوصول إلي البلاط 
الموحدي للمبايعة » وبدأ شعراء شلب يمدحون خلفاء الموحدين ويستنجدون بهم » مصورين في أشعارهم سوء 
حال مدينتهم بسبب الفتن الداخلية والأخطار الخارجية . ينظر: ابن عذاري » البيان المغرب( قسم الموحدين ) 
3 -49 ., 
* - ينظر : ابن الأبّار ٠‏ الحلة السيّراء » 207/2 . 


2 


25 


لقد مهدت ثورة ابن قسيّ ورفاقه في شلب إلى دخول الموحدين إلى الأندلس 
وكانت المثل الذي احتذته المدن الأندلسية الأخرى في الثورات » وتغيير النظام؛ مما أضعف 
شوكة المرابطين » وسهل انتصارات الموحدين » وقضاءهم على آخر معاقل المرابطين في 
الأندلس . وهكذا قيض الله لدولة الموحدين » قوة تساهم في بسط سلطانها على بلاد الأندلس » 
منطلقة من شلب وغرب الأندلس ؛ لذلك يمكن القول : إن شلب لعبت دورا بارزا في تغيير 
تاريخ بلاد الأندلس من عهد المرابطين » الذي بدأ يتراجع أمام هجمات النصارى على المدن 
الأندلسية » إلى عهد الدولة الموحدية الفتية القوية » التي أطالت عمر الدولة الإسلامية في 
الأندلس لأكثر من قرن من الزمن . 

مُلكت شلب مع قلعة مارتلّة من قبل الموحدين سنة 552 ه (!) » وبقيت 
مقصدا لهجمات النصارى » حتى عام 586 ه »ء حيث استعان ابن الرّتق(©) بالقبائل العسكرية 
القادمة من الشمال باتجاه القدس ؛ فكانت حملة قوية لم تستطع شلب التغلب عليها » فسقط آلاف 


المسلمين دفاعا عن المدينة التي استسلمت أخيرا بسبب قطع الموارد عنها » وخاصة المياه () 


"يلك علب يق هذا العززيه تعند من حفاظ: الموحدين :+ فكي موق ”يق حندون: + النذي اتتستهذ سنة 


2ه »ء وتولى بعده الحافظ أبو علي عمر بن تيمصليت التيَنمّلي » الذي عزل بعد فترة قصيرة » وتولى بعده 
قائد بربري سخيف العقل اسمه عمر بن سحنون ٠»‏ تآمر على باجة لصالح ابن الرّئق ٠‏ فطلبه الخليفة الموحدي » 
فلم يستجب واختفى سنة 568ه ٠‏ وفي سنة 570 ه تولى شلب - ولاية ثانية - عمر بن تيمَصليت » الذي 
انتشهد :في سجنه سكة 574كهت:+ :بعد أن أسزه اين الرئق: واقتلده إلى قلَمْزَيَة *ينظر اشن الأكناز + العلحة 
السيّراء 2 / 271 . ابن عذاري ٠‏ البيان المغرب ( قسم الموحدين) » 3 / 61 و128 - 135 
7 - ابن الرّتق هنا هو سانشو الأول 190735826101 ابن الفونسو هنريكوس . ينظر : 

3 ,م 20112 و11205طداط . 25-30 , 511975 و 19ع031) , وعناع قطتدط20[] . 
7[ - شارك في هذه الحملة امبراطور المانيا ( فردرك بربروسا) وملك فرنسا ( فليب الثاني ) » وملك انجلترا 
( رتشرد قلب الأسد) » فاحتلوا شلب وخربوها » وحصل سانشو الأول على لقب ملك البرتغال و شلب . وكان 
حافظ شلب حينئذ عيسى بن أبي حفص بن علي الذي استسلم للغزاة » وطال القتل كل من كان في المدينة من 
صغير أو كبير » إناث أو ذكور . ينظر : ابن عذاري ٠‏ البيان المغرب ( قسم الموحدين) » 202/3 . 

3 22011 11205طناط . 285-30 , 51175 , 19ع031) , وعناع للتحطاهدآ 


26 


بيد أن هذا الاحتلال لم يتجاوز العام الواحد » إذ عزم المنصور الموحدي (؟) 
على الجواز إلى الأندلس بقصد تحرير شلب » بعد أن كتب إلى عماله في الأندلس بالنهوض 
لتحريرها » وتم حصارها وفتحها » وفتح بعض المدن منها : مدينة قصر أبي دانس » ومدينة 
باجة » ويارة(2) سنة 587 ه (3) . 

لم تَعْد المصادر التاريخية تهتم بشلب » فهي لا تكاد تذكر في نهاية القرن 
السادس والنصف الأول من القرن السابع الهجري إلا عرضا . إلا أن الخطر النصراني بقي 
يتهدد شلب ومدن غرب الأندلس ؛ حتى جاز الخليفة الموحدي أبو يوسف يعقوب إلى الأندلس 
- بعد أن كثرت اعتداءات النصارى على ديار المسلمين - فنازلهم في معركة الأرك الحاسمة 
سنة 591 ه (؟) »" وكانت الهزيمة العظمى على النصارى التي لم يُعهد مثلها "(0) ٠ءوهي‏ 


معركة أبعدت الخطر عن شلب وغيرها من المدن الأندلسية زمنا ليس ويلا » إذ اضطربت 


' - هو أبو يوسف يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن » (555 - 595ه ) جاز إلى الأندلس وحرر شلب » 
وكانت أمه جارية أهداها سيدراي بن وزير لأبيه يوسف » وربما كانت من شُلْب لذلك ذهب جمعة شيخة إلى أن 
إتراع:الخليفة في استرجاع شلب :قد يكون :له سيب شخصن لأن آمه كلبيّة + ييظن + المواكشي »حي الواحيد :» 


المعجب ٠‏ 326 . ابن أبي زرع ٠‏ الأنيس المطرب 6 283 . عنان » عصر المرابطين والموحدين 06٠‏ ., 
و 0هتنة 1!'0215 25 565111100 111560112 02 40101250 (طالتطذادء؟511 , هدمو1 , معلتعطن) 
. 46, 2002 , 2 . ]1 , 1زة221 


- ياثرة : هي مدينة غرب الاندلس » من كور باجة » وهي مدينة قديمة » ومنها الشاعر ابن عبدون الياثري » 
احتلها ابن الرّتق سنة 586 ه ء وفتحها المنصور الموحدي في العام التالي . بقيت بيد الموحدين حتى سنة 
4 ه ء حيث سقطت بيد النصارى . ينظر : الرُشاطي , الأندلس في اقتباس الأنوار » 199 . الحميري » 
الروض المعطار . 616 . 

3 - ينظر : ابن الأثير » الكامل . 9 / 448 . ابن أبي زرع ٠‏ الأنيس المطرب ٠‏ 288 . 

- ينظر : المراكشي » عبد الواحد » المعجب . 358 . مجهول ,٠‏ الحلل الموشية » 159 . والأرك : حصن 
منيع بمقربة من قلعة رباح » أول حصون أدفنش بالأندلس » وإليه نسبت معركة الأرك . ينظر : الحميري» 
الروض المعطار » 27 . 

7 - مجهول » الحلل الموشية » 159 . وكانت خسارة النصارى في معركة الأرك ضخمة جدا » وصلت 


إلى146 ألفا من القتلى » و30 ألفا من جنودهم وقعوا في الأسر . ينظر : 
. 2.537, 5212625 11" 01 1156017 التامطد , 55:0 , تاذ "اععطط 


2 


27 


المدن الأندلسية » وتعددت الثورات والفتن ضد الموحدين ٠»‏ فعاد الخطر النصراني يهدد ديار 
500 

تعاقب على شلب - بداية القرن السابع الهجري - عدد من حفاظ 
الموحدين(') الذين أخذوا في إعادة إعمار المدينة وتحصينها (7) » فقد عثر على حجر مدخل 
أحد الأبراج » الذي أنجز بناؤه في شلب عام 624ه » وهو معروض في متحف شنتمَريّة 
الغرب (320]) (©) . 
رابعا : سقوط شلب ؛ 


ذكرت بعض المصادر العربية والبرتغالية أن آخر حكام شلب : هو ابن 


محفوظ (*) » الذي ثار سنة 631ه » إثر اضطراب الأحوال في الأندلس » فأسس مملكة في 


' - تولى شلب سنة 600ه أبو محمد عبد الواحد بن أبي يعقوب يوسف . وفي سنة 607ه »ء وليها أبو عبد 
الله بن عيسى المرسي وفي سنة 622ه »2 تبعت شلب حاكم إشبيلية » وهو إدريس بن المنصور يعقوب » بويع 
بإشبيلية سنة 624ه » وتوفي سنة 629ه . ينظر : ابن أبي زرع » الأنيس المطرب . 360 .ابن عذاريء» 
البيان لمغرب( قسم الموحدين) ٠ 273/3 ٠‏ و256 . مجهول ,٠‏ الحلل الموشية » 163 . 
2 - تكبد سكان شلب تكاليف أعمال البناء » حيث فرضت الضرائب الكثيرة التي أثقلت كاهل السكان ؛ مما دفع 
الشاعرة المعروفة ب (الشلْبيّة) إلى تقديم الشكوى في قصيدة رفعت إلى خليفة الموحدين . ينظر : 
. 30-31, 51175 , 03112 , وعناع للتحاهدآ1 
13 -ينظر : 30-31 , ©5119 , 08112 , وعناعمندط120 . وذكر عنان أنه رأى لوحة رخامية في متحف 
فارو طولها 96سم » وعرضها 34سم » تشير إلى أن عبد الواحد بن أبي يعقوب يوسف - الذي تولى شلب سنة 
0ه .» وبويع بالخلافة بمراكش سنة 620 - 621ه ء هو من أمر ببناء البرج » الذي تم إنجازه سنة 
4ه . ينظر : الآثار الأندلسية » 400 . 
- هو شعيب بن محفوظ بن محمد » أحد ولاة الموحدين في غرب الأندلس » استقل بمدينتي لَبْلَة وشلب سنة 
1ه »ء وتسمى بالمعتصم . لم يدخل في صلح مع النصارى الذين تغلبوا عليه في شلب سنة 640ه. ينظر: 
ابن ابي زرع ء الأئيس المطرب ٠‏ 361 . ابن عذاري ء البيان المغرب( قسم الموحدين) ٠‏ 330/3 - 331. 
ابن خلدون » تاريخه » 368/4 . 


28 


غرب الأندلس وخفر اسمه على البرج الرئيس في شلب(') . بقي ابن محفوظ يدافع عن غرب 
الأندلس » ويواجه حملات النصارى المتكررة على شلب » ومدن الغرب ٠‏ حتى سقطت شلب 
بيد النصارى بعد معركة طاحنة » استشهد فيها ابن محفوظ نفسه » وذلك سنة 640 هل في 
عهد ملك البرتغال ألفونسو الثالث (2) » وبذلك أصبحت شلب عاصمة لمنطقة الغرب » ومنها 
بدأ ملك البرتغال في السيطرة على بقية مدن جنوب البرتغال » فما كانت سنة 661ه حتى 
انتهى الوجود العربي جنوب البرتغال (©) . 

وهكذا طويت صفحة شلب العربية الإسلامية » وخرجت من حظيرة الإسلام 
كمنطقة جغرافية ٠‏ إلا أنها باقية في ذاكرة الأمة ؛ بما لها من تاريخ إسلامي مجيد . حافل 
بالصمود والتحدي في وجه الحملات الصليبية المتكررة على بلاد الأندلس » كذلك فإنها باقية 
بإسهامات أبنائها في الحضارة العربية الإسلامية في العلم والأدب » الذي ما زال يكشف لنا عن 


نواح مشرقة من حياة العرب المسلمين في تلك المدينة النائية على المحيط الأطلنطي . 


' - ينظر : ابن أبي زرع ء الأنيس المطرب ٠‏ 361 . ابن عذاري ٠‏ البيان المغرب( قسم الموحدين) ٠»‏ 331/3 
ابن خلدون » تاريخه » 368/4 . 67, 511965 , 03112 , 81165 لد00آ1 . 
2 - ينظر : الكتبي » عيون التواريخ ٠‏ 12 / 397 . عنان » الآثار الأندلسية » 400 . 

. 31 . م , 51175 , 021:19 , دعتاع متططه20[] . 
1 - اتفق ابن عذاري وابن خلدون ٠‏ في جعل نهاية الوجود العربي في جنوب البرتغال سنة 661ه » وجعله 
أشباخ » سنة 648ه » وجعله عنان » سنة 640 ه ء وجعلته بعض المصادر البرتغالية بين عامي 640 - 
4 ه ء وأظن أن المصادر البرتغالية أقرب إلى الصواب ٠‏ لأنها اعتمدت المكتشفات الأثرية في رواياتها 
التاريخية . ينظر : ابن عذاري ٠‏ البيان المغرب (قسم الموحدين ) ٠‏ 430 . ابن خلدون ٠‏ تاريخه ٠‏ 368/4 
أشباخ ٠‏ عهد المرابطين والموحدين ٠‏ 460 - 461 . عنان ٠‏ الآثار الأندلسية » 400 . 


. 18/7833 , 71006012ع2ا ومعتامطسط 
. 31. م , 511975 , 12ع:1ه0, دعناعمتطاهدآ 


29 


المبحث الثاني : الحركة الشعرية 


بعد وقوفي على آراء العديد من الجغرافيين القدماء - ومنهم : الإدريسي » 
وياقوت الحموي , وأبو الفداء - وجدت أنهم يؤكدون شهرة شلب الأدبية » فأهل شلب عرب من 
اليمن » وهم فصحاء » برعوا في قول الشعر خاصتهم وعامتهم » بيد أن هؤلاء الجغرافيين » لم 
يحددوا عصرا لتلك الشهرة » ولم يذكروا شعراء بعينهم من شلب ٠‏ فكانت عباراتهم فضفاضة 
عامة » حتى ليخيل للمطلع عليها » أن شهرة شلب الأدبية » اقترنت بالفتح العربي لهذه المدينة » 
وأن أطفال شلب ونساءها يقرضون الشعر دون عناء . 

وبعد استقصائي لما أورده أصحاب المصنفات الأدبية » ومنهم : ابن خاقان ٠»‏ 
وابن بسام » وابن دحية » وابن الأبّار » وابن سعيد » وكذلك أصحاب كتب التراجم » ومنهم : 
الكميدي ::وزابن يشكوال ##وزالسني: + زابخ حكاق #:زابخغيد الملك »هيلات انهم يكشقون 
النقاب عن شعراء شلب » محددين بذلك العصور التي عاش فيها هؤلاء الشعراء . وبحسب هذه 
المصادر - الأدبية والتراجم - فإن القرن الخامس الهجري شكل البداية لانطلاق شعراء شلب 
وتميزهم بين شعراء الأندلس ٠‏ وأما قبل ذلك » فلم أجد ذكرا إلا لشاعر شلبي واحد » نسبه ابن 


سعيد إلى رمادة (إحدى قرى شلب) وهو أبو عمر يوسف بن هارون الرمادي الكندي(؟) . 


' - هو يوسف بن هارون الكندي » يكنى أبا عمر » ويعرف بالرمادي » شاعر مجيد » عاش بقرطبة في القرن 


الرابع الهجري ٠‏ ومدح زعاماتها » في تلقيبه بالرمادي رأيان ٠‏ أحدهما : أنه كان يلقب بالإسبانية بأبي جنيش » 
فعرب هذا اللقب إلى الرمادي كما يقول ابن بَشكوال » والثاني : أنه نسب إلى قرية رمادة من قرى شلب » رجح 
الحميدي أن يكون أحد آبائه منها » وقطع ابن سعيد بنسبته إليها » توفي الرمادي سنة 403ه ء بعد أن عمر 
طويلا وافتقر . ينظر : الحميدي ٠‏ جذوة المقتبس . 338/2 . ابن بشكوال ٠‏ الصلة » 2/ 437 . ابن سعيد » 
المغرب » 393/1 . جرار ٠»‏ ماهر زهير » شعر يوسف بن هارون . 20 - 34 ( المقدمة ) . 


30 


وبذلك يمكنني أن أطمئن إلى القول : إن نهضة شلب الأدبية وشهرتها في مجال 
الشعر وكثرة الشعراء قد ابتدأت بعصر الطوائف ؛ علما بأن ذلك لا ينفي وجود شعراء 
مغمورين في شلب قبل هذا العصر أغفلت المصادر ذكرهم . 

أولا : عصر الطوائف : 

وصف ابن بسام شعراء شلب بقوله : " ومن ذلك الأفق طلعت نجوم الكلام 
فأضاءت البلاد » ونشأت غيوم النذّار » والنظّام » فطبقت الهضاب » والوهاد " (1) فشلب مصدر 
إشعاع أدبي معروف » انطلق منه الشعراء إلى إشبيلية وسائر أرجاء الأندلس . ومن أبرز 
شعراء شلب الذين أسهموا في نهضة الشعر فيها - عصر الطوائف - محمد بن عمار ء وأبو 


بكر بن الملح(2) » وحسان بن المصّيصي(”) . 


' - الأخيرة » 2 / 1 / 433 . 

2 - هو محمد بن إسحق اللخمي » يكنى أبا بكر » من أهل شلب » ويعرف بابن الملح » ويقال بالملاح » كان 
من اجلة الأنباء. والقتعر لاع لهافي يدن >غناه مداق كقير وى عنه زناه أو القانم أحلد + وأيو فكعي عييد 
الملك . نسك في آخر عمره » وولي الخطبة والصلاة ببلده شلب » توفي سنة 500ه . ينظر : ابن خاقان » 
القلائد » 558/2 . ابن بسام » الذخيرة » 452/1/2 . ابن الإمام » المقتضب من سعط الجمان » 23 . 
الأصفهاني .العماد ٠‏ الخريدة (قسم شعراء المغرب والأندلس) . 466/3 . ابن مماتي ٠»‏ لطائف الذخيرة » 89. 
ابن ظافر ٠‏ بدائع البدائه » 373 . الشريشي ٠‏ شرح مقامات الحريري ٠‏ 280/4 » المراكشي » عبد الواحد » 
المعجب . 283 . ابن الأيّار » التكملة » 331/1 . ابن سعيد » الرايات » 91 » والمغرب . 383/1 . ابن عبد 
الملك ٠‏ الذيل والتكملة » 118/6 . المَقّري ٠»‏ نفح الطّيب » 70/4 . عبد الرحمن » عفيف . معجم الشعراء 
الأندلسيين والمغاربة » 409 . 

ديق أو اللي ساق ين السطايضي علد غررت بيكة بوالادكها إن بوقانه + من كدو اء شلب في بعصي :لطر تف 
عشت إن عمال وا لأدركل بن" لطع روشق الحددة راي قياف + لر روك فى قروو العو ها الك عد 
ابن عمار رغم مصاحبته له » استكتبه المأمون بن المعتمد بن عباد لما ولاه أبوه قرطبة . ينظر : ابن بسام ء 
الذخيرة » 333/1/2 ٠‏ 842/2/1 . الأصفهاني » العماد ٠‏ الخريدة (قسم شعراء المغرب والأندلس) » 191/2 . 
ابن مماتي » لطائف الذخيرة » 88 . ابن سعيد . الرايات » 90 , والمغرب » 385/1 . العمري . مخطوط 
المسالك ٠‏ 428/11/2 . الصفدي , الغيث الصُْئْجَم » 103/2 . المقري » نفح الطيب » 307/4 . عبد الرحمن 
٠‏ عفيف ء معجم الشعراء الأندلسيين والمغاربة » 96 . 


31 


نهض هؤلاء الشعراء بالحركة الشعرية في شلب ٠‏ فقد جمعت بينهم صداقة 
في طلب العلم » وموهبة في قرض الشعر » حتى كانت لهم الصدارة بين شعراء شلب » وأصبح 
يعول عليهم في جعل شلب من المدن المشهورة بالأدباء بين مدن الأندلس » يقول فيهم ابن 
بسام : " كانوا هناك رؤساء الأمة ورؤوس إجماع الأئمة » ونجمت دولة المعتمد بن عباد بتلدك 
البلاد » وهم أغصان دوحة » وأخدان غدوة إلى طلب العلم وروحة " (2) » فقد نثاأً هؤلاء 
الشعراء في ظل بني عباد » حيث ازدهر الشعر في عهد المعتمد (461 -484 ه ) ازدهارا 
تميزت به الأندلس عبر عصورها المختلفة » " ويمكن اعتبار هذه الفترة على قصرها أخصب 
فترات تاريخ إسبانيا أدبا وإنتاجا » وأرفعها فنا شعريا ونثرا أيضا" (©) . 

احترف ابن عمار الشعر » ومهر في صناعته » وكان يقوله متكسبا مدحا 
رائعا » وهجاء مقذعا ٠‏ وينتجع به حواضر الأندلس مستجديا كبارها وعظماءها (”) ؛ ولعل 
تكسبه كان في بداية حياته » فقد " نشأ ينتجع بشعره ويطوف على ملوك الطوائف "(*) وكانت 
بداية ابن عمار عندما مدح أحد أعيان شلب » فأعطي مخلاة شعير كانت من نصيب دابته » فهي 
حادثة تركت أثرها في وجدان ابن عمار ونفسه » وبقيت في ذاكرته حتى دخل شلب واليا عليها 
فأعاد للرجل مخلاته » وقد مُلئَت دراهم » وقال للرجل : لو ملأتها برا لملأناها تبرا(”) » وييدو 
أن ابن عمار أراد أن يحث أهل شلب على مضاعفة العطاء للشعراء » والمبالغة في إكرامهم . 


انتجع ابن عمار ملوك الطوائف ؛ ومنهم المعتضد بن عباد ٠»‏ الذي مدحه ابن 


' - الأخيرة » 2 / 1 / 433 . 
7 - خالص » صلاح » إشبيلية في القرن الخامس الهجري ٠»‏ 117 . 
7 - ينظر : البستاني » بطرس » دائرة المعارف » 3 / 393 . 
“ - ابن الأبّار » الحلة السيّراء » 131/2 
” - ينظر : ابن بسام » الذخيرة » 2 / 1 / 370 - 371 . المراكشي » عبد الواحد » المعجب » 173 . 


32 


عمار بقصيدة مطلعها '(!) كامل 


أدر الرجاجة فالنُسيمُ قد انبرى والنّجِمُ قذ صرف العنانَ عن السُرى 
والصّبحٌ قد أهدى لنا كافورَة لما اسكرة اكول هنا الشيتنا 


وذهب العماد الأصفهاني إلى أن هذه القصيدة كانت سببا في وزارة ابن عمار للمعتضد (©) » 
وذكر عبد الو احد الناكقي أنه" لما ننه الستضو هذاه القصيدة »امتعيني او اه كان 
وثياب ومركب » وأمر أن يكتب في ديوان الشعر "(*) » وهكذا وصل ابن عمار بشعره إلى 
قصور بني عباد » فبدأت مدائحه تجد طريقها إلى المعتضد » وابنه المعتمد الذي كانت له مع ابن 
عمار مجالس أنس مشهورات في شلب (*) . 

غلب ابن عمار على المعتمد » " فاقتضى نظر المعتضد أن يفرّق بينهما » 
ونفى ابن عمار عن بلاده "(() » وهنا يتحول ابن عمار من أشعار المديح واللهو » إلى أشعار 


البكاء والتشوق إلى الأصدقاء والوطن ومنها قصيدته التي يقول فيها :(؟) طويل 


علي وإلاما ناح الحمائم وفيّ وإلاما بُكاءٌ الغمائم 
ا عي شبن قت عل كه 8 ا ل 1 
وعني آثار الرعد صرخة طالب لثار وهز البرق صفحة صارم 


وهي من قصائده المشهورات » التي أعجب بها القدماء وأشادوا بها (') » وبعد وفاة المعتضد » 


1 - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 159 . 


* - ينظر : الخريدة (قسم شعراء المغرب والأندلس) » 2 / 72 . 
3« الجعض 176 

4 - ينظر : نفسه » 177 . 

7 -نفسه» 176 . 


0 - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 209 . 
7 - ينظر : ابن بسام » الذخيرة » 2 / 1 / 372 . الأصفهاني » العماد » الخريدة (قسم شعراء المغرب 
والأندلس) . 2 / 73 . المراكشي » عبد الواحد » المعجب . 170 . 


33 


وشتلم المعتمد مقاليد 'الحكم في إشبيلية #:يستدعن المعتمة :طنديقه القديخ: ابن مان +:ويستد إليه 
الوزارة إلى جانب ابن زيدون » فكان هو وأبو الوليد بن زيدون في حسن الشعر فرسي رهان » 
ورضيعي لبان » وقد ذكر أكثر الأدباء بالأندلس أنهما أشعر أهل عصرهما (!) » فقد علا نجهم 
ابن عمار » وعلا معه اسم شلب » فأصبح للشعر في شلب شهرة عبرت الآفاق إلى مختلف 
ربوع الأندلس . 

تأكدت شهرة ابن عمار لإجادته في شعره » وتنوع أغراضه » فدارت بينه 
وبين المعتمد أشعار كثيرة منها في المدح » والإهداء والاستهداء » والاستعطاف (©) وغيرها. 
علما بآن ابن عمان لم يخص بشعره ملوك بني.عباد فحسب + بل" كان كثين الوفادة على ملوك 
الأندلس » لا يستقر ببلد ولا يستبقيه عن وطره وطن " (©)» مقلدا في ذلك مسلم بن الوليد وأبا 
عاد :لاقن و قدا مكل ابم كنا سقارة السك :العلي” إلى مكتلف قاع اليلد ودر اشحيمة 
الحركة الشعرية في شلب ذات صلات مع غيرها من أشعار المدن الأندلسية الأخرى . 

اتصل ابن عمار بالمعتصم بن صْمّادح (*) في المَريّة » وكانت بينهما 


الأشعار الرقيقة التي عبرا فيها عن عمق الصداقة بينهما » مع عدم خلوها من العتاب أحيانا (0) 


' - ينظر : الأصفهاني » العماد » الخريدة (قسم شعراء المغرب والأندلس) » 2 / 71 . ابن دحية » المطرب » 
9 » ابن خلكان » وفيات الأعيان » 4 / 425 . 

* - ينظر : خالص » صلاح » محمد بن عمار » 230 » 234 » 279 »281 » 284 » 225 » 227 ٠‏ 291 » 
9 . 

3 -ابن ظافر » بدائع البدائه » 179 . 

* - هو المعتصم بالله أبو يحيى محمد بن معن بن صُمادح » صهر عبد العزيز بن أبي عامر صاحب بَلّنسيّة » 
ولي بعد أبيه سنة 443ه » وكان رحب الفناء جزل العطاء » لزم حضرته فحول الشعراء » توفي بالمَريّة سنة 
4ه . ينظر : ابن خاقان ٠»‏ القلائد » 146/1 . الأصفهاني » العماد » الخريدة (قسم شعراء المغرب 
والأندلس) » 83/2 . المراكشي » عبد الواحد » المعجب . 196 . ابن الأبار ء التكملة ».324/1 , والحلة 
السيّراء » 78/2 . ابن خلكان ء وفيات الأعيان » 39/5 . 

7 -ينظر : خالص » صلاح » محمد بن عمار » 265 ٠»‏ 266 » 267 » 269 . 


34 


واتصل بالمُؤتمن بن هود (') » وله أشعار في مجالسه وغلمانه (2) » واتصل بعيسى بن لبُون(2) 
وكانت بينهما أشعار المديح والعتاب والإهداء (*) واتصل بابن رّزين (©) » وله أشعار في 


ذلك(0) . واتصل بابن طاهر(') في مُرّسيّة(؟) » كذلك اتصل بابن اليّسع (”) » وكانت لابن عمار 


أشعار سجل فيها تلك العلاقة التي كانت تربطه بابن طاهر وابن اليّسع("!) » كما سجل علاقته 
بابن زيدون في قصيدتين » عبر في إحداهما عن صداقته لابن زيدون » وعاتبه في الأخرى على 


أعالنه كللمه لكرق ها ١‏ 


7 مر مكمد ين المققدن' أحمة وخ سليمان يق هوه الحذاس »قزل حك نز فيتظلة بدة انهم ا وكوقي سحدة 


4ه . ينظر : ابن سعيد » المغرب ٠ 390/1 ٠‏ ابن عذاري » البيان المغرب » 222/3 . 
7 - ينظر : خالص » صلاح » محمد بن عمار » 254 :297 » 297 . 
” - هو لَبُون بن عبد العزيز بن لَبُون » رأس بمُربيطرٌ من أعمال بلنسية » ثم تخلى عنها لابن رزين » وكان 
معدودا من الأجواد » موصوفا بتجويد الشعر . ينظر : ابن خاقان » القلائه » 289/1 . ابن الأئار ء الحلة 
السيّراء » 167/2 . ابن سعيد ء المغرب ٠‏ 376/2 . بالنثيا » آنخل جنثالث » تاريخ الفكر الأندلسي » 116 
* -ينظر : خالص » صلاح » محمد بن عمار » 263 » 272 . 
” - هو أبو مروان عبد الملك بن رزين بن هذيل بن رزين » حسام الدولة ء صاحب المئّهلة ( شنتمَريّة 

الشرق ) ولي الحكم عن أبيه سنة 436ه »؛ كان شديد الإعجاب بنفسه » يتعسف على الشعراء » توفي سنة 
6ه . ينظر : ابن خاقان » القلائد 157/1٠‏ . ابن الأيّار » الحلة الستيّراء 108/2٠‏ . 
“ - ينظر : خالص » صلاح » محمد بن عمار .260 ٠‏ 262 . 
؟ - هو محمد بن أحمد بن إسحق بن زيد بن طاهر القبسي ٠‏ أديب كاتب ٠‏ تغلب على مُرسيّة سنة 455ه ء 
وظل يحكمها إلى أن غلبه جيش المعتمد بن عباد سنة 471ه » بقيادة وزيره ابن عمار » وقائده ابن رشيق . 
فر ابن طاهر إلى ابن عبد العزيز في بلنسيّة . وتوفي سنة 508ه . ينظر : ابن خاقان » القلائد . 170/1 . 
الضتبي » بغية الملتمس . 43 . ابن الأبّار » الحلة السّيراء » 116/2 . ابن سعيد » المغرب » 247/2 . 
؟ - قاعدة تثمير بالأندلس » بناها عبد الرحمن بن الحكم سنة 216ه » وهي على نهر مبير يسقي جميعها 
كالنيل بمصر لها حصون وقلاع » وأسواقها عامرة . ينظر : الحموي ٠»‏ معجم البلدان » 107/5 . 
” - هو أبو الحسن علي بن محمد بن اليّسع » صاحب جزيرة لورقة » كان ماجنا صاحب بطالة وراحة ؛ أدييا 
شاعرا » أعان بني عباد على فتح مُرسيّة » ثم تولى إدارتها نيابة عن المعتمد بعد استردادها من ابن رشيق » ثم 
فر من أهلها بعد ثورتهم عليه » وانتهت إمارته إلى الدولة المرابطية . ينظر : ابن خاقان » القلائد , 493/2 . 
ابن الأبّار » الحلة السّيراء » 172/2. ابن سعيد » المغرب » 87/2 ٠‏ 248 . 
"' - ينظر : خالص » صلاح » محمد بن عمار » 286 ٠‏ 258 . 


35 


وهكذا دارت أشعار كثيرة بين ابن عمار وملوك الأندلس ووزرائهم » فقد 
شغف بالشعر وسعى في إنشائه وطلبه ليس من الملوك والوزراء والشعراء فحسب . بل ومن 
أصحاب المهن والحرف و "كان كثير التطلب لما يصدر من أرباب المهن من الأدب الحسن "(2) 
فابن عمار هو الذي اكتشف ابن جاخ () قبل اشتهاره » عندما مر عليه وهو آخذ في صناعة 
صباغته » فأجاز لابن عمار شطر بيت من الشعر(”*) : وكذلك فعل مع أحد القصابين في 
سرقئطة (©) . 

ويذلك لم يجعل أبن غمان شعن محضورا في :ظيقة اجتماغية دون غيرها : 
وإلما جعلة سوك التتاول والحفظ والتتاقل ».غك مجميع شزائ:المتجضع الشلبي + فالشامن: الحشلني 
يحث غيره على قول الشعر » ويشجعهم » ويأخذ بأيديهم » حتى يصبحوا من كبار الشعراء . 

ولابن عمار أشعار في الوصف والغزل والخمر (©) وغيرها . تحول ابن 
عمار في أشعاره - بعد خروجه على المعتمد في مُرسيّة - إلى الهجاء » فقد استعرت بينه وبين 


المعتمد أشعار طعن فيها ابن عمار في المعتمد وآله(؟) » قيل: إنها كانت أقوى الأسباب في قتله 


فيما بعد(!) . 


4 


' -ينظر : خالص » صلاح » محمد بن عمار » 202 » 223 . 

7 - ابن ظافر » بدائع البدائه » 74 . 

37 - هو ابن جاخ البَطليَوسي الأمي » شاعر مشهور ينتجع الملوك بالمدح » اشتهر بكثرة إجازاته مع المعتتضد 
وابنه المعتمد وابن عمار . ينظر : الحميدي » جذوة المقتبس ٠‏ 405/2 . الضتبي » بغية الملتمس » 468 . ابن 
ظافر » بدائع البدائه » 73 - 74 , 85 . 

“ - ينظر : ابن ظافر » بدائع البدائه » 74 . 

7 - ينظر : نفسه » 75 . 

6 -ينظر : خالص » صلاح » محمد بن عمار » 246 » 247 » 242 » 240 » 252 » 243 » 243 ٠‏ 255 . 

” -ينظر : نفسه » 250 ٠‏ 251 . 


36 


كذلك أخذ ابن عمار في هجاء ابن عبد العزيز(”) أمير بَلنسيّة » الذي سهل هروب ابن طاهر 
من مُرسيّة » بعد استيلاء ابن عمار عليها » فحرض أهل بلنسيّة على الشورة وطعن في 
أميرها(”) » ثم أمسى ابن عمار في سجن المعتمد » وهنا بدأ ابن عمار في وصف سجنه » وما 
آلت إليه حاله » بقوله :() سريع 
أصبحت في السُوق يُنادَى على رأسي بأنواع من المال 
واللّْه لاجار على تقده 2 من صمي بالنمنِ الغغلي 
الآافقى بيشاغى ماجحة أخدمُهُ مده إنهالي 
أريغ بها مولاي من صفقة في ستذعة من برك العبي 
أبدع ابن عمار كثيرا في أشعاره في الاستعطاف(”) التي توجه بها إلى 
المعتمد تارة » وإلى أبنائه : الراضي ٠‏ والرشيد(”) » والمأمون(؟) تارة أخرى » وهي أشعار 


بدت فيها مشاعر الندم والحسرة » " تعالج بمرامها جراح القلب » وتعفي على هضبات الذنوب 


' -ينظر : الأصفهاني » العماد » الخريدة (قسم شعراء المغرب والأندلس) » 2 / 71 . ابن الخطيب » أعمال 
الأعلام » 161 . 

7 - هو محمد بن عبد العزيز بن المنصور بن أبي عامر » يكنى أبا بكر » ملك أبوه بلنسيّة سنة 457ه »؛ قم 
ملكها أبو بكر من بعده ٠‏ لجأ إليه ابن طاهر بعد فراره من مُرّسيّة » وكان فقيها عدلا » توفي سنة 478ه . 
ينظر : ابن الأبّار » الحلة السّيّراء » 129/2 . ابن سعيد ٠‏ المغرب . 34/2و300 . ابن عذاري »ء البيان 
المغرب 303/3 . ابن الخطيب ؛ أعمال الأعلام » 202 . 

1 -ينظر : خالص » صلاح » محمد بن عمار » 278 » 287 ٠»‏ 293 . 

“ - نفسه .» 305 . 

7 -ينظر : نفسه » 308 » 309 » 313 » 319 . 

* - هو عبيد الله بن المعتمد بن عباد » يكنى أبا الحسن » ويعرف بالرشيد » كان أديبا شاعرا » ولي عهد أبيه » 
وحمل معه إلى العدوة بعد استيلاء المرابطين على الأندلس » توفي سنة 530ه . ينظر : ابن الأبّاراء الحلة 
السيّراء » 68/2 . ابن إبراهيم ٠‏ العباس » الإعلام بمن حل بمراكش وأغمات من الأعلام »14/4 . 

” - هو عباد بن المعتمد بن عباد ٠‏ يكنى أبا الفتح وأبا نصر » ويلقب بالمأمون » ولاه أبوه قرطبة سنة 471ه 
وقتله المرابطون فيها سنة 484ه . ينظر : ابن خاقان ٠‏ القلائد » 84/1 . المراكشي ٠»‏ عبد الواحد » المعجب 
0 . ابن خلكان » وفيات الأعيان » 30/5 . 


37 


لولا ما فرغ عنه من القدر المكتوب . والأجل المحسوب " (؟) » بيد أن هذه الأشعار لم تنج ابن 
نان هوا القت على :ين المتققد + ويفكلة بكسن 'الشدز العلبى و احاجن توق أعلقسة > هنذا 
الشاعر الذي صدح بشعره في مختلف ربوع الأندلس » فكان فخرا لشلب والأندلس بشمولية 
شعره » وتنوعه » وقوته . 

ومع كز 4 أشعان إن عفان > وتعذد موضوهاتها إلا أن ابن الأتنان ينقول ‏ 
" ومن بديع صنيع ابن عمار إتلاف أشعاره المقولة في الامتداح » وقصائده المسصوغة في 
الانتجاع ومحو آثارها فما يوقف منها اليوم على شيء سوى أمداحه في المعتضد عباد . وما لا 
اعتبار به لنزوره " (2) » وهذا يعني أن شعر ابن عمار فقد منه الكثير » وذكر عبد الواحد 
المرذاكتي أن" لقره هيوان يدون بين أيدي القائن 3 (7) ويس أن الذيوان الذي حتصحة ابش 
ااهل (القميي ("اتووفة عل كروك التعدم '(7اأرنهو الذي فميده المزاكتي يفول" المتشتهة: 
إلا أن هذا الديوان لم يصل إلينا 

وبذلك ؛ فقد أثرى ابن عمار حياة الشعر في شلب » فهو مدرسة شلبيّة » 
انطلق من قرية صغيرة في نواحي شلب إلى مدن الأندلس » جاعلا من شعره سجلا لمغامراته » 
وعلاقاته مع زعماء الطوائف , الذين تسابقوا في اجتلاب ابن عمار إلى قصورهم » فبلغ في 
شعره مكانة متقدمة بين شعراء عصره » حتى قال فيه ابن بسام : " فإنه كان شاعرا لا يجارى » 
' - ابن الخطيب » أعمال الأعلام » 161 . 


7 - الحلة السيّراء » 2 /133 

7 - المعجب ». 169 . 

4 - هو محمد بن يوسف بن إبراهيم التميمي ٠‏ أبو الطاهر السَرقسْطي ويقال فيه : الاشتركويي » واشتركوي 
حصن من أعمال تطيلّة » كان رحالة في طلب العلم » أخذ عن ابن السيد في بَلنسيّة » له مصنفات في اللغة 
والأدب » جمع ديوان ابن عمار » وتوفي سنة 538ه . ينظر : ابن خير » الفهرّسة » 359 » 387 ١»‏ 450 » 
5 »530 .ابن الأبّار » المعجم » 147 . 

7 -ينظر : ابن الابّار » الحلة السنّيّراء » 2 / 134 . 


38 


وساحرا لا يبارى ٠»‏ إذا مدح استنزل العْصْمٌ » وإن هجا أسمع الصّمّ » وإن تغزل - ولا سيما في 
المعذرين من الغلمان - أسمع سحرا لا يعرفه البيان » وكيف لا يرغب في شعره ويتنافس فيما 
ينفث به من سحره "(!). 

أما أبو بكر بن الملح » فهو ثاني الأعلام الشعراء في شلب في عصر 
الطوائف ؛ وقد صحب ابن عمار في شبابه » وعندما سمت الحال بابن عمار » افترق عنه ابن 
الملح "فأما ابن الملح فإنه نفر نفرة الأنف » وفر فرار الحنق الأسف " (0)» ويبدو أن ابن الملمح 
كان معتدا بنفسه حتى أنف أن يسير في ركاب ابن عمار » فتوجه ابن الملح بأمداحه إلى 
المعتضد بن عباد "وكانت له خلال ذلك مدائح يهديها » ورحل إلى الحضرة يحمل على نفسه 
الأبية فيها ....» فيؤوب ضخم العياب » محمود المقام والإياب "(2) ويظهر أن ابن الملح كان 
شديد التعلق بشلب ؛ لذلك لم يغيرها ببلاط بني عباد » فهو يرتحل من شلب يمدح المعتضد في 
إشبيلية » فينال التكريم والعطايا على حسن مدائحه » التي بلغت سبع قصائد في المعتضد ء 


وقصيدة واحدة في المعتمد (*) » وهي أشعار أثرى بها ابن الملح الحركة الشعرية في شلب » 


وامق مدحه الست فول :[2) كامل 
حاذ الستتاء وهنا أبن وإنيا) نمت الفروغ بطيب ماء العْنَصّر 
ألفوا مضاجعة الظبا بمُهودهم وولوا مُطاولة الوشيج الأسمر 


' - الأخيرة . 2 /1 / 369 . 

7 - نفسه. 1/2 /434. 

3 -نفسه,. 2 /434/1., 

“ ينظر : ابن خاقان ٠‏ القلائد » 559/2 - 560 . ابن بسام » الذخيرة » 454/1/2 -462 . الأصفهاني » العماد » 
الخريدة (قسم شعراء المغرب والأندلس) ٠‏ 466/3 . 

7 - ابن بسام » الذخيرة » 2 / 1 / 457 . 


39 


ويكشف ابن الملح - في شعره - عن حياة القصور المترفة التي عاشها 
شعراء شلب » وما فيها من مجالس الأنس والغناء التي كان يعقدها الشعراء » وما كانت تزخر به 
من أغان وألحان » فهي حياة سرور وبهجة عمادها الشعر والغناء » يقول ابن الملح - من 
قصيدة - في وصف حياة تلك القصور : (؟) بسيط 
كمْ قصر أنس لَهونَا في مَطالعه قد عاد والعهدُ دان مُوحش الطَلّل 
فمن مُعْنّ بألحان المُنى غرد 2 وشارب بين طاسات القوى ثمل 
وَغَافل بالصّبا عن قطع مدّئه 202 قد راش أجنحة الأيام بالجدّل 
ولابن الملح عدة مقطوعات . وصف بها ما تحويه تلك القصور من تماثيل ونوافير (5) وله 
قصيدة في وصف الخيل(”) . وقصيدة غزل عارض فيها قصيدة ابن زيدون ( بنتم وبنا ) (4) » 
إضافة إلى أربع مقطوعات غزلية أخرى(”) » ولابن الملح أشعار في الفخر ء والساقي » 
والعتاب(©) . 


44 55 : 53 . 0 1 
وكانت له صداقات مع غيره من شعراء الأندلس ومنهم : ابن عبدون(”) 


- ابن بسام » الذخيرة » 2 /1/ 461 . 
* - ينظر : نفسه » 472/1/2 - 473 . ابن ظافر » بدائع البدائه » 373 - 374 . 
3 - ينظر : ابن خاقان » القلائد » 564/2 . ابن بسام » الذخيرة » 463/1/2 . 
“ - ينظر : ديوانه » 298 . ابن بسام » الذخيرة » 1 / 1 / 362 . 
* - ينظر : ابن خاقان » القلائد » 561/2 - 566 . ابن بسام » الذخيرة » 453/1/2 . الأصفهاني » العماد » 
الخريدة (قسم شعراء المغرب والأندلس) » 467/3 . 
© -ينظر : ابن خاقان » القلائد » 564/2 ٠‏ 565 . ابن بسام » الذخيرة » 470/1/2 . 
” - هو عبد المجيد بن عبد الله بن عبدون الفهري اليابّري » من كبار شعراء عصر الطوائف » لزم المتوكل من 
بني الأفطس ملوك بَطَلِيَوس » ورثى دولته في رائيته المشهورة بالبّسامة » وبعد دخول المرابطين إلى الأندلس » 
كتب ابن عبدون ليوسف بن تاشفين » وله العديد من الرسائل الإخوانية » اختلف في وفاته والأرجح أنها بعد 
5ه . ينظر : ابن خاقان ٠‏ القلائد » 417/2 . ابن الإمام » المقتضب من سمط الجمان » 128 . المراكشي 
عبد الواحد » المعجب . 128 . ابن سعيد » المغرب » 374/1 . 


40 


الذي أشاد بأشعار ابن الملح ونثره » وقدرته المميزة في نظم الشعر » يقول ابن عبدون مراجعا 


ابن الملح 0( بسيط 
نثرٌ وصلت به نظماً كما وَصلت يدي المواشط ياقوتاً بمَرجَاني 
أو مثل ما تابَعَ السّاقي كبائرَة على تراجيع أوؤتار وألحان 
استغفرٌ الله لا بل مثل ما سفعت يد الحفيظة فُضبانا بخرصان (2) 


: د 31 9 4 
ولابن الملح رسالة شعرية (") وجهها إلى ابنه أبي القاسم بن الملح )١(‏ . 

وقد لاحظت أن قصائد ابن الملح التي أوردتها المصادر كانت - في أغلبها - 
في شكل أبيات مختارة » قد تصل من القصيدة الواحدة إلى سبعة عشر بيتا » وقد يكون لذلك 
دلالة واضحة على طول تلك القصائد » مما حال دون وصولها كاملة إلينا ؛ ذلك أن صاحبي 
الفاكتة والتكين» وهنا أكى معندوين لاقتعا لق التددت قن غلا يناد الليات المتهناز» قفني 
كتابيهما على إيراد القصائد كاملة . 

اشتهر ابن الملح في شلب بأشعاره » وبتشجيعه للآخرين على الإقبال على 
الأدب والشعر » وفي قصته مع ابنه أبي القاسم ابن الملح ما يؤيد ذلك » فقد كان أبو القاسم 
مقتصرا على كتب التصوف والزهد » فدعاه أبوه إلى الأخذ بأمور الدنيا » وحثه على دراسة 
! - ابن خاقان » القلائد » 423/2 . 
© خرسمن أو أخراص : جمع خرص وهو العود يُخْرجِ به العسل من الخلايا . ينظر: ابن منظور » لسان 
العرب . مادة (خرص) . 
3 -ينظر : ابن سعيد » المغرب ٠‏ 384/1 . المَقري ٠»‏ نفح الطيب » 70/4 . 
- هو أحمد بن محمد بن إسحق اللخمي » يكنى أبا القاسم » ويعرف بابن الملح » روى عن أبيه أبي بكر بن 
الملح » ولي الخطبة والصلاة ببلده شلب » وكان أديبا شاعرا » ولم تعرف سنة ولادته أو وفاته . ينظر : ابن 
الإمام » المقتضب من سمط الجمان ٠‏ 85 . ابن الأبّار » التكملة . 49/1 . ابن سعيد » الرايات . 91 »2 


الأندلسيين والمغاربة » 39 . 


41 


الأدب » ومخالطة الأدباء والظرفاء » وخاطب ابنه بقوله " وأما الآن فينبغي أن تعاشر الأدباء 
والظطرفاع #وتاحذ تننيك يفوك الشعو: :.ومملالعة كف الأ “)1 

إلا أن أبا القاسم بالغ في الإقبال على الدنيا "فاشتهر بالانخلاع وفر إلى 
إشبيلية » وتزوج هنالك عاهرا ترقص في الأفراح " (2) » فدارت بين الابن وأبيه أشعار تبرأ 
فيها أبو بكر من صنيع ابنه » ولام الابن ( أبو القاسم ) أباه الذي شجعه على الأدب . والإقبال 
على حياة الشعراء بما فيها من لهو ومتعه(”) . 

لقد أثمر تشجيع أبي بكر في أن جعل ولده شاعرا يرد على أبيه ويساجله - 
فيما بينهما من أمور - بالشعر » فهي نظرية عند أبي بكر » وربما كانت عند أهل شلب : وهي 
أن أول تعلم المرء يبدأ بالإقبال على الأدب ورواية الشعر » فكانوا يحرصون على تعليم أبنائهم 
فنون الأدب وقول الشعر. ومما عرف عن تشجيع الأدباء والشعراء عند أهل شلب » قصة أحد 
أبناء الملح (*) مع ابن حَبُوس الفاسي(”) الشاعر الذي زار مدينة شلب » ومدح ابن الملح بعدة 
أبيات » فدفع إليه ابن الملح بسبعمئة دينار مرابطية » ثم دفع إليه صرة فيها أربعون مثقالاء 


وكان ابن الملح قد وقف أرضا من جملة ما له للشعراء » غلتها في كل سنة مئة دينار » وأما 


' - المقري » نفخ الطيب » 4 / 71 . 

2 - ابن سعيد » المغرب » 1 / 384 . المقري ٠‏ نفخ الطّيب » 4 / 71 . 

3 -ينظر : ابن سعيد ء الرايات » 91 ء والمغرب ٠‏ 1 / 384 . المقري ء نفخ الطّيب ٠‏ 4 / 148 . 

4 - هكذا ذكره عبد الواحد المراكثبي الذي انفرد بإيراد القصة من بين المصادر الأندلسية » وأظنه أحد أبناء 
أبي بكر بن الملح المتوفى سنة 500ه ء وهي سنة ولادة ابن حَبّوس » لما عرف عنهم من قرض الشعر 
وروايته عن أبيهم . ينظر : المعجب ٠‏ 282 . ابن الأبّار » التكملة » 49/1 

7 - هو محمد بن الحسين بن عبد الله بن حَبُوس » يكنى أبا عبد الله » ولد سنة 500ه »؛ وكان من شعراء 
الدولة المرابطية » ثم هرب منهم » واستخفى في بلاد الأندلس إلى أن قامت الدولة الموحدية » فأقبل يمدح عبد 
المؤمن وابنه يوسف . فحظي في زمنهما بمكانة مرموقة » وثروة كبيرة . وله ديوان شعر مطبوع . توفي سنة 
0ه . ينظر : المراكشي » عبد الواحد » المعجب . 282 - 284 . ابن الأبّار » التكملة » 159/2 . 


0102 


الأربعون دينارا » فمن حر ماله (!) . 

فالقصة التي يرويها ابن حَبُوس » وينقلها عبد الواحد المراكشي » اشستملت 
على دلالات عدة » لعل أهمها عناية أهل شلب واهتمامهم بالشعر . واعترافهم بقيمته في 
مجتمعهم الشلبي ٠‏ إذ يبدو أن الشعر في شلب كان يرفع من أقدار الرجال أو يحط منها » حتى 
إنهم يقفون بعض أراضيهم على الشعراء » ويزيدون من حر مالهم فوق ذلك . كذلك أشارت 
القصة إلى ضعف الحركة الشعرية في شلب في عصر المرابطين ٠‏ فأبناء الملح أذكوا الحركة 
الشعرية في شلب بقولهم الشعر » وعطائهم الشعراء تشجيعا لهم على قوله . 

شارك حسان المصّيصي في الحركة الشعرية في شلب » فكان ثالث أقطاب 
هذه الحركة في عصر الطوائف . لزم المصيصي ابن عمار " ورضي من ابن عمار بوطء عقبه 
ولزوم مركبه » وابن عمار يرعاه لمكانه » ويخاف انتباه المعتمد لشانه " (©) » فقد تنبه ابن عمار 
إلى شاعرية المصسيصي ٠‏ التي يحسب لها حساب وأخذ يحاذر منافسة المصّيصي لمكانته عند 
المعتية : 

وذكر ابن فضل الله العمري المصّتيصي بقوله : " شاعر خفض له الجناح » 
ونفض مرود الليل على الصباح » خاض عباب البحر إلى أن حصل من ذهب الأدب ما كنز ء 
وحصن من فرايد الفراقد ما ركز ودانى الأفق » ونادى فأسمع أشتات الطرق " (*) . يمكن القول 
إن المصيصي من الشعراء المشهود لهم بما أنتجه من شعر في مدح بني عباد » فقد أورد ابن 


3 3 5 م لأ _--2 ع 5 5 4 اه 3 
بسام أشعار المصتيصي التي اشتملت على ست قصائد في مدح المعتمد(؟) . إضافة إلى أشعار 


' - المراكشي » عبد الواحد » المعجب . 283 - 284 . 

7 - ابن بسام » الذخيرة » 2 / 1 /434 . 

7 - مسالك الأبصارء 11/2/ 428 » مخطوط مصور على ميكروفيلم في مكتبة الجامعة الأردنية » رقم 1529. 
* - ينظر : ابن بسام » الذخيرة » 248/1/2 . 435 - 449 . 


43 


الغزل » ووصف الطبيعة » وغير ذلك من الموضوعات (!) » علما بأن هذه القصائد لم ترد 
كاملة عند ابن بسام » وتراوحت بين سبعة أبيات وثلاثة وثلاشين بيتاء وقد أوردت بعض 
المصادر أبياتا من هذه القصائد » وربما أضافت إليها أبياتا لم ترد عند ابن بسام(2) . 

كان للمصيصي مواقف سياسية بثها في شعره » ومنها دعوته أهل قرطبة- - 


عندما فتحها المعتمد - ليقبلوا على المعتمد » فهو كريم مع رعيته » يقول المصتيصي : () 


كامل 
يا أهل قراطبة اغْرفُوا من بَخره فلطالمًا خَضْحَضَلتَمُ الضّخضاحا 


ويشير في مدح المعتمد إلى حادثة رد ابن عمار للأذفنش عن مهاجمة إشبيلية حيث خرج إليه 
ابن عمارء واحتال عليه في العودة عن مقصده (*) » وأن الفضل في ذلك يعود إلى شجاعة 
المعتمد » يقول المصتّيصي : ( ) طويل 
لذاك ابن عمار تَنى آذفُونش طائعاً ‏ بسغدك حتّى لؤ أمَرت لأملَما 
ولم يق روميًاً بقضلك مُشركاً 2 وإن أشركوا بالله عيسى ابن مَرْيَما 
تابع المصّيصي أوضاع دولة بني عباد وما يهددها من أخطار » وما تبذله 


من مساع لدرء هذه الأخطار ٠‏ وعبر بشعره عن سياسة الدولة في الداخل والخارج » فهو شعر 


-ينظر : الذخيرة » 435/1/2 -451 . 

7 - ينظر : الأصفهاني » العماد » الخريدة(قسم شعراء المغرب والأندلس) ١‏ 588/3 . ابن مماتي » لطائف 
الذخيرة » 88 . ابن سعيد » الرايات » 90 ٠»‏ والمغرب » 385/1 . 

3 - ابن بسام » الذخيرة » 2 / 1 / 446 . 

4 - استطاع ابن عمار أن يقنع ألفونسو برد جيشه عن إشبيلية » بالرهان على لعبة الشطرنج ؛ التي صنعها من 
خشب الأبانوس والسندل » وزينها بالذهب ٠‏ وهي لعبة انتقلت عن طريق الأندلس إلى أوروبا . وقد تكون فيها 
دلالة رمزية لأوضاع الأندلس آنذاك فالمنتصر اليوم قد يكون مهزوما غدا . ينظر : المرّاكشي » عبد الواحد » 
المعجب » 178 - 180 . 

6 .2 , 201:]152[1 2110 522111 12 110015 عط , سول , 20ع] . 


7 - ابن بسام » الذخيرة » 2 / 1 /436 . 


44 


سعى المصّيصي من خلاله إلى جلب التأييد الشعبي لهذه الدولة التي رعته وغيره من شعراء 
شلب » وبذلك عزز المصتيصي الجانب السياسي للحركة الشعرية في شلب » الذي تمثل في 
الدعاية لبني عباد وتأييد حكمهم . 

انافك الم اة الدليكة مدقن عضن الكو ةف الحركة الشعرية ««فنورت 
الشلبيّة (3) " كانت تعلم النساء الأدب:» وتحتشم لدينها وفضلها " (2) . وير الشكعة أن التسبب 
في نجوتها من الخلاعة في مدينة إشبيلية » أنها من مدينة شلب () » وأرى أن الشكعة مصيب 
فيما ذهب إليه » إذ لم تعرف عن شلب أجواء الخلاعة التي كانت منتشرة في إشبيلية . وقد بلغت 
مريم من إخلاصها في عملها » وإجادتها للشعرء أن شبهت بالعذراء في الورع » وفاقت الخنساء 
في قول الشعر ٠‏ حيث قال فيها ابن المهند(”) وقد بعث إليها بدنانير : (7) بسيط 

يا فذة الظرف في هذا الّمان ويا وحيدة العصّر في الإخلاص في العمل 


أشبهت مَريماً القذراء في ورّع وَفْفَت خَنْسَاءَ في الأشعار والفثل 


' - هي مريم بنت أبي يعقوب الأنصاري الفصولي الشلّبي الحاجة » من شُلْب » أديبة شاعرة » كانت تعلم 
النساء الأدب » وخاصة نساء سادات إشبيلية وبناتهم . بلغت سبعا وسبعين سنة » وسكنت إشبيلية » وشهرت بعد 
الأربعمئة هجرية . ينظر : الحميدي » جذوة المقتبس » 650/2 . ابن بَشكوال » الصلة » 995/3 . الضتبي » 
بغية الملتمس . 474 . السيوطي » نزهة الجلساء » 90 . المقري ٠‏ نفح الطيب . 291/4 . يموت » بشير » 
شاعرات العرب ٠‏ 333 . جارولو » تيريسا » شاعرات الأندلس . 93 . كحاله » عمر رضا ء أعلام النساء » 
5 . الشكعة » مصطفى . الأدب الأندلسي . 167 . العاملي » زينب » الدّر المنثورء 510 » الوائلي » عبد 
الحكيم » موسوعة شاعرات العرب ٠‏ 544/2 . 

2 - ابن بشكوال » الصلة » 3 / 995 . 

3[ - ينظر : الأدب الأندلسي » 167 . 

4 - هو شاعر مشهور كان بعد الأربعمئة » ووالده المهند : طاهر بن محمد » المعروف بالبغدادي » من شعراء 
الدولة العامرية » وفد على المنصور بن أبي عامر وحظي بالأدب عنده » ينظر : الحميدي ٠»‏ جذوة المقتبس »2 
7/1 643/2 . الضتبي ٠‏ بغية الملتمس » 282 . 

7 - الحميدي » جذوة المقتبس ٠‏ 2 / 651 . ابن بشكوال » الصلة » 3 / 995 .السيوطي ٠»‏ نزهة الجلساء » 
1 . المقّري » نفح الطّيب . 4 / 291 . العاملي » زينب ٠‏ الدّر المنثور » 510 . 


45 


فأجابته مريم بقولها من قصيدة :(؟) بسيط 
من ذا يُجاريك في قول وفي عمل 2١‏ وقذ بَدَرتَ إلى فضل ولم تسل 
ما لئْ بشكر الذي نَظَمْتَ في عذقي من اللآلي وما أوليت من قبل 
حيتي بخلىَ أصبحت زاهيَة بها على كل أنتّى من حُلَىَ عطل 
ومن شعن هرق الحيكة :فؤلها +271) طويل 
وما يُرتَجَى من بنت ستبعين حجّة 0 وسبْع كتنج العنكبُوت المهلهل 
تَدْبُْ دبيب الطفل تَسعى إلى العصا وتمشئ بها مشي الأسير المكبّل 
وهما بيتان قال فيهما الشكعة " إنهما بيتان يرجحان قصيدة بأكملها تقلا ووزنا "(3) . وبذلك 
تكون الحركة الشعرية في شلب - في عصر الطوائف - قد وصلت إلى إشبيلية » وكثير من 


المدن الأندلسية التي زارها شعراء شلب أو أقاموا فيها . 
ثانيا : عصر المرابطين والموحدين : 

وبانقضاء عصر الطوائف الذي توهج فيه الشعر ٠‏ فأضاء مختلف بقاع الأندلس 
بما فيها شلب » يخفت هذا التوهج - في شلب - في عصر المرابطين . فلا يكاد يذكر في هذا 


العصر سوى شاعر شلبي واحد هو أبو بكر بن الرُوح(/) » الذي أورد له ابن الإمام » وابن 


' - الحميدي » جذوة المقتبس ٠‏ 651/2 . ابن بَشكّوال » الصلة » 995/3 . السيوطي » نزهة الجلساء » 90 . 
المقّري ٠‏ نفح الطّيب » 491/4 . 

- الحميدي ٠‏ جذوة المقتبس ٠‏ 2 / 650 . السيوطي » نزهة الجلساء » 92 , 

3 - الأدب الأندلسي » 169 . 

* - هو أبو بكر محمد بن الروح الشلبي من شعراء دولة اللثام » مدح الأمير إبراهيم بن يوسف بن تاشفين » 
وكان يدل عليه وينادمه . ينظر : ابن الإمام » المقتضب من سمط الجمان ٠‏ 137 . ابن سعيد » المغرب » 
1.. المقّري ٠‏ نفح الطّيب » 72/4 . 


46 


سعيد أربعة أبيات من قصيدة يشكو فيها الزمان ويفخر بنفسه(!) » وأورد له المَقّري مطلع 
قصيدة في مدح إبراهيم بن يوسف بن تاشفين(*) » يقول فيه ابن الروح : (0) طويل 
أنا شاعرٌ الذنيَا وأنت أميْرها فما لي لا يَسْرِيْ إليّ سنْرُورها 
ل نوكه هذا لاعن الشلبي فى دوئلة: المردايطية عرو في لاط لد أمواقهم لد 
دلالة واضحة على أن الحركة الشعرية - في شلب - لم تتوقف » فلم ينقطع نهر الشعر عنها ء 
وإن بدا أضعف من العصر السابق عليه . أما أسباب هذا الضعف , فأظنها تتعلق بأوضاع بلاد 
الأندلس بشكل عام » فقد اغتصب المرابطون بلاد الأندلس من حكامها » " فلم يتعاطف معهم 
الأندلسيون » ونظروا إليهم على اعتبار أنهم دخلاء اقتحموا بلادهم واستمتعوا بخيراتها "(*) . 
كذلك لم يعرف عن أمراء المرابطين أنهم تمتعوا بمكانة أدبية كتلك التي 
عرف بها ملوك الطوائف , ولعل من أسباب ذلك أنهم كانوا بربرا لا يتذوقون الشعر لذلك " فقد 
تقهقرت مكانة الشاعر في عهدهم' (©) » " وأصبح التصريح بكساد الشعر أشد وأوضح » ذلك أن 
الشاعر حتى في أسمى ما غدا يستطيع بلوغه من مكانة لم يعد في طوقه منافسة رجل السيف » 


وهو من الملثمين والفقيه والكاتب "(0) 


' - ينظر : المقتضب من سمط الجمان » 137 . المغرب » 386/1 . 

* - هو أبو إسحق إبراهيم بن يوسف بن تاشفين » يعرف بابن تاغيّشت » أو تعيّشت . وهو اسم أمه . وهو 
الذي خطب به الفتح في القلائد » وكان يدل عليه وينادمه » ولي مُرسيّة سنة 508ه ., وله دور في محاربة 
الموحدين ٠‏ وله بالعلوم والآداب » وقد نكبه أخوه علي أمير المسلمين سنة 515ه » إثر هزيمة المسلمين في 
وقعة كتندة سنة 514ه لتقصيره فيها » لم تعرف سنة مقتله في سجلماسة . ينظر : ابن خاقان » القلائد » 
1 - 47 ( المقدمة ) . ابن الأبّار » المعجم . 62 . ابن عذاري ٠‏ البيان المغرب » 78/4 ». 85 ٠‏ 106 . 
7 - نفح الطيب » 4/ 72 . 

- عيسى » فوزي سعد » الهجاء في الأدب الأندلسي » 60 . 

- نفسه » 61 . 


5 


- عباس » إحسان » تاريخ الأدب الأندلسي عصر الطوائف والمرابطين » 72 . 


41 


عاشت شلب عصراً جديداً بدخول الموحدين إليها » ولعبت دوراً بارزاً في 
الأحداك السياسية +:تجلى ذلك في أشحان الشلبيين + فكاق لابن فس فس “في تووكه مسد 
المرابطين » ذكر منه ابن الأبّار أربعة أبيات إضافة إلى بيتين آخرين » ذكرهما ابن الخطيب 
أيضا » وزاد عليهما بمقطوعة أخرى (؟) . 

أذازك يتن أبن فس واين كزين [7) اللي ساجلة شدرية مورك حول 
المدح ٠‏ أوردها ابن الأبّار » وكانت قصيدة ابن قسيّ في خمسة عشر بيتا (©) أثنى فيها على ابن 
حربون وشعره ء أما ابن حربون » فهو من أبرز شعراء شلب في عصر الموحدين » وحديثا 
جمع أشعاره علي الغريب الشناوي » فكانت في ست عشرة قصيدة » تراوح طولها بين خمسة 
عشر بيتا » وأربعة وستين بيتا » وأما المقطوعات ٠‏ فهي أربع مقطوعات » وهي أشعار كان 
لبا مشخ الموطاية ؛ ومناصرتهم ضد أعدائهم : 

فقد عمل ابن حربون أول أمره كاتباً لابن قسيّ (*) شم انتقل إلى بلاط 


الموحدين » يمدحهم ويؤيد دولتهم » ومن ذلك مدحه لأبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن » يقول 


ل اة 
ابن حربون : (0) طويل 
بعدّل أبي يتعقوب يَأمَنْ خائف ويُجِبَرٌ منهاض ويصلح فاسد 


' - ينظر : الحلة السّيّراء » 200/2 . أعمال الأعلام » 252 . 

7 - هو أبو عمر أحمد بن عبد الله بن حربون الشلبي » عمل كاتبا عند ابن سي » شم انتقل إلى بلاط 
الموحدين ليعمل كاتبا عند أبي حفص الموحدي ٠‏ ويعد واحدا من أهم الشعراء الذين انقطعوا بشعرهم لخدمة 
البلاط الموحدي ٠‏ توفي بعد سنة 564ه حيث انقطعت أخباره بعدها . ينظر : ابن صاحب الصلاة » المسن 
بالإمامة » 253 . 256 » 262 » 264 » 287 2 325 ٠)‏ 329 » 333 » 335 »؛ 335 » 348 : 351 :2 353 
0 » 363 » 384 . التجيبي » صفوان بن إدريس ٠‏ زاد المسافر » 131 ء ابن الأبّار » الحلة الستيّراء » 
2 .ابن عذاري » البيان المغرب (قسم الموحدين) » 48/3 ٠»‏ 85 ؛ 91 ؛ 98 ٠»‏ 102 » 108 . 

7 -ينظر : ابن الأبار » الحلة السيّراء » 201/2 . 

- ينظر : ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 32 . ابن الأبّار » الحلة السيّراء » 2 / 201 . 

7 - الشناوي » علي الغريب ٠‏ شعر أبي عمر بن حربون ٠‏ 101 . 


48 


فت تنجلي الظَمَاءْ عن نور ونهه 2 فمَهُمَا بَدا لم يَفقد البذرَ فاقذ 
وصف ابن حربون كثيرا من وقائع الموحدين بأشعاره » وسجل فيها 
انتصاراتهم » وأرخ لحركاتهم وغزواتهم » وكان بعض أمراء الموحدين يستخدمون فيما بينهم 
مراسلات شعرية من إنشاء ابن حربون » ومن ذلك قصيدته التي مطلعها : (7) خفيف 
عَللُوا العيْسَ باقتراب الديَار وَانظرُوا هل بّدا ها من منار 
وهذا يدل على مكانة ابن حربون الشعرية » إذ فضل بعض أمراء الموحدين شعر ابن حّربون 
عن يو سق لقو ان للق ويل كنا عبتم ليق أرق بد وى سفوا تحفوةة ونجفية 
الرُصافي البلنسي(2) » حيث دارت بينهما أشعار دلت على عمق الصداقة بين الشاعرين (3) . 
ولابن حربون قصيدة مرتجلة في وصف رمح (*) صنعه الصناع لأبي يعقوب » وله قطعة في 
وصف سيف () . وله في وصف حب الملوك (”) » يقول ابن حربون : (7) 2 وافر 
خذوا باكورة الثّْمرِ القريب تَحَدَتكم عن الألمَى الشنيب 


وما حَبْ الملوك بعثت لكن بعثت إليكمُ حب الققوب 


' - الشناوي ٠‏ علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون . 116 . استخدم هذه القصيدة أبو حفص عمر يتشوق 
فيها لأخيه أبي يعقوب يوسف » وهو في الطريق من الأندلس إلى مَراكش سنة 560 ه . ينظر : ابن صاحب 
الصلاة » المن بالإمامة » 287 . 

* - هو محمد بن غالب الرفاء الرصافي من رصافة بلنسيّة يكنى أبا عبد الله » سكن مالقة » من أبرز شعراء 
العصر الموحدي ٠‏ لم يبتذل نفسه في انتجاع الملوك » وكان يتعيش من حرفة الرفو » توفي سنة 572ه . 
ينظر : الضتبي » بغية الملتمس ٠‏ 102 . المراكشي » عبد الواحد » المعجب . 286 . ابن الأبّار » التكملة » 
2 . ابن الخطيب ٠‏ أعمال الأعلام » 266 . جمع شعره إحسان عباس » طبع بيروت » 1989 . 

1[ -ينظر : الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون » 120 . 

* - ينظر : نفسه » 74 . 

7 -ينظر : ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة ٠‏ 352 . لم يرد وصف السيف في مجموع شعر ابن حربون 
“ - هو الكرز . وذكر محقق ديوان ابن الخطيب أن مدينة صفرو بالمغرب تشتهر به » وتخصص له يوما في 
السنة » يسمى عيد حب الملوك » له شعائر خاصة به . ينظر : ابن الخطيب » ديوانه » 247/1 (الحاشية) . 


” - الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر ابن حربون » 86 . 


49 


فقد شارك ابن حربون بأشعاره في جانب كبير من الحركة الشعرية الشلْبيّة » وأضاف إليما 
أشعاره بموضوعاتها المتعددة . 

ومن شعراء شلب البارزين - في عصر الموحدين - أبو بكر بن المُتَكَل 
الخلبي:(1: كافك قريطة صذافة يرق النلع: وزكر ها شناهي زاك الشافن يفزله ٠‏ " ردقي 
بعض أهل شلب أنه كان بين ابن المُتَخْل هذا وبين ابن الملاح صداقة من الشباب إلى الهرم » 
ونشأ ابناهما على مثل ذلك إلى أن وقع بين الولدين ما يقع بين الناس فعتب ابن المُتخل ولده 
على إقذاعه » فأنشده ولده هجاء لابن الملاح فيهما "(2) . 

الور اه الشلبيوق تطرسؤق على الصدقة فيه تيثقم لسار في علي 
لنائم ته أهلها ».ضن الصجة قرضه ».ورين تخاطيوا به بدك اللعة المفكية .ذلك سوه 
لصبية شلب حظ في أشعار الشلبيين . 

قذلك ارو سبحب :19ل" البناقن قنك قصيدة لابن 'الشحل في رصيق الشين 
تتألف من أربعة أبيات (2). وأورد المَقري للشاعر نفسه ثلاثة أبيات في وصف الخمر [؛) 


ولابن المنخل أشعار تبادلها مع ابن المنذر الشلبي بعد خلع الأخير عن ولاية شلب » أورد منها 


' - هو محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن المُتخل المَْري » يكنى أبا بكر » من أهل شلب » كان أحد الأدباء 
والشعراء المجودين » وكان حسن الخط جيد الضبط » يشارك في علم الكلام » له ديوان شعر ذكره ابن الأبّار » 
ولم يصل إلينا » توفي في حدود 560ه . ينظر : ابن الإمام » المقتضب من سعط الجمان » 87 . ابن 
ضاحب اللا + المّن بالإفافة 243-150 , التجيبي»» صنفوان :بن إذرين: + آأد:المسافن +129 الشريقني 
شرح مقامات الحريري ٠‏ 111/3 . ابن الأبّار » التكملة » 27/2 . ابن سعيد » الرايات . 91 : والمغرب 
1 .ابن عبد الملك ٠»‏ الذيل والتكملة 95/6 . ابن عذاري » البيان المغرب (قسم الموحدين) » 57/3 » 
9 . الصفدي , الوافي بالوفيات ٠‏ 7/2 . المَقّري ٠‏ نفح الطّيب . 73/4 ٠‏ 69 . شاك ؛ فون ٠»‏ الشعر العربي 
في إسبانيا وصقلية » 57/1 . عبد الرحمن » عفيف , معجم الشعراء الأندلسيين والمغاربة » 331 . 

> - التجيبي » صفوان بن إدريس , زاد المسافر » 129 . 

7 -ينظر : نفسهء» 129 , 

* - ينظر : نفح الطيب » 73/4 . 


30 


الأكازة قضييقة لاق الشكل عد انارق تالت برق كلكة مقن ييا( والختية :“نالك مننة 
ثمانية أبيات » ومقطوعة في رثاء ابن المنذر من ثلاثة أبيات ٠‏ كما أورد ابن الأبّار - في ذات 
السياق - قصيدة لابن المنذر من سبعة عشر بيتا » ومقطوعة من خمسة أبيات (') .وهي 
أشعار بدت فيها روح الصداقة الحميمة من ناحية » واهتمام بنظم الشعر من ناحية ثانية » يقول 
أبو بكر بن المُّدخل : (2) كامل 
يا ملبسي العمى بحسن ثنانه ‏ وَمُمَيزِيْ نقداً بصدق ولائه 
ألقى علي مَديْمَه فلبسئته بُرداً » ورد علي فضل ردائه 
فيجيبه ابن المنذر بقوله : (3) كامل 
أمّا الكلامُ فقذ ملكت زَِمَامَه توعاً قنوعاً فاتقرد بلوانه 
إن شنت فانظم ثرّ لفظ راق يَحكئ حَمامَ اليك حال غتائه 
فابن المنذر يحث أبا بكر على قول الشعر » ويشهد له بالإجادة » فهو در رائق يطرب له الناس 
كما يطربون لغناء الحمام . فالشعر يجد من يفهمه » ويقدره حق قدره في شلب . 
وفد ابن المُدخل على بلاط الموحدين مع وفود أعيان شلب ؛ يبايعون خليفة 
الموحدين » وكانت لابن المُتَخل قصيدتان الأولى : من خمسين بيك ا ؛ والثانية : من ثمانية 
وأربعين بيتا (؟) نظمهما في مدح الخليفة الموحدي عبد المؤمن وابنه أبي يعقوب والإشادة بهما 
ومبازكة انتصاراتهما » ويذكر أبن صاحب الصلاة أن أبا بكز.بن المتخل كان مع أوائل الوفود 


القادمة من غرب الأندلس لمبايعة عبد المؤمن سنة 555ه »حيث أنشد قصيدته التي دعا فيها 


' -ينظر : الحلة السيّراء » 2 / 208 -211 . 

7 - نفسهء 2 / 209 . 

3 - نفسهء 2 / 209 . 

- ينظر : ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 150 ٠»‏ 243 . 


531 


الموحدين إلى فتح غرب الأندلس فقال :(؟) طويل 

نحم بلاد الشرق فَاعَتَمدُوا الغَربًَا ‏ فَإِنَ تسيم النصر بالقتح قد هبًا 

أَصَرْتُمْ إليه الخيّل وي أجادل فسالت بكم بَخراً وطارت بكم ركبًا 
وفي هذه القصيدة يتوعد ابن المُتخل النصارى بجيش جرار من الموحدين » يرد عدوانهم عن 
بلئدة اواو يكف لني هن نوكه :وكذا حطان" قاد ععذه الفضيدة قي بكتري اكليف :4 المؤ سدع 
اناقل عمد ون تحلوين: الفانبي:وابق عبد اه الراضاقي #كاعن 'الاندلين 17 كاتشافرن الشلبي 
مقدم بين شعراء الأندلس . وتجدر الإشارة إلى أن عبد الله(ة) ابن الشاعر أبي بكر بن المُتخل » 
شارك في الوفود على الموحدين » ومح خلفائهم » ومن ذلك قصيدته التي أوردها ابن صاحب 
الصلاة » وتتألف من خمسين بيتا (') . 


ونم نظف إن يكرد ين اللتتدل امن يعوا وشلفة 4 اخ الشى اقرع :( لهال 


' -ينظر : ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 151 . 
7 - ينظر : نفسه » 170 (الحاشية) . 

3 - هو عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن المُدَحّل المَْري » يكنى أبا محمد » من أهل شلب » لم تعرف سنة 
ولادته أو وفاته » إلا أن وفوده على بلاط الموحدين يؤكد أنه من شعراء القرن السادس الهجري . ينظر : ابن 
الأبّار » تحفة القادم » 86 . ابن عذاري البيان المغرب (قسم الموحدين) » 118/3 . 

“* - ينظر : المن بالإمامة » 457 - 458 . وذكر منها ابن الأبّار ثمانية عشر بيتا » وابن عذاري ثلاثة عشر 
بيتا والصفدي ثمانية عشر بيتا نقلها عن ابن الأبّار . ينظر : ابن الأبّار » تحفة القادم » 86 . ابن عذاري » 
البيان المغرب (قسم الموحدين) » 3 / 119 . الصفدي ٠‏ والوافي بالوفيات » 17 / 544 . 

' - هو أبو الوليد إسماعيل بن عمر » المعروف بالشواش » من أهل شلْب » كان من القادمين من أهل بلده إلى 
سلا المهنتين بالبيعة المنعقدة سنة 558ه » وهي بيعة أبي يعقوب يوسف . وكان قد قال شعرا في بيعة محمد 
ابن عبد المؤمن سنة 557ه »ء الذي خلعه عبد المؤمن لاستهتاره » وهي القصيدة التي أورد منها ابن الأبّار 
اقرن عقن بيقا م .ولم ووردها ابخ صاصب الضداظة > وكان ابن الشوائن قاذ معذ1 فم إقراء“القرآن والعوييتة 
والأدب » حج وعرف بالخير والصلاح » وله كتاب ثروة المريدين إبتقديم الراء) » توفي بمَراكش سنة 569ه 
ينظر : ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 208 . 240 . 260 . ابن الأبّار » تحفة القادم » 65 . ابن 
عذاري ٠‏ البيان المغرب (قسم الموحدين) ٠‏ 3 /49 و87 . الصفدي ٠‏ الوافي بالوفيات . 181/9 . السيوطي » 
بغية الوعاة » 202/1 . ابن إبراهيم » العباس ٠‏ الإعلام بمن حل بمَراكش وأغمات من الأعلام » 108/4 . 


52 


وقف إلى جانب الموحدين في دعوتهم » فمدحهم » ووصف انتصاراتهم في ثلاث قصائد أوردها 
ابن صاحب الصلاة » تراوح طولها بين تسعة وثلاثين بيتا » وأربعة وأربعين بيتا(') » وقصيدة 


1 0 5 5 5 95 5 2 8 2 95 3 95 ْ 
أخرى أوردت بعض المصادر اثني عشر بيتا مختارا منها() . ومن شعر ابن الشواش في مدح 


الموحدين > قزله + (3) كامل 
عَزّمات منصور العزائم غالب ضمنت فتوح مشارق ومغارب 
يا سعد دين الله أفلح حزئه وَهَوّت عداهُ في عَذاب وَاصب 


لقد اعتنى أمراء الموحدين بالشعراء » واحتفوا بهم » فشجع ذلك شعراء شلب 
على الوفود بأشعارهم إلى بلاط الموحدين » حاملين معهم قضية بلدهم التي أصبحت هدفا 
لحملات النصارى العسكرية من الشمال » إضافة إلى الدعوة للدولة الموحدية » وتأييد سياستها 
الجهائيةت: شاه ذلك خلنن قاط المركة الشنعوية الشليكة #:ووتكو إن سنائفي” المدذة خلافنة 
أبي يعقوب وعنايته بالأدب بقوله : " ونال الناس معه في إمارته وبعد ذلك في خلافته من جميع 
الطبقات من الكتاب والعمال ٠‏ والطلبة والقضاة والرعية بصلاح أحوالهم » ونماء أموالهم مالم 
يعقد مثلها في زمان " (*) 


ومن اسهد :في العردكة الشعرية فى شلب ابن :سكن الشلبي 7 نع فق كانت 


' -ينظر : المن بالإمامة . 208 . 240 ٠»‏ 260 . 

7 -ينظر ابن الأبّارء تحفة القادم » 65 . ابن عذاري ٠»‏ البيان الغرب (قسم الموحدين) » 49/3 . الصفدي » 
الوافي بالوفيات » 181/9 . 

3[ -ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 208 . 

* - المن بالإمامة » 236 . 

* - هو أبو بكر بن سكن الشلبي » اعتذر ابن الأبّار عن معرفة اسمه وقال إنه من أهل شلب » عاش في عصر 
الموحدين وكان صديقاً لابن الفتخل . توفي سنة 540ه . ينظر : ابن الأبّار» تحفة القادم » 61 . الصفدي 
الوافي بالوفيات ٠‏ 10 / 232 . الكتبي ٠‏ عيون التواريخ » 403/12 . التتجاني ٠‏ تحفة العروس . 317 
العباس » عبد الرحيم بن أحمد » معاهد التنصيص ؛. 199/4 . 


53 


له مساجلات شعرية مع شعراء شلب » ومنهم : ابن المُتخل » حيث كانت لهم مجالسهم الأدبية 
التي يعقدها الشعراء فيما بينهم في متنزهات شلب أو على نهرها » حيث ينصب النهر السلسال 
في البحر الأجاج » فابن سكن يشارك في هذه المجالس ومنها : ما روي عنه في أحد مجالسه 
على نهر شلب » وقد تعرضت هناك إحدى الجواري لجواز الجسر » فلما بصرت به تراجعت 
وسترت ما ظهر من محاسنها » فقال :(!) كامل 

وعتقة اختا بشاطىء تهرها ١‏ هَلششس طيةلدى افلا 

فَكَانَها بَنْقِيسَ وَافَتَ صَرْحَهًا لو أنها كشقت لَنَا عَنْ ساقها 
ففال نوكن اداه “21 كامِل 

ما ضرَّها وهي الجِمَالَ بره 2 لو أَنَّهَا رفت إلى عشاقهًا 
ويبدو أن الشاعر ابن سكن كان من رواد المتنزهات في شلب ٠»‏ وصاحب مجالس أنس فيها » 
يهيم بطبيعة شلب الجميلة » ويتغنى بخيراتها وثمراتها فله شعر في وصف حب الملوك (©) » وله 
قصيدة مدح » يبدو أنها في أحد قادة الموحدين » أورد منها ابن الأبّار ثمانية أبيات » منها : قول 
ابن سكن :(؟) الخبب 

أَحْرَقْتَ عداقك إِذْ مَرَدُوا من مح شقارك بالشعل 


سَجَدت في الأَرْض رُؤُوْسسُهُمُ بظبًا الأسيّاف على عَجِل 


' - ينظر : ابن الأبّآرا» تحفة القادم » 63 -64 . الكتبي » عيون التواريخ ٠‏ 12 / 403 . التّجاني » تحفة 
العروس , 317 . العباس » عبد الرحيم بن أحمد » معاهد التنصيص . 4 / 199 . 

2 - ابن الأّار » تحفة القادم » 64 . الكتبي » عيون التواريخ » 403/12 . 

3 - ينظر : ابن الأبّار » تحفة القادم » 63 . الكُتبي » عيون التواريخ » 12 / 403 . 

“* - ابن الأبّارء تحفة القادم » 61 . لم يورد ابن الأبّار اسم القائد » وأغلب أن يكون هذا القاقد موحديا ء لأن 


الشاعر عاش في عصر الموحدين . 


54 


ومن شاعرات شلب الشاعرة الشلبيّة(1) » التي سعت لرفع الظلم عن أهل بلدها 
فوصفت ظلم والي شلب » وقاضيها في قصيدة رفعتها إلى الخليفة الموحدي " يقال إنها ألقيت يوم 
جبعة على ماك المتصنون فلا قشي الصياؤه وتصيفهها»,عز ل الوالي و التاسحي »ناح 
الخراج » بعد بحثه عن القصة » ووقوفه على حقيقتها وأمر للمرأة بصلة " (*) » ومن هذه القصيدة 
الي أوودت"المنضاذز نندة آبيات منها :قزل الشليكة :51107 “امل 

قذ آن أن تبك الغيون الآبية ولقذ أرى أنّ الحجارة بَاكيّة 

يا قاصد المصر الذي يُرجَى به ١‏ إن قَدَرَ الرّحمن رفع كراهيّة 

شارك شعراء شلب في فن الموشحات الأندلسية » ليكتمل بذلك النسيج 
العو يع الشليج جاتو انف المختافة ««ويك وك مز أ نمق الشكن ا لاتدلينى بواضووة عنة نتوين شعراء 


قلت الذيق أسهموا في توي القددر الشلبج +اقتظنواقي' الموشيخاك © انو الوليه غيد المتشك هين 


ع 


أبي حبيب (4) وقد اشتهر بشعره وموشحاته » فأورد له علي بخ كشرائ 1 كلأنا مخ مو شهانه 3 


' - هي الشلبيّة الأديبة » من شاعرات شلب في القرن السادس الهجري » اعتذر ابن الأبّار عن معرفة اسمها » 
ولم تعرف سنة ولادتها أو وفاتها . ينظر : التكملة » 4/ 260 . المقري ٠‏ نفح الطّيب » 294/4 . كحاله » عمر 
رضا ء أعلام النساء » 303/2 . الريسوني » محمد المنتصر » الشعر النسوي في الأندلس » 118 . العاملي » 
زينب » الدّر المنثور » 256 . البستاني » بطرس , دائرة المعارف » 529/10 . جارولو » تيريسا » شاعرات 
الأندلس ٠‏ 111 . الشكعة ء مصطفى . الأدب الأندلسي » 232 . 

> - ابن الأبّار » التكملة » 4 / 260 . 

3 - نفسهء 4 / 260 .المَقّري » نفح الطّيب » 4 / 294 . 

* - هو الأديب الشاعر أبو الوليد عبد الملك بن أبي حبيب » من بيت بني حبيب من أعيان شلب » ذكر أبو عمر 
ابن الإمام أنه عاشره بشلب » وأطنب في الثناء عليه » توفي بعد 550ه . ينظر : ابن الإمام » المقتضب من 
سمط الجمان ٠‏ 102 . الأغرناطي ٠‏ علي بن بُشرى ٠‏ عد الجليس , 246 . ابن سعيد » المغرب ٠‏ 383/1 . 
_____ء ديوان الموشحات الأندلسية » 162/2. 

7 -ينظر : غدَّة الجليس . 246 - 250 . 


525 


وأورد له ابن الإمام » وابن سعيد مقطوعة من أربعة أبيات في جواب رسالة (') . وهكذا توفر 
شعراء شلب على قول الشعر في مختلف الأغراض ومختلف المناسبات » فكان الشعر ديوان أهل 
0 
ومن شعراء شلب كثيّر العلياوي(2) » الذي تجول في بلاد الأندلس والمنغرب 

واستقر بمنرقة(2) . وكثيّر شاعر مشهود له » قال الغريني "وروي أنه كان فصيحا حتى إنهم 
كانوا يحتجون بشعره "(/) » اشتهر لكثيّر قصيدته التي يقول فيها :() كامل 

طار الغراب بِبَيْنَهم فَحسبْته إذ طَارَ مُشتملاً صمِيْمٌ فؤادي 

وَهْوَ الذي أمْسَى له فرح فلم يبدو - ريَاء - في ثياب حداد 

ولكثيّر شعر يفخر فيه بنفسه » ومنه قوله :(6) بسيط 
ليس المُدامَةٌ مما أستّريح به ولا مُجَاوَبةٌ الأوثار وَالتَقَم 


وإنّما لذتي كتبْ أطَالعها وصارمئ أبداً في نصرتئ قَلّمي 


' -ينظر : المقتضب من سمط الجمان ٠»‏ 102 . المغرب » 383/1 . 

حو ايدان بن عيس ب رقي 1 اديت م رداوك رشن ع ين لقنا عدي اندي قن ند مان لات اليه 
أبو الربيع سليمان بن علي الشلبي الشهير بكثير . كان بإشبيلية ورحل إلى مراكش ثم إلى بجَايّة » وكان عالما 
بالحديث والأدب » ولسان نقد على المؤلفين والمصنفين » نفي في البحر واستقر في جزيرة منرقة عند صاحبها 
سعيد بن حكم » توفي سنة 636ه . ينظر : ابن سعيد » اختصار القدح المعلى . 159 » والرايات , 94 2 
والمغرب , 398/1 . الغْريني » عنوان الدّراية » 279 . المقري ٠‏ نفح الطّيب » 566/3 . 

7 - جزيرة تقابل برشلونة » وهي إحدى بنتي جزيرة ميُورقة » وهما منرقة ويابسة . ينظر : الحميري » 
الروض المعطار » 549 . 

* - عنوان الدّراية » 279 - 281 . 

7 - ابن سعيد » اختصار القدح المعلى » 189 » والرايات , 94 ٠‏ والمغرب , 399/1 . 

. - ابن سعيد » اختصار القدح المعلى » 189 ٠»‏ والمغرب , 399/1 . 


56 


وذكر الغريني عن أحد الرواة » أنه رأى قصيدة في نحو خمسمئة بيت لكثير . يصف فيها 


حاله ويعاتب وقته (!) » وأورد له صاحب لباب الألباب بيتين في مدح سعيد بن حكم » حاكم 


و 
6ه 


جزيرة منرقة (2) . 

وممن أسهم في الحركة الشعرية في شلب أبو بكر بن وزير(”) » وابنه أبو 
محمد بن وزير(”) » وهما من أعيان شلب وزعمائها » فأبو بكر بن وزير له مقطوعة في 
حروب الروم (() » وله ثلاث مقطوعات في النسيب » وقصيدتان » إحداهما : في مناجاة الحمام 


والأخرى في رثاء كلب صيد (©) » وابنه أبو محمد له مقطوعتان ؛ إحداهما : في العفو 


عن سجناء أبي محمد ٠‏ والأخرى في غلام » وله قصيدة عارض فيها قصيدة أبيه في مناجاة 
7 
الفا" 


ولكتاب شلب أشعار - وإن كانت قليلة - أسهموا بها في إثراء الحركة 


. 280 » -ينظر : عنوان الدّراية‎ ١ 
. ) غير منشور‎ ( » 40 ٠ لباب الألباب من نظم الشعراء والكتاب‎ ٠» -ينظر : مجهول‎ 7 

3 - هو محمد بن سيدراي بن عبد الوهاب بن وزير » يكنى أبا بكر » من بني وزير أعيان شلب ٠»‏ ولي قصر 
أبي دانس بعد استرجاعه من النصارى سنة 587ه . وكان شاعرا مجيدا » توفي بعد وقعة العقاب سنة 
9ه . ينظر : ابن الأبّارء الحلة السّيّراء » 271/2 .ابن سعيد » المغرب . 382/1 ء المَقّري » نفح الطّيب 
4 . البستاني » بطرس ٠‏ دائرة المعارف ٠‏ 137/4 . 

* - هو عبد الله بن محمد بن سيدر اي بن وزير » يكنى أبا محمد » ولي القصر بعد أبيه » وكان أديبا شاعرا » 
تغلب عليه النصارى سنة 614ه حيث أسر عبد الله وتخلص من الأسر بأن تظاهر بالنصرانية » استعمل 
بمراكش » ثم عاد إلى إشبيلية » فقبضت عليه العامة وقتل سنة 627ه . ينظر : ابن الأيّار » الحلة المتٌيراء » 
5 :أبن سعد > المقرب :382/1 الشسخاتي طوس + ذائزة لمارف 137/4 -عيدا الدوحين + 
عفيف ٠‏ معجم الشعراء الأندلسيين والمغاربة » 410 . 

” - ينظر : ابن الأبّار » الحلة السّيّراء » 2 / 273 . ابن سعيد » المغرب ٠‏ 1 /382 . المَقّري » نفح الطّيب » 
4 | 465 . 
5 ترظن ابره لكان "تكله لني ع2 :297274-23 

” - ينظر : نفسه » 2 / 297 - 298 . 


537 


الشعرية في بلدهم ومنهم : الفاضل الكاتب أبو عمرو بن مالك بن سيدمير(”) الذي أورد له 


المتقري مقطوعة يتشوق فيها إلى شلب » وقد بعدت الديار » وحن إلى ربوعها ء يقول أبو 


عمرو بن مالك بن سيدمير : (*) 
َم هتوف على الأراكة تشدو 
ار هذاك للصّبابة داع 
أنَا لولا النَسيمُ والبرق والور 


ذكرتنيئ شلباً وهيهات مني 


الخفيف 
أمْ ستى البرق إذ يَخبُ وَيَخْبُو 
أمْ هتون من القمامة سكب 
أي صب دموغُه لا تصُب 
ق وصوب الغمام ما كنت أَصِبُو 


بعتما استككم التَباغْدُ شلب 


ولق يوون العل: ( "رول طوف في سد يقر فيا :4< “الفلوين 


ليَهْن الأعَاديْ منك أنّ سُروجَهم 


فإن: وضعوا كفاً فُسيفك ساعد 


وإن أنفوا دون اللخود لحود 


وإن رَفَعُوا رأساً فرّمْحُكَ جيذ 


وأخرى في وصف رمح () » وثالثة في الغزل ٠»‏ يقول فيها : (©) بسيط 


' -لم أعثر على ترجمته » ولم يرد ذكره مع شعراء شلب في المغرب المطبوع . 


7 - نفح الطيب » 184/1 . 


7[ - هو عبد الملك بن عبد الله بن بدرون أو بدران الحضرمي ٠»‏ يكنى أبا القاسم وأبا الحسين » من أهل شلب » 
أخذ عن مشيخة بلده وعني بالآداب » وكان كاتبا بليغا خطيبا » وله شرح في قصيدة ابن عبدون الياثري سماه 

( كمامة النّهّر وصدفة الدرر ) . توفي بعد سنة 608ه .ينظر : ابن الأبّار » تحفة القادم » 156 ٠‏ والتكملة 
3 . ابن عبد الملك ٠‏ الذيل والتكملة » 21/1/5 . الصفدي ٠‏ الوافي بالوفيات . 176/19 . الكتبي » عيون 
التواريخ ٠‏ 147/12 . المَقّري » نفح الطيب ٠ 185/1 ٠‏ و 353/4 . بروكلمان » كارل » تاريخ الأدب العربي 
3 . البغدادي ٠‏ إسماعيل باشا » هدية العارفين » 627/1 . خليفة . حاجي ؛: كشف الظنون » 


.2 


“ - ابن الأبّار » تحفة القادم » 156 . الصفدي , الوافي بالوفيات » 176/19 » الكتبي ٠‏ عيون التواريخ . 


. 2 


* - ينظر : الصفدي » الوافي بالوفيات . 176/19 الكتبي » عيون التواريخ » 147/12. 


- المقري » نفح الطّيب ٠‏ 185/1 . 


العشق لذته التعنيق والقتبلل كما منَفْصه التثريب والف ذل 
يا ليت شغري هل يُقضَى وصالكمُ ‏ لولا المُنى لم يكن ذا العُمرْ يَتتصل 
ومن كتاب شلب الذين أسهموا في إثراء الحركة الشعرية في بلدهم . ابن 
الإمام (') » وله مقطوعة في الشكوى (2) . يلاحظ في شعر الكتاب تنوع موض وعاتهم » 
ورشاقة ألفاظهم المناسبة لمعانيهم » كما يلاحظ اهتمامهم بالبديع » وخاصة الجناس والطباق . 
شارك فقهاء شلب ونحويوها في الحركة الشعرية في شلب » وذلك بما كانوا 
يقرضون من الشعر في بعض الموضوعات ٠‏ ومنهم : الفقيه هشام بن محمد القيسي (*) » الذي 
كان يفاوض بعض القضاة - في مسائل فقهية - بالشعر » ويروي هشام بن محمد إحدى 
مفاوضاته فيقول : " فاوضت القاضي أبا عبد الله بن شبرين » ما يحذر من فتنة النظر إلى 
الوجوه الحسان » فقلت : بسيط 
لا تنظرن إلى ذي روتق أيَداً وَاحدَر عَقوبَة ما يَأتي به النظرٌ 
فكمْ صريْع رأيتاهُ صريْعَ هَوَى من نظرة قَادَها يَومَا لَهُ القدر 


فأجابني في المعنى نفسه : بسيط 


' - هو عثمان بن علي بن عثمان الأديب » يكنى أبا عمرو » ويعرف بابن الإمام » من أهل شلب . سكن 
إشبيلية . لقي بقرطبة العديد من العلماء » وكان من علماء الأدباء بليغ القلم واللسان عدوا رت را 
مجيدا » وله كتاب ( سمط الجمان وسقط الأذهان ) » توفي بعد سنة 550ه . ينظر : ابن خير » الفهؤرّسة » 
9 . ابن الأبار » التكملة » 168/3 . ابن عبد الملك » الذيل والتكملة » 135/1/5 . المقري » نفح الطّيب » 
٠ 262 ٠ 26/2 : 486 : 478 . 3‏ 34/7 . البغدادي » إسماعيل باشا » إيضاح المكنون ٠‏ 27/2 . 

* - ينظر : المقري ء نفح الطّيب » 478/3 . 

- هو هشام بن محمد بن هشام بن سعد القيسي » يكنى أبا الوليد » ويعرف بابن الطلّاء » سمع من ابن شبْرين 
وغيره » كان فقيها أديبا » استقضي بشلْب . ينظر : ابن الأبّار » التكملة » 145/4 . المقّري » نفح الطّيب » 
4 . 


539 


إذا نظت قلا تُولَعْ بتقليب فَرْبَمَا تظرة عادت بتغذيب"(1) 
فالفقهاء الشلبيون يتداولون الشعر فيما بينهم » ومنهم : الفقيه أبو الحسين بن اللبلي (*) » ومن 
كع سريع 
يا لانم الدّهر على ما قَضّى لا تلم الدهرَ على غغذره 
كمؤكافر بالله أنوالة تَرْدَادُ أضعافاً على كقره 
ومُؤمن ليس له درْهَمُ يَزْدَادُ إيَمَاناً على فقره 
لا خير فَيْسََ لمْ يكن عَاقَلاً يبْسَط رجلَيْه على قَدره 
والفقيه محمد بن إبراهيم العامري (؟) الذي أوصى بكتابة بعض شعره على قبره ومنه قوله:(0) 
متقارب 
لنن تقد القَدَرٌ السّابق بموتئ كما حَكَمّ الخالق 


فقذمّات والذنا آَم وات مكمه الفنادق 


' - ابن الأبّار » التكملة » 145/4 . المَقّري ٠‏ نفح الطّيب » 333/4 - 334 . وابن شبْرين هو القاضي محمد 
بن عبد الرحمن بن علي بن سعيد بن عبد الله بن شبّرين » يكنى أبا عبد الله » من أهل مُرجيق من شلب » بينهما 
أزندوق فيلا دن الترن التتضيخ تلتفيلية إلى أن كرفي نيفة 509 فيد فطل ؛ المدرق ب أزها الرولطن: 
53 . 

7 - هومحمد بن خلف بن صاعد الغساني ٠‏ يكنى أبا الحسين » من أهل شلب » ويعرف باللبلي لأن أصله منها » 
روى عن ابن شبرين » وابن النحاس » وابن رشد وغيرهم » ولي قضاء شلب » وكانت وفاته سنة 547ه . 
ينظر : الضتبي ٠‏ بغية الملتمس . 63 . ابن الأبّار » التكملة » 12/2 ٠‏ والمعجم » 167 . ابن عبد الملك » 
الذيل والتكملة » 185/6 . 

1 -ابن الأبّار » المعجم » 168 . 

4 - هو محمد بن إبراهيم بن غالب بن سعيد القرشي العامري ٠‏ يكنى أبا بكر » من أهل شلب . ولد سنة 
6ه » روى عن أبي الحجاج الأعلم كثيرا » وكان واسع الأدب مشهورا بمعارفه » تولى الخطابة ببلده مدة 
طويلة » توفي سنة532ه . ينظر : ابن خير » الفهرّسة » 321 . 324 ١‏ 333 , 338 ». 399 » 437 . ابن 
بتشكوال ٠‏ الصلة » 846/3 . الحموي ٠‏ معجم البلدان ٠‏ 357/3 . ابن الأبّار » تحفة القادم » 24. الصفدي » 
الوافي بالوفيات »20/2 . السيوطي ٠»‏ بغية الوعاة » 17/1 . البستاني » بطرس ., دائرة المعارف » 526/10 . 
7” - ابن الأبّار » تحفة القادم » 24 . الصفدي » الوافي بالوفيات » 20/2 . السيوطي بغية الوعاة » 17/1 . 


60 


ومات المُلوك وأشياعَهُم ولم يَبّْقَ من جَمْعهم ناطق 
قل للذي سرَهُ مَصرَعي : تَأهَبْ فإِنَكَ بي لاحق 
ومن فقهاء شلب » عبد الله بن عيسى الشلبي النحوي الفقيه الأديب(!) » الذي طبقت شهرته 
المشترق:, المغرانه وماق شعو 2 رمل 
قذ غدا مُتأنساً بالعلم من خَالَطَنَهُ روعة المتهامه 
لاينال العلم جسم رافح حت الجِنّةٌ بالمكاره 
ومن شعره أيضا قوله : (3) طويل 
تلوّنت الأيَامُ ل بصّروفها فكنت على لون من الصَبْرٍ وَاحد 
فإن أقبلَت أدبت عنها » وإن تأت قفون مفقود لأكرم قاقد 
ولما أثآة المؤت أنشد + (4) سيط 
الحَمدُ لله ثم الحَمدُ لله ماذا عَنْ الموت من ساه ومن لاهئ 


ماذا يَرى المرْء ذو العيتين من عَجَب << عند الخروج من الدتيا إلى الله 


' - هو عبد الله بن عيسى بن عبد الله بن أحمد بن سعيد بن أبي حبيب ٠»‏ يكنى أبا محمد » من أهل شلب » كان 


مولده سنة 484ه » روى بقرطبة عن كثير من العلماء » وكان من أهل العلم بالأصول والفروع والحفظ 
للحديث ورجاله » تولى قضاء بلده » ثم رحل إلى المشرق حيث لقي كثيرا من علماء المسلمين بمكة » والعراق 
وخراسان حتى طار ذكره في تلك البلاد » توفي بهّراة سنة 551ه . ينظر : أخبار وتراجم أندلسية (من 
معجم السفر للستلفي) . 57 . الأصفهاني ٠‏ العماد » الخريدة (قسم شعراء المغرب والأندلس) » 306/2 ٠‏ ابن 
الجوزي ٠‏ المنتظم .92/18 . القفطي ٠‏ انباه الرواة » 124/2 . ابن الأبّار » المعجم . 229 . الذهبي ٠»‏ تاريخ 
الإسلام » 306/37 ؛ وسير أعلام النبلاء » 297/20 . العمري » مسالك الأبصار . 220/7 . الصفدي » 
الوافي بالوفيات » 396/17 . السيوطي ٠‏ بغية الوعاة » 51/2 . المَقري ٠‏ نفح الطيب » 136/2 . مصطفى » 
محمود » إعجام الأعلام » 148 . 

7 - الأصفهاني » العماد » الخريدة( قسم شعراء المغرب والأندلس) » 307/1 . السيوطي » بغية الوعاة ء» 
72 . 

3 - الأصفهاني » العماد » الخريدة ( قسم شعراء المغرب والأندلس) 307/12 . المَقري ٠‏ نفح الطيب » 650/2 . 
“4 - السيوطي » بغية الوعاة » 51/2 . 


61 


يبدو واضحاً تميز أشعار الفقهاء بالطابع الديني » وما فيها من الحكمة والعظة » 
وقد يلجأ الفقهاء إلى التعبير عن أفكارهم أو أحكامهم بالشعر لسهولة حفظه أو لفهمهم لأذواق الناس 
في شلب » وأنهم أهل الشعر ينظمونه ويقبلون عليه » ويفهمون معناه ومغزاه . 

يلاحظ أن الحركة الشعرية في شلب قد بلغت ازدهارا بعيد المدى ؛ شارك فيها 
الشعراء والشاعرات » والزعامات السياسية والأعيان من القادة » والفقهاء » وأصحاب الحرف 
والمهن » وعامة الشعب ؛ لذلك يمكن القول إن الحركة الشعرية في شلب لم يقف نشاطها على 
القغواء المشووريق السب اول شازك فيه امل شلب بمكتاقة فتاديغ ومستوياتهم + اخندى كنوع 
صبية شلب ونساؤها في نظم الشعر وإنشاده . 
ثالثا : بواعث ازدهار الحركة الشعرية : 

تواقررت لدى:الشتعرن[ء"التطييق هدة يواعت:: تمجحتيمد علس فول التشعن 
والتميز به » وفيما يلي عرض لأهم هذه البواعث : 

1 - تشجيع الحكام ورعايتهم للشعراء : 

تجلى تشجيع الحكام لشعراء شلب في عصر الطوائف ٠‏ وقد بدا ذلك 
واضحا في احتضان ملوك بني عباد لابن عمار وأبي بكر بن الملح والمصيصي . فالمعتضد 
يستوزر ابن عمار بسبب مدحته (أدر الزجاجة ) » والمعتمد يلحق المصيصي بابنه المأمون في 
قرطبة ؛ ليكون كاتبه ومستشاره » وابن الملح ينال الحظوة عند المعتضد » ثم المعتمد الذي قيل 
فيه : " كان لا يستوزر وزيرا إلا أن يكون أديبا شاعرا حسن الأدوات » فاجتمع له من الوزراء 


والشعراء ما لم يجتمع لأحد قبله" (©) . 


' - المراكشي » عبد الواحد , المعجب , 162 . 


62 


قبن الشعراء الشليون عن هذه الررعاية فى أشعارف + فالقتاعن الشلبي. يتكيتة 
معاناة السفر من شلب إلى بلاط العباديين » لما يؤمله من الخير والعناية عندهم » فأبو بكر بن 
الماح وتفيق رعو وحاقه إلى السك كيف يفيل اللذلة والقهان نوها وتان هذة الرحاكة تسن 
الأخطار والمشاق في سبيل بلوغ كرم المعتمد » والحياة الهانئة في كنفه » يقول ابن الملح : (!) 
كامل 
كم قَدْ ركبت إليك كاهل همّة كادت تغالطٌ في أخيه القرقدا 
بغي لديك العَيْش أخضر يانعاً فأجوب جنحَ اليل أسنقع أمنودا 
يَقظان تحسبْني الكواكبُ ناظرا ‏ فيها يُراقبْ للغزالة مؤلدا 
وإذا تكثقني التهارٌ تبستة 2 وهجاً لفوحاً أو سراباً مُربدا 
فهي أبيات عبر بها ابن الملح عن عظيم الرعاية التي سيجدها عند ابن عباد » هذه الرعاية التي 
تستأهل من الشاعر تحمل عذابات تلك الرحلة » والتضحية في سبيل حياة أفضل » وقد علق ابن 
بسام على الأبيات المتقدمة بقولة : " قال فأجاد » وخيل فسحر وزاد "(2) » فهي إجادة مبعثها 
التشجيع العظيم'الذي كان يوليه المعتمة للشعراء : 
وقد يذكر الشاعر الأعطية ٠‏ وأثرها في نفسه وحياته » يقول ابن عمار :(3) 
كامل 
عَبادَ المُخْضَرُ نافل كقه والجَو قذ لبس الرّداء الأغيّرا 
علق الزّمّان الأخضر المُهْدي لنا من ماله العلق الّفيس الأخطّر | 
أنقنت أني من ذراهُ بجنّة لما سقاني من ذَراهُ الكؤقرا 
' - ابن خافان , القلائد , 560/2 . ابن بسام » الذخيرة , 455/1/2 . 


2 - الذخيرة , 455/1/2 . 
3 - خالص صلاح » محمد بن عمار » 191. 


63 


فابن عمار يجعل العطاء سببا في إقبال الدنيا عليه » فالأعلاق النفيسة تجعله في جنة يسقى فيها 
من ماء الكوثر » فهي حال نفسية دعت الشاعر لنظم أبياته والتغني بها . 
وقد يصرح الشاعر بأسباب نظمه لأشعاره » يقول المصيصي : (؟) 
متقارب 
ولولا أياديك خابّت يدي ولم يُورَ من زند فكري اقتداح 
برقّة مَعناهُ يَسْرِي كلامي إذا الخَصرٌ رق يَجُول الوشاح 
فالعطاء والأيدي البيض ؛ دفعت الشاعر إلى قدح زند فكره » ونظم الكلام الرقيق . 
حرص شعراء شلب على قول الشعر » ونظموا أروع قصائدهم » لما وجدوه 
من حفاوة واهتمام عند بني عباد » ويدل على ذلك كثرة مدائحهم في المعتضد وابنه المعتمد » أما 
في عهد المرابطين » فقد عرف إبراهيم بن يوسف بن تاشفين بتشجيعه للشعراء » ومنهم : أبو 
بكر بن الروح الشاعر الشلبي الذي يعتز بمكانته عند ابن تاشفين » ويشير إلى أن شعره وجد من 
يقدره » وأن سوقه لن تكسد » يقول ابن الروح :(©) كامل 
يَا ليت قومئ يَعلَمُونَ بأتني في حيث مئوق الشعر لَيْسَت تكس 
ويزداد التشجيع لشعراء شلب في عصر الموحدين » فيقبل شعراء شلب على 
خلفاء الموحدين بأشعارهم » التي يبدون فيها حرصهم على لقاء أمراء الموحدين وخلفائهم » 
يقول أبو بكر بن المُدخل في مدح أبي يعقوب يوسف : (3) كامل 
قلقت ركابي من مُعَاودَة السّرى وحمذن رأيي حين كنت صباحها 
وصلت إلى ملك الْهُدى فأعادها مما شكتة من السُّرى وأراحها 
! - ابن بسام » الذخيرة , 445/1/2 . 


7 - ابن الإمام » المقتضب من سمط الجمان , 137 . ابن سعيد » المغرب , 386/1 . 
3[ -ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 245 . 


64 


فقد اطمأن الشاعر بقربه من أبي يعقوب الذي أزال قلق الشاعر » وأنساه مشقة السفر » وذلك 
بحسن استقباله وجزيل عطائه » بما هنأت به حياة الشاعر . 


فالشاعر الشلبي يشيد بالكرم والعطاء » ويجعله سببا في الحمد والثناء » يقول 


ابن حربون في مدح أبي يعقوب يوسف : (:) وافر 
كسنُوبُ الحمد متلاف وَهُوبْ كمثل البّخر يُرجَى أو يْهَابْ 


ومن هذه الرعاية والتقدير للشعر والشعراء » ما كان من السلطان يعقوب المنصور للشاعرة 
الشلبية حين قرأ شعرها ٠‏ فأزال الظلم عن أهل بلدها » وأمر لها بصلة . وهكذا فإن تشجيع 
الحكام للشعراء حفزهم على قول الشعر ٠‏ والإبداع في التغني بتلك العطايا » وتلك المكانة التي 
يجدها الشاعر في قصور الملوك والأمراء » فالشعر يزدهر غالبا بالرعاية الرسمية . 
2 - المجالس الأدبية : 
وجدت في شلب المجالس الأدبية » وكان اجتماع الشعراء فيها محفزا لهم 
لقول الشعر وإبداعه » ولعل أوليات هذه المجالس كانت في قصر الشراجيب زمن المعتمد بن 
عباد وابن عمار » لقول المعتمد :(2) طويل 
وَسَلّمْ على قَصرٍ الشراجيب عَن قتى ا لَه أبدا شوق إلى ذلك القصر 
ثم زمن المعتد بن المعتمد » أيام ولايته على شلب ٠‏ حيث شارك ابن اللبانة في تلك المجالس 


فتغنى بجمال مدينة شلب ونهرها (ذ) » ومن هذه المجالس ٠‏ مجالس الرشيد بن المعتمد » التي 


' - الشناوي ٠‏ علي الغريب , شعر أبي عمر بن حربون , 72 . 
2 - ديوانه ,» 47 , 
73 - ينظر: ابن خاقان » القلائد /1٠‏ 112 . ابن سعيد ء المغرب » 381/1 . 


65 


شارك فيها ابن عمار بأشعاره » عندما ارتجل هذه الأبيات بعد أن دارت الكؤوس » وتمكن 
الأنس » يقول ابن عمار :(5) بسيط 
ما ضر أن قيل إسحق ومؤصلة ها أنت » أنت وذ حمْص وإسنحق 
أنت الرّشيد فدَع من قَدْ سمغت به وإن تشابّة أخلاق وأغراق 
لله درك ذاركها مُششعقة وَاحْضر بساقيك ما قَامَت بنا ساق 
فالزاخ والساقي والغلمان في :هذه المجالين تكون مدغاة لازتجال الشعر.ونظمه + كما فعل ابن 
عمار عندما أنشد قصيدة في غلام كان الساقي في مجلس المؤتمن بن هود (©) . 
تماق" بهذه :المجالسن الملاحظات النقدية التى كان كبديهًا تصن الحشس د 
ومنها في مجالس ابن رزين » عندما اعتذر ابن عمار عن حضوره للرد على قطعة بعثها إليه 
ابن رزين » فتساءل الحضور عن تأخر ابن عمار عن المجلس » فأجاب ابن رزين : إن الجواب 
تعذر » فلذلك اعتذر » لأنه يعاني قوله ويعلله ٠‏ ويرويه ولا يرتجله (2) » فهي ملاحظة نقدية 
الطدن قت قدرية أبن عمال الشدوية و الكقيانن :فى كلمن القدارة كل "أ قحال الشسن .. 
ومجلس آخر يدور فيه النقد حول شعر ابن عمار الشلبي » وهو مجلس 
المعتمد » حيث قرأ قصيدة ابن عمار التي استعطفه بها » ومنها قول ابن عمار(*) : طويل 
وَبَيْنَ ضلُوعي من واه تَميْمَةٌ 2 ستنقغ لو أن الحمَام يُجِلَح 


فحاول أعداء ابن عمار أن يعيبوا في هذا البيت » فجعلوا يقولون أي معنى أراد ؟ ما قال شيئاً 


' - خالص » صلاح » محمد بن عمار . 233. والمقصود بالرشيد وإسحق في الأبيات هما : الخليفة العباسي » 
ومغنيه إسحق الموصلي . 

7 -ينظر : خالص » صلاح » محمد بن عمار 2972 . 

3 -ينظر: ابن خاقان ٠‏ القلائد » 159/1 . المقري ٠‏ نفح الطيب » 667/1 . 

4 - خالص . صلاح » محمد بن عمار » 321 . 


66 


ولا كاد » فقال لهم المعتمد : مهما سلبه الله المروءة والوفاء » فما سلبه الفطنة والذكاء » إنما 


اقتبس بيت الهذلي » فأحسن ما أراد : (؟) 1 
وَإِذَا المنيّةٌ أنشبَت أظقارَها ألقَيتَ كل تَمِيْمَة لا تََقَع 


فسكت القوم (©) . 
وفي مجلس المعتمد يسمع ابن عمار قصيدة ابن وهبون(”)التي أولها :( هوى بين 

النجوم له قباب ) » فيعجب بها ويشاركه المعتمد ذلك الإعجاب حتى غدا ابن وهبون من الشعراء 
التكاسية هيه المعفة 1 

يلاحظ أن المجالس الأدبية قد شارك فيها الشعراء في شلب ٠»‏ وخارجها » 
وكان شعر بعضهم يشغل المجالس الأدبية خارج شلب ٠‏ كذلك فإن ملاحظة الشاعر الشلبي على 
غيره من الشعراء » قد ترفع من قدره » وتجعله من الشعراء المبرزين » كما حدث مع ابن 
عمار وملاحظته على شعر ابن وهبون . 

في الغضين: الموتكنيئ: .بج لاض الدلي الممن رنها لقوق الكون في 
مجالس خلفاء الموحدين وأمرائهم » فقد وجدت أن غالبية قصائد ابن المنخل » وابن حربون » 


وشعر ابن الشواش ». كان في مجالس عبد المؤمن وابنه أبي يعقوب » وهي مجالس لم تخل من 


' - الهذلي » أبو ذؤيب » ديوانه » 143 . 

7 - ينظر: ابن خاقان » القلائد » 287/1 . ابن بسام » الذخيرة » 422/1/2 . 
7[ - هو عبد الجليل بن وَهبون المرسي » أحد فحول الشعراء » قدمه ابن عمار للمعتمد » فاشتهر بشعره في بني 
عباد » ولم يرحل لسواهم » استشهد على يد بعض جند النصارى » وهو في طريق عودته إلى مُرسية سنة 
4ه . ينظر : ابن خاقان » القلائد » 767/3 . ابن بسام ٠‏ الذخيرة » 473/1/2 . الضبي ٠»‏ بغية الملتمس » 
7 .ابن دحية » المطرب ٠‏ 118 . ابن سعيد » الرايات ٠‏ 109 . 


4+ -ينظر ابن بسام » الذخيرة » 422/1/2 . 


67 


اللاحكلاكت التقدية أرضنا:(“):: 
3 - الرسائل الشعرية : 
ازدهر فن الرسالة الشعرية في شلب في عصري الطوائف والموحدين ٠‏ 
فتبادل الشعراء هذه الرسائل فيما بينهم » كما تبادلوها مع أصدقائهم في المدن الأندلسية الأخرى 
حتى غدا الشاعر الشلبي يساجل غيره بالشعر » ويجيب عن قصيدة توجه إليه بقصيدة أخرى في 
الموضوع نفسه » مع الالتزام- على الأغلب - بالقافية والبحر العروضي نفسيهما » وفي ذلك 
إحياء للمناظرات والمعارضات التي طالما عرفتها عصور الأدب العربي . 
فابن عمار الشلبي يطوف بلاد الأندلس » ويكثر أصدقاؤه من ملوك الطوائف 
ووزرائهم ٠»‏ فيتبادل معهم عشرات الرسائل الشعرية » وكذلك الأمر مع أعدائه . فهو يبعث 
برسائله الشعرية ٠‏ إلى ابن عبد العزيز أمير بلنسية يحملها عتابه مرة (2) وهجاءه مرة أخرى(”) 
وإلى المعتمد بن عباد حيث دارت بينهما رسائل الهجاء بعد خروج ابن عمار على المعتمد في 
مرسية » فقد نظم المعتمد قصيدة سخر فيها من قوم ابن عمار وأهله » ومنها قول المعتمد : (؟) 
كامل 

الكتزينن سود وملها وَمتَوجاً في سالف الأغصار 

والمُؤثرين على العيال بزادهم 2 والضارِبينَ لهامة الجبّار 
' - كان عبد المؤمن يقول الشعر وينقده » فهو يسمع أحد الشعراء وقد أنشده  :‏ بسيط 

ما هد عطفيْه بَْنَ البيض والأسّل 2 مثل الخليقة عَبْد المُؤمن بن علي 
فيشير إليه أن يقتصر على هذا البيت » ويأمر له بألف دينار. ويسمع شاعرا آخر يستهل قصيدته بالقول : 
(غمض عن الشمس) » فيقول له عبد المؤمن : لقد ثقلتنا يا رجل ! فأمر به فأجلس . ينظر: ابن صاحب الصلاة 
المن بالإمامة ٠‏ 159 . المراكشي » عبد الواحد » المعجب . 286. مجهول ٠‏ الحلل الموشية » 157 . 
7 -ينظر: خالص » صلاح » محمد بن عمار » 278 . 


3 - ينظر: نفسه » 287 » 293 . 
4 - ديوانه » 141 . 


68 


فرد عليه ابن عمار بقصيدة طعن فيها في المعتمد وآله » ومنها قول ابن عمار :(؟) 
متقارب 
أراك تُورّي بحب النساء وقذماً عهدتك تهوى الرجالا 
تخيّرتها من بنات الهجان 20 رمِيكيّة مَا تساوئ عقالا 
ومن شعراء شلب الذين اعتمدوا الرسالة الشعرية في عصر الطوائف » أبو 
بكر بن الملح » حيث راجعه ابن عبدون بقصيدة أشاد فيها بشاعرية أبي بكر بن الملح ومكانته 
الاجتماعية . ورسالة أخرى بعث بها أبو بكر بن الملح إلى ولده » الذي انحل في أخلاقه » يقول 
فيها:(2) مخلع البسيط 
بكي عيني أَطَلتَ حزني 2 أمت ذكري وكان حيا 
حطَطت قَدْرِي وكان أعلّى في كل حال من التْريًا 
فأجابه ابنه أبو القاسم بن الملح :(3) مخلع البسيط 


يا لائمَ الصّب في التصابي مَا عنك يُغني البُكاء شيا 


0 


أوؤجفت خيل العتاب نخوي وقبْل أوتَبتَها إلا 

وقلت هذا قصيرٌ عمر فاربّح من الدّهر ما تهيًا 
فهذه الرسائل المتبادلة بين الأب والابن » لها دلالة واضحة على شيوع الرسائل الشعرية 
واتخاذها وسيلة للتعبير بين شعراء شلب ٠‏ وكأنها أصبحت أسهل عليهم من النثر » أو أنهم كانوا 


يؤثرون اعتماد الأسلوب العاطفي في التخاطب على الأسلوب العقلي . 


1 - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 291 ' 
7 - ابن سعيد » المغرب . 384/1 . المقري ٠»‏ نفح الطيب » 70/4 . 
7 - المقري ء نفح الطّيب ٠‏ 70/4 . 


69 


شاركت المرأة الشلبية في التعبير بالرسائل الشعرية » وذلك عندما بعث ابن 
المهند بأبيات أثنى فيها على مريم الشلبية » التي أجابته بقصيدة عبرت فيها عن امتنانها وشكرها 
له(2) . كذلك وجدت الرسالة الشعرية في عصر الموحدين في شلب » فقد تبادل ابن حربون 
وابن قسي الرسائل الشعرية (2) » ومن هذه الرسائل ما كان بين ابن حربون » وشاعر بلنسية 
الرصافي » وفيها يظهر عمق الصداقة بين الشاعرين(ة) » وشبيه بذلك ما كان بين ابن المُنخل 
وابن المنذر الشلبيين » حيث تبادلا العديد من الرسائل الشعرية (؟) . 

فرضت الرسالة الشعرية نفسها على شعراء شلب » وكانت فرصة لإثبات 
القدرة الشعرية لإنشائها في أي غرض » ومثلت تحديا لقدرة الشاعر الشلبي في الرد عليها »: 
وبخاصة إذا التزم الشاعر الموضوع والقافية والبحر العروضي في تلك الرسائل الشعرية . 

فهي:ريفاتك' شيغرية كفك الشافن الشلرية إلى" الدناز كه اللتسكرية لفاكت :: 
وساهمت في رفع الذوق العام للشعر في شلب ٠‏ فقد أصبح الشعر في كثير من المناسبات لغة 
التخاطب بين الشعراء أنفسهم أو بين الشعراء وغيرهم . 
4 - جمال الطبيعة في شلب : 

تغنى شعراء شلب بطبيعتها الجميلة » وانطلقت ألسنتهم بأشعار يصفون 
فيها ما يحيط بهم من رياض وجداول » تشحذ قرائحهم بألوانها الخضراء وروائحها العطرية »؛ 
يقول أبو بكر بن الملح :(0) كامل 
والروؤض يِبْعَثْ بالنسيم كأتما أهاهُ يَضْرِبْ لاصطباحك مؤعدا 

' - ينظر: الحميدي » جذوة المقتبس ٠‏ 651/2 . ابن بشكوال » الصلة .995/3 . 
- ينظر: الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون , 89 . 
3[ -ينظر: نفسه » 120 - 121 . الرصافي » ديوانه » 92 - 93 . 


- ينظر : ابن الأبّار » الحلة السيّراء » 208/2 - 210 . 
7 - ابن خاقان » القلائد » 559/2 . ابن بسام » الذخيرة » 454/1/2 . 


00 


سكران من ماء النعيم كٌما عَنَاهُ طَائرُهُ وأطرب رَدّدا 

زَهْرْ يَفوْحٌ به اخضرارٌ تبَاته كاله أَسْرَجها الظَلامُ وأوْقدا 
ويقول المصسيصي 5 كامل 

ودع الرياض لمن يلذّ بها ما إن لقير مكارم تقح 

أذكى من الآس التضير قَناً وأنمُ من ورد الربى جْرح 

كذلك وصف شعراء شلب بعض مشاهداتهم في متنزهاتها » وبخاصة 
الجواري الحسان ممن يرتدن تلك المتنزهات » ومن ذلك ما كان بين ابن سكن وابن المُتخل من 
أشعار في أحد المتنزهات على نهر شلب (2) . والحقيقة أن طبيعة شلب أثرت الحركة الشعرية 
فيها » وأصبح وصف الطبيعة من أغراض الشعر الرئيسة في شلب . 
5 - شيوع أنماط من عوامل الإبداع والتلقي » ولعل أهمها : 
أ - الإجازة الشعرية : وهي ظاهرة أدبية نقدية » بها كان الشعراء القدماء 
يشحذون قرائحهم » ويختبرون أبناءهم » ويجددون الصداقة فيما بينهم » ومن مثل هذه الإجازة » 
ها كان دين أبن عمان والمعتمد »تحيت كانت 'يينهما إحازات عديدة (2)'ذات عل حدق التطتداقة 
بينهما » يقول المعتمد :(*) مد واي الكافل 
مَا أنا مْمتَيّم قلق الفؤاد وأنت كيف 
فيجيز ابن عمار بقوله :(0) مجزوء الكامل 
حالي وحَالَكَ واحد وأنا القتيل بغير سيف 

' - ابن بسام » الذخيرة » 445/1/2 . 
7 - ينظر: ابن الأبار » تحفة القادم » 63 . الكتبي » عيون التواريخ » 403/12 . 
3[ ينظر: خالص » صلاح » محمد بن عمار » 232 » 234 » 237 . 


انفش 251/16 
سف 725197 


711 


ومن الإجازات ما كان بين ابن عمار وأصحاب الحرف والمهن » ومنهم ابن جاخ الذي كان 
يعمل في صباغته » وأجاز قول ابن عمار:(؟) مجتث 
كم بين زند وزند 
فأجاز ابن جاخ : (©) مجتث 
ما بين وصل وَصدَ 
ومن الإجازات أيضا ء ما دار بين ابن المُنخل وابنه في هجاء بني الملاح » 
حيث قال اين الفتخل لولده لحز + (3) فتك وز الو افر 
تنق ضفادع الوادي 
فل انه روت غير مار 
فقال أبو بكر : كأنّ ضّجيج مغولها 
فقال ابنه : بَنو الملح في التادي 
فولة. أيق :انحل الشلى »+ الصدي القن اديه قدره علي القصازة والاحصادة» 
وى أت هذا الغنيى الج فى القندات. والذاءاله»وفي: فلك قولن اتوي "ولا بكفستاة أن تدده 
الإجازة لو كانت من الكبار لحصلت منها الغرابة » فكيف ممن هو في سن الصا ؟" (4) » 
فالمقري يتعجب من قدرة أهل شلب على نظم الشعر وإجازته » ولعل الإجازة الشعرية من أبلغ 
الدلالات على سرعة البديهة » وأصالة القرائح الشعرية عند أبناء شلب . 


' - ابن ظافر » طبائع البدائه » 74 . 


1 


3[ - التجيبي »صفوان بن إدريس » زاد المسافر » 130 . الشريشي » شرح مقامات الحريري » 3 / 112 . ابن 
سعيد ٠‏ الرايات » 92 ٠‏ والمغرب 387/16 . المَقري » نفح الطّيب . 521-520/3 . شاك » فون ٠»‏ الشعر 
العربي في إسبانيا وصقلية » 57/1 . 

“ - نفح الطيب » 3 / 521 . 


12 


ب - العودة إلى رواية الشعر حيث وجد في شلب رواة للشعر » يسجلون إنتاج 
شعرائهم » ويذيعونه بين مدن الأندلس ومن هؤلاء الرواة : عبد الله بن أحمد القيسي (!) . الذي 
ضحبا أباايكن ين الختكل ء أبن خربون وروى عنهما يعطل أشتعازهما #وكان يقرضن ياتا 
من الشعر ومن رواة الشعر الشلبيين أيضا : عبد الملك ٠‏ وأخوه أبو القاسم » اللذان رويا عن 
أبيهما أبي بكر بن الملح . 

يلاحظ في هذه البواعث أنها متنوعة متعددة » ارتبط بعضها بالحكام الذين 
شجعوا الشعراء » وأغدقوا عليهم الأعطيات » وبعضها الآخر ارتبط بشعراء شلب أنفسهم الذين 
برعوا في إبداع الشعر » وعملوا على بعث وإحياء ظواهر أدبية » أسهمت في إشراء إنتاجهم 
الشعري وزادت في تنوعه وتميزه . 
رابعا : أثر الحركة الشعرية الشلبية في مدن الأندلس والمغرب ؛ 

اتضح من خلال دراسة الحركة الشعرية في شلب » أن هذه المدينة قد تفاعلت 
مع غيرها من مدن الأندلس والمغرب ٠‏ فكان أدباؤها من أبرز الشعراء في إشبيلية زنمن 
اللواقفٍ +:ومنهم أبو' يكن بن الطلح #:وحسان المضيصي »+ وميم الشلبية » أمَا أبن اغمان>:فقد 
تجول في كثير من مدن الأندلس بالإضافة إلى إشبيلية » فشغل بشعره كثيرا من زعاماتها » 
وساجل كثيرا من الشعراء » وأبرز كثيرا من مواهب الشعراء المغمورين من أمثال ابن وَهَبُون 


المُرسي » وابن جاخ وغيرهما . 


' - هو عبد الله بن أحمد بن عبد الملك القيسي » يكنى أبا محمد » من أهل شلب » كان راوية للشعر » أدييا » 
تجول في بلاد الأندلس » ولم تعرف سنة وفاته . ينظر : ابن الأبّار» التكملة » 284/2 . 


13 


وفي زمن المرابطين ٠»‏ كان ابن الروح | يفد على إبراهيم بن يوسف بن 
تاشفين ٠‏ الذي ولي مُرسيّة ثم إشبيلية(') ينادمه ويمدحه بشعره . وفي زمن الموحدين » وفد 
شعراء شلب على مدن المغرب والأندلس » يمدحون خلفاء الموحدين » ويؤكدون البيعة لهم » فقد 
وفد ابن حربون وابن الشواش على مَراكش ء ووفد ابن المّئخل ؛ وابنه عبد الله على قرطبة 
وغيرها من مدن الأندلس والمغرب (2) . وهكذا » فقد أذكى شعراء شلب - بأشعارهم - الشعر 
في هذه الحواضر » كذلك كان لرواة الشعر في شلب » دور في نشر أشعار الشلبيين بين مدن 
الأندلس » بما يروونه من تلك الأشعار . 

وإلى جانب هؤلاء الشعراء الذين شغلوا حواضر الأندلس والمغرب بأشعارهم 
اشتهر شعراء آخرون في بعض المدن الأندلسية » ونسبوا إلى شلب »رغم أن المصادر 
الأندلسية لم تذكر أنهم عاشوا فيها » أو ذكروها في أشعارهم . ومن الشعراء الذين نسبوا إلى 
علب #مكيدابق بي العبادى العلبي اللنالقق ( 17نم وكاق ولاه "لو الغجاض فريل مالفة + آنا محف 


ابن أبي العباس ٠‏ فهو من الشعراء المعروفين بمالقة » شارك أدباءها في المقامة المُحسنية (؟) » 


' - ولي إبراهيم بن يوسف مُرسية سنة 508ه » ثم إشبيلية سنة 511ه »ء وعزل عنها سنة 516ه . أي 
أن ابن الرُوح وفد على هاتين المدينتين أو إحداهما . ينظر ابن الأبّار ٠‏ المعجم » 62 . ابن عذاري » البيان 
المغرب ٠‏ 106/4 . 

2 -ينظر ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 260 » 325 » 457 . 

3 - هو محمد بن أبي العباس أحمد بن محمد بن هشام الشلبي المالقي ٠‏ يكنى أبا عبد الله كان كاتبا بليغا وشاعرا 
مطبوعا . من أعلام القرن السادس الهجري . ينظر ابن خميس ٠‏ أدباء مالقة » 137 : 294 . المقري » نفح 
الطيب » 70/4 . مجهول » مختارات من الشعر المغربي والأندلسي » 74 ؛ 222 . 

4 - هي مجموعة من القطع الشعرية » ذات قافية موحدة ( نونية ) ووزن موحد ( الكامل ) » وموضوعها هجاء 
لأحد المالقيين واسمه عبد المحسن ؛ وقد اشترك في هذه المقامة ثلاثة عشر شاعرا » وقد كتبث هذه المقامة في 
النصف الثاني من القرن السادس الهجري . ينظر ابن خميس , أدباء مالقة . 292 - 297 . مجهول » 
مختارات من الشعر المغربي والأندلسي . 77 - 81 . 


14 


ومن ذلك قولة :(1) كامل 
أخسن قدتك النفس عبْدَ الئخسن فَالضرٌ من وجدي بكم قَد مَسّني 
وامئن علي بِلَنْم صفحتك التي َقَمَتَ أسرّة حُستها بالسّوسن 
ومنهم إدريس بن اليمان (©) » الذي نسبه ابن بسام إتعى تنبلاه لزي 
فقا" أكيزت أن أفتلة مق فسنطلة العررب (17 :+ وجرء :ابن سيد أن التشاعن: إدزاكن ين 
اليمان من قَمنْطلّة الغرب (إحدى قرى شلب) » وأنه نسب إلى يابسّة (4) لطول إقامته فيها(”) . 
وأما الحُميدي » والضبي » وابن دحيّة » وابن الأبّارء والصفدي » والكتبي » 
فقد ذهبوا إلى أن إدريس بن اليمان ٠‏ يابسّ » ويعرف بالشبّيني ٠‏ لأن الغالب على يابسّة شجر 
لكين توس تون و قوق الإقتازية لي ميلا (7) أ للك كتكة اتتجع أن أخدرا ناه لازيين اده 
اليمان من قَسْطلّة الغرب (إحدى قرى شلب) ؛ وهو ما تنبه إليه ابن بسام وابن سعيد دون 
غين هما 
وكان إدريس بن اليمان ينتجع الملوك يمدحهم » وكانت صلته على القصيدة 


مئة دينار» لا يمدح أحدا إلا بهذا الشرط (') . 


1 - ابن خميس », أدباء مالقة » 94 . 

- هو إدريس بن اليمان بن سالم العْدري » يكنى أبا علي » ويعرف بالشبّيني » أحد فحول الشعراء في عصر 
الطوائف » توفي سنة 450ه . ينظر : الحميدي ٠‏ جذوة المقتبس ٠‏ 261/1 . الضتبي » بغية الملتمس ». 201 
ابن دحيّة » المطرب » 130 . ابن الأبّار » التكملة » 163/1 . 

7 - الأخيرة » 336/3/1 . 

“ - هي جزيرة تلي جزيرة ميُورقة » ويقال لهذه الجزيرة ولمنرقة - بالنون - بنتا جزيرة مَيُورقة . ينظر : 
الحموي ٠‏ معجم البلدان » 424/5 . الحميري ٠»‏ الروض العطار » 616 . 

7 -ينظر : المغرب » 400/1 . 

* - ينظر : جذوة المقتبس » 261/1 . بغية الملتمس ٠‏ 201 . المطرب ٠‏ 130 . التكملة » 163/1. الوافي 
بالوفيات . 327/8 . فوات الوفيات » 161/1 . 

7 -ينظر : ابن بسام » الذخيرة 336/3/12 . 


15 


ومن مشهور شعر إدريس بن اليمان » قوله :(") كامل 
تقلت جاجات أتَتْنَا َُغًا حتّى إذا مُلنَت بصرف الرّاح 
حَفتَ فكادت أن تَطير بمَا حوت وكذا الجُنُومُ تَخف بالأرواح 
ومن الأدباء الذين نسبوا إلى شلب » ابن السّيد البَطليّوسي(”) » فقد ذكر ابن 
سعيد أن ابن السيد "من شلب ولازم مدينة بَطْلِيَوس فعرف بالبَطْلِيّوسي " (2) » وذكر ابن خاقان 
في ترجمته لابن السّيد - وكان معاصرا له - أن " شلب بيضته » ومنها كانت حركة أبيه 
ونهضته ونسب إلى بَطْليَوس لتردده بها ولمولده في ترابها " (') » أي أن والد ابن السيد 
وأسرته من شلب » وأما ابن السّيد » فهو بَطْلِيَوسي المولد والنشأة » لذلك ذهب كثير من القدماء 
إلى نسبة ابن اليد إلى بَطَليَوس دون الإشارة إلى أصله الشلبي (5). 
وحديثا حقق أحد الباحثين حياة ابن السّيد » فكانت كما ذكر ابن خاقان » 
وهي أن ابن السيد بَطْلِيَوسي » أصله من شلب (©) » ويعد ابن السّيد من الأدباء الذين طبقت 


شهرتهم أرجاء الأندلس » فقد أثرى المكتبة العربية ؛ بما صنف من كتب في مختلف العلوم (”7) 


' - ابن بسام » الذخيرة » 344/3/1 . ابن دحيّة » المطرب ٠‏ 130 . المقّري ٠‏ نفح الطّيب » 75/4 . 

7 - هو أبو محمد عبد الله بن محمد بن السّيد البَطلِيّوسي النخوي » ولد سنة 444ه بمدينة بَطَليَوس » وكان 
عالما بالآداب واللغات متبحرا فيهما » سكن بلنسيّة وتوفي بها سنة 521ه . ينظر : ابن َشكوال » الصلة » 
2 . الضتبي ٠‏ بغية الملتمس ٠‏ 292 . القفطي ٠‏ إنباه الرواة » 141/2 . ابن خلكان » وفيات الأعيان ». 
3 . السيوطي ٠»‏ بغية الوعاة » 55/2 . المَقري » أزهار الرياض » 105/3 - 149 . ابن العماد » شذرات 
الذهب ٠‏ 64/4 . أبو جناح » صاحب » ابن السّيد البَطَليَوسي , المورد » م6 » ع1 » 1977 ؛ 79 - 82 . 
3 - المغرب » 385/1 . 

* - القلائد » 708/3 . 

” - ينظر ابن بتشكوال » الصلة » 443/2 . والضتبي » بغية الملتمس . 292 . القفطي » إنباه الرواة » 141/2 
ابن خلكان ٠‏ وفيات الأعيان » 96/3 ٠‏ السيوطي , بغية الوعاة » 55/2 . 

- ينظر : أبو جناح » صاحب ٠‏ ابن السيد البطليوسي ء المورد » م6 ٠»‏ ع1 ٠»‏ 1977 » 82 - 86 . 

7 -ينظر : نفسه » م6 » ع1 » 1977 + 82 - 86 . البَطلِيّوسي ٠ ١‏ بن السّيد » الاققضاب في شرح أدب 
الكتاب ‏ 13 - 17 ( المقدمة ) . 


014[ 


ولابن السّيد أشعار في المدح » والغزل » ومجالس الأنس والطرب ؛ والزهد ؛ والوصف 
وغيرها(؟) » ومن شعر ابن السّيد » قوله :(2) طويل 
أخو العلم حَيُ خَالدٌ بَعْدَ مَوته وأوؤصالَه تَحْتَ الثراب رَمِيم 
وذو الجهل مَيْتَ وَهوَ ماش على التَرَى يُظَن من الأخياء وهو عَدِيْم 
وهكذا فقد شارك أدباء من أصول شلبية في نهضة الأدب في المدن التي 
نشأوا واستقروا فيها » واشتهروا في تلك المدن بأشعارهم ومصنفاتهم » وربما بلغت شهرتهم حد 
التميز بين شعراء الأندلس وأدبائها » وبذلك تحققت شهرة الشعر في شلب عبر العصور » وفي 
كثير من المدن الأندلسية والمغربية » فكان أبناء شلب سفراء إلى تلك المدن » نقلوا إبداعاتهم إلى 


مختلف ربوع تلك البلاد » فحازوا بها قصب السبق » وجعلوا شلب بحق مدينة الشعر والأدب . 


» ينظر : ابن خاقان » القلائه » 710/3 -731 . ابن دحيّة » المطرب . 35 . ابن ظافر » بدائع البدائه‎ - ١ 
. 149 - 107/3 » المقري » أزهار الرياض‎ . 9 
. 65/4 » القفطي » إنباه الرواة » 143/2 . السبيوطي » بغية الوعاة » 56/2 . ابن العماد » شذرات الذهب‎ - 2 


07 


المبحث الثالث ؛ الحياة الثقافية 

تعد الحياة الثقافية من الجوانب الهامة للحياة في شلب » وقد شرت أن ألمح 
إلى هذا الجانب - رغم أنه ليس من أساسيات هذه الدراسة - ذلك أن كثيرا من أدباء شلب 
واعلماتها كانوا يفريضون الشنعن + الذي عرتطبت يعسن منهافي: الحركة الشغرية من :هذه الدراننة 
إلا أن شهرتهم كانت في ميادين أدبية وعلمية أخرى . وقد ذكر أحد المستشرقين البرتغاليين أن 
شلب كانت أعظم مركز للثقافة والحضارة غرب البرتغال أيام العرب(7) . ومن جوانب الحياة 
أولا : المصنفات الأدبية : 

صنف أدباء شلب العديد من المصنفات الأدبية » التي تنوعت بين كتب 
التزاهم ريال :+ كذلب | بنط لجان يوشقط الكذماة | البق اناج ركفم اتروع يقن 
كناها [اتح :ابن يدوؤة: الشلبي القضيدة ابن عيذون: اليائرق ):»اوسمى هذا الس عابت " كنامة 
الزهر وفريدة الدهر أو شرح البسامة بأطواق الحمامة " (©) . 

ومن المصنفات الأدبية التي عُرفت بها شلب : ( المقامة الشلَبيّة ) » وهي 


تقانة أنشاها ابن الوليه ون منية امون الشلني (417 وسعتها يعسن اقطارة + إنصافة اسن أشعان 


ا ينظر : 31 , 5119765 , 03119) , 0011281165[ . 
* - ينظر : ابن بدرون » شرح قصيدة ابن عبدون » 2 ( المقدمة ) . البغدادي ٠‏ إسماعيل باشا » هدية العارفين 
71 . 

1 - ذكره ابن الإمام في المقتضب من سمط الجمان ٠» 86 ٠‏ فهو" ذو الشقائق المُهادرة » والحكم المتقادرة » 
والكلم الواردة والصادرة ..." . وعزيت له المقامة الشلبيّة في : رسائل ومقامات أندلسية » 160 . ولم أعثر 
على ترجمة له في المصادر الأندلسية » وإن كنت قد وقفت على ترجمة لأبي محمد عبد الله بن سيد أمير 
اللخمي » من أهل شلب » وكان نحويا لغويا له مشاركة في علم الطب ٠‏ وتعزى له( المقامة الشلَبيّة ) التي 
تعرض فيها بالطعن والهجاء لجماعة من أدباء شلب وأعيانها في القرن السادس الهجري . ينظر : ابن الأبّار 
التكملة » 277/2 . السيوطي » بغية الوعاة » 45/2 . 


0 


أخرى ؛ لشعراء أندلسيين وغير أندلسيين(!) » وتجدر الإشارة إلى أن المصنفات الأدبية الشلبية 
المتقدمة الذكن جميعها مطيوعة , 
ثانيا : العلوم الدينية : 

برع العديد من علماء شلب في علم القراءات » وصنفوا كتباً فيه وفي غيره 
مق علوم الذون :منود #يعيةن :ابن القنيم الأتصارتي [7) الدئ ستنف كتاف ( الفتسن: المديرة في 
القراءات السبع الشهيرة ) (2) » وعلي بن يوسف بن يزيد(؟) » الذي شرح كتاب البخاري (©) » 
ومُرجى بن يونس (0) »؛ وغيرهم » وهي كتب لم أجد إشارة إلى أنها موجودة أم مفقودة . 

ومن علوم الدين التي ازدهرت بشلب ٠‏ علم التصوف ؛ حيث بلغت حركة 
التصوف أوجها في شلب في القرن السادس الهجري » على يد أحمد بن قسيّ »الذي وضع 
بعض المصنفات في علم التصوف » منها : كتاب ( كحل العينين) » وكتاب ( خلع النعلين 


واقتباس الأنوار من موضع القدمين ) (') » ومن متصوفي شلب أيضا : علي بن خلف 


. 171 - 161 » -ينظر : ____ء رسائل ومقامات أندلسية‎ ١ 
هو يعيش بن علي بن مسعود بن القديم الأنصاري » يكنى أبا البقاء وأبا محمد » روى عن أبي القاسم‎ - * 
وأبي الحسن عقيل بن العقل وغيرهما » رحل إلى مراكش ولقي كثيرا من علمائها » توفي سنة‎ ٠ القنطري‎ 
. 235/4 » 6ه . ينظر : ابن الأبّار » التكملة‎ 
. 235/4 » -ينظر : نفسه‎ 7 
هو علي بن يوسف بن يزيد » يكنى أبا الحسن » من أهل شلب » روى عن أبي محمد بن عمروس » وأبي‎ - * 
الحسين بن الطلاء . لم تعرف سنة وفاته . ينظر : ابن الأكار + التكملة » 215/3 . ابن عبد الملك » الذيل‎ 
. 426/5/1 » والتكملة‎ 
. 215/3 » ينظر : ابن الأبار » التكملة‎ - 7 
هو مُرَجَى بن يونس بن سليمان الغافقي » يكنى أبا عمرو وقيل أبا الحسن » من أهل مُرجيق » أقرأ بسبتة‎ - 6 
» وبطنجة وبها كان ساكنا » أسن حتى بلغ التسعين ولم يعرف تاريخ وفاته . ينظر : ابن الأبّار ء التكملة‎ 
. 52 
ذكر ابن الخطيب أن لابن قسيّ كتاب (خلع النعلين) وغيره » وذكر أدلبرتو ألفش كتاب (خلع النعلين ) و‎ - 7 
. 249 » كتاب ( كحل العينين ) . ينظر : أعمال الأعلام‎ 

. 47, 2,1993 .[ظ , دعتالزد عل 10122035 و كتاتلحعصسة 00 مئناء20 ماجعامه0) 00م دع لازم 


19 


الأنصاري (3) » وله كتاب ( اليقين ) » ومحمد بن سالم الشلّبي(2) » وغيرهم . 
ثالثا : العلوم اللغوية : 
وإلى جانب علوم الدين والتصوف ٠‏ أتقن علماء شلب علوم اللغة والنحوء 
وتو ابحم نان" ابرزاكيم إن عالت الساموق +« الذي تي على أمي: الخذاع الأعلم تمي 
وكان نحوياً بارعاً . ويحيى بن حسان المرادي النحوي الحافظ الشلبي (2) » الذي برع في النحو 


5 5 ل له اه 0 03 0 5 5 
وتصدر لإقراء القرآن في مَراكش (؟) » وعبد الله بن أحمد بن عمروس (©) » وغيرهم . 


' - هو علي بن خلف بن غالب الأنصاري ٠‏ يكنى أبا الحسن » ولد سنة 484ه » من أهل شلب » سكن قرطبة 
ولقي العديد من العلماء » وكان أديبا شاعرا » توفي سنة 573ه . ينظر : ابن الزيّات » التشوف . 211/12 . 
ابن الأبّار » التكملة » 214/3 . ابن عبد الملك » الذيل والتكملة » 208/1/5 . المكناسي ٠‏ أحمد بن القاضي » 
جذوة الاقتباس . 468/2 . الناصري ٠؛‏ الاستقصا . 210/2 . 

7 + هو امهب بن تلم الشلبي + تيل مديقة قاين «اكان وليا زااهدا :علماء لم قذرف منة ولانحة أر .وكاس , 
ينظر ابن الزيّات ٠‏ التشوف . 280/12 المكناسي ٠»‏ أحمد بن القاضي ». جذوة الاقتباس ٠‏ 275/1 . 

7 - يكنى أبا زكرياء » توفي سنة 607 ه . ينظر : ابن الأبّار » التكملة » 178/4 . السيوطي » بغية الوعاة 
72 . 

“* - ينظر : السيوطي ٠‏ بغية الوعاة » 332/2 . 

- هو عبد الله بن أحمد بن عمروس بن قاسم » يكنى أبا محمد » من أهل شلب ٠‏ كان فقيها مشاورا حافظا 
نحويا » توفي سنة 546ه . ينظر : الضّبي ٠»‏ بغية الملتمس . 294 . ابن الأبّار ء التكملة ٠‏ 260/2 » 
والمعجم . 227 . الذهبي ٠»‏ تاريخ الإسلام » 243/36 . السيوطي ٠‏ بغية الوعاة » 33/2 . 


50 


المبحث الرابع : الحياة الاقتصادية 


قد يتبادر إلى الذهن أن الحياة الاقتصادية لا علاقة لها بالشعر » إلا أن واقع 
الحياة في شلب » أكد وجود تلك العلاقة » وقد بدا ذلك واضحا من خلال دراسة الحركة الشعرية 
في شلب ؛ ومن ذلك قصة ابن عمار ؛ عندما مدح أحد أعيان شلب » وقصة ابن الملح مع ابن 
حبوس الفاسي الشاعر » تلك القصتان اللتان اتضح من خلالهما أن ثراء أهل شلب » يرفع من 
قيمة أعطياتهم للشعراء » وبذلك ترتفع قيمة الشعر » ويزداد اهتمام الشعراء بتجويد أشعارهم 
وإتقانها . من هنا رأيت أن أدرس الحياة الاقتصادية في شلب » وبخاصة أن هذه الدراسة تهتم 
بالشعر » وكل ما يؤثر فيه من جوانب الحياة الشلبية . 

شاركت شلب غيرها من المدن الأندلسية في الثراء والبهاء » فوجدت بها 
الغلات الزراعية » والتجارة » والصناعة ؛ وقد بدا ذلك واضحا في وصف ابن حوقل لمدن 
الأندلس » بقوله : " وجميع هذه المدن المذكورة مشهورة بالغلات » والتجارات »: والكروم » 
والعمناة اا او كا 

أي أن الثراء والعمران قد عما مدن الأندلس » وتفاوت ذلك في بعض المدن 
إلا أن المدن جميعا بها خيرات وزروع وماشية » وبها عمران وحضارة » ولعل أهم أسباب 
هذا التفاوت في الثروات ؛ هو البيئة الطبيعية التي تختص بها كل مدينة دون سواها . 

ولما كانت البيئة الطبيعية في شلب متباينة بين المناطق الساحلية والسهلية 
والجبلية » فقد عرفت هذه المدينة تاريخيا بنشاطها الزراعي » واشتهرت بكثرة نبات العنبر في 


سواحلها » فوصفها ابن سعيد بقوله : " ويخرج في سواحلها العنبر من البحر المحيط "7(©) » 


1 - صورة الأرض 116 . 


7 - المغرب . 380/1 . 


51 


وبفضل وجود نهر أراد في جنوبها » كثرت فيها طواحين الماء للسقي والشرب » وأحاطت بها 
الحدائق والبساتين (؟) . كذلك امتازت شلب بتربة خصبة صالحة لإنتاج الحبوب واللوز 
والليمون والبرتقال(*) . 

ويبدو أن إنتاج الحبوب فاق غيره من المحاصيل » فقد ذهبت إحدى الباحثات 
إلى القول: إن مخازن الحبوب الثلاثة في قصبة شلب - بحسب البحوث الأثرية - تتسع 
لتخزين 130 طنا من الحبوب ؛ وبذلك يمكن تصنيف قصبة شلب على أنها حقيقة قلعة حبوب 
محليه (") » مما يدل على وفرة إنتاج الحبوب في شلب بصورة ملحوظة ' 

وأما المناطق الجبلية الغنية بمياهها » فقد امتازت بتنوع الأشجار فيها » ومن 
هذه الأنواع : " شجر التفاح العجيب الذي يتضوع منه روائح العود » إذا أرسلت فيه النار"(*) » 
وشجر التين » الذي اشتهرت به شلب »٠‏ لأنها " تقع على إقليم الشنشين » وهو إقليم به غلات 
التين الذي يحمل منها إلى أقطار الغرب كلها" (©) . 

كذلك ساعدت تلك المناطق الجبلية على وفرة الأحراج » وهو ما أشار إليه 
الإدريسي بقوله : " والعود بجبالها كثير" (7) » وكان الخشب قديما مصدرا هاما للطاقة »ء 
ولكثير من الصناعات . وهذا يعني وفرة المحاصيل الزراعية في شلب وتعدد أصنافها » حتى 


قيل فيها : إنها بحق جوهرة الغرب (') 


- ينظر : دائرة المعارف الإسلامية » تعريب محمد ثابت الفندي ورفاقه » 352/13 -353 . 

* -ينظر : 7833 / 18, ونلءمم0م1 ومعناطسط . 

3 -ينظر : ,7. كال لوأمعلكء0 معمومع نلعم 0 , وعتمهاكآ و5119 , قاععة/؟ 12055 , وعمره6 
. 102 . م.2001 

- الحميري , الروض المعطار , 342 . 

5 - الإدريسي » نزهة المشتاق , 543/2 . 

7 - نفسه , 543/2 , 

" -ينظر : 18/7833 , هنلعم مم1 ومعناطتط . 


52 


والنشاط الزراعي وثيق الصلة بالنشاط التجاري ٠‏ فوفرة المحاصيل الزراعية 
ساعدت على تنشيط الحركة التجارية بين شلب ٠‏ وغيرها من مدن الأندلس والعالم الخارجي » 
فالتين يحمل إلى أقطار الغرب كلها » والأخشاب تحمل منها إلى كل الجهات (؟) » وذلك عن 
طريق مرفأ شلب على المحيط الأطلسي » حيث وجدت مخازن لأخشاب شلب وغيرها من 
المدن المجاورة (©) . 

وبفضل قرب شلب من المحيط الأطلسي » كانت - منذ العهد الروماني - 
بوابة لعبور التجار القادمين عبر البحر المتوسط إلى غرب الأندلس ٠‏ ازدادت أهميتها بعد أن 
صارت عاصمة الإقليم في العهد الإسلامي(”) » وأصبح مرفأ شلب مزدهرا ترسو فيه السفن 
القادمة إلى غرب الأندلس أو المغادرة منه » ولم تعد الأبراج العالية في ش لب لغاية دفاعية 
فحسب » بل لمراقبة وإرشاد الملاحة البحرية عبر الفوائيس والمنارات ؛ فتسهل بذلك دخول 
السفن التجارية » وقد حمل أحد الأبراج اسم المنارة (1131312--41) إلى حدود القرن السادس 
عشر الميلادي (') . 

كرفي إشانةالشاغن الشليي ابن متريون: +افنسي دعوم إلى اده 


البحرية إلى بلاط الموحدين ؛ ما يدل على الحركة الملاحية النشطة بين شلب والعالم الخارجي » 


وخاصة إلى المغرب العربي » يقول ابن حربون : (©) طويل 
تَجَشَمْت هؤل البخر في طُلب البّحر ولمْ أشكُ صرف الدّهر إلا إلى الدّهر 


' -ينظر : الإدريسي , نزهة المشتاق , 543/2 . 
- ينظر : دائرة المعارف الإسلامية , تعريب محمد الفندي ورفاقه , 13 /353 . 
- ينظر : ,7 . 11 , ل2أطع0010) معطنةنتاع]1لعد0 و وعتددده لكا 51195 , ماععدة7 1052 , دعمده 


. 93.م ,2001 
* -ينظر : نفسه , 95 - 97 , 


- الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون » 115 . 


53 


وقد دل على نشاط الحركة التجارية في شلب ٠»‏ كثرة الأسواق المرتبة التي 
أشاد بها بعض القدماء » فذكروا أنها مدينة بديعة المباني مرتبة الأسواق (2) . وحديثا دلت 
الكشوف الأثرية على سعة تلك الأسواق » إذ اتضح أن سوق شلب », كان يمتد داخل أسوار 
المدينة وخارجها » وخاصة قرب مداخلها » حيث كانت تباع المنتجات التقليدية والحرفية» 
ومواد أخرى » قادمة من المناطق المحيطة التي وصلت عن طريق تجار أو مسافرين عبر 
البحر المتوسط . كما وجدت في شلب سوق تجارية » كانت تباع فيها اللحوم المجففة المستوردة 
من الخارج » إضافة إلى بيع منتجات الحبوب (*) » فكانت هذه الأسواق مزدهرة بالبضائع 
الشرقية على وجه الخصوص . 

وأما الصناعة : فقد عرفت شلب منذ عهد الخلافة الأموية بتتصنيع السفن » 
وخاصة بعد المعركة النهرية مع المجوس (النورمان أو الدينمارك) سنة 355ه . وحديثا دلت 
الكشوف الأثرية على مكان تصنيع السفن ٠‏ الذي اكتشف قرب ميناء شلب » وفي ربض شلب 
أكتشفة: آكان :ذلك على يكن الصتافاتك مكل © :صفاعة المتواعين © :و الممكاين 4 والففنانة 2 
والضتاغاة الفخارية »"إلن حالف محلا صسهيره لتحويل 'الكيوت #روهة المديفة التو اك العذاقىة 
الكافية(”) »ء وربما ساعد على بعض هذه الصناعات » توفر بعض المعادن التي اشتهرت بها 
شلب عن غيرها من المدن الأندلسية » مل معدن " القصدير الذي لا نظير له يشبه الفضة" (4) 

وهكذا » يتضح أن شلب قد تبوأت مكانة متقدمة بين مدن الأندلس . من 
الناحية الاقتصادية » ولعل ذلك ما جعل عبد الواحد المراكشي يذهب إلى القول : بأن شلب قد 
' - ينظر : الإدريسي ء نزهة المشتاق , 543/2 , الحميري ٠‏ والروض المعطار , 342 . 
7 «ينظر : ,1.7 بلوخمعلنء0 معمصوععغنلعج01 , وعتمده1ك1 دوع19زه , واععهة/؟ 120525 , وعمده6 

110-1.م , 2001 

7 -ينظر : نفسه» 115.م,2001 ,71.7 , 


* - البكري ء المسالك والممالك » 898/2 » وجغرافيا الأندلس وأوروبا » 129 - 130 . 


54 


ضاهت في أهميتها غيرها من المدن الأندلسية الكبرى مثل قرطبة وإشبيلية » منذ عصر 
الطوائف حيث تبع شلب كثيرٌ من القرى ومراكز الأعمال » وكانت مخاطبات أولي الأمر منها 
كما في إشبيلية وقرطبة )١(‏ » وأرجح أن هذه المكانة الاقتصادية لشلب ٠‏ بلغت أوجها في عصر 
الموحدين ؛ خاصة زمن سيد راي بن وزير » حيث سكت في شلب عملة عربية تحمل اسم شلب 


على أحد جانبيها » مما يعني الاستقلال الاقتصادي » وربما السياسي لمدينة شلب . 


' - ينظر : المعجب , 30 . 


55 


الفصل الثاني : أغراض الشعر في شلب 


المبحث الأول اليس دح 
المبحث الثاني التكحجو م حتفن 
أولا : الطبيعة الصامتة : وصف الرياض والمتنزهات » وصف الأنهار » وصف الثمار . 


وصف القصور » وصف الحصون » وصف المدن 5 
ثانيا : الطبيعة الناطقة : وصف الحمام » وصف الخيل : 


المبحث الثالث : االغزل 
أولا : الغزل العفيف 
ثانيا : الغزل الحسي 
ثالثا : الغزل بالمذكر 


المبحث الرابع : الإخوانب ات 
المبحث الخامس : الشكوى ولاستعطاف 
المبحث السادس : شعر الجملهاد 
المبحث السابع : شعر الفتن الداخلية 
المبحث الثامن : البومجاء 
المبحث التاسع : الحنين إلى شلب 
المبحث العاشر: النغمري ات 
المبحث الحادي عشر: الاستصراخ والاستنجاد 
المبحث الثاني عشر: الففخر 

المبحث الثالث عشر: الرثئا 


المبحث الأول : الم دح 


يعد شعر المدح من الأغراض الرئيسة في الشعر العربي ٠‏ لا يكاد يخلو منه 
ديوان شاعر » فلم يغب المدح في يوم من الأيام عن مسرح الشعر » ولم يكن ليضعف أيضا » 
بل " ظل هو الأصل وسائر الفنون الشعرية هي الفروع "(؟) 

وقد فاقت مدائح شعراء شلب غيرها من الأغراض » ففي عصر الطوائف » 
كانت لابن عمار ست قصائد ومقطوعة واحدة في المعتضد » وقصيدة ومقطوعة في مدح 
المعتمد(2) » ولأبي بكر بن الملح سبع قصائد في المعتضد وقصيدة واحدة في المعتمد (©) » 
ولحسان المصيصي ست قصائد في المعتمد(*) . وفي عصر المرابطين » وصل إلينا من مدح 
الفتتكيق بيك واهد أطفه مظلقا الققديد هدع :ادق الرتراع الشلني فين براحي وق يس ون 
تاشفين (©) . 

ون :عضين' المؤحديم :كترت «مدائغ :الشلبي :في كلفاة الموحدين و أمر انهد.» 
فمدح ابن حربون أبا يعقوب يوسف بسبع قصائد » ومدح أبا حفص بن عبد المؤمن بقصيدتين 
ومقطوعة واحدة (2) » ومدح ابن الشواش أبا يعقوب يوسف بأربع قصائد » ومدح محمدا بن عبد 


المؤمن بقصيدة واحدة (7) » ومدح أبو بكر بن المُدّخل عبد المؤمن بقصيدة واحدة » وأبا يعقوب 


1 - أبو حاقة » أحمد » فن المديح » 14 . 


* - ينظر : خالص » صلاح » محمد بن عمار » 189 » 195 ٠» 204 » 220 » 205 » 201 ٠» 200 ٠»‏ 227 » 
5 . 

ابن خاقان » القلائد » 559/2 - 560 . ابن بسام » الذخيرة » 454/1/2 -462 . 

ابن بسام » الذخيرة » 248/1/2 » 435 - 449 , 

المقري ٠‏ نفح الطيب ٠‏ 72/4 . 

ب الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون » 69 » 77 » 95 » ٠97‏ 115 »: 122» 
3 » 141. 155: 165 . 

” - ينظر : ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة» 208 ٠‏ 211 . 240 . 260 . ابن الأبّار » تحفة القادم 562. 


كن 
“ - ينظر : 
75 -ينظر : 
6 - ينظر : 


57 


يوسف بقصيدتين () . ومدح عبد الله بن المُتَخّل أبا يعقوب يوسف بقصيدة واحدة (©) . ولابن 
سكن الشلّبي قصيدة واحدة في مدح أحد قادة الموحدين (3) . 

يلاحظ في مدائح الشلبيين أنها اقتصرت على رجالات السلطة الحاكمة لشلب 
في عصورها المختلفة . وقد اشتمل المدح على الفضائل النفسية التي حددها نقاد العربية وهي : 
العقل والعفة والعدل والشجاعة (*)» مضيفا إليها فضائل أخرى تتعلق بهيئة الممدوح ونسبه . 

مدح شعراء شلب ممدوحيهم بصفات ومآثر تقليدية » طالما تغنى بها شعراء 
العربية » مع مراعاة المزايا التي تفرضها طبيعة العصر . فقد " مضى الأندلسيون في المدائح 
على نهج من تقدمهم من الشعراء " (” ). فالكرم والعدل من الصفات التي تطرق لها الشعراء 
الشبيون :في مذاتحهم :ومن قيم:غريية أضيلة + فالشاعن” الشلبي يرى في ممدوخه شحابا يغمره 


بالإحسان ويغرقه بالعطاء والخير حتى شكا من كثرته وفيضانه » فالممدوح دائم العطاء دون 


انقطاع ودون سؤال » يقول ابن عمار في مدح المعتمد : (2) طويل 
أفي كل يوم نفعمة أو تفقّد بفضل يوالي واهتبال يؤكذد 
لقد فاز قدحي في هواكَ وطالعت مطالعٌ حالي في سمائك أسعد 
تبرَّعت بالمعروف قبل مئُؤاله وغدت بما أوليت والعوذ أحمذ 


' -ينظر : ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 151 ٠‏ 243 . ابن عذاري ٠‏ البيان المغرب ( قسم 
الموحدين ) » 57/3 . 

7 - ينظر : ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 458 . ابن الأبّار » تحفة القادم » 86 . ابن عذاري » 
البيان المغرب ( قسم الموحدين ) » 119/3 . 

3[ -ينظر : ابن الأبّار » تحفة القادم 616 . الصفدي , الوافي بالوفيات » 232/10 . 

“ - ابن طباطبا » عيار الشعر , 95 -98. ابن جعفر » قدامة » نقد الشعر . 96 . ابن رشيق » العمدة » 
72 . 

7 - بالنثيا » آنخل جنثالت » تاريخ الفكر الأندلسي » 46 . 

- خالص » صلاح » محمد بن عمار » 227 . 


58 


ويقول ابن الشواس (؟) : 5 
تفادآت من سماحتك العطايا وعَادَت من بَسالتة الروبْ 
وجوذك في الورّى شيءٌ عجيب 2 يرجم ظَنَهُ فيه اللَبيِبْ 
تنافس جُودَهُ السُحبْ الغوادي 2 فيبدو قوق أوجهها قَطُوبْ 
فالشاعن الشلبى يَجِعل'مق كوم :ممدوحه شينا :عيبا يضحث: على لعل قتصديقة ؛ فد فاق 
الممدوح السحب في جوده . وقد يوسع الشاعر الشلني من دائرة كرم الممدوح . فيجعل من 
كرمه خصبا يعم الأرض » ويصل الطيور في أوكارها » فيغنيها عن مشقة السفر في طلب 
رزقها ؛ لذلك أصبحت الطيور ترجّع شكر الممدوح ايقل لبخ الشوائن في أبي يعقوب : (*) 
كامل 
تخوي نداهُ الطيرُ في وكناتها فترنُ ترجيعاً بشكر دائب 
وربما أراد الشاعر بذكره الطير وشكره للممدوح » أن يشير إلى الرخاء والدعة التي نعم بها 
الناس أيام الخليفة الموحدي », وإلى ما ساد المجتمع من العدل والأمن 
أسبغ شعراء شلب على ممدوحيهم صفات البطولة والشجاعة » ومجدوا القوة 
وتغنوا بأدواتها التي شاكلت صفات الممدوح ٠‏ فالشجاعة من القيم التي يفتخر بها العربي » 
ويحب أن يوصف بها ٠‏ وكانت حاجة العربي في بلاد الأندلس إلى هذه القيمة ضرورة ملحة » 
لما كان يتهدد تلك البلاد من الأخطار » يقول حسان المصتيصي في المعتمد : (7) بسيط 
من استطال بغير السّيف لم يطل ولمْ يَخبا من تجاح سائل الأسل. 


أعدتك بتك الأرزماح أن به تها فأنفةٌ نفون الفنا في الأمر واعتدل 
اع اووس شد لمارف لعن بالا 211131 
7 - نفسه » 210 . 


7 - ابن بسام ٠‏ الذخيرة » 437/1/2 ٠‏ ابن مماتي ٠‏ لطائف الذخيرة » 88 » ابن سعيد » المغرب » 385/1 . 


59 


ويقول ابن حربون في أبي حفص بن عبد المؤمن : (؟) متقارب 
تَركقِم ديارَهُمُ بتقعاً تَندبُْ من جاءها يَنَدْبْ 
ولا غَروَ أن صال لَيْتْ الشّرّى فَراغٌ مَخافَقَه الهَغَبْ 
فَمرَقَكْمٌ شَمْلهُمْ في البلاد فَقَلَهُمُ جَمَلَ أخِرب 
فالممدوح ليث الشرى في بأسه وشجاعته » والعدو ثعلب في مراوغته » فالشاعر الشلبي ينتتزع 
تشبيهاته من بيئته الطبيعية » مما يسهم في سهولة المعاني وضوحها . 
أشار الشاعر الشلبي إلى النشأة الحربية لممدوحه ٠‏ تلك النشأة التي جعلت من 
الهيجاء أما برة تحنو عليه برفق ولين ٠‏ أو جعلت الإقدام توأما للممدوح يفديه بنفسه » يقول ابن 
الشواش في مدح الخليفة أبي يعقوب يوسف : (*) كامل 
غرٌ ربيب » والعلومُ لا:آدنه والمشرفيُ أخ له وخَدين 
ترك المهاد لسرج أجرد سابح2 وصفا عليه سرده الموضون(”) 
وكأنما الهيجاء أمٌ بلرة تحنو عليه برفقة وتلين 
ويقول حسان المصتيصي في المعتمد : (4 ) طويل 
ولدت مع الإقدام في ساعة معاً قَفدّاك في الهَيْجاء كوك توأمسا 
وربما أسرف الشاعر على نفسه » وهو بصدد ترديد عطاء الممدوح وسخائه 


والترنم بجوده ومكارمه » فجعل من ذاته عبدا طيعا للممدوح » يطمح إلى كسب الشرف بإهداء 


' - الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون » 77 . 

* - ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 241 . 

1[ - السرد الموضون : الدرع المنسوجة » ينظر ابن منظور » لسان العرب ». مادة ( وضن ) . 
- ابن بسام » الذخيرة » 435/1/2 -36 -4 . 


590 


أشعاره إلى الممدوح » يقول ابن الملح في مدح المعتضد : )١(‏ كامل 


أهدى إليك الود عبد يدّعي شرفاً بصهر في بنات المصبّبر 
طايت هو ازذة :ليق كانمينا وقفت ركائبُه بريف الكوثر 


وقد يبالغ الشاعر في شكره للممدوح ٠»‏ ويجعل هذا الشكر يدوم في خلفه » 


وعبوديته يرثها أبناؤه » يقول ابن عمار في المعتمد : (2) طويل 
وهل أنَا إلا عبد طاعتك التي إذا مت عنها قام بعديّ وارث 


ولا أظن أن الشاعر صادق في هذه العبودية » فالمديح قد يكون صادقا نابعا من إحساس الشاعر 
بالشكر والامتنان للممدوح على عطاياه ٠‏ أو لكون الممدوح القائد العظيم الذائد عن الدين 


والعروبة » ولكن هذا الشكر لا يصل إلى حد العبودية التي تورث . 


ويقول عبد الله بن المُتخل في مدح أبي يعقوب :(3) كاملل 
وَإِليكُمْ وقد العبيذ تَسُوفُهم هممٌ شقيتمْ هيمها وَهيَامَها 


نظر 8 الشاعن القلني:إلن المؤاهب العقلية للممدوت :+ كالذكاء.#:ويلاغة القوك 


وحسن الخط » وبعد النظر ٠‏ والرأي السديد » وتوقد الذهن » وغيرها » يقول ابن عمار في 


المعقة 7" طويل 
رقيق حواشي الطبع يَجلو بياثنة وجوة المعاني واضحات المباسم 
وبارع حُسن الخط حتى كلما يُصَرف في القرطاس راحة راسم 


- ابن خاقان » القلائد » 560/2 . وابن بسام » الذخيرة » 458/1/2 . 
7 - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 285 . 

3[ -ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 461 . 

4 - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 217 . 


91 


ويقول' أنخا ريون :1) كامل 


يَجلو خفيّات الأمور بفطنة, قد أنبأته اليوم عمّا في الغد 
ويقول ابن الملح في المعتمد بعد مقدمة غزلية : (”©) بسيط 
والمبصرٌ الرُشد في أقصى مطالبه. والنّاس من فتنة الأهواء عميان 
تاهت بمجدك قحطانٌ وعدنان وقد تخاضع يونانٌ وساسان 
ويقول حسان المصّيصي في المعتمد : (3) بسيط 
وإن أتتك أمورٌ لم تعد لها فانهض برأيك بين الرّيث والعجل. 


فمعاني الممدوح واضحة وضوح المباسم في الثغور . وهو بعيد النظر كأنه يعلم الغيب » أو كأنه 
مبصر والناس من حوله عميان ٠‏ فالمعاني التي طرقها الشاعر الشلبي في مدحه لم تخل من 
المبالغة المقبولة التي تفرضها طبيعة المدح . 

فقد أخذ شعر المدح على عاتقه ترسيخ هذه الفضائل ٠‏ والحث على الالتزام 
يها عبر الزمان » ويبدو أن النقاد العرب حينما استقصوا هذه الصفات النفسية في مدائح الشعراء 
وأفاضوا في الحديث عنها » إنما كانوا يستحثون الشعراء على تلمس هذه الفضائل في ممدوحيهم 
وتمجيدها فيهم بوصفها نموذج المدح الرفيع الذي يشيد بالسمو الإنساني » ويصور مثلا عليًا 
للإنسانية (*) . لذلك قيل " ظلت المدحة تبث في الأمة التربية الخلقية القويمة » حافزة لها على 


الفضائل والمكارم الرشيدة "(0) » وهذه الفضائل باقية في الشعر العربي إلى عصرنا الحاضر » 


- الشناوي ٠‏ علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون » 94 . 
7 - ابن بسام » الذخيرة » 463/1/2 » ابن مماتي » لطائف الذخيرة » 91 . 
3 - ابن بسام » الذخيرة » 437/1/2 . ابن سعيد » المغرب » 385/1 . 
“ - ينظر : بدوي » أحمد أحمد » أسس النقد الأدبي عند العرب » 194. 
- ضيف » شوقي » العصر العباسي الأول » 160 . 


502 


والصفات التي يخلعها الشاعر على ممدوحه تمثل قيما اجتماعية يقر بها المجتمع » " ففي الشعر 
العربي تقوية لكل صفة من صفات المروءة والفتوة » ٠٠‏ وبيان واف للأخلاق التي تحكم 
الحياة فعلا أو ينبغي أن تحكمها " (') 

أشار الشاعر الشلبي إلى اهتمام ممدوحيه بالعلم » وإلى النشأة العلمية التي 


نشأها ممدوحوه » فمجالسهم روضات علم » يقول ابن حربون: (2) طويل 


مجالسهم روضات علم يزينها من النور أجناس توامم وفارد 
مجالس لو ترقى الكواكب تحوها لقد بات تلميذاً لديهم ارد 
لقد عمرت بالعلم حثّى كأتنها لكثرة ذكر الله فيها مساجبة 


وهتا بلفيح:اهتناة الموحديق بالعلوم :+ ولاسيما الدينية متها :"وال هحب فى ذلك " ققد سيفوا إلى 
التعليم الإجباري ٠»‏ وابتكروا التعليم المجاني » ووضعوا مناهج التعليم » وكان كثير من خلفاء 
الموحدين وأمرائهم فقهاء غلماء " (0.. 

فشعر المدح يحافظ على تجدد اللغة » لمناسبة مكانة الممدوح ٠‏ ويبعث طاقتها 
بما يرضي الأذواق المتباينة في كل عصر ٠‏ وإلى جانب هذه القيمة اللغوية » توجد قيمة تاريخية 
لشعر المدح فهو "يطالعنا على أساليب العيش لدى القدماء » وعلى عاداتهم ٠‏ وتقاليدهم » وآدابهم 
العامة » ونظمهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية " (4) » وبذلك يكون شعر المدح الشلبي قد 
حافظ على التطور اللغوي من ناحية » وصور العصور المختلفة التي عاشتها شلب #بكل 


أحداتها واتجاهات الحياة فيها من ناحية أخرى . 


' - العقاد » عباس محمود » اللغة الشاعرة » 90 . 

* - الشناوي ٠‏ علي الغريب ٠‏ شعر أبي عمر بن حربون » 104 . 
3[ - المنوني » محمد » حضارة الموحدين » 14 . 

- أبو حاقة » أحمد » فن المديح » 30 . 


53 


تطرق الشاعر الشلبي إلى الفضائل الحسية في ممدوحه » كالتغني بجمال 
المحيا » والوجه الوضتاء » والجبين الأغر » وهي صفات لا ترمي في الغالب إلى إبراز فضائل 
جسدية في الممدوح » بقدر ما ترمي إليه من تأكيد خصال الممدوح وفضائله المعنوية » التي ينفذ 
نك بكاتدها ‏ المشذوع: إلى قلويي: الوروى .فل الجَرة -والستاحةا بوإتفاع الستروراة «.والشرق 


والسيادة » ومن ذلك قول حسان المصتّيصي في مدح المعتمد : (!) طول 


أضاء بك الأفق الذي كانَ أظتما وقد لحت في الإكليل بدراً متمّما 
على أي وجه لم يُشغشع طلاقفة وفي أي ثغر لم ينور تبسما 
وقد صغت من ذاك المحيًا وشته صباحاً ومن تلك الخلائق أنجمًا 


خلائق مائلت النجوم في علوها ورفعتها » وكثير الابتسام » للدلالة على نقاء السريرة . 


وقول ابن عمار في المعتمد : (2) طرفل 
أغرْ مكينٌ في القلوب مُحَبَّبْ إليها عظيمٌ في نفوس الأعاظم | 


يذكر الشاعر جبين ممدوحه الأغر » الذي ينم عن الشرف والسيادة أيضا » مما أحل الممدوح 


محلا مكينا في القلوب ٠‏ كما أنزله منزلة عظيمة في نفوس الأعاظم . 


وقول ابن حربون : (”) كامل 
في حيث ترتدٌ العيون مهابة. عن ساطع من نورك المتوقدٍ 


فطلعة الممدوح تبهر الأنظار بنورها الساطع ٠‏ فهي أنوار الهدى والسؤدد التي تمثلها الممدوح 


' - ابن بسام » الذخيرة » 435/1/2 . ابن مماتي » لطائف الذخيرة » 88 . 
2 - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 217 . 


7 - الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون 2. 93-92 . 


924 


في عقله ونفسه . أي أن تناول الشاعر الشلبي لتلك الصفات المتعلقة بهيئة الممدوح » كان سبيلا 
إلى الإشارة إلى الصفات المعنوية دون تحديدها » فقول الشاعر ( أغر ) تدل على البشاشة » 
وصفاء النفس أو السماحة أو نقاء السريرة أو غيرها من الصفات المعنوية » وأظن أن الشاعر 
الشلبي كان على علم بأن " العبرة في عدم امتداح الشخص بجمال هيئته » هي كون الرجولة لا 
تستمد من الخلقة بمثل ما تستمد من الخلق . وأن الفضائل المعنوية كثيرا ما تغطي على الفضائل 
المادية " (1) » لذلك لم يقصد الصفات المادية في حد ذاتها ليتغنى بها في مدحه . 

أشاد شعراء شلب بنسب الحكام وأكثروا من التغني بأصولهم العربية » 
فالنسب العربي الخالص ٠‏ قيمة عربية افتخر بها العربي منذ القدم » وأصبحت تقليدا نشأ عن 
اهتمام العرب البالغ بأنسابهم . وقد فطن الشاعر الشلبي إلى أهمية ذكر نسب الممدوح العربي » 
فمدح بني عباد وأشاد بأصالتهم وعراقتهم في المجد المؤثل والشرف القديم » " فمن أكثر الأسر 
الأندلسية التي أفاض الشعراء آنذاك في التغني بعروبتها ومآثرها العبابدة" (©) . 

وتأكيد النسب والشرف في الممدوح » وظهور شخصية القبيلة إلى جانب 
شخصية الممدوح » قيمة سياسية (©) مقصودة متعمدة من قبل شعراء شلب » إذ الوضع السياسي 


يتطلب ذلك لبيان عروبة الحكام وأحقيتهم في حكم تلك البلاد لأنهم من نسل الأشراف ٠‏ يقول 


المصيصي في المعتمد : (*) كامل 
من لخم أصلْك ياس كك م في الخط نبثك أَيّها ارمح (5) 
1 


- أبو حاقة » أحمد » فن المديح » 34 . 
- نجا » أشرف محمود . قصيدة المدح في الأندلس » 56 . 
7[ - ينظر الشايب » أحمد » تاريخ الشعر السياسي » 89 . 
* - ابن بسام » الذخيرة » 445/1/2 . 
7 - الخط : موضع ببلاد البحرين تنسب إليه الرماح الخطية لأنها تباع بها » ينظر ابن منظورء لسان العرب » 
مادة (خطط) , 


55 


شد في الوغى لك منزلاً خخنا لا يَهلكُ الديباج والضصَ رح 
فالشاعر يشير إلى النسب اللخمي » وإلى موطن لخم في بلاد العرب التي عرفت باهتمامها 
بالرماح الخطيّة . وقد يفاضل الشاعر الشلبي بين ممدوحه وغيره من الملوك » فيجد أنه يتفوق 
ونه العرفي النبوو ةغلل التأزوية متف اكزج راتسا فده فاك الفالهي الأرومة الفرئيسة لها 
الممدوح مثل قبائل حمير اليمنية » أو بني قحطان » وفي هذا المعنى يقول ابن الملح في مدح 
المفتضيد +1) كامل 
هانق النكاء وما اتن و تسح صما نمت الفروغ بطيب ماء العنصر. 
تبتوا على الأصل القديم فأبتتبوا نسب الكواكب في قبائل حمير. 
ولتحفظ الأّامُ سالف أقنة مَلأَت مفاخرُهُم فُرُوج الأعصر_ 
فالشاعر الشلبي بهذا المدح يرفع من شأن ممدوحه » ويغضي من شأن أعدائه . ويقول 
المصتيصي في مدح المعتمد : (©) بسيط 
يَقودُهُم من بني قحطان ذو بدع, من التدى والمعالي لا من التعّل. 
يُنبيك سؤدَدهُ عن صيد مَعشره فليس يُزري أخيرٌ المخد ببالول 
بيضُ تمسانون إن سلوا يمانية 2< لميُعرف السّيفْ في الهيجا من الرجل. 
طلبت مْلَهُمُ في غير حتهم 20 قم أجذ غرر الأفراس في الإبل 
ومن القبائل العربية التي أشار إليها شعراء شلب » قبيلة قيس عيلان » فقد 


حرص شعراء شلب على مدح الموحدين بذلك النسب » وظلوا يرددونه في مدائحهم » ومنهم عبد 


' - ابن بسام » الذخيرة » 457/1/2 . ابن مماتي » لطائف الذخيرة » 89 . 
7 - ابن بسام » الذخيرة » 439/1/2 . 


596 


ارين النحن ف مده أن يعقوت بوسقة 01 كامل 
ورأت عداة الله أن حمامها من قيس عيلان فكنت حمامها 

وقد أقر أكثر المؤرخين للموحدين بالنسب العربي (©) » وأشار بعض المؤرخين إلى أنهم من 
قبائل بربرية(”) » وكان عبد المؤمن ينفي نسبه في قبيلة كوميّة » ويقول : " لست منهم » وإنما 
نحن لقيس عيلان " (*) . 

فالشاعر الشلبي يستغل النسب في قيس عيلان » للإشادة بالموحدين » ويقرن 
ذلك بشجاعتهم ودفاعهم عن الإسلام والمسلمين ٠»‏ فالنسب العربي يلقي على عاتق الموحدين 
مهمة الاضطلاع بالجهاد لحماية ديار المسلمين ٠‏ وإعلاء كلمة الدين » أي أن " الدولة الموحدية 


أثرت في ازدهار بعض موضوعات الشعر كالمديح والشعر السياسي " (©) » يقول ابن حربون 


في أبي يعقوب يوسف : (©) طويل 
إذا ما دعت قيس بدعوة هاشمم ذرت من رماح المعتدين هشائما 
بنو الملك المرهوب في الأرض كلَّها وَمَّنْ ملأ الدّنيا نهىّ وملاحما 
فْهُمْ قيس عيلان الذين تتبسوا بخلّع الملوك الساقيات القوائما 


' -ابن صاحب الصلاة ء المن بالإمامة » 458 . ابن الأبّار » تحفة القادم » 86 . ابن عذاري » البيان المغرب 
( قسم الموحدين) ٠‏ 119/3 . الصفدي »ء الوافي بالوفيات » 545/17 . 

7 - ينظر : البيذق ١‏ أخبار المهدي بن تومرت »21 - 22 . ابن أبي زرع ٠»‏ الأنيس المطرب » 235 . مجهول 
الحلل الموشية » 142 . 

3 -ينظر : المراكشي » عبد الواحد » المعجب » 245 . 

4 -نفسه ؛ 265 . 

7 - عيسى » فوزي سعد » الشعر الأندلسي في عصر الموحدين » 309 . 

- الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون » 158 -159 . 


6 


597 


5 4 1 
يعقوب يوسف :(0) كامل 
نجل الخليفة يقتدي برشناده وسداده وتبين فيه سماتة 


ورد الزلال العذب في ينبوعه. صفواً معيناً لم تَشَيْهُ قذاتة 

فابن الخليفة يسير على خطا أبيه » ويقتدي به في رشاده وسداده » فقد تربى تربية صالحة لم 
تشبها شائبة » " وإنما طريقة المدح أن يجعل الممدوح يشرف بآبائه » والآباء تزداد شرفا به » 
فجعل لكل واحد منهم حظا في الفخر » وفي المدح نصيبا ....... » لأن شرف الوالد جزء من 
ميراثه » ومنتقل إلى ولده كانتقال ماله " (2) . وبذلك يجمع الشاعر الشلبي في مدحه بين الأب 
وابنه من ناحية » ويكشف لهما جانبا يفخر به كل منهما من ناحية أخرى . 

وقد أفاض الشاعر الشلبي - في العصر الموحدي - بالجمع بين الخليفة وابنه 
في مدحته » مشيرا بذلك إلى بعض معتقدات الشيعة » ومنها : فكرة الإمامة (©) التي " تنتقل من 
الأب إلى الابن » ولا تنتقل من الأخ إلى أخيه » بعد انتقالها من الحسن إلى الحسين » وأن الأب 


ينص على ابنه في حياته وذلك أصل من أصول مذهبهم " (*) . يقول ابن حربون في أبي 


! -ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 261 . 
7 - ابن رشيق » العمدة » 145/2 . 
3[ - هي أساس النظريّة الشيعيّة » فعلي هو الإمام بعد رسول الله ؟ » والاعتراف بالإمام والطاعة له جزء من 
الإيمان » والإمام في نظرهم ليس كما عند أهل السنة » فعند أهل السنة : الخليفة أو الإمام نائب عن صاحب 
الشريعة في حفظ الدين » فهو يحمل الناس على العمل بما أمر الله » وهو رئيس السلطة القضائية والإدارية 
والحربية » ولكن ليست لديه سلطة تشريعيّة » إلا تفسيرا لأمر الله أو اجتهادا فيما ليس فيه نص » أما عند الشيعة 
فالإمام ؛ هو أكبر معلم » فالإمام الأول قد ورث علوم النبي ١‏ » وهو ليس شخصا عاديا » بل هو فوق الناس ؛ 
لأنه معصوم من الخطأ . ينظر : أمين ٠‏ أحمد » فجر الإسلام ٠‏ 271 . الشايب ٠»‏ أحمد » تاريخ الشعر السياسي 
7 -228. 

* - بدوي » أحمد أحمد ء الحياة الأدبية في عصر الحروب الصليبية بمصر والشام » 67 . 


58 


يعقوب يوسف : (1) كامل 


إن الخلافة لم تبن أسرارههفما إلا لهذا التّجل أو هذ الأب 
نورٌ أراد الله ألا يجتكى20 إلابغرّة طيّب عن طيبب 


لولاهُمُ لغدا الورّى في حيرة202 ترقى بهم من غيهب في غيهب 
فهي خلافة محصورة في الأب والابن » لا تنكشف أسرارها لغيرهما . وأرى أن هذا النظام 
يختلف قليلا عن نظام الوراثة الذي اتبع منذ العصر الأموي ». حيث تبّت بنو أميه نظام الورائة 
للخلافة في بيتهم »وتبعهم في ذلك العباسيون » وأجازوا انتقال الخلافة إلى الأخ أو ابن الأخ(2). 
اهتم الشاعر الشلبي بإبراز الفضائل الدينية في ممدوحه » ويرى بعض الأدباء 


أن القيم الدينية " لم تحظ بجانب كبير من اهتمام الشعراء في عصر الطوائف ذلك لذن 


أمراء الطوائف أنفسهم كانوا ضعفاء في الناحية الدينية من حيث العقيدة والإيمان" (3) . 
ويذكر ابن حزم أن انصراف ملوك الطوائف إلى الملذات حدا بهم إلى إباحة 
الخمر بين المسلمين ٠‏ وهتك الأستار » ونقض شرائع الإسلام » وحل عرى الدين (*) » وقد 
يعود ذلك إلى حالة الفوضى الاجتماعية والسياسية التي عاشها المسلمون في هذا العصر . 
ورغم ذلك لا نعدم توافر القيم الدينية في مديح العصر » حيث تضمنت مدائح 
الشعراء الشلبيين بعض الفضائل المثالية الدينية التي خلعوها على . ممدوحيهم + وربطوها 


' - الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون » 76 . 

7 -ينظر : ضيف . شوقي » العصر الإسلامي . 186. والعصر العباسي الأول » 20 . 
- نجا » أشرف محمود » قصيدة المديح في الأندلس » 85 . 

“* - ينظر : رسائل ابن حزم الأندلسي ٠‏ 176/3. 


59 


والإيمان والزهد والدفاع عن الدين الحنيف . يقول حسان المصتيصي في مدح المعتمد : (!) 


بسيط 
مَلْكّ تواصله الدنيا ويهجرها سرًا ويلبس تقوى الله في الخ ل 
وكم له سنّة ضاء الزّمان بهها ضوءاً بلا لهب كالشمس في الطّفلٍ 
وما الحروب ومثلي أن يشاهدهها وإثماأناحصسانٌ وأنت علي 


فالشاعر يخلع على ممدوحه من صفات التدين ما يجعله إمام العابدين » فهو يزهد في الدنيا رغم 


إقبالها عليه » ويتمثل تقوى الله بكل جوارحه » وله من أعمال البر والتقوى ما يشهد به الزمان . 


ويقول ابن عمار في المعتضد : (2) تقار ني 
وفيت لربّك فيمَ غغخلدن وأنصفت دينك ممن كقفثر 
تعالى الخوارج حتى بلرزت تقوم من خدّها ما اصعر 


فالممدوح يخوض حربا دينيه لنصرة الإسلام » ويجعل الشاعر من البربر خوارج » وينعتهم 
بالكفر » فالمسلمون في نظر الخوارج كفار ٠‏ كما سماهم المسلمون كفارا أيضا(”) » وأظن أن 
الشاعر لم يكن صادقا في جعله حرب المعتضد ضد البربر حربا دينية » وأرجح أنها كانت 
حربا توسعية » قصد بها المعتضد زيادة رقعة مملكة بني عباد . 

يلاحظ أن حسان المصيصي يشبه المعتمد بعلي » وكذلك ابن عمار الذي شبّه 
البربر بالخوارج » وهي معان ربما تضمنت ميولا شيعية » فأهل شلب عرب من اليمن » 


والقبائل اليمنية في الأندلس " كانت تجنح إلى الآراء الشيعية نوي أما "الترين 2 الذي كانو | 


' - ابن بسام » الذخيرة » 437/1/2 - 440 . 
7 - خالص ؛ صلاح » محمد بن عمار » 200 . 
7 - ينظر : المبرد » الكامل » 162/2 » 237 . 


100 


يعدون خطرا على العرب جميعا - فإن كثيرا منهم كان يعتنق مذهب الخوارج " )١(‏ 


ويمدح ابن عمار المعتمد » فيشبه مكانه من لخم » بمكان رسول الله # في 


آل هاشم » يقول ابن عمار : (2) طويل 
تبوأ من لخم وناهيك مقعداً مكانَ رسول الله من آل هاشم 


ويشبّه بني عباد بالبيت الحرام » أساسه الهدى ودعامته القوة . يقول ابن عمار : (7) طويل 

هم البيت ما غير الهدى لبنائه. ببأس وما غير القنا بدعائم. 
وهي معان طرقها شعراء شلب في عصر الموحدين(؟) وأضافوا إليها » فقد بالغ شعراء شلب في 
خلع صفات التدين على الخلفاء » حيث اصطبغت الخلافة الموحدية بالصبغة الدينية » واهتم 
الخلفاء أن يكؤتوا: أثمة لأ ملوكا فحسب"(7) + فق تخلة حلفا الموحدين بأخلاق الكلفاء"الأوائل) 


وعمت بركاتهم الورى » يقول ابن حربون في أبي يعقوب يوسف : (9) كامل 


إن الخليفة إن تأخر عض ره فقد احتوى خلق الزمان الأول 
ملك تسح على الورّى بركاتة فتعمٌ سائلها ومن لم ينأل 


كذلك أضفى الشاعر الشلبي طابع القداسة على الخليفة الموحدي » يقول ابن 
حريون 11 كامل 


في حيث ترتد العيون مَهابة عن ساطع من نورك المتوقد 


' - الطود . عبد السلام » بنو عباد بإشبيلية » 17 . 

7 - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 217 . 

3[ - نفسهء 216 , 

* -ينظر : ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 242 . الشناوي ٠‏ علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون 
3 . 

7 - ينظر هدّارة » محمد مصطفى ,٠‏ اتجاهات الشعر العربي » 412 . 

- الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون » 139 . 

* -نفسه. 93-92 , 


101 


وكأتهم إذ بايعوك تمسهوا بالقبلة البيضاء ذات الأسود 
ألمح شعراء شلب في مدائحهم للموحدين إلى فكرة ميراث الأنبياء (©) » التي 
آمن بها الشيعة » يقول ابن حربون : (2) كامل 
إن الذي قذ قمت تنْصرٌ ديته أعطاك ميراث التَبّ محمّد 
وهكذا فقد أسبغ الشاعر الشلبي كثيرا من الفضائل على ممدوحيه » إلا أن 


.لل 


ذلك لا يعني أن الشاعر كان يصف ممدوحه الذي توفرت فيه هذه الفضائل بحق " لأنه من 


الطبيعي أن يعبر الشاعر عن الجانب الفكري المثالي في شخصيته " (” ) . 

لذلك رأى صلاح خالص أن الشاعر عندما يمدح " يحاول أن يرسم صورة 
لشخصية تتمثل فيها كل الصفات التي يقدرها المجتمع " (؟) » ثم يحاول أن يجعل هذه الصفات 
المثالية في ممدوحه . 

وبذلك لا يمكن نفي الصدق عن شعر المدح » وأرى أن غرثيا غومث قد 
أطلق حكما عاما تجنى فيه على هذا الغرض عندما تحدث عن " انعدام الصدق أصلا في شعر 


المديح" (”) في حين " أن المبالغة في تعظيم العظماء وتفخيم المآتي الجليلة هما نوع من رقي 


' - يرى الشيعة أن الأنبياء تورث » وأولى الناس بخلافة النبي أهل بيته » وأقربهم إليه عمه العباس بن عبد 
المطلب ؛ وابن عمه علي بن أبي طالب » غير أنهم يرون أن عليا أحق من العباس بالخلافة ؛ لأنه أول المسلمين 
وزوج فاطمة بنت النبي ؟ » أما العباس عمه فلم يكن من السباقين إلى الإسلام » وهكذا يريدون أن يتسلسل 
إرث الإمامة في علي » ثم في بيته من بعده استنادا لقرابتهم من الرسول ! ٠‏ ينظر المسعودي ٠‏ مروج الذهب » 
72 . مين » أحمد . فجر الإسلام » 253 . الشايب ٠»‏ أحمد » تاريخ الشعر السياسي . 224 - 225 . 

* - الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون ٠‏ 91 . 

3[ - هلال » محمد غنيمي »٠‏ النقد الأدبي الحديث » 386 . 

* - إشبيلية في القرن الخامس الهجري » 88 . 

7 - الشعر الأندلسي » 78 . 


102 


الفن » وتحقيق لغايته » واستجابة لطبيعة العمل الفني " (!) » وعليه فالمبالغة مصدرها خيال 
الشاعر » الذي يعبر به عن إحساسه بالحوادث لا عن حقيقتها وواقعها . 

ويبدو أن شعراء شلب » أخذوا يتمثلون في ممدوحيهم » كل صفات الكمال 
في الخلق والخلقة نفسا وعقلا » كما يتمنونها » ويمجدون فيهم كل الخلال التي تتصل بأسباب 
القوة في مختلف صورها ٠‏ بوصفها السبيل الأوحد للحياة . 

بدا واضحا تميز المدح عند شعراء شلب في عصر الموحدين » بالاهتمام 
بالقيم الدينية في ممدوحيهم الذين جاءوا بقوة رفعت شعار الجهاد » في وقت اضمحل فيه حكم 
المرابطين » وازدادت الفتن في أرض الأندلس . وأصبح الخطر الصليبي يهدد تلك البلاد . 

من هنا اختلف موقف الشاعر الشلبي ٠»‏ تبعا لظروف المرحلة التي عاشها » 
وطبيعة فهمه لها فدارت مدائحه حول معان تقليدية » أضاف لها معاني مذهبية » ودينية عميقة 
ارتبطت بكل صفات الممدوح في عصر الموحدين » وبذلك يمكن القول إن المدح في عصر 
الموحدين قد تحول - في أغلبه - إلى المدح السياسي الذي يتغنى بأمجاد الدولة ومذهبها 
وإنجازاتها . 

ولعل في ذلك ما يوضح نظرة الشلبيين لخلافة الموحدين ٠»‏ بأنها الخلافة 
الإسلامية » القائمة على شؤون الرعية ٠»‏ وأن الخليفة مؤيد من الله » اجتمعت فيه كل صفات 
التقوى والعدل والشجاعة والخير والبركة » وكذلك اهتموا بالحس الجمعي في مدائحهم ‏ وكان 


ذلك في تعبير شعراء شلب عن شكر جميع المخلوقات للخليفة وامتنانها . 


' - أبو حاقة » أحمد ء فن المديح » 6 . 


103 


المبحث الثاني : االوصف 


أول ما يستوقف الدارس لهذا الغرض .ء في الشعر الأندلسي » هو وصف 
الطبيعة فالأندلس تنعم بجمال ثرّ » وروعة آسرة وتصطبغ بظلال وارفة وألوان ساحرة » تبعث 
في النفس الانبهار والدهشة والإعجاب (؟) . ولعل هذا ما جعل صلاح خالص » يقول:" إن 
الشعر الأندلسي يضم أحسن ما قيل في الأدب العربي من شعر الطبيعة " (2) 

وعلل هيكل تفوق الأندلسيين في ميدان وصف الطبيعة بكثرة مظاهر الترف 
وتعدد مشاهد الجمال (3) . فقد تمثل الأندلسيون الطبيعة في شعرهم حين يمدحون » وحين 


يرثون وحين يتغزلون » " وإذا الطبيعة لديهم » نفس هيُولانيّة » تقبل جميع الصور وتتقمص 
جميع الأجسام " (*) » فعشق الطبيعة ملك على الأندلسيين حياتهم » وامتزج بإحساسهم . 
وانساب في أشعارهم . 

وشلب جزء من الطبيعة الأندلسية الثْرّة » وشعراؤها نموذج لشعراء الأندلس 
لذلك شاع وصف الطبيعة في شعرهم » وتسللت معانيه وصوره إلى أغلب الفنون الشعرية من 
مدح وغزل ورثاء وشكوى وغيرها من الفنون . 

ولا يعني هذا أن الوصف - في شلب - قد اختلط بغيره من الأغراض دون 


استقلاله بذاته » فقد وجدت قصيدة وصف واحدة » وصف بها ابن الملح حلبة خيل . وست 


' -ينظر : السعيد » محمد مجيد ء الشعر في عهد المرابطين والموحدين » 116 . 
7 - إشبيلية في القرن الخامس الهجري » 106 . 

7 - ينظر : الأدب الأندلسي » 278 . 

- البستاني » بطرس » أدباء العرب في الأندلس وعصر الانبعاث » 80 . 


104 


عشرة مقطوعة في وصف الطبيعة ومنجزات الحضارة في عصر الطوائف(!) . 

وفي عصر الموحدين كان وصف الطبيعة في أربع مقطوعات » وعشرة 
أبيات - من قصيدة مدح - في وصف مدينة مراكش (2) ٠‏ أي أن شعر الوصف غلبت عليه 
المقطوعات » التي اقتصرت على تصوير الطبيعة ووصفها ٠‏ وإبراز مفاتنها وسحرها ٠‏ وإظهار 
روعتها وجمالها . وشعر الطبيعة هو الذي يمثل الطبيعة » أو بعض ما اشتملت عليه » والطبيعة 
تعني شيئين : الحيّ ما عدا الإنسان » والصامت كالحدائق والغابات والجبال وما إليها . (2) 
أولا : الطبيعة الصامتة : 

أحاطت بشعراء شلب مظاهر الطبيعة الساحرة من متنزهات ورياض » 
وأشجار » وبساتين ومياه وأمطار » فأعجب الشعراء بهذه الطبيعة » وصاغوها عقودا بديعة في 
أشعارهم » ويذهب بعض الباحثين إلى أن من هؤلاء الشعراء " من اندمج بالطبيعة أو ببعض 
مظاهرها أو جعل منها كائنا حيا يشاركه مشاعره وأحاسيسه " (*) . ومن مظاهر هذه الطبيعة 
الصامتة : 
وصف الرياض والمتنزهات : 

تفردت الأندلس بكثرة رياضها ومتنزهاتها » فلم تكد مدينة من مدنها تخلو 


من روض جميل ٠‏ أو متنزه يداوي العليل » وكانت هذه الرياض حافلة بألوان المتع والمسرات 


461 : 450 » 464- 463/1/2 » -ينظر : ابن خاقان » القلائد » 564/2 و 566 . ابن بسم » الذخيرة‎ ١ 
خالص » صلاح » محمد بن عمار » 189» 210 » 253 » 263 » 229 ؛ 246 -248 . ابن ظافر » بدائع‎ 
. 263/4 ٠ البدائه » 373. المقري » نفح الطيب‎ 

7 - ينظر : ابن الإمام » المقتضب من سمط الجمان » 102 ابن الأبّار » الحلة السيّراء » 273/2 . 297 -298 
وقظة القافرا: 163 الشكارني “حلي الغريي باخنس أن أضس يق ريون +139 

3 -ينظر ؛ نوفل سي + شعر الطبيعة + 24-23 . الركابي ؛ جودت + في الأدب الأندلسيّ + 125 , 

4 النتعية + محمد مجيد + الشعن ف :ظل يقن خياد 101.. 


105 


بما يعقد فيها من مجالس الشعر والأنس والسرور )١(‏ » وهي مجالس دعت شعراء شلب - في 


عصر الطوائف - إلى رسم لوحات كثيرة لتلك الرياض » يقول ابن الملح واصفا إحدى الرياض 


في قصيدة مدح بها المعتمد 2( كامل 
والروض يبْعث بالتسيم كأثما هذاه يضري لافنظ باحك بروهزا 
سكران من ماء التعيم وكلما عاط كية و اطتوت زننا 
يأوي إلى زهر كأنَ عيوتة قبَاءْ تقعد للأحبة مَرْصدا 
زهرٌ يفوح به اخضرارٌ نباته كالرفر أمرجهًا الظّلامُ وأوقدا(ة) 
ويبيت في فنن » توهُمَ ظلهُ بالصّبح في عين القرارة مرودا 
قد خف موقَعهُ لديه وربّما سمح النَسيمٌ بعطفه فتأودا 


فالروض يبعث بالنسيم كأنه غناء الطير » والزهر له عيون كعيون الرقباء التي تترصد الأحبة ‏ 
فرائحة الزهر المخضر كأنها الزُُهر زال ظلامها » فغدت مضيئة متوقدة . اعتنى الشاعر 
بالجانب الحسي من الوصف ., وعمد إلى التشخيص , وذلك للكشف عن جمال الروض وسحره 
فاستخدم اللون والرائحة والصوت والحركة وهي عناصر تضفي على الصورة جمالا وحيوية. 

وتكشف عن " الرابطة العميقة المعقدة بين العالم الخارجي وعقل الإنسان التي توحي بأروع 
شعر يقال في الطبيعة " (*) 


وقد يخلع الشاعر الشلبي صفات الأنوثة على الروض » ويجعله في صورة 


' - ينظر : ابن سعيد » اختصار القدح المعلى » 108 . 

2 - ابن خاقان ٠‏ القلائد » 559/2. ابن بسام ٠‏ الذخيرة ٠‏ 454/1/2. الأصفهاني . العماد »الخريدة ( قسم 
شعراء المغرب والأندلس ) » 466/3 -467 . ابن مماتي ٠‏ لطائف الذخيرة » 89 . ابن سعيد » المغرب ٠‏ 383/1. 

7 - الزهر : ثلاث ليال من أول الشهر . ينظر : ابن منظور . لسان العرب » مادة ( زهر) . 

* - درو ء إليزابت ٠‏ الشعر كيف نفهمه . 228 . 


106 


الحبيب » يقول حسان المصّيصي: (؟) كامل 
وأميل نحو الروض فارقَه الحيا حينا فدمّع إِنَّهُ نت وارةُ 
وكأتما خدٌ الحبيب شقيقفة كفا أورواكة العض عازه 
فكأتني مما ظمنت وشاكطة وكأتني مما شرقت سوارة 
فالشاعر الشلبي يرى أن المرأة جزء من محاسن الطبيعة » ويرى في الطبيعة ما يذكره بجمال 
الغوأة أو يعسن ملانهها يقرل الركاني " المرأة صورة من محاسن الطبيعة + والطبيعة تج 
في المرأة ظلها وجمالها » ولذا كانت الحبيبة روضا وجنة وشمسا" (*)» لذلك أحب الشاعر 
الشلبي الطبيعة » وتعلق بها كغيره من شعراء الأندلس . 
أما المتنزهات ٠»‏ فكانت منتدى الشعراء » ومدار أنسهم » يقضون فيها أجمل 
أوقاتهم يستمتعون بمناظرها الخلابة » " ومعهم من الوجوه الفتانة ما يعين القرائح » ويأتي من 
المحاسن والبدائع بكل غاد ورائح " (*) . ومن هذه المتنزهات » متنزه المند(*) الذي وصفه ابن 
عمار بقوله:(0) طويل 
وليل لنا بالمنّه بين معاشف من التّهر تنساب انسياب الأراقم 
بحيث اتخذنا الرّوض جارًا تزورنا هداياه في أيدئ الرياح الواسم 


! - ابن بسام » الذخيرة » 450/1/2 . 
7 - في الأدب الأندلسي . 132 . 

3 -نفسه» 73. 

4 - السند : هو الرّصيف الذي كان يمتد من الناحية الشرقية لمدينة قرطبة حتى الناحية الغربية للقصر ». ثم 
يواصل سيره بعد ذلك فيحيط بالسوق العظمى نحو السهل الذي يقع فيه المصارة ومصلاهء ووصفه القدماء 
بقولهم : وتحت القنطرة يعترض الوادي رصيف مئد مصنوع من الأحجار القبطية والعمد الجاشية من الرخام » 
وعلى هذا السنّد ثلاثة بيوت أرحاء في كل بيت منها أربعة مطاحن . ينظر : الإدريسي . نزهة المشتاق » 
72 الحميري » الروض المعطار » 458 . سالم » عبد العزيز » قرطبة حاضرة الخلافة في الأندلس » 
1 . بروفنسال ٠‏ ليفى ٠‏ تاريخ أسبانيا الإسلامية » 395 . 

7 - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 210 . 


107 


فنا ان حنة فيز بيحنة نا بأعطر أنفاس وأذكى منادسم 

وهنا تبدو الصور مختلفة عند الشاعرء فهي ليست بهيجة » فالنهر حية تسعى » والرياح النواسم 
حواسد تمشي بالنمائم » فعبر الشاعر عن الحالة النفسية المتوترة التي كان يعيشها زمن نفيه إلى 
سرقسطة . ورغم هذه التشبيهات التي توحي بالأسى والحزن ٠‏ إلا أن أبياته كانت تفيض سلاسة 
وعذوبة » لذلك علق العماد الأصفهاني على هذا الشعر بقوله : " شعره أحق من الروض 
بوصفه وأجدر بالإطراء لإطرابه » لبلاغته وسلاسته " (؟) 
وصف الأنهار : 

اقترنت صورة النهر بوجود الروض ٠‏ فالنهر ينساب بصفائه فيحيل ما حوله 
إلى بساط أخضر » وقد درج الشعراء على تشبيه النهر بالمعصم », يقول ابن بسام " أما تشبيههم 


فهو هار ار افر 2 قول أبن .عمار © :(3) كامل 


وقد يشبه النهر في انسيابه وجريانه بالأفاعي . أو يخلع عليه الشاعر من نفسه بعض آلامها . 


يقول ابن عمار : (') طويل 
ومطرة الأجزاء. يط متت صبَاً أعلتت سر الندى في ضميره 


' - الخريدة ( قسم شعراء المغرب والأندلس ) ٠‏ 75/2 . 
* + الذخيرة + 6932/2/2 

7 - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 189 . 

* - نفسه » 253 . وردت هذه الأبيات في وصف النهر لابن حمديس في ديوانه » 186 -187 » ورجح محمد 
مجيد السعيد أن تكون الأبيات لابن حمديس ؛ لأن له مقطوعة يعتمد فيها الأسلوب نفسه في وصف النهر » 


وهي ذات صور ومعان قريبة من صور المقطوعة ومعانيها . ينظر : الشعر في ظل بني عبّاد » 115 . 


108 


كأنّ حباباً رِيْعَ تحت حبَابه فسارع يرمي نفسّة في غديره 
جَريحٌ بأطراف الحصى كلما جرى عليها شكا أوجاعة بخريره 
فقد جعل الشاعر من النهر جريحا يشكو ألمه بما يصدر عنه من الخرير » " فالطبيعة لا تتغير 
وى تناكت لبدو » فيه" حت" لك تكقوى نكا" (الخدد سود تويز ستاو زة. كر اين قاين 
الخاصة هي التي تتجاوب مع النظر والصوت واللمس والذوق والعطر للأشياء الطبيعية "(؟) . 
وصف الثمار : 
كثّرت الثمار في شلب » وتعددت أصنافها وأشكالها » فالتفت الشعراء إليها » 


وأجادوا وصفها . فرسم ابن عمار صورة للتفاح » والإجاص ٠‏ وقد أهداه إلى بعض أصدقائه 


بقوله : (2) كَاضل 
خذها كما سقرت إليك خدود أو أوجست في راحتيك نهوذ 
دررًا من التقفاح تنَثّرُ بيننا ولها بأغصان الجنان عقودُ 
وشقعت بالإجاص قصدًا إنّه شكل الجمال وحَدُهُ المحدوذ 
عذرًا إليك فإنما هي أوجة بيض تقابلها عيون سود 


فالتفاح خدود في حمرته أو نهود في استدارته » ثم يجعل الشاعر من التفاح وجوها بيضا » ومن 
الإجاص عيونا سودا » فالشاعر يلح في تشبيهاته على ملامح المرأة ومفاتنها . فأوصاف المرأة 
كانت مائلة في شعر الشلبيين » وقد يبلغ التعلق بالطبيعة والتوله بها في شغف وعشق عند 


الشاعر ٠‏ أن "يخلع عليها صفات الأنثى وملامحها ويرى فيها مفاتن المرأة وسحرها ء. فلا 


+ -درو » إليزابت ٠‏ الشعر كيف نفهمه . 245 . 
. - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 263 . 


109ً 


يتردد في التغزل بها غزلا حسيا" (!) . 
وقد عد سعد شلبي ذلك لونا من ألوان التقدير للطبيعة " وهذا لون من السمو 
بالطبيعة وإحلال لها محل أعز ما يهواه العربي ويكرمه ويقدره وهو المرأة" (©) ٠.‏ وقد يصف 


0 


الشاعن"الشلبن“كثرة الثمان بأنوزاغيا اليخطفةا “قيصضفه الدواح وى تيدل” أعصياتة بالقنان + 


وتباينت ألوانها بين أحمر وأسود » يقول ابن سكن : (*) متقارب 
و دوْح تهدل أغصانة رَعى الطرف من < حسنه ما اشتهى 
فما احمرً من فصوص العقيق وما اسودَ منهٌ عيون الها 


فقد أجاد الشاعر بهذا الوصف رسم صورة لبعض أنواع الثمار » فهي تتحول من الحمرة إلى 
السواد عند النضج » وهي فصوص العقيق وعيون المها » وإخال أن هذه الثمار في حجم حب 
الغنك,:::ويذلك ديكو الوضف بازعا + :إن :إق." أحهن الوضقمااقعت :به الشيء نتن يكاد 


يمثله عيانا للسامع " (؟) . ويصف ابن حربون حب الملوك بقوله : (2)7 وافر 


خذوا باكورة الثّمر القريب تحدثكم عن الا < الشنيب 
وما حَبُ الملوك بعثت لكن نعلت إليكم حب القلننوت 


فهو ثمر الكرز الذي يذكر بسمرة الشفتين ٠‏ ويبدو أن هذا الوصف أتى في إطار إهداء الشاعر 


لهذا النوع من الثمر لبعض أصدقائه » تعبيرا عن محبته وإخلاصه في صداقته . 


' - السعيد » محمد مجيد » الشعر في عهد المرابطين والموحدين » 120 . 

7 - البيئة الأندلسية » 183 . 

3 - ابن الأبّار » تحفة القادم » 63 . الصفدي ء الوافي بالوفيات 233/10. الكتبي » عيون التواريخ . 
2 . 

4 - ابن رشيق » العمدة . 2/ 294 . 


7 - الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر ابن حربون » 86 . 


110 


ومن الطبيعة الصامتة أيضا ؛ مظاهر الحضارة التي بُهر بها الشعراء 
الشلبيون » وبخاصة في عصر الطوائف » حيث كثرت القصور والتماثيل والبرك » فأنشأوا فيها 
المقطوعات الشعرية التي عبروا بها عن إعجابهم بتلك المظاهر التي منها : 
وصف القصور : 
أعجب الشاعر الشلّبي بمظاهر العمران » التي من أبرزها القصور ء فصاغ 
في أوصافها بدائع شعره . ومنها : قصر الدّمشق (1) » الذي حل فيه ابن عمار " وبات مع لمّة 
من أتباعه » ومتقبلي رباعه » كلهم يحييه بكأس ويفديه بنفسه من بأس " (©) فأنشد ابن عمّار 
في ذلك القصر مقطوعة جميلة قال فيها : (3) خفيف 
كل قصر بَعْدَ التمشق يُدمْ فيه طَاب الجَتّى وفاح المَشمٌ 
مَنَظَرٌ رائق وماءً تمر وثرى عَاطرٌ وقصرٌ أشم 
بت فيه والليل والقجْرٌ عندي عَنَبِرَ أشهبْ ومسكٌ أحم 
فهو قصر يفضله ابن عمار على غيره من القصور » بعد أن قضى فيه ليلة من أجمل ليالي 
عمره » فقد أحاطت به الحدائق ٠‏ بأزاهيرها المختلفة الأشكل والألوان » وتضوع أريج 
الرياحين فملاً الأفوف بعطره » ورق خرير الماء بموسيقاه العذبة » وتفتق الفجر عن شفق 
أحمر يطرد ظلمة الليل » فبدا القصر عند الشروق وسط الخمائل » باسقا شامخا يبهر الناظر . 
وقد يزين القصر بالزخارف والتماثيل الحية الناطقة بالإبداع » فيجيل الشاعر 


بصره فيها » ويرسم بكلماته لوحة تحيط بتفصيلاتها » فابن الملح يفف عند مشهد البركة 


"كدير فضي #برداه بدو أمثة بالمتتها حو العم + جرو فى" إنقانة: إلى عيو امد واسفك يداك ؤفداوه :و اتحدوة 


ميدان مراحهم وانشراحهم » وحكوا به قصرهم بالمشرق . ينظر : ابن خاقان » القلائد » 255/1 . 
7 - نفسه » 255/1 -256 . 
7 - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 255 . 


111 


والتمائثيل » فيستحوذ سحر تلك البركة على مخيلته » ويدهشه منظر الماء » وهو يجري من فم 
الفيل المصنوع من الفضة » وقد أوقدت شمعتان من جانبيه » فيقول ابن الملح بداهة مقطورعات 


في ذلك المشهد منها:(!) 000 


كأنّ سراجيْ شربهم في التظاهما وأنبوب ماء الحوض في سيلانه 
كريمٌ تولى كبرَهُ من كليهمما لئيمان في إنفاقه يعَدًلانه 
إذا هزه للجود بُرْدُ سماحة أصرًا على تثريبه يخرقانه 


فهي صور تظهر الترف وحياة البذخ التي كان يعيشها ملوك الطوائف » رغم ما كان يتهدد 
بلادهم من أخطار النصارى » ولعل الشاعر أراد أن يشير إلى عطاء الممدوح » وأراد منه ألا 
يسمع لمن يعذله على سخائه . وهكذا فقد أقبل شعراء شلب على وصف القصور ومحتوياتها »ء 
وهذا ليس جديدا في الشعر العربي » فقد عرفه الأدب العربي منذ القرن الثاني الهجري (©) . 


ويصف ابن الملح سوار فضة مذهبا » يبدو أنه من أدوات الزينة المستخدمة في تلك القصور . 


فيقول: (3) 1 
أنا من الفضة البيضاء خالصطة لكن دهتنئْ خطوب غيّرت جسدئ 
علمت عَضَي بما أحوي فأحسدني جَري الوشاح فهذي صفرة الحسد 


وهنا يلجأ الشاعر إلى حسن التعليل في حديث السوار عن نفسه » فقد اصفر لونه من الحسد » 


وربما أشار إلى عادة اجتماعية » يشعر بها الأغنياء في مجتمعه . 


- ابن بسام » الذخيرة » 473/1/2 ء ابن ظافرء بدائع البدائه » 374 » ابن سعيد » المغرب ٠‏ 2384/1 
المقري ٠‏ نفح الطيب؛. 263/4 . 

7 - ينظر : هدّارة » محمد مصطفى » اتجاهات الشعر العربي » 481 -489 . 

7 - ابن بسام » الذخيرة » 471/1/2 . 


112 


فقد نعم شعراء شلب بالحياة في قصور بني عباد زمن الطوائف ». حيث 
المناظر الرائعة » والأواني الفضية المذهبة » " وتبع ذلك من فنون الأدب ما يخلق لهم اللذة في 
كل صورة » ويبدلها في كل خلقة..... فكانت لهم المجالس العجيبة » والأوصاف البارعة "(2)؛ 
فهي موضوعات مستمدة من الوسط الأرستقراطي » فيها نفحة حضارية » وروح غنى مترف . 
وصف الحصون : 
وكنها خضي شدررنةة[ ]نم وهو حصن مرتفم موجدل :كانه على بين الستماء 
والأرض » بل هو عش بين خافقي نسر » ملك عنان الرياح وسيطر عليها » فهي تصر من تحت 
قمته » وكان الحصن رابضا فوق تل صخري », لا تؤدي إليه إلا طريق وعرة ء. يصع فيها 
المسافر وحيدا ٠‏ أما بوابة الحصن الرئيسة » فلا يدخلها أحد أو ينزل منها إلا مصعدا بالجبال(ة) 
يقول ابن عمار في وصف الحصن : (*) كامل 
بمَقارج أدّت إلى جرد حتّى من الأواء والقعفر 
عال أَظْنُ الجن إذ ممردت جعلته مرقاة إلى ااتسر 
متجبر سال الوقارٌ على عطفيه من كبّر ومن كبر 
ملكت عنان الرّيح راحتة فجيادها من تحته تجزي 
صور الشاعر بهذا الوصف مواقع بعض الحصون والقلاع الأندلسية المنيعة ؛ بفضل وجودها 
على قمم شاهقة » فضلا عن ضيق مسالكها ووعورتها » وربما أقيمت مدن بكاملها على قمم 


' - ينظر : الرّافعي » مصطفى صادق » تاريخ آداب العرب » 280/3 . 

2 - شقورة : مديئة من أعمال جيّان بالأندلس » اشتهرت بوردها الذكي العطر ؛ والسنبل الرومي الطيب » ومن 
شقورة أبو بكر بن مجبر شاعر دولة بني عبد المؤمن . ينظر : الحميري ١‏ الروض المعطار » 349 . 

7 - ينظر : ابن خاقان » القلائد » 274/1 . 

4 كلمن سباع مشي ين أعنان :3093027 


113 


الجبال » فمدينة شلب تقع على جبل مرتفع » وتحتل قصبتها قمة ذلك الجبل » فالموقع المرتفع 
للمدن والحصون ؛ يسهل الدفاع » ويجعل منها قلاعا عصية على الأعداء . 

وصف المدن : 

وق لاقن لداجي إلى زضيت الصدى ومكها متينة مر كدق الك قال 

فيها ابن حربون ضمن مدحه لخلفاء الموحدين : (؟) كامل 

وَأصحٌ لذكر اليُوسُفيّة جيبلا منعت مغاني الشغب من أن تذكرا (2) 

دَبّجْتها من صن خلقك جلة وسقيتها من جود كفك كوثرا 

فإذا سقيط الطّل رف برهرها تقطت بها كف النّسميم الجؤهرا 

كانت كظهنر الترس ميا صّخصحًا فستي] للكدن روف احطتر] 
ضف :30 ارصق مديفة مر اكت "عفني أن احشانى العاضة البوعدة سكت ونا كاه 
الرخاء التي عمت الدولة الموحدية » فتحولت مَراكش من أرض صلبة غليظة إلى بساتين 
خضراء ؛ وذلك لأن يد الخليفة هي التي دبجتها » وسقتها الكوثر من جودها فأصبحت جنة 
وارفة الظلال » فاقت في جمالها واحدا من أجمل متنزهات الدنيا » وهو شعب بان » الذي نظم 
فيه المتنبي نونيته المشهورة » وقال في ذلك الشعب : (3) 2 وافر 

مغانئ الشعب طيباً بالمغانئ بمنزلّة الربيع من الزّمان 

وتذلك:يتراضل اب تحرديوق -.زبيقه لذي ذكن فيه قتعب يوق + بالتر ال القديد »ويك بقضيدة 
المتنبي التي ذكر فيها الشعب نفسه . 


! -ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 332 . 
7 - شعب بوآن » هو موضع كثير الشجر والمياه » يعد من جنان الدنيا » يوجد هذا الشعب عند شيراز . 


3 ديوانه » 251/4 . 


114 


ثانيا : الطبيعة الناطقة : 

اهتم شعراء شلب بجوانب الطبيعة الناطقة إلى جانب عنايتهم بالطبيعة 
الصامتة » ويلاحظ في وصف الطبيعة الناطقة » اقتصار الشعراء على وصف الحمام والخيول . 
وصف الحمام : 

إن أبرز ما يلاحظ في وصف الشاعر الشلبي للحمام ؛ هو الربط بين صوت 


: 1 3 1 0 1 ا 0 1 
الحمام » ومعاني الحزن والعشق والهيام » أو الحنين إلى الوطن » يقول أبو بكر بن وزير : (0) 


كامل 

أحمامة ناحت على وادي الحمام خَلّي ادّعاء جوى المشوق المستهام 
أينَ الدموع وأين نُبْسْ الحزن أم أين التلددُ بين أثناء الخيام 
أنا ذاك لئْ جسمٌ عفا بالمُقم إذ وفَى لعلوة غيْرَ مذموم الأمام 
ما كنت أعلمٌُ قبلّه أن الجوى يبري الجسوم كمثل ما يُيْرِي الحسامٌ 


فالشاعر يستغل الحمام الذي عرف عنه دوام النواح والحزن » للتعبير عن عمق مأساته وحزنه 
فقد نحل جسمه وبراه السقام ؛ وفاء لموطنه الضائع » وبذلك يستخدم الشاعر أجزاء من الطبيعة 
لا لتمثل الطبيعة نفسها » " بل هي رموز لتوضيح معالم عالم داخلي من أحاسيس الإنسان "(*) » 
فأبو بكر ابن وزير عاش في شلب ثم اضطر للرحيل عنها » وولي قصر أبي دانس عند 


استرجاعه من أيدي الروم سنة 587ه() . 


+ - ابن الأبّار » الحلة السيّراء » 297/2 . 
* - درو »ء إليزابيت » الشعر كيف نفهمه » 242 . 
3 - ينظر : ابن الأبّار » الحلة السيّراء » 271/2 - 273 . 


115 


ولأبي محمد بن وزير قصيدة في وصف الحمام عارض فيها قصيدة أبيه المتقدمة » يقول 

فيها :(؟) كامل 
أحَمَامة الوادي أخفت من الحمَام فشكؤت ما تلقينَ شكوى المسنتهام 
كدب الحمَامُ » فَأَيْنَ دَعْوَى مُظهرٍ أشجانة من ذي خقاء واكتتام 
فأبو محمد يذهب في قصيدته مذهب أبيه في الحديث عن شوقه وغرامه وحنينه الذي فاق حنين 
الحمام وحزنه . يلاحظ أن الشاعر الشلبي التفت إلى الحمام من جانب واحد » وهو بكاؤه على 
فقده كما تقول الأسطورة (©) . فالشاعر الشلبي كغيره من شعراء العربية يهتم بالحمام لأن في 
رقة تسجيعه " ما يبعث التذكر ويولد الشجون » ويهيج الأسى » ويجدد رقة القلب » حتى يجعل 
البكاء فرضا معها والتصابي لازما لأجلها" (©) . 
وصف الخيل : 
وصف الشاعر الشلبي الخيل ورسم لها صورا فنية بديعه .ء فالخيل من 
وسائل القتال المهمة + وقد جاء وصفها في الشغر العربي بكثرة + وذلك:من خلال وضصف 
الشعراء للمعارك والحروب » فالعربي يفتخر بالخيل ؛ لأن بوساطتها يجلب النصر ء ولأنها 
رمز القوة » قال تعالى : 4 وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل جت (') » 
واذكنيهكا :ارش ن عزن فانم 0" كران سطفيف بو صنيو انقو 0/1 
لذلك اهتم شعراء شلب بوصف الخيل » وأبدعوا لها لوحات دقيقة في شدة 

' -ابن الأبّار » الحلة السيّراء » 298/2 . 
* - اعتدى طير جارح على هديل في عصر نوح عليه السلام » ومنذ ذلك اليوم فإن الؤراق باكية حزينة » لذلك 

اتخذ منها الشعراء رمزا للحزن . ينظر : بيريس » هنري » الشعر الأندلسي في عصر الطوائف » 222. 
7 - الشريشي » شرح مقامات الحريري » 37/1 . 
4 - الأنفال » 60 . 


5 > التاق سكن" النستاتئ +556 


116 


سرعتها ٠‏ وشجاعة فرسانها » وجمال صهيلها وألوانها » يقول ابن الملح : (') طويل 


خوافق قد ريشت بأجنحة الهدى فطارت ببخر الرُوم كل مطار 
فهنَ بشدّ الري عقبان شاهق وهن بألحان الصّهيل قُماري 
فمن سابح ورد تجلبب_خلقة بنسج دم قبل النتاج مَهَار(”) 
وأبلق كالريم المدمّى مفضّتض تخال بشقيه مسال نار 


يعمد الشاعر إلى التشبيهات الموحية بالسرعة والجمال » فالخيل خوافق » وعقبان شاهق » 
صهيلها ألحان القماري » كذلك جمع بين قوة الخيل وجمالها » وكان لكل لون مزية يختص بها » 
فالحصان الورد أخذ لونه من لون دمه الأحمر المتدفق دلالة على القوة » والأبلق يشبه الغزال 
لا تظهر عليه علامات التعب . 

وقد لاحظت اهتمام شعراء شلب بذكر الخيل في عصر الموحدين » بصورة 
لافتة » إذ لا تكاد تخلو قصيدة مدح لخلفاء الموحدين وأمرائهم من وصف الخيل »ء ولا غرابة 
في ذلك » فقد كان عصر حروب وجهاد متواصل في الداخل والخارج » مما زاد قيمة الخيل 


وأهميتها » وجعل الشعراء يكثرون الحديث عنها » فهي ضوامر كالقسيّ » تنطلق كالسهام » 


وهي حلية تقلدتها الهضاب » يقول ابن المُتخل : (3) كامل 
هن القسي ضوامرًا فإذا رمَى عن نزّعها الأغداء كن سهامها 
قَلَدْتُمُ مها الأهاضب حلي ة كادت تغالط في الفروع حمامّها 


وهي سريعة في الإغارة » كثيرة العدد » يقول ابن الشواش : (*) كامل 


' - ابن خاقان » القلائد » 564/2 . ابن بسام » الذخيرة » 463/1/2 -464 . 

7 - الممار : الفرس المبرز قدرته على الجري . ينظر : ابن منظور » لسان العرب » مادة ( مري ) . 
3 - ابن صاحب الصّلاة » المن بالإمامة » 460 . 

4 -نفسه ء 460 , 


117 


واستنجدت بنجاحه وبيُشته فقطغنَ عرض البيد غير لواغب (*) 
كاثرن أعداد الحصى وتضاءلت منها فساح أجارع وأخاش ب(”) 
ويرسم ابن حربون صورة للخيل » يضمنها كثيرا من صفات خيل الحرب وملامحها » 
فيقول فيها :(3) طويل 
وعوج كأمتّال السّراحين شرّب 22 قَريبْ لدَيْها التَازح المُتباعة 
حسنان لو ان الكسن نيل بطب ١‏ الأصبح تستمليه مثها الخرائة 
فمَا سَوّمَت من قَِلهنَ بوارق 22 ولاملكت هوج الرّياح مقاوذ 
إذا شطْبَةٌ منها بدت تخت فارس بدا أَسَدْ من قوق قتخاء قَاعَدُ 
تراها كما وَلّى من الذغر خَاضبْ 2< وآقْبَلَ مَدْعُورٌ من الأذم شارد 
فهي خيل أعوجية أصيلة » كأنها السراحين في ضمورها وخفة حركتها » وهي خيل فاقت 
الخرائد الحسان في رشاقتها وجمالها » وهي بوارق » وخيل جرداء تبدو تحت الفارس عقبانا 
فوقها أسد . إذا فرت كانت كالظليم المذعور » وإذا كرت كانت كالظباء المذعورة » ألح الشاعر 
على التشبيهات الحسية التي تظهر السرعة » وخفة الحركة إلى غير ذلك من الأوصاف التي 


تبرز ملامح خيل الحرب وصفاتها . 


' -لواغب : جمع لاغب وهو المتعب . ينظر : ابن منظور » لسان العرب , مادة ( لغب ) . 

* - أجارع : جمع أجرع ٠‏ وهي الأرض ذات الحزونة تشاكل الرمل . ينظر : ابن منظور ٠»‏ لسان العرب » 
مادة ( جرع ) . 

* - الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون ٠‏ 103 . 


115 


المبحث الثالث : الففزل 
يعبر الغزل عن عاطفة إنسانية » وهي عاطفة الحب » تلك العاطفة التي 
تسيطر على الناس جميعا » فالغزل أدب وجداني » لا أدب وصفي يرسم المظاهر الخارجية » 
إنه " استحضار لماض سبق » أو شيء ترك في العين دمعة » أو في القلب لهفة" (3) . 
ولشعراء شلب أشعار عبروا فيها عن عواطفهم وأحاسيسهم الرقيقة » فدار الغزل الشلبي حول 
محورين في بناء موضوعه » هما: المرأة والغلام » أما الغزل في المرأة » فمنه العفيف » ومنه 
الحسي 
فالتحضر والدّعة ٠»‏ وكثرة المنتديات والمجالس ٠‏ إضافة إلى كثرة الجواري 
والمغنيات » كانت من أهم الأسباب لإقبال الشعراء على هذا الغرض والإكثار منه (*) » بيد أن 
الغزل لم يكن من أهم الموضوعات عند شعراء شلب » ويظهر ذلك جليا في قلة عدد القصائد 
والمقطوعات الغزلية » التي سأقف عليها في الصفحات التالية . 
أولا : الغزل العفيف : 
وجد الغزل العفيف عند شعراء شلب » وهو غزل يتسم بنوع من التسامي 
نحو عواطف نزيهة » ويترفع عن المعاني الحسية » والصور المثيرة » والإحساس بنوع من 
القلق والاضطراب ٠‏ يحول دون أن يتذوق العاشق السعادة حتى لو كان قريبا ممن يهواه () » 


فهو غزل يتجنب الشاعر فيه ذكر مفاتن المرأة » ومواطن الإثارة فيها . 


' -ينظر : غريب » جورج ء الغزل تاريخه وأعلامه » 7 . 

” - ينظر : السّعيد » محمد مجيد » الشعر في ظل بني عبّاد » 136 -137. وعيسى » فوزي سعد » الشعر 
الأندلسي في عصر الموحدين ٠‏ 143 -149 . 

1[ -ينظر : بيريس » هنري » الشعر الأندلسي في عصر الطوائف » 357 . 


119 


ويذكر محمد مجيد السعيد " أن اتجاه الغزل العفيف قد قوي في القرن 
الخامس الهجري » بفضل انتشار كتاب طوق الحمامة لابن حزم ٠»‏ الذي يتعرض بالتحليل لمثل 
هذا اللون من الغزل ويدعو إليه ويشجع عليه " (؟) » وإذا كان هذا النوع قد قوي في عصر 
الطوائف بسبب كتاب طوق الحمامة » فقد قوي أيضا بفعل امتداد تأثير الكتاب نفسه في عصر 
الموحدين (©) . 

ظهر الغزل العفيف عند شعراء شلب - عصر الطوائف - في مطالع بتعسض 
قصائد مدحهم . وقد يصل إلينا المطلع دون أن تصل القصيدة » ومن هذا القبيل مقدمتان 
غزليتان - في حجم القصائد - لقصيدتين لابن عمار في مدح المعتضد » ومقدمتان غزليتان 
لقصيدتي مدح للمصّيصي في المعتمد » ومقطوعة لابن الملح (©) » وفي عصر الموحدين » 
يندر هذا الاتجاه العفيف في أشعار الشلبيين » ومنه مقطوعتان لكثيّر العلياوي(4) 


وفق انق ل "لقيش هن شحراء شلت قوق :ابن طما عامل 


قالوا أضرً بك الهوى فأجبتهم يا حبّذاه وحبّذا إضرارة 
قلبي هو اختار السّقام لجبسمه زيا فخلوه وما يختارة 
عيّرتموني بالحول وإآنئا شرف المهند أن ترق شفارٌة 
حيران أعمى الطّرف وهو سماؤة وأذاب فيه القلب وهو قرارٌة 
ولئن يذبْهُ وهو مثواهُ فهقم قد أحرقت عود العفارة نار 


' - الشعر في ظل بني عبّاد » 136 -137 . 

7 - ينظر : عيسى » فوري سعد » الشعر الأندلسي في عصر الموحدين » 149 . 

7 - ينظر : ابن بسام » الذخيرة » 446/1/2 2. 449 . ابن خاقان » القلائد » 563 . خالص » صلاح » محمد 
ابن عمار » 205 ؛ 220 . 

“* - ينظر : ابن سعيد » اختصار القدح المعلى » 189 ٠‏ والرايات ٠ 94 ٠‏ والمغرب . 399/1. المقري ٠‏ نفح 
الطيب 566/3 . 

7 - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 220 . 


100 


وصف الشاعر حاله من نحول الجسم وسقامه » وذكر عذاله » وعبر عن حيرته في حبه » حتى 
ذاب قلبه من شدة الوله والشوق ٠‏ فهي أوصاف لمشاعر ذاتية » عبر عنها الشاعر بألفاظ 
واضحة سهلة » ومعان رقيقة » ملتزما فيها ما اشترطه ابن رشيق في المعنى ؛ بأن يكون 
ظاهرا " رطب المكسرء شفاف الجوهر يطرب الحزين » ويستخف الرصين " )١(‏ . 
فحدث الشناعن" الشلبي عن الأسى' الذي يلة نيلها كمذن ممه صبين. الشاغن .على 
حبه » يقول ابن الملح : (*) بسيط 
مال وللحب يُخفيني وأظهره وللأسى فيه يَطويني وأتشْرَه 
وكمْ هَمَمْتَ فلم أَقْدرْ على جِلّدٍ ما أجْمل الصَبْرَ بي نولا تَعذّره 
ألمت قلي إلى وجدي وقلت نه صبرا لَعلّدَ يَوماً وف تشكرة 
وهنا يشير الشاعر إلى ما يعانيه المحبون من الأسى » وعدم الصبر » ومظاهر القلق والصبابة 
بلغة سهلة واضحة » وبذلك يبدو الشاعر ملتزما بشرط أبي تمام في النسيب : اجعل اللفظ رقيقا 
والمعنى رشيقا » وأكثر فيه من بيان الصبابة » وتوجع الكآبة وقلق الأشواق » ولوعة الفراق(”). 
وقد يتطرق الشاعر الشلبي إلى معاني البوح والكتمان والفقد » يقول 
المصتيصي : (1) كامل 
غنى الحَمامُ ولو رآني ناحًا وأعارني نحو الحَبيْب جناحا 


نَعمٌ كلانا فَاقد محبُوبَة قلق ١‏ ولكني كتمت وبَاحهَا 


' - العمدة . 116/2 . 

2 - ابن خاقان ٠‏ القلائد » 563/2 . 

7 -ينظر : ابن رشيق » العمدة » 114/2. الحصري القيرواني » إبراهيم بن علي » زهر الآداب » 152/1 . 
* - ابن بسام » الذخيرة » 446/1/2 . 


121 


الفراق والحزن ٠‏ ومن ذلك قول كثيّر العلياوي : (؟) كامل 
طار الغراب ببَينهم فَحَسَبْتَه إِذ طار مشتملاً صمي فُؤادي 
وهو الذي أَمْسى له فَرَحْ فلم يبدو - رياءً - في ثيّاب حداد 


فالغراب رمز معروف في الدلالة على البين والفراق » وربما رمز به إلى الواشي الذي ظهر - 
رياءً - في مظهر الحزن والألم على الشاعر . 

وقد يستعين الشاعر بمظاهر طبيعية أخرى مثل الليل والبرق والنجم للتعبير 
عن ليل العاشقين الذي يعيشه الشاعر ساهرا يراقب وميض البرق » ونجوم السماء تظهر 
وتختفي » للتعبير عن حيرته واضطرابه » وشعوره باليأس والخوف . يقول ابن 


عمار: (2) طويل 


أشاقك برق أمْ جفاك حبيب فليلك فضفاض الرّداء رحيبْ 
ألا إن نجم الصبح فيه محيّرٌ تحير محبوب عليه رقيب 


ويلتفت الشاعر الشلبي إلى جمال الأخلاق في المحبوب » فهو لا يعجب 
بجمال الوجه أو المفاتن الحسية للمرأة » إذا لم يقترن ذلك بجمال الأخلاق والعفة . يقول 
المصتيصي : (*) كامل 
ليس المَلاحَةٌ في الؤجوه تَرُوقُني يَومَاً إذا الأخلاق كن قباحًا 


ومثل هذا الشعر يدل على مذهب أخلاقي في الحب عند الشاعر الشلبي » وهذا يفند زعم غومث 


' -ابن سعيد » اختصار القدح المعلى » 189 » والرايات » 94 , والمغرب ٠‏ 399/1 . 
7 - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 205 . 
7 - ابن بسام » الذخيرة » 446/1/2 . 


102 


الذي رأى أن " الاتجاه الغالب على الحب ومفهومه ... كان اتجاها حسيا مريضا تحركه الشهوة 
وتجدد نشاطه الرغبة بصورة مستمرة " (1) » فالاتجاه الحسي يمثل جانبا » كما هو الحال في 
الغزل المتعفف . 

ويرى آنخل جونثالث بالنثيا أن الحب العذري وجد في بلاد الأندلس » وأنه 
متأثر " بالنماذج المسيحية التي يمكن أن نراها في حياة رهبان الأديرة" (2) » والحقيقة يعرفها 
كل مطلع على الأدب العربي . أن الحب العذري نشأ في الجاهلية » وتطور وازدهر وكثر 
فجزاذهفي الغصن الأموي © وأطن أن "اراي الأرجد »+ أيكون كنعن الأندلسييق وتائرا شعن 
المشارقة أولاً » ولا يمنع ذلك تأثره بالنماذج المسيحية بعدها . 
ثانيا : الغزل الحسي : 

وصف الشاعر الشلبي مفاتن المرأة » فأبدع لها لوحة فنية » أبرز فيها جمال 
المرأة ومواطن فتنتها » وبذلك اتجه الغزل - في معظمه - اتجاها حسيا » ساعد على انتشاره 
حياة التحضر والترف » التي أغرقت بكل ما يدعو إلى اللهو والمجون والعبث ؛ من مجالس 
خمرية حافلة بالرقص والغناء (©) » فبلغ الغزل الحسي في عصر الطوائف أربع قصائد وأربع 
مقطوعات(*) » وبلغ أربع مقطوعات في عصر الموحدين(”) » تطرق فيها الشاعر الشلبي إلى 


أوصاف حسية تقليدية » فعين المرأة عين المها » وعنقها عنق الظبي المرتاع وثغرها نور 


' - الشعر الأندلسي » 78 . 

7 - الأدب الأندلسي من منظور إسباني » 41 . 

3[ -ينظر: السعيد » محمد مجيد » الشعر في ظل بني عباد » 137 . 

* - ينظر : ابن خاقان » القلائد » 561/2 » 62 ٠‏ 566 . ابن بسام » الذخيرة » 362/1/1 . الأصفهاني » 
العماد » الخريدة (قسم شعراء المغرب والأندلس) . 588/3 . ابن سعيد » الرايات » 91 . خالص » صلاح » 
محمد بن عمار » 240 » 242 . 

7* - ابن الأبّار » الحلة السَيّراء » 273/2 -274 . وتحفة القادم » 63 -64 . المقري ٠»‏ نفح الطيب ٠‏ 185/1. 


123 


الأقحوان » وردفها كثيب منهال » والشفاه تدفع إلى فعل الذنب » كذلك تغنى الشاعر بسلطان 
جمال المرأة ؛ فألحاظها فتاكة » وخدها الملتهب طرزه الندى ؛ وقد تدلت عليه عقارب سالفتيها 


فدبت عليه دبيب الخمر في شاربها » ومنه قول ابن عمار : (') << طويل 


فعينٌ كما عين المها ومقنتذدُ كما ارتاع ظبيُ بالفلاة غريبْ 
وردف كما انهال القضيب وضمّه وشاحٌ كما غنَّى الحمام طروب” 
وثغرٌ كمثل الأقحوان يشوبلة لمى حسنات الصَّبر عنه ذنوب” 
كننا الخول المغتاد 'ضفخة أكذها زذاغ طر از اه كام ولوتحسيت” 
ودبّت من الأصداغ فيه عقارب لها في فؤاد المُستهام دبييب 


يكرر الشاعر الصفات التقليدية في الغزل ؛ ولا غرابة إذ إن" الحب في الشعر العربي 
موضوع تقليدي » لذا كثيرا ما كان الشاعر يغترف من معانيه وأفكاره القديمة » وينقلها بأسلوب 
جديد يعنى باختيار كلماته وزخرفة تعابيره " (2) » فقد وصف القدماء المحبوبة في وجهها 
وفمها » وعنقها » وخدها » وشعرها » وقدها » وقرطها (2) » واكتفاء الشاعر بوصف المظاهر 
الخارجية للفتاة » يضعف الشعور الحي » والتجربة الصادقة (*) 


تطرق الشاعر الشلبي إلى وصف مغامراته مع المرأة » يقول أبو بكر بن 


وزير : () طويل 
وبتنا جميعا مثل ما لفت الما قضيبين من نوعين ذاو وناضر 


' - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 240 . 

7 - خالص » صلاح » إشبيلية في القرن الخامس الهجري » 100 . 

7 - ينظر : الحصري القبرواني ٠»‏ إبراهيم بن علي » زهر الآداب » 1/ 280 . 

“* - ينظر : أبو العدوس » يوسف مسلم ٠‏ الشعر في إشبيلية في القرن الخامس الهجري . 259 ؛ رسالة 
ماجستير » الجامعة الأردنية » عمان » 1980م . 

5 - ابن الأبّار » الحلة السيّراء » 273/2 -274 . 


124 


فطورا أمص الشهد من جوهر اللمى ويا عجبا للشهد بين الجواهر 


وطورا عناقاً لا تنفس بيننا ولكن تناجينا بسّر الضما#غلر 
أقول أما للصبح من متنفس وعندي أن الليل لمحة ناضر 


عمد الشاعر إلى الأوصاف الحسية » فالمحبوبة غصن ناضر » وشفاهها جوهر » ورضابها شهد 
وحديثها مناجاة » وهي أوصاف مطروقة من قبل » ويبدو أن الشاعر كان متصنعا في غزله 
المتقدم ؛ لأنه شعر بطول ليله » وكان قبل تلك الليلة يمر كلمح البصر . والشعراء يطول ليلهم 
في الانتظار والقلق » وينقضي سريعا إذا اجتمعوا بمن يحبون . 


ومن أوصاف النساء » عند شعراء شلب ٠‏ تشبيه المحبوبة بالشمس والقمر . 


يقول ابن الملح : (؟) خفيف 
قمري أنت كل حين وبدري فمتى كنت قبل هذا هلاالي 
أنت كالشمس لم تغيّر ولكن حُجبت ليلها حذار الملال. 


لوحن الأرضنات النتقدعة كاير ايه الشاعن الشلبي تارحصات الشاء<© ومناافيل فيه +رومق 
تلك الأوصاف أن المرأة " روضة الحسن وضرة الشمس ., وبدر الأرض » هي من وجهها في 
صباح شامس ». ومن شعرها في ليل دامس » كأنها فلقة قمر على برج فضة » .....وغصن 
البان يهتز تحت ثيابها " (©) . 

وقنتيةعن: الشافن الشلحن :اننا الفكاة” المكدر له هما م كدان :اننا سعر رفي فدى 
قال انلوانت( القن" | رالقن وسقي امايق رخهن 6 الدزل اللتزي و الستريمة» 
وارقظة لثمنها انمو + قوان ادويق مركي الطامم ن انس التضرق املق نون 
' - ابن خاقان » القلائد » 562/2 . ابن بسام » الذخيرة » 453/1/2 .الأصفهاني , العماد » الخريدة (قسم 


شعراء المغرب والأندلس) ٠»‏ 467/3 . 
7 - الحصري القيرواني » إبراهيم بن علي » زهر الآداب » 26/1 . 


125 


ابن عمار : (؟) 00 
عَم هجر ليْنَى كلف اليل صل 20 وَعَلّمَ تمع العيْن كيف يَصُوب 

" وللشعراء أسماء تخف على ألسنتهم » وتحلو في أفواههم » فهم كثيرا ما يأتون بها زورا نحو 
ليلى » وهند » وسلمى » ودعد ..... وأشباههن " (2) . فليلى عند الشاعر هي أي امرأة » أي 
أن اختياره لهذا الاسم يأتي بغرض التقليد . 

وقد يذكر الشاعر الرقيب ٠‏ يقول ابن عمار :(7) كامل 

يت الرقيب إذ التقيّنا لم يكن لآنال ريا من لذيذ لماك 
وذكر الرقيب الذي ينغص على المحبين أوقات سعادتهم » ماثل بشكل واضح في شعر الغزل 
العربي » وبذلك يمكن القول : إن الغزل الحسي عند شعراء شلب - غالبا - ما كان يمثل اتجاها 
أدبيا تقليديا ؛ يظهر فيه الشاعر مقدرته وموهبته في التغزل بالمرأة » لذلك كنت أتفق مع ما 
ذهب إليه أحد الباحثين من " أن الشاعر الأندلسي في الأعم الأغلب تملكته المحاكاة » واحتذى 
النموذج المشرقي " (4) . 

يلاحظ أن غزل الشلبيين(العفيف والحسي) لم يتفرد بمعان جديدة مبتدعة ». 
فمعانيه كانت تقليدية معروفة في الشعر العربي . دارت حول مشاعر الشاعر ومعاناته ويأسه 
وحزنه » مع الإشارة إلى جمال المرأة المعنوي مثل جمال الأخلاق » في الغزل العفيف » 


والأوصاف الحسية والمظهر الخارجي للمرأة في الغزل الحسي . 


' - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 240 . 
2 - ابن رشيق » العمدة » 221/2 -222 . 
3 - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 242 . 


- خريوش » حسين » ابن بسنام وكتابه الذخيرة » 147 . 


126 


ثالثا : الغزل بالمذكر : 

التفت شعراء شلب إلى الغزل بالمذكر » وكانت ظاهرة حب الغلمان والتغزل 
بهم قد اتسعت في عصر الطوائف » نتيجة لكثرة السقاة والغلمان » ممن كانوا يحضرون مجالس 
الشعراء في القصور وغيرها(') » ويذهب غومث إلى أن التغزل بالغلمان " من الخصائص 
المميزة للعقلية العربية » ورثته فيما ورثت من مشاعر البدو وميولهم "(2) وهو رأي يفنده كثير 
من الباحثين » الذين ذهبوا إلى أن التحضر الإسلامي والتمدن » واتساع مجالات الحياة ووجود 
المجالس والحانات أدى إلى ظهور هذا النوع من الغزل(”) 

ودلل صلاح خالص على ذلك بقوله : " فالغزل بالغلمان نشأ وتطور في ظفل 
المجتمع الإسلامي المتحضر..... لأننا لا نلاحظ مطلقا هذه الظاهرة في الشعر العربي البدوي » 
بل ولا حتى في الأدب العربي » الذي نشأ في فترة انتقال العرب من البداوة إلى الحضارة » أي 
في القرن الأول الهجري "(؟) . أي أن هذه الظاهرة بدأت في العصر العباسي بعد تحضر 
العرب . واختلاطهم بشعوب البلاد المفتوحة وبخاصة الفرس . 

ويكاد التغزل بالغلمان عند شعراء شلب يحصر في أشعار ابن عمار » الذي 
عاش حياة مترفة في قصور بني عباد في القرن الخامس الهجري » فوردت له قصيدة وثلاث 


مقطوعات (5) » فقد عرف بشغفه بالخمر والغزل بالغلمان فهو" زير قيان وغلمان » وصريع 


' -ينظر : السعيد » محمد مجيد » الشعر في ظل بني عباد » 137. 

7 - الشعر الأندلسي » 87 . 

7 - ينظر : هدارة » محمد مصطفى ٠‏ اتجاهات الشعر العربي » 517 -528 . خالص » صلاح ٠‏ إشبيلية في 
القرن الخامس الهجري ٠‏ 105. خريوش ؛ حسين ٠‏ ابن بسام وكتابه الذخيرة » 149 . 

- إشبيلية في القرن الخامس الهجري » 105 . 

7 - ينظر : خالص » صلاح » محمد بن عمار » 254 » 297 ؛ 299 » ابن ظافر » بدائع البدائه 371 . 


127 


راح وريحان "(!) . وفي عصر الموحدين » يذكر : صفوان بن إدريس » قطعة واحدة لابن 
المخل (2) . ومن التغزل بالغلمان » قول ابن عمار » في غلام رومي:(7) كامل 

وهويثّهُ يقي المُدام كآاقة قَمَرْ يدور بكوكب في مجلس 
يَسْقي بكأس في أنامل سؤسن يدير أخرّى في مَحاجر ترجس 
يَطفى ولعب في دلال عذاره كالمهر يَرَحْ في اللجَام المُجْرس 
عنَا بكأسك قذ كفتنا مُقنَة حوارءٌ قائمةٌ بسئكر التبلس 
فالغلام قمر » أنامله سوسن » ومحاجره نرجس ٠.‏ يتيه دلالا بعذاره » مقلته حوراء » فهو غزل 
حدن انيدي > الا يفطت كدر 1 عن الغوق الخشي «النونت ككلاما يضدول الأرضاف السبدية: 
ويُتغتى بالمفاتن الحسية المغزية :ومن ذلك أيضا ٠‏ قول. اين المتخل: :(4) مخلع البسيط 

وفاتك الطّرف ذي اخورار. خَدَاهُ للورد والبَجَار 

كالفْصن في قَدّه ولكن كالظَبِي في الجيْد والتفار 
حتّى إذا كان بد حين ألجِمَه الدّهرُ بالعذَارٍ 
فالغلام فاتك الطرف أحور العينين » خده كالورد » وقده كالغفصن . فهي تشبيهات مبتذلة 
مطروقة من قبل » فابن المُتخل عاش في الوسط الأرستقراطي » حين كان وزيرا لابن المفنذر 


في شلب » وربما عايش المجالس والسقاة في قصور الملوك . 


اهتم الشاعر الشلبي بذكر العذار » مسايرا في ذلك اهتمام الأندلسيين 


وإعجابهم به » ويعلل غومث ذلك الإعجاب بقوله : " إما لأنهم كانوا يرون أن ذلك يزيد جماله » 


- ابن بسام » الذخيرة » 373/1/2 . 
- ينظر : زاد المسافر » 129. 


- خالص » صلاح » محمد بن عمار » 297 . 
- زاد المسافر » 129. 


1258 


أو لأن “تلك الشبعو اها النايقة كانت تعد مق مكيلات الحمال #:(0): 


وقد يتغزل الشاعر بالصفات المعنوية للغلام » يقول ابن عمار: (*) 


وافر 
نبيل الخلق جافي الخلق عبْدْ هو المولى ونحن له بيذ 
قسا قلباً وسَنَ عليه درْعاً فباطنة وظاهرة نتحة 


فقد ساوى الشاعر بينه وبين الغلام في العبودية » فوصف الغلام بالتمنع والنبل والقسوة » فقلبه 
من حديد » فهي صفات لا تبتعد عما يقال في المرأة . 

دارت معاني الغزل بالغلمان حول صفاتهم المادية والنفسية . وعلل أحد 
الباحثين سبب التغزل في الغلمان بأن الشعراء " كانوا يسقون الخمر حتى إذا ذهبت عقول 
الشاربين » تخبلوا ما شاء لهم التخبل » وتغزلوا في الساقين الغلمان " (2) . 

وأغلب الظن أن هذا الغزل كان تقليدا » وإظهارا للقدرة الفنية » والقدرة على 
الارتجال في هذا الغرض » الذي " لم يكن منتشرا فحسب », بل إنه لا يبدو أمرا معيبا أو غير 
مرغوب فيه " (*) » وهذا لا يصدق على خلفاء الموحدين » حيث كانوا يعاقبون الشعراء إذا 
تغزلوا بالغلمان (”) » وأما مقطوعة ابن المنخل في أحد الغلمان » فأظن أنها كانت قبل دخول 
شلب تحت الحكم الموحدي . 

وتجدر الإشارة إلى أن ابن حربون وابن الشواش وابن المُتخل - وهم أبرز 
شعراء شلب في عصر الموحدين - لم ترد لهم أشعار في الغزل ؛ عدا مقطوعة ابن المُتخل 


' - الشعر الأندلسي » 86 . 

7 - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 299 . 

1 - محمود ء نافع ٠‏ اتجاهات الشعر الأندلسي الى نهاية القرن الثالث الهجري ٠‏ 208 . 
“4 - خالص » صلاح » إشبيلية » في القرن الخامس الهجري » 102 . 

7 - ينظر : المنوني محمد » حضارة الموحدين :972 . 


129 


المتقدمة الذكر » ومطلع غزلي من بيت واحد لإحدى قصائد مدحه لأبي يعقوب يوسف (1) » أما 
أسباب ذلك ؛ فأغلب الظن أن المصادر التي نقلت أشعارهم - وقد غلب على معظمها الطابع 


التاريخي - اهتمت بمدائحهم » بما يخدم الرواية التاريخية . 


' -ينظر : ابن عذاري ٠»‏ البيان المغرب(قسم الموحدين) » 57/3 . 


1130 


المبحث الرابع : الإخوانيات 


اتخذ الشعراء الشلبيون الشعر وسيلة للتراسل » فبدلا من أن يكتب الشاعر 
إلى صديقه رسالة نثرية » فإنه يبعث إليه مقطوعة من الشعر » أو يرد على مقطوعة من الشعر 
بقصيدة » تتفق معها وزنا وقافية » وتسمى هذه الإخوانيات أو المطارحات الشعرية » وقد عرف 
المشارقة هذا اللون من الشعر » لكن الأندلسيين توسعوا به وكانوا يعرضون في هذه الإخوانيات 
ما يطرأ بينهم من مواقف . فتنوعت أغراضها تنوعا واسعا » فمن دعوات إلى مجالس الأنس » 
إلى استجابة لتلك الدعوات . ومن إهداء إلى استهداء » ومن استثئذان في الرحيل ». إلى إذن بهء 
ومن رسائل الوداع والاستقبال » إلى رسائل الشكر والإشادة » ورسائل العتاب والاعتذار » 
والشكرى و«الاستغطات: : 

دارك :غالبية هذه المظاقحات والإخوانياك نين أبن عماز :وملوؤك: :الطواكئفت 
ووزرائهم » فقد احتلت رسائله الشعرية مساحة واسعة من مجموع شعره » فبلغت عشر قصائد 
وعشرين مقطوعة (؟) » إضافة إلى قصيدة واحدة ومقطوعتين لشعراء آخرين(”) . أما حجم هذه 
الإخوانيات في عصر الموحدين » فكانت في أربع قصائد وست مقطوعات (3) . اشتملت هذه 
الرسائل الشعرية على الإهداء » فابن عمار يهدي للمعتمد في أحد الأعياد ثوب صوف أصفر » 


يرفقه بأبيات من الشعر ٠»‏ يقول فيها : (*) كامل 


' -ينظر : خالص » صلاح » محمد بن عمار » 202 » 209 » 231 » 234 » 236 » 238 » 239 ١‏ 244 » 
١: 295 ١ 286 .» 284 ١» 278 » 272 ١» 278 2» 269 - 262 » 260 »65 7‏ 296 » 300 - 307 . 
2 - ينظر : الحميدي . جذورة المقتبس . 651/2. ابن بَشكّوال » الصلة » 995/3. ابن سعيد ٠‏ المغرب . 

1 . المقري » نفح الطيب » 291/4 . 

3[ -ينظر : ابن الأبّارء الحلة السّيّراء » 201/2 ؛ 208 - 210 . الشناوي » على الغريب » شعر أبي عمر 
ابن حربون .» 89 ٠‏ 114: 120 . 

4 - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 230 . 


131 


لما رأيت الناس يحتشدون في إتحاف يومك جئته من بابه 
فبعثت نحو الشمس شبة إهابها وكسوت متن البحر بعض ثيابه 
فيوجه إليه المعتمد بمكبة فضة » فيها خمسمئة دينار ذهبا » ويكتب معها : (') كامل 
هبة أتتك من النضار أنُوفها فاغنم جزيل المال من وهابه 
لو أن بيت المال ينوي قفله أضعافها لكسرثة عن بَابه 
وملأت منه يَديكَ لا مُستأثراً فيه عليك » لكي ترى أولّى به 
فابن عمار بهذه الألفاظ السهلة الرشيقة » يخاطب صديقا لا ملكا » والملك ينعم عليه بعظيم 
العطاء » ويعتذر عن التقصير . لأن ابن عمار أولى بهذا المال . 
ومن هذه الرسائل ما كان في تبادل الشكر والثناء » فابن حربون يكتب إلى 
ابن قسيّ قطعة يمدحه بها » منها : (*2) مخلع البسيط 
لم أرَ جوداً لمسنتماح 2 علمَني صتْقَة امقداح 
قدا خلّق الله راحتيه من طيتة البأس والسسّماح 
ألقى علّى الجود نور بشر فجاءَ كالغيث في الصّباح 
أريْتني اليومّ كيف أوري وكنت أصلدت في اقتداح 
تبرك الله أي جد أفرغ في قالب المُّزاح 
فيجيبه ابن قسيّ » بقوله : (3) مخلع البسيط 
جددت جدًا بلا مزاح ورضت مُعتادة الجماح 


حَلَيْتهُ من نتاج فم حوليه . تققةَ القداح 


' - خالص »ء صلاح » محمد بن عمار . 230 . ولم ترد الأبيات في ديوان المعتمد . 
* - الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون » 89 . 
3 - ابن الأبّار» الحلة السيّراء » 201/2 -202 . 


132 


دَهْماءْ قد لطمت بليل وخوّضت لجّة الصباح 


إن منوبقت بالرياح جاءت بَلقاء في مَقدَم الرّياح 
فكانت الزّهرٌ لانتسام وكانت الزّهر لالتماح 


وشبيه بهذه الإخوانيات التي اشتملت على المدح ولاك ها كام ون انو لمكاو ورأرق شدي 
وكان ابن المنذر قد رأس في شلب واستوزر بخ الشتحن (1]. 

تبادل الأصدقاء - في هذه الإخوانيات - الثناء » والتعبير عن عمق الصداقة 
بينهم » فرقت ألفاظهم ٠‏ وازدادت عذوبتها » ويرى أحمد ضيف في مثل هذا الشعر المتقدم أنه 
" كلام وجداني جميل ٠‏ يسوغ للنفس تذوقه ؛ لأنه طلي العبارة » عذب سهل في لفظه ومعناهء 
مدح ولكنه ليس من المدح الجاف المقصور على ذكر الفضائل وجميل الأوصاف " (©) فهو شعر 
يعبر به الشاعر عن شكره وامتنانه لصديقه » الذي يبادله الشكر والتقدير » ويشركه مجلس أنسه » 
فتتلاشى بينهما الفوارق في المنزلة والرتبة . 

وقد يتحدث الشاعر عن بعض العادات الاجتماعية في رسالته » وخاصة ما 
يتعلق بالعلاقات بين الملوك والوزراء » في المرور على الصديق في السفر » وما يرافق ذلك 
من مراسم الاستقبال والضيافة (©) » أو الإقامة لفترة » ثم الاستئذان - بعد ذلك - في الرحيل 


وما يرافقه من مراسم الوداع (*) . 


' -ينظر : ابن الأبّار » الحلة السيّراء » 207/2 -208 . 

7 - بلاغة العرب » 114. 

7 -ينظر : خالص » صلاح » محمد بن عمار » 258 -281 . 

- ينظر : نفسه » 265 . الشناوي » علي الغريب ٠»‏ شعر أبي عمر بن حربون » 114 . 


133 


وقد يمر الشاعر على مقربة من منازل بعض أصدقائه دون أن يعرج عليهم 
فيعاتبه الأصدقاء على ذلك » فابن عمار لم يعرج في إحدى سفراته على ديار ابن رزين » وابن 
َبُون » فعاتبه كل منهما برسالة شعرية لامه فيها على فعلته . يقول ابن لَبُون : (7) كامل 
ختمت بعصرك أعصر الأجواد وَعنت لذكرك ألمئن الوراد. 
إيه أبا بكر أَنظلمُ ساحتي ظلماً وصبحٌ العدل عندك باد 
فأجابه ابن عمار برسالة شعرية زادت على الخمسين بيتا » عدها سعد شلبي معاهدة بين ابن 
عمار وابن لَيُون ضد بني عباد (2) مهد لها ابن عمار بالشكوى من المعتمد وبيان مكانة ابن 
َبُون من نفسه » ومدحه » ثم تحدث عن بلوغ غايته في المعاهدة » يقول ابن عمار : (3) كامل 
فتَقذ ظفرت من اقتبالك بالمتى وبلغت أقُصى غَايَتي ومُرَادي 
وأرّحت من تَعبِي بعهدك في ند ظل فبت على وثير وسنتاد 
وشدذت منك يَدي بعلق مظّة ونفضتُها بزعائف أككقاآد 
ثم يتحدث بعد ذلك عن اضطراره للسفر دون أن يمر على ديار صديقه » فيقول: 
لا بد من ذاك السّفار وإن عَدَت عنة الليالي إنهِنّ حخلواد 
سَفرٌ إن استبعاتة فسأمتصي حرصي وأجعل من ثنائك زادي 
فهو يبدي عذره لابن لَيُونَ » ويحتفظ له بالذكر الجميل . 
يلاحظ في هذه الإخوانيات أنها تطفح بالثناء والتنويه والتعظيم في التعبير عن 
معاني الصداقة الحميمة ٠‏ إلا أن هذه المعاني سرعان ما تتبدل وتتغير » ويصبح الثناء والتعظيم 
هجاء مقذعا » لذلك فإنني أتفق مع أحد الباحثين حيث رأى أن هذه الإخوانيات تمثل الجانب 
' - خالص ». صلاح ء محمد بن عمار » 272 . القلائد » 275/1 -276 . 


7 - ينظر : البيئة الأندلسية » 252 -253 . 
7 - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 275 -277 . 


134 


السلمي المزيف » وهي إلى النفاق أقرب في العلاقات بين الشعراء والزعامات (!) » ومن ذلك 
ما آلت إليه علاقة ابن عمار وكل من المعتمد وابن طاهر ٠‏ وعلاقة ابن حربون مع ابن قسي . 
لذلك تضمنت الإخوانيات كثيرا من شعر العتاب والاعتذار » فقد عاتب ابن 
عمار ابنَ طاهر » بعد أن استولى - ابن عمار - على مدينة مُرسيّة » فبيّن أنه ينفذ أمر سيده 
المعتمد وأنه صديق لابن طاهر (©) » وعاتب بني سهيل » وقد نزل في بعض حركاته بحصصن 
كنوه #اتشهر نمق قاقد الشهاها ننه (3) روعاف أهله مار فط الذين بغار ااظليه تاف ة 
الرّاح (*) . وعاتب ابن زيدون في قصيدتين » على تقصيره في حق ابن عمار (©) . 
وفي هذا العتاب يعلن الشاعر الولاء والإخاء لصديقه » أو يتحدث فيه عن 
ذكريات السعادة التي جمعت بينهما » أو عتاب يمازجه عدم الرضا من مواقف صديقه » فالعتاب 
كما يقول ابن رشيق " باب من أبواب الخديعة يسرع إلى الهجاء » وسبب وكيد من أسباب 
القطيعة والجفاء " (0) .يقول ابن عمار في عتابه لابن زيدون : (7) طويل 
أما إِنّهِ لولا عوارفك التي جرت في جراي الماء في الغصن الرّطب 
لما ذدت طير الود عن شجر القلّى ولا صنت وه الحمد عن كف العتّب 
ولكن سأكني بالوفاء عن الجقفا وأرضى ببعد بعدّما كان من قربي 
وإن لفحتنئ من سمائك حَرْجف سأطتف يا برد النسيم على قبي (3) 
' - شيخة » جمعة » الفتن والحروب وأثرها في الشعر الأندلسي » 85/1 . 
* - ينظر : خالص » صلاح » محمد بن عمار » 286 . 
7 -ينظر : نفسهء» 295 , 
* -ينظر : نفسه » 956 , 
7 -ينظر : نفسه » 207 -208 » 223 -224 . 
6 - العمدة » 160/2. 


7 - خالص صلاح » محمد بن عمار » 207 -208 . 
* - حَرجف : ريح قوية باردة . ينظر : ابن منظور » لسان العرب » مادة ( حرج ) . 


135 


تختلط في القصيدة لهجة العتاب بلهجة الرجاء والتزلف » ورغم ما يبديه الشاعر من مودة لابن 
زيدون » وأن ريح الحَرجف اللافحة تغدو نسيم الصّبا الذي يثلج صدره » لأنه يمر بسماء ابن 
زيدون » فإنه لم يفلح في إخفاء مشاعره الحقيقية التي برزت واضحة في أبياته . من خلال 
تعابيره وألفاظه » ومنها : ( القلى » والعتب » والجفاء » والبعد ) . 

فالعتاب قد يمتزج بالاستعطاف والاستتئلاف » وقد يقتترب من الهجاء 
يقول ابن رشيق ؛ " وللعتاب طرائق كثيرة » وللناس فيه ضروب مختلفة » فمنه ما يمازجه 
الاستعطاف والاستثلاف » ومنه ما يدخله الاحتجاج والانتتصاف », وقد يعرض فيه المن 
والإجحاف » مثلما يشركه الاعتذار والاعتراف " (1) 

اعتذر الشاعر الشلبي في إخوانياته » فوصف مبلغ تأثره بعتاب أصدقائه » 
وأنه لا يلذ له العيش بسبب هذا العتاب » وأشار إلى خصومه من الوشاة وقرر عدل صديقه في 


حكمه » الذي لا يعتمد على الظنون الكاذبة » ومن ذلك ما اعتذر به ابن عمار من صديقه ابن 


صمادح » يقول ابن عمار : (*) طويل 
سلكت سبيلي للزيارة إرها فقابلت دفعاً في صدور الركائب 
وما كنت مُرتاداً ولكن لنفحَة تَعَوّدت من ريحان تلك الضّرائب 
سواك يعي قول الوشاة من العدا وغيرك يَقضي بالظنون الكواذب 


يتلطف ابن عمار في عباراته » ويختار ألفاظه المعبرة عن اعترافه بمكانة صديقه من نفسه » 


ويبدي استعداده للاعتذار » والمبادرة إلى طلب العفوء مع علمه أن الوشاة والحساد » هم من 


' - العمدة . 160/2 . 
2 - خالص ؛ صلاح » محمد بن عمار » 270 : 


136 


أفسد تلك الصداقة بأكاذيبهم » وهذا ينسجم مع قول ابن رشيق في الاعتذار: " فليذهب مذهبا 
لطيفا » وليقصد مقصدا عجيبا » وليعرف كيف يأخذ بقلب المعتذر إليه ».... ويحيل الكذب على 
الناقل أو الحاسد " (©) . 

وهكذا فقد أدار شعراء شلب معانيهم في هذه الرسائل الإخوانية » فكانت 
وسيلة معروفة في التعبير عن عمق الصداقة » وما توجبه من عادات أو تقاليد اجتماعية خاصة 
بين الملوك والوزراء » " فقد كانت عادة التراسل بالشعر منتشرة في الوسط الارستقراطي ؛ بل 
كان من أخلاق ذلك العصر أن يجاب الشعر بالشعر " (©) . 

اعتمد الشاعن الشلبي في أغلب: .مقطوعاتة'الإخوانية الازتجال +:إذاهو كنا 
يقول ابن شهيد : " ينبئ عن تقصير المقصر . وفضل السابق المبرز " (”) » فعندما تأخر ابن 
عمار في الرد على أبيات بعث بها ابن رزين » جعل الحاضرون يعللون أسباب تأخره فقال ابن 
رزين " إن الجواب تعذر » فلذلك اعتذرء لأنه يعاني قوله ويعلله » ويرويه ولا يرتجله "(*) 
فالارتجال إثبات لقدرة الشاعر وتمكنه من موهبته الشعرية » وفي سبيل ذلك كان الشاعر يلتزم 
القافية والبحر العروضي في هذه الإخوانيات . 

دلت الإخوانيات المتعلقة بالرسميات في الاستقبال والضيافة والتوديع 
والاستئذان في الرحيل على مجتمع متحضر في تقاليده الاجتماعية وآدابه العامة . يقول سعد 


شلبي: " وعندما نعلم ذلك كله نذكر الحكومات العصرية وما تتبعه من مراسم في تنقلات 


! - العمدة . 176/2 . 

7 - صلاح خالص ٠‏ إشبيلية في القرن الخامس الهجري » 143 . 
3 - ابن بسام » الذخيرة » 209/1/1 . 

“ - ابن خاقان » القلائد » 159/1. 


137 


عظمائها واستقبالهم والحفاوة بهم مقيمين أو مرتحلين" (') » فهي إخوانيات أظهرت قدرة 
الشاعر الشلبي » ومكانته المرموقة بين شعراء الأندلس في عصري الطوائف والموحدين . 
وتجدر الإشارة إلى تفوق ابن عمار على غيره من شعراء شلب في هذا 
الغرض ٠‏ ويعلل أحد الباحثين كثرة إخوانيات ابن عمار بقوله : " كان موضع الاهتمام من قبل 
الجميع لدماثته وبديهته » وربما لأنه كان يجيد الغناء عندما يتمكن السرور من النفوس " (*) 
وأرى أن ابن عمار كان شاعرا مجيدا » وسياسيا بارعا » يعقد بشعره وسياسته الصلات البعيدة 


المنال » حتى غدا من أعظم شعراء الأندلس في عصره . 


المبحث الخامس : الشكوى والاستعطاف 


! - البيئة الأندلسية » 484 . 
9 - راشد » دياب » أبو بكر محمد بن عمار حياته وشعره » 196 -197» رسالة ماجستير ؛ جامعة دمشق » 


دمشق » 1990 , 


138 


الشقوى يعرون كديفي الندن العران #دييت فيه شاع إختسانن اتسيف 
والقلق والتذمر » وقد وردت الشكوى عند شعراء شلب في عصر الطوائف والموحدين ضمن 
إخوانياتهم » إلا أن بعض شكواهم قد وردت في قصائد استقلت بهذا الغرض أوفي قصائد مدحهم 
أمنا "لابطلا فته فكاق. بير : لخانيات انك دعمان ««إشياقة إلى إفن ادم قفماته كابلة بهذا العسزكن 
ذلك أفووك للشكوس و الاستعطاق عدوانا أخاضا : 
عرف الشاعر الشلبي ما للشكوى من أثر في التخفيف عن النفس الإنسانية » 
أو تسكين آلامها ؛ لذلك يقول ابن عمار في إحدى قصائده الإخوانية : (7) طويل 
ولا بّدَ من شكوى ولو بتنفس يسكنْ من حر الحشا والتّرائب 
فهو يقر بضرورة الشكوى ولو بالتأفف الذي قد يخفف عن النفس . 
تايف القنانا التي فلكاتنكها القداعو الشلبي فى تعر فبديا نا تصن 
بالمجتمع والناس ٠»‏ ومنها من اتصل بظلم الحاكم » أو بالدهر أو الزمن » لذلك ضمن الشاعر 
الشلبي شعره شكوى من بعض العادات الاجتماعية » ومنها عدم الإنصاف ,٠‏ والتملق » وخيانة 
الصديق » يقول ابن الملح : (2) طويل 
لقذ ظلمتنئ أمةٌ ما خمشتها بآحظ وقذ عمّت حشاي ندوبا 
توهّمتهمْ سلماً فسولمت ظاهراً وَشبُوا على ظهر المَغيب خروبًا 
وثقت بهم في التائبات فأخلفوا وكانوا إلى جنب الخطوب خطوبًا 


فكمٌ صاحب منهم يَبِيَت بقلبه بَعيْداً ويغدو باللسّان قربا 


1 - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 271 . 
7 - ابن بسام » الذخيرة » 470/1/2 . ابن مماتي » لطائف الذخيرة » 91 . 


139 


يصف الشاعر ظلم بعض أصدقائه له » فهم يقبلون عليه » ويتقربون منه » عندما يكون ذا مال 
وجاه » ولكنهم سرعان ما ينقلبون عليه إذا ساءت حاله . يشير الشاعر إلى حال من التحاسد 
والتملق » تمثل حال كثير من الئاس في كل العصور» وهي ظهور بعضهم بوجهين مختلفين . 
وإلى جانب الشكوى الفردية » عبر شعراء شلب عن شكوى جماعية » شملت 
أهل شلب جميعاً » الذين عانوا ظلم الوالي » فتوجهت الشاعرة الشلبيّة بقصيدة شكوى إلى خليفة 
الموحدين قالت :فيه (1) كامل 
قد آن أن تبكي الغيون الآبية ولقد أرى أن الحجارة باكيَة 
يا قاصد المصنر الذي يُرجى به إن قدّر الرحمن رفع كراهية 
ناد الأمير إذأ وقفت بابه2020 ياراعيا إن الرّعيّة فانية 
أرسلتها هَمَلا ولا مَرْعَى لها 202 وتركتها نهب الستّباع العادية 
شلب كلا شلب » وكانت ده فأعادها الطاغون ناراً حاميّة 
خافوا وما خافُوا عُقوبّة رهم والله لا تخقى عليْه خاففية 
صورت هذه الأبيات حال مدينة شلب من البؤس والظلم » الذي لحق بها على يد الوالي » وذلك 
بسبب إهمال الخلافة الموحدية لشؤونها » فقد بكت العيون الآبية » وبكت معها حجارة شلب » 
فالرّعية فانية » ثم صورت إهمال الخليفة » فقد أرسل رعيته هملا » فجعلها نهب السباع كما 
صورت ظلم الوالي » فهو طاغية » أحال شلب من جنة إلى نار حامية . 
أبرزت الشاعرة جرأة في نقد أصحاب السلطة » فانتقدت الخليفة والوالي » وبرعت في 
تصوير المأساة . فهي مثال للمرأة العربية الحرة الوطنية » التي تهتم بقضايا مجتمعها » وتدافع 
عنها دون خوف أو رهبة . فالمرأة الشلْبيّة إذن كانت صاحبة دور في الحياة السياسية الشلبيّة . 


' - المقري ٠‏ نفح الطيب . 294/4 . 


140 


أكثر شعراء شلب من شكوى الزمن وصروف الدهر ونوبه » يقول ابن 
لفطل 1 كامل 
أشكو إليك من اللياليئ إتها قد أبْرحت بظلامّتئ أبْراتها 
كم رمت أن ألقاكمٌ وتصدنئْ نوب تنيخ بساحت أثراتها 
وتضيق نفسي ثم أجرِئ ذكركم فنظل تستدني إليّ تجاحهما 
إن كان دهري يَبتغي إفسادتها بجميْل رأيك قذ أسؤت جراحها 
قدم ابن المنخل شكواه إلى أبي يعقوب يوسف خليفة الموحدين » وجعل من الليالي حائلا بينه 
وبين رفع الظلم » ولعله قصد اعتداء النصارى على مدينته شلب » وتضييقهم على أهلها » ل ذلك 
لجأ إلى أبي يعقوب يستهدي رأيه » عله يداوي جراح الشاعر ويرفع الظلم عن بلده . 
وقد يشكو الشاعر من صروف الدهر التي أحالته من الطمأنينة إلى الخوف 
أو من القوة إلى الضعف ,٠‏ يقول أبو عمرو بن الإمام : (©) طويل 
وقد كنت جلداً ما يُنَهنهُني الوى ولا يستبينئ الحادث المتغلب 
وكنت. (ذاعنا الخطة مه وداشسة علي ترانئ تحتّةُ أتققفبْ 
فق صرت خقاق الجناح يَروعْني عراب إذَا أَيْصَرثهُ وهو ينتعب 
ربما أشار الشاعر بهذه الأبيات إلى تغير حال شلب أو الأندلس كلها » بعد أن تحولت حالها إلى 
الضعف ؛ وصار خطر النصارى يتهددها » فصار أهلها يخافون الخراب والدمار الذي رمز 


إليهما الشاعر بالغراب . 


| -ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 245 . 
7 - ابن الإمام » المقتضب من سمط الجمان ٠‏ 12. المقري ٠»‏ نفح الطيب » 478/3 . 


141 


وقد يكشف الشاعر عن سر تعاسته » ويجعلها محصورة في الزمن » ويعبر 
عن كرهه للزمن من خلال تصويره بوحش كاسر له أنياب وأظفار تمزق الشاعر » يقول ابن 
حربون مخاطبا الرصافي : (") بسيط 
ما للزّمان ألا خْرٌ يُتهنفة يَفري أديمئ بأنيَاب وأظقار 
تشداثة حق آدابي فأشعرتني بأنَ ذَنْبَيّ : آدَابيئ وأشعصاري 
تكتَفنَيْ منها كل مُظلحمة كَمَنْتَ فيها كُمُونَ الخمر في القار 
يتضح في هذه الأبيات أن آداب الشاعر وأشعاره جلبت له الشقاء في زمن من الأزمان أو في 
عهد حاكم معين » ولعله بذلك يذكر بشعراء العربية في هذه الأيام » وخاصة من يتطرقون إلى 
السياسة أو ينتقدون الحكام » فتكون أشعارهم وبالاً عليهم » إلا أنهم - غالبا - ما يتحدون هذه 
الظروف رغم السجن أو النفي أو التعذيب ٠‏ أما ابن حربون فقد بدا مستسلما لهذا الزمن الجائرء 
وذلك باستخدامه لفظة الكمون » التي دلت على استكانة الشاعر واستسلامه . 
صور ابن حربون في البيت الأول الزمن بوحش كاسر . وهي صورة 
مطروقة في الشعر العربي » عمق الشاعر بها الإحساس بالاغتراب " وهو إحساس سلبي لم ييد 
فيه الشاعر أدنى مقاومة لفعل الزمن » وإن ظهرت بعض إمارات هذه المقاومة » في الشكوى 
المرة لصديقه الشاعر الرصافي " (*) ٠‏ إلا أن الشكوى دون عمل نقيصة في حق الشاعر » بل 


ف نمق الزكان حديعا: 


' - الشناوي » شعر أبي عمر بن حربون » 120 . 


* - نفسه » 120. 


102 


عمار » ذلك أنه كان رجل سياسة طموح » أوقعه طموحه في أزمة » أتت على حياته ؛ فبعد 
انتزائه بمٌرسيّة » استطاع ابن رشيق (1) وهو قائد جند ابن عمار أن يستولي على المدينة دونه . 


بدأ ابن عمار يستعطف المعتمد بقصائد اعترف فيها بذنبه » وذكر فيها عهد 


المودة والصداقة الذي ما زال يحتفظ به . يقول ابن عمار : (©) طويل 
وإني لتثنيني إليدةِ ‏ حم ودة يغيّرها ما قد تعرّضّ من زنب 
قما أعجب الأيّامَ في ما قضت به تريني بُعدي عنك آنس من قربي 
أخافك للحق الذي لَك في مسي وَأَرجُوك للحبّ الذي لك في قبي 


عبر ابن عمار عن عمق حيرته واضطرابه » وذكر مودة المعتمد » فهي ثابتة عند ابن عمار 
وكذلك ذنبه » لقد برع ابن عمار في هذا الاستعطاف , إذ جعل نفسه يتوه بين الحيرة 
والاضطراب في رأيه وكيانه من جهة » وبين التأكيد على مودة ابن عباد من جهة أخرى » 
وكأنها الحقيقة الوحيدة في حياته . 

وقد علق ابن بسام على بيت ابن عمار ( أخافك للحق ) بقوله : " وهذا البيت 
على سهولة مبناه من أحسن ما قيل في معناه » وبمثله فلتنخدع الألباب » وتستعطف الأعداء 
للأحباب " (3) 


سقط ابن عمان في يذ المعتمد + وأودع:سجن شقورة :ومن سجلة بدأ أيخ 


' - هو عبد الرحمن بن رشيق » حكم حصن بلج المنسوب إلى بَلْح القشيري الداخل إلى الأندلس من الشام » 
وكان وافر الدهاء والمقدرة . قاد جند ابن عمار عندما استولى على مُرسيّة » ثم أخرج ابن عمار عنها » وحكمها 
إلى أن صيرها ليوسف بن تاشفين المرابطي . ينظر : ابن سعيد » المغرب . 248/2 . ابن الخطيب ؛ أعمال 
الأعلام » 257 . دوزي ء ملوك الطوائف » 250 . 

7 - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 285 . 

7 - الذخيرة » 407/1/2 -408 . 


143 


عمار يكتب إلى أصدقائه (')» وإلى المعتمد وأبنائه يستعطف , فكتب إلى الرشيد (*) » 
والراضي (3) » والمأمون (؟) قصائد طلب فيها شفاعتهم » فامتدحهم وامتدح أباهم المعتمدء 
وذكر عهده مع أسرتهم . يقول ابن عمار من قصيدة بعث بها إلى الرشيد : (0) خفيف 
قل لبرق الغمام مطو البّريد قاصداً بالسلام قصر الرُشيد 
فتقلّبا في جوّه كف وؤديئ وتنائر في صّخنه كالقريد 
وانتحبأ في صلاصل الرّعد تخكي ضجتي في سلاسلي وقَيُودِي 
بَعْضْ من أبعدته عنك اللتالئي فاجتني طاعَة المُحبّ البعيد 

يتضح في هذه الأبيات إحساس الشاعر بعمق أزمته وقرب نهايته » لذلك شبه تقلب مشاعره بين 
اليأس والأمل بتقلب البرق » وصلاصل الرعد تحكي ضجته في سلاسله وقيوده » وشبه طاعته 
بالثمرة التي تجنى » وبهذه التشبيهات السهلة الواضحة نجح الشاعر في تصوير مأساته وقد 
استوقفت أشعار ابن عمار في الاستعطاف النقاد قديما وحديثا » فأعجبوا بها » ومنهم: ابن بسام 
(”) وابن الخطيب(') وحديثا : أحمد ضيف(”) . 

وهكذا فقد أثرى ابن عمار باستعطافه الشعر الشلبي بخاصة » والشعر 
الأندلسي عامة » فقد فاق جميع شعراء شلب في استعطافه » الذي صور به مأساته واعترافه 
بذنبه » وذكر فيه بعهود المودة والصداقة » راجيا أن تشفع له تلك العهود . 
' -ينظر : خالص » صلاح » محمد بن عمار » 302 -303 ٠‏ 305 . 
7 -ينظر : نفسه » 309 -312 . 
7 -ينظر : نفسه ء» 308 , 
-ينظر : نفسه » 316-313 . 
5 عتشية: 312:309: 
* - ينظر ؛ الذخيرة » 428/1/2 . 


7 -ينظر : أعمال الأعلام » 161 . 
* -ينظر : بلاغة العرب » 118 . 


144 


المبحث السادس : شعر الجهاد 
اضطلع الموحدون بمهمة الجهاد عن الأندلسيين » وكان النصارى أخذوا 
في التحفز للانقضاض على بلادهم » إلا أن الموحدين تمكنوا من إيقاف الزحف النصراني» 
ونجحوا في تحقيق انتصارات كثيرة» فاستردوا أول حكمهم للأندلس بعض المدن الأندلسية التي 
احتلها النصارى في أعقاب الدولة المرابطية » كالمَّريّة وقرطبة (؟) . 
أقبل الأندلسيون يعلنون ولاءهم للموحدين » وأقبلت الوفود من الأندلس 
تبايعهم » ووفد الشعراء يبايعون ويمدحون ,٠‏ ذلك أن الموحدين أعلنوا أنهم يتجهون إلى الأندلس 
للقيام يدق اللد.في تمان أعذاء الأشلام والمسلنينق (©) #.فأطلق على هذا الشفق ب الذى ترجدنه 
الشعراء إلى خلفاء الموحدين » من مدح أو وصف للوقائع والمعارك - شعر الجهاد . 
ويرى فون شاك أن من أبرز التجديد في موضوعات الشعر الأندلسي هو 
شعر الجهاد » الذي تغنى فيه الشعراء "بجيوش الإسلام الضخمة تقاتل ضد القوات المسيحية التي 
تجمعت في الغرب " (2) . وكان شعراء شلب من أوائل الشعراء الذين وفدوا على الموحدين . 
فقد وفد ابن المُتخل مع أعيان شلب على عبد المؤمن في جبل الفتح (4) » 
وأنشد قصيدة عبر فيها عن ترحيب الأندلسيين بالموحدين » وأشاد بشجاعة عبد المؤمن وجهاده ». 


ودعاه إلى غزو الروم في عقر دارهم » وفتح غربي الأندلس كما فقتح شرقهاء 


'-ينظر : عيسى » فوزي سعد ء الشعر الأندلسي في عصر الموحدين » 112 - 113 . 

* - ينظر : ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 378 . 

1 - الشعر العربي في إسبانيا وصقلية » 81/1 . 

“ - ينظر : ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 149 - 150 . وجبل الفتح هو جبل طارق المفتتح منه بلاد 
الأندلس » أمر ببنائه وتحصينه عبد المؤمن خليفة الموحدين سنة 555ه . ينظر : ابن صاحب الصلاة » المن 
بالإمامة » 138 . ابن أبي زرع » الأنيس المطرب » 260 . 


15 


يقول ابن المُتخل : (1) وين 
فَتَحْتُمْ بلاد الشرق فاعتمدوا الغربا فإِنَ نسيمَ النّصر بالفتح قد هبّا 
فإن تبدأوا بالغرب فالفتح واضحٌ وإنّ نجوم الدّين طالعة غربا 
فالشاعر يدعو ممدوحه إلى تحرير غرب الأندلس » ويعبر عن ولاء الشلبيين وتأييدهم لمبادئ 
الدعوة الموحدية ٠‏ وانتظارهم لحكم الموحدين » وفي هذا المعنى يقول ابن حربون : (©) متقارب 
وصَنبِي به شرفاً أتني ولائي إلى مَجَدكُمْ يُنسب 
فالشاع: لحتني يساق :وله للدهوة الموحدوة :»و رشرت سين الى حرميه:» 
ثارت المشاعر الإسلامية في نفوس الشعراء » عندما عبرت الجيوش 
الموحدية إلى الأندلس سنة 560 ه (3) » فأوحت إليهم بتهديد الأعداء بمعركة كبرى على 
غرار معركة اليرموك ٠‏ التي خاضها المسلمون الأوائل ضد الروم . يقول ابن حربون : (') 
بسيط 
فالآن قل لذوي الإلحاد شأنتكمُ فما لكمْ دون هذا الأمر مُلتحد 
هاتيك ثانية اليرموك قد رجعت ما إن لكم صببْ عنها ولا صَعَدُ 
وبشر العُجم أنّ العْرب قد دلفت على العراب وأنّ المُلتّقى صَدد 
فهذه الجيوش انطلقت لنصرة دين الله » وإعلاء كلمته » والقضاء على ذوي الإلحاد من العجم 


الذين بشرهم الشاعر بخيل عربية تستأصل شأفتهم . فيعمم الشاعر صفة العرب على جيش 


- ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 151 -152 . 

* - الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون » 83 . 

- ينظر : ابن صاحب الصلاة ٠‏ المن بالإمامة » 250. ابن عذاري ٠‏ البيان المغرب (قسم الموحدين) .88/32٠‏ 
- الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون ٠‏ 111 . 


146 


الموحدين » وينعت الصليبيين بالعجم وذوي الإلحاد » وبهذا " تمتزج العروبة بالإسلام امتزاجا 
عجيبا » حتى ليخيل إلى المرء أنه ليس ثمة فارق بين دافع ديني إلى الجهاد أو حمية عربية 
تحفز على القتال "(') » والعرب بذلك يواصلون طريق أجدادهم في الفتوحات الإسلامية » 


ويخرييم الخهادية > الذلك تبمة” لاعن شلب عن ' يدانه جخنية النضين ' المكلفو + :يقل ايخ 


الشكل :2 ويل 
ضمان عليْكم أن تبيخوا حريّمه وأن تكسروا فيها التماثيل والصلبا 


فهي جيوش تسير في سبيل الله » مما جعل الشعراء يؤمنون بحتمية النصر على جيوش 
النصارى ٠‏ التي رفعت الصليب شعارا لها » لتجعل من حربها ضد المسلمين ؛ حربا دينية 
كفو يها :حفائنة التضبار ع لذلك دها: الشاعن الشلبي إلى الإطاحة بهذا الرمز » الذي اختفت 
وراءه أطماع النصارى في ديار المسلمين . 

رأى شعراء شلب أن جهاد الموحدين متمم لجهاد الفاتحين الأولين » وعدوا 


هذه الحرب امتدادا للجهود التي بذلها العرب الأولون لنصرة الإسلام » ومؤازرة سيدنا محمد ] 


يقول ابن حربون : (©) بسيط 
هُمْ جدّدوا من رسوم الدّين دارسة كان الورى وقفوا منها على طلل 
وجَرّدوا للأعادي كل عادية يُمْسي ويُصبح منها الدّهرُ في شغل 


فقذروركن الشاقن 'الشلبي .فلن اللضياة ترسوي القيق + ومو اعملةطرليق: الابعين “في الفتورهات 
ويكروء الوق اللحنيقة ارهد الشافن :الشلى [رسولة القد ةويس لقره القن "مزه يوا الحترق:: 
وتعاد بها عزة الأمة ومنعتها . 


' - الرقب » شفيق محمد » شعر الجهاد في عصر الموحدين » 76 . 
* - ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 152. 


1 - الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون » 142 . 


101 


تغنى الشاعن الشلبي بدو القاك فى المعوكة" الجهادية +:وأشاة:بالفاعل بينه 
وبين جنده فهو قلب لهم وهم جسم له » يقول ابن المُتَخّل في مدح عبد المؤمن : (؟) طويل 
يَلُوذونَ في الهَيْجا بأروع مَاجد إذا دارت الهَيْجَاءْ كان لها قطبا 
وإن عصقت ريح الوغى أحدقوا به فكانوا له جمنماً » وكان لهم قَلَبا 
فالقائد يتقدم جنده إلى النزال » ويبعث الحمية في نفوس جنده » الذين يلتفون حوله » لاذين به 
فالشجاعة التي أشاد بها شعراء شلب للخليفة " من أبرز سمات البطل في شعر الجهاد » لأنها 
عدته في الحرب وسلاحه » وهي شجاعة تعتمد على ثبات القلب وقوة العقيدة " (2) . 
ويلمح من الأبيات المتقدمة التصوير الدقيق لحركة القائد في المعركة وحركة 
جنده من حوله ١‏ وكأن الشاعر شهد تلك المعركة بنفسه . فقد " كان الشعراء يسيرون في ركاب 
الخلفاء » ويرافقونهم في الغزوات » فسجلوا بشعرهم وقائع تلك الغزوات " (3) 
لمريكتف الشتاعز. الشلبي يجيد البظولة الفزدية التنئ تفلت في الخليقة 
المُوتخذى بل جد الجاع والبظولة الجماعية الف ستاك فن الجيذى'التوهدي. : يفكون ايحن 
حَربون : (1) وافر 
دلفتم بالأسود إلى بلاد توت حججا تعيث بها الذئاب 
أشبّهُها غداة حَللتَمُوها بلاد الجذب حل بها السّحاب 
ولا يخفى ما في هذه الأبيات من جمال التصوير ٠»‏ فجيش الموحدين أسود وجند الروم ذئاب 


تعيث في البلاد فسادا » ويشبه الشاعر حلول جيش الموحدين تلك البلاد » بحلول السحاب إلى 


- الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون » 153 . 

- الرقب » شفيق محمد » شعر الجهاد في عصر الموحدين » 94 . 

- عيس » فوزي سعد » الشعر الأندلسي في عصر الموحدين » 113 . 
- الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون » 69 . 


145 


الأرض الجدباء » للدلالة على تغير الحال » وعموم الخير في تلك البلاد » التي لولا دخول 
التوكمرو إنها "سحت يخابة غرم الحياة.: 

كذ أرق العاضر الشلبي دون الكش المر دي إلى تكانتا القند الذئ مجوة 
الجيوش ويقودها ويشارك في المعارك » ويبعث طاقات الأمة » ويوجهها للدفاع عن نفسها(؟) » 
ويذكق تروت بغيد: الحين أن تكن الصبرراع مغ الرؤه زكز. على البظو ل الفزايي ةقانا مه 
فيه رابطة بين الممدوح وهذه الجماعة ٠‏ ولذا سميت هذه الظاهرة بالفردية" (4) ٠‏ وهي ظاهرة 
لم تكن عيذ الشاعن الشلبي 

تف الشاعؤ: لكاي يسكات كيج النوهدين + ورضقف سدم إلى المعارك 


ويذكر ابن صاحب الصلاة أن ابن حربون كان شاهد عيان لحركة أبي حفص بجيشه إلى 


الأندلس(”) يقول ابن حربون :(*) بسيط 
ها إنّها كالدبًا تناع نوكم فيها الحفاظ وفيها الصّبر والجلذ(5) 
ترى الكماة التي ما شأنها حخَورٌ على الجياد التي قد زاتها الجِيَد 
شيب ومُردَ يُنادي البأسْ إن ركبوا أين الغواة الألى قد طال ما بَرِدُوا 
ظنوا بها قد أتت تُزجي مَقانبها مثل الرواعد فيها البرق والبَرّد 


تقدم الأبيات صورة حية للجيوش الإسلامية المقدمة » فهي كثيرة العدد » واسعة الانتشار » 
سريعة الحركة » تضم فرسانا مجربين ٠‏ فيهم الشيب والشباب » يمتطون صهوات خيول أصيلة» 


وإخال أن الشاعر لم يكن مبالغا في وصفه » فقد أشارت الرواية الإسلامية إلى ضخامة الجيوش 


' -ينظر : ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 459 -460 . 
7 - شعر الصراع مع الروم » 82 . 

73 -ينظر : ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 252 - 253 . 
* - الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حَربون » 111 - 112 . 


5 - الدّبا : أصغر الجراد . ينظر : ابن منظور » لسان العرب » مادة (دبب) . 


149 


الإسلامية التي عبرت مع أبي حفص إلى بلاد الأندلس [*) . 

ومن لوازم وصف الجيوش » وصف بعض أسلحتها وعدة حربها » وهو ما 
التفت إليه الشاعر الشلبي فوصف الرمح ؛ والسفن التي كان لها دور كبير في نقل الجند 
والذخائر » فابن حربون يصف رمحا صنعه الصناع لأبي يعقوب يوسف . فيقول:(*) كامل 


رمح تمثل للأعادي شكلَهة رأسي شجاع أو زباني عقرب 


إن هرت الهيجاء روقئ ذابل يوماً تلقّاهُ العدو بأغتب 
ما ذَانَ إلا ناظران تشوّفا نحو الحياد توف ١‏ لدو فسنت 


جعل ابن حربون من الرمح صناعة جديدة » فشكله يشبه رأسي حيّة أو زباني عقرب .وهو 
معنى لا يخلو من الطرافة » وربّما طرق من قبل في الشعر العربي » " وقد يبدو من العسير 
أحيانا التمييز بين ما هو تالد وما هو طارف في معاني الشعر وصوره" (*) 
يلاحظ في وصف هذا السلاح أنه اقترن بالمنظر الطبيعي عند الشعراء 
الشليين:ركانها" اشبيع النتلن الطنيفي #القاعدة و١(‏ الغامك القيماقي الستالفد: )في القتصضيدة 
الأندلسية " (؛) فارتبط وصف السلاح بما يرمز إلى القتل السريع » من مظاهر الطبيعة . 
كذلك ارتبط وصف السفن بالمنظر الطبيعي ٠‏ فابن حربون يجعل من السفينة 
قبة شامخة سكنتها الأسود » كما يصورها بالنسر المحلق في السماء » فيقول: (7) بسيط 
يا من رأى الفلك فاق الموج طافية كما كقأت قباباً وسنطها العََدْ 
ينساب منهن في أعلى غواربه أساوة سكنت أخوافها امتححهة 
' -ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 250 -251 . 
- الشناوي » علي الغريب ٠‏ شعر أبي عمر بن حربون » 74 . 
3 - الدّقاق » عمر » ملامح الشعر الأندلسي » 219 . 


“* - عباس » إحسان » تاريخ الأدب العربي عصر الطوائف والمرابطين » 162 . 
- الشناوي ٠»‏ علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون » 110 . 


1[30 


بحرٌ كأن أبا حفص بصهوته لقمان والمركب الجاري به لَبَذ(0) 
تعجّبوا من غراب فوق غاربه تَهْلانٌ ذو الهضبات الشم أو أَحُد(2) 
ويبدو أن هذه السفن كانت ضخمة » لذلك صورها الشاعر بجبل ثهلان أو أحد » فوصف ابن 
خزيوؤن المتقدح ادل بوضوح على الحياة الجهادية الثي كان يعيشها الكلبيون فيطل دولة 
الموحدين » وأن هذا الوصف كان مبعثه القيمة العظيمة لهذه السفن في نقل الجنود وتقديم 
المساعدة في الحرب . 
وفي مقابل جيوش المسلمين الضخمة » وصف شعراء شلب الجيوش الصليبية 
بضخامتها » يقول أبو بكر بن وزير : () طويل 
ولمَا نَلاقَيّنا جرى الطّعن يتنا فَمنَا ومنهمْ طائحون عديد 
وجال غرارٌ الهند فنا وهم 22 قمنَاومنهمقَائمٌ وخصيذ 
صبَرنا ولا كهف سوى البيض والقنا كلانا على حر الجلاد جَلِيِدُ 
ولكن شددنا شدَّةَ فتلدوا ومَن يتبلذ لاايزال يحيذ 
قَولُوا وللبيض الرّقاق بهامهم صليل , وللسّمر الطوال وروذ 
صور الشاعر الأعداء جلدين » صبورين على منازلة الأقران » حتى سقط كثير من القتلى من 


الفريقين » فالشاعر يظهر قوة جيش الموحدين من خلال إبرازه لقوة العدو منسجما مع مذهب 


اياي + لحي تقوو لماخ عن هلد :دروكا سان الله طول الفسن +«فلكفان: له الضبوى :فعا ”هته افرح فصن 
البيضة فيربيه ويعيش ثمانين عاما » وهكذا حتى هلك منها ستة نسور » فسمي السابع لَبّدا » وقالوا أتى الأبد على 
لبد » ينظر : الدميري حياة الحيوان » 285/2 -286 . ابن منظورء لسان العرب » مادة ( لبد ) . 

7 - الغراب : السفينة القديمة » ينظر : ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 232 . 

: - ابن الأبّاراء الحلة السسيّراء » 273/2 . ابن سعيد ؛ المغرب ٠‏ 382/1 . المقري » نفح الطيب » 381/4 » 
5 ., 


1531 


الشعراء إذ " كانت عادة الشعراء منذ الجاهلية وصف أعدائهم بالقوة الهائلة » ليدللوا على أنهم لم 
ينتصروا على ضعاف الناس ٠‏ بل على أقويائهم » وهذا دليل على شجاعتهم العظيمة " (؟) . 
وصف الشاعر الشلبي الهزيمة التي لحقت بجيش الأعداء رغم ضخامته » 
وكثرة عدده » يقول ابن حربون : (©) طويل 
قريتم سباع الأرض منها فأصبّحت كأنّ رباها للعوافي مَواتذ 
كتائبْ كالخامات قامُوا فأصبَئوا وهُمْ للسُيوف المُرْهفات حصائد (*) 
فقد تغشاهم الموت حتى امتلأت الأرض بأشلائهم التي قرت سباع الأرض » وأصبحت موائد 
دسمة للوحوش الضارية » وهي صورة تدل على كثرة قتلى الأعداء " فقد ارتبطت صور القتل 
عند الشعراء بالطير والسباع » وهي رابطة قديمة في الشعر العربي " (؟) اتكأ عليها ابن حتربون 
في أبياته المتقدمة . 
تحدث شعراء شلب عن هزائم الجيش المسلم في بعض أشعارهم » والأمر 
الطبيعي أن يهزم هذا الجيش في بعض الوقائع » أو المعارك كما تؤيد ذلك كتب التاريخ أيضا » 
يقول عبد الله بن المُتخل مسليا عن هزيمة : (5) كامل 
لا تكتترث يابن الخليفة إنّه قدَرٌ أتيح فما يُردُ مُتاشة 
قد يكدرٌ الماءٌ القراح لعلّة ويَعودُ صفواً بعد ذاك قَراحُه 
فالشاعر يوجه خطابه إلى ابن الخليفة محاولا التخفيف عنه » وأن الهزيمة قدر قد وقع » فهي 
كبوة لا بد لجيش الموحدين من تجاوزها » كذلك صور الشاعر الشلبي ما حل بشلْب بعد الهزيمة 


- الهرفي » محمد بن علي » شعر الجهاد في عصر الحروب الصليبية في بلاد الشام » 139 - 140 . 

- الشناوي » علي الغريب ٠‏ شعر أبي عمر بن حربون ٠‏ 104 - 105 . 

1 - الخامات : جمع خامة ٠‏ وهي النبات الغض الرطب . ينظر : ابن منظور ٠‏ لسان العرب ٠‏ مادة ( خوم ) . 
- عبد الرحمن » نصرت . شعر الصراع مع الروم » 133 . 

7 - ابن الأبّار » تحفة القادم » 87 . الصفدي » الوافي بالوفيات » 7/2 -8 . 


1032 


مق اللخراف + يقرل لين المتحل :(1) كامل 


إن الأعادي لا تزال كعهدها تُوري بشلب مغارها وكفاحها 
قد غيّضت أنهارها وتحرّقت أشجارها وتكقأت أقداحتها 
كلفت بها أعداؤها حتّى لق أخذوا عليها تَجدها وبطاحها 


ينقل الشاعر صورة لمدينة شلب » وما لحق بها من الخراب والدمار على يد الأعداء » وهي 
صورة قصد بها الشاعر استثارة الهمم والدعوة إلى الجهاد لاسترداد المدينة " وذلك من أجل ما 
يقدمه الشعراء في المحن " (*) . ويرى نصرت عبد الرحمن أن الشعراء الذين وصفوا الصراع 
مع الروم في المشرق » لم يصوروا المعارك التي هزم فيها العرب أو يتحدتوا عن المآسي التي 
حلت بالثغور » وبذلك لم يسهموا في استنهاض الهمم والدعوة إلى الجهاد (©) . 
وأظن أن الرواية التاريخية لم تستعن بالأشعار التي صورت الهزيمة » فابن 
مدلشي القيةة لم .يووه امنا قالةا عي اللدنيخ" التدحن "في كلك المرتوقة وي بده لعفن م 
قصائد الشعراء الشلبيين التي قيلت في البلاط الموحدي » والبيتان يتضح فيهما خطاب عبد الله 
ابن المُتخل لنجل الخليفة » وبذلك يمكن إلقاء اللوم _ في جانب منه _ على المؤرخين الذين 
اهتموا بإيراد قصائد التهنئة والاحتفال بالنصر » وإغفال ما كان في النكسات من أشعار » أي أن 
شعر الجهاد عند شعراء شلب » يعد وثيقة تاريخية هامة لدراسة فترة الحكم الموحدي » وبخاصة 


زمن عبد المؤمن وابنه أبي يعقوب يوسف . 


' -ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 244 -245 . 


7 - عبد الرحمن » نصرت ». شعر الصراع مع الروم » 210 . 


3 - ينظر : نفسه » 209 -210 . 


1533 


المبحث السابع : شعر الفتن الداخلية 


عافن الشناعن المي كواقة" فى صن الفلوانقدة, يك كك يلاه الاأدلين 
بالاقتتال » وأصبحت " السمة المميزة لعصر ملوك الطوائف هي كثرة الفتن " (!) » وكان 
المعتضد بن عباد من أكثر ملوك الطوائف حربا لجيرانه » حتى قال فيه ابن بسام " قطب رحى 
الفتنة » ومنتهى غاية المحنة " (©) . فكانت للمعتضد وقائع عدة » وخاصة في البربر الذين 
تحصلت في خزائنه جملة من رؤوسهم (3©) » وسار على نهج المعتضد في التوسع ٠»‏ ولده 
المعتمد: 

ولما كانت شلب جزءا من الدولة العبادية » وأصبح الشاعر الشلبي ربيب 
البلاط العبادي » فقد تطرق في شعرة إلى ذكر تلك الفتن والوقائع » ومن تلك الفتن » حادشة 
إسماعيل بن المعتضد » الذي حاول مع مجموعة من رفاقه قتل والده » والاستيلاء على الحكم 
في إشبيلية فقبض عليهم المعتضد » وقتلهم » وقتل ولده إسماعيل بيده (؛) » ويبدو أن العلاقة 
بين رأس الفتنة » وصاحب الأمر » جعلت شعراء شلب يتجنبون الخوض فيها » باستثناء أبي 
بكر بن الملح » الذي ألمح في شعره إلى تلك المؤامرة » وأنهم جماعة من الأشقياء يتزعمهم 
شيطان رجيم » استتروا بجنح الظلام لتنفيذ مؤامرتهم » فكان جزاؤهم الموت , وذلك بقوله:(0) 

طويل 
سَرا تحت ليل في الظلام بَهيم ١‏ مُكلل آفاق كليل نَجُوم 

' - شيخة » جمعة » الفتن والحروب وأثرها في الشعر الأندلسي » 70/1 . 
2 - الذخيرة » 24/1/2 . 
7 - ينظر : ابن الخطيب » أعمال الأعلام » 155 . 
4 يتنر 4 النراكقي عبد الولسد ل الفعجب + 153 ابح عذازى :+ البياق المغرب :240/3 + بخ القطيت 


أعمال الأعلام » 156. دوزي » ملوك الطوائف . 140 - 145 . 
7 - ابن بسام » الذخيرة » 460/1/2 . 


1534 


وو 


تواصؤ'ا بأعْمَال الشقاوة بَيَنَهُمْ وعاذو | بشيطان هناك رجيم 
كأنّ المنايًا الحْمْرَ دانت نفوسهم فحلت على عمْرٍ حُلول غريم 
وفي وقعة أوقعها المعتضد بالبربر سنة 445ه » يقول ابن عمار : (1) كامل 

شقيّت بسَيْفك أمة لم تعتّقذ إلا اليَهود وإن تسمّت بَربرا 

نمت رْمْحك من رُؤوس كماتهم 20 لمّارأيت الفصن يُعشق مُثْمرًا 
يصف ابن عمار شجاعة المعتضد في قتال البربر الذين خرجوا من حظيرة الإسلام » وأصبحوا 
يهودا يتصفون بالغدر والخيانة . ولابن عمار قصيدة أخرى يهنئ فيها المعتضد في وقعة ثانية 
في البربر » يقول فيها :(2) متقارب 

قت تطالب في التاكثي 202 تمر الحقاظ بخلو الظقَرٌ 


ار اع 
و 


تعالى الخوارج حَنَّى بَرَْت تَقَومُ من خَدّها ما صَعر 
جعل ابن عمار لحرب المعتضد صفة دينية » فهي حرب ضد من كفر » ونكث العهود » وأخذه 
الكبر ثم يصف البربر بالخوارج . وهي معان أظن أن ابن عمار بالغ فيها ء لتسويغ أطماع 
المعتد التويصية مدو اتوكلاكه بعل , ناميه قور ين ترك الظواتفتة: 
زافق الفتل الى قان :لها دي :في الشهن :قدي + كلع انمرة. دان طذاهنة: 
المعتمد عقب انتزائه بمُرسيّة » التي انتزعها من صديقه ابن طاهر » وفي هذه الفتنة استعرت 
حرب كلامية بين ابن عمار من جانب » وابن طاهر والمعتمد وابن عبد العزيز صاحب بلنسية 


الذي ساعد صديقه ابن طاهر على الهرب من سجن ابن عمار في مُرسيّة من جانب آخر » وهي 


1 - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 193 . 
7 - نفسه » 200 . 


135 


أشعار غلبت عليها معاني الهجاء » لذلك آثرت أن أدرسها في ذلك الغرض . 
وفي عصر المرابطين ؛ تنطلق الثورة من شلب ومدن غرب الأندلس » ويدعو ابن 
قسيّ في شعره إلى الثورة على حكم المرابطين وخلع طاعتهم » فيقول : (؟) طويل 
وما تدفغ الأبطال بالوّعظ عن حمئّ ولا الحرب تَطْفَى بالرّقى والتمائم 
ولكن ببيض مُرهفات وَدُبّل مواردها ماء الطّلّى والغلاصم(2) 
ولا صلْحَ حتّى نَطْعن الخيل بالقنا وتضرب بالبيض الرقاق الصّوارم 
وكين أناكن قد كما يدو فننا عَن الظلم لما جُرثَمٌ بالمَظالم 
فهي دعوة صريحة من ابن قسيّ لحمل السلاح ٠‏ والثورة ضد المرابطين » وعدم التصالح معهم 
لجورهم وظلمهم لشعبه . 
أما في عصر الموحدين » فكان لشعراء شلب دور أبرز - عما كان عليه في 
العصترين النتابقيق: -. :في "تصوين_الضر اع" الذاخلي' الاق خاضتة الذولة الموحدية به من 
حاولوا الخروج على دولة الخلافة . ولما كان الشاعر الشلبي ينطلق - في التعبير عن حروب 
الدولة الموحدية الخارجية والداخلية - من منطلق ديني » فقد رأى في هذه الفتن » ابتلاء للدولة 
الموحدية ؛ لأنها تهدد أمنها وتعوقها عن أداء مهمتها الجهادية . 
فوا الشعن الشلبي. اخداك تلكا الفتن » واصبواى معارف«عيه الْمَوَمِن شك اب 


مردنيش(3) » الذي ملك شرق الأندلس ٠»‏ وكان مناهضا لسلطة الموحدين في المدن الأندلسية » 


+ - ابن الأبّار ٠‏ الحلة السيّراء » 2 / 200 . 

* - الغلاصم : جمع غلصمة ٠‏ وهي اللهاة . ينظر : ابن منظور » لسان العرب . مادة (غلص) . 

3[ - هو محمد بن أحمد بن مردنيش » يكنى أبا عبد الله » اختلف في نسبه بين العروبة والإسبانية » وهو أحد 
الثوار الذين ظهروا شرق الأندلس في أعقاب الدولة المرابطية » وكان يتعاون مع النصارى » نازل قرطبة » ثم 
عبد الواحد » المعجب . 277 . ابن أبي زرع ٠‏ الأنيس المطرب » 252 » 275 . 


1536 


وابن هَمُشْك() بعد تحالفهما مع اليهود » ودخولهما غرناطة » ومنها معركة السبيكة(2) 
بأغرناطة سنة 557ه » التي أبلى المسلمون فيها بلاء حسنا » وقتلوا جموعا غفيرة من 


الأعداء » وانهزم فيها ابن هَمُشْك وحلفاؤه » وقتل معظم قادتهم (2) » فقال ابن الشواش في تلك 


المعركة :(4) كامل 
يا سعد دين الله أفلح حزبة وهوت عداهُ في عَذاب واصب 
أولى لأشياع الغواية والرّدى ووراءً ثأر الحق أنجح طالب 


فالشاعر يجعل الموحدين حزب الله » يدافعون عن دينه » وأعداءهم أشياع الغواية والضلال 
مشيرا إلى التحالف الذي كان بين ابن مردنيش والنصارى ؛. حيث أشارت بعض المصادر 
التاريخية إلى تعاون ابن مردنيش مع الصليبيين » والى المعاهدات التي كانت بينهم (©) . 


أشار الشاعر الشلبي إلى إمكانية الصفح عن الخارجين ٠»‏ لو أنهم راجعوا 


بصائرهم وعدلوا عن الخيانة » يقول ابن المُتخل : (7) كامل 
ليس ابن سعد حلف سعد إذ غدا خلف التضنارئى عغاضدا أحكاميا 
فلسوف يصبح بالفضاء مُجِدَلا إن لم تطهّر نفسُة آثاتّتئها 
1 


- هو إبراهيم بن أحمد بن مفرج بن هَمّشك » يكنى أبا إسحق » ويسميه عبد الواحد المراكشي : عبد الله بن 

هَمُشْك » جده هَمُشك نصراني أسلم » و( هَمُشك) تعني مقطوع الأذن » حارب الموحدين مع ابن مردنيش » ولما 

فسد ما بينهما » انحاز إلى الموحدين حتى توفي بمكناس سنة 572ه . ينظر : المراكشي ؛ عبد الواحد » 

المعجب . 180 . ابن سعيد » المغرب ٠‏ 52/2 . ابن الخطيب ٠‏ أعمال الأعلام » 263 - 264 . 

* - هو بسيط أخضر شاسع يقع جنوب شرقي الحمراء بغرناطة . ينظر : ابن الخطيب ٠‏ الإحاطة ٠»‏ 300/1 
(الحاشية) . 

3[ - ينظر : ابن صاحب الصلاة ٠‏ المن بالإمامة » 186 -200 . ابن الأبّار » الحلة السيّراء » 158/2 - 259 . 

ابن الخطيب » الإحاطة » 300/1 -301 . 

4 - ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 208 . 

7 -ينظر : نفسه » 402 - 407 . ابن الخطيب » الإحاطة. 124/2 . 

6 -ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 460 . 


1537 


فهي سياسة اتبعها الموحدون في العفو عن كل من يعلن الطاعة لهم » ويتوققف عن 
مناهضتهم » فقد ذكر ابن الخطيب أن اين شك انهه أن حاردت الموحدين » أعلن ولاءه لهم 
" فأجاز البحر » فقدم على الخليفة عام 565 هء وأقره بمواضعه إلى أوائل عام 571ه" (1). 
ولابن حربون أربع قصائد ذكر فيها وقائع أبي يعقوب مع البربر في جبال 

غمارة(”)» وجبل تاسررت(”) سنة562 - 563 ه(*) . وله قصيدة ذكر فيها تحرير بطليوس 
من النصارى سنة 564ه () . وفي سنة 566ه يمدح عبد الله بن المنخل أبا يعقوب يوسف 


5ذكن بدا تداج ال هن الفتكر ب لمك علرر جه لقو ع انحن التسحل 82 كايق 


و 
و هوا و 


وإليكمُ وَقَدَ العبيد تَسُوقُهم همَمٌ شقيتَمْ هيْمَهَا وَهْيَامَها 
وهكذا أحاط شعراء شلب بتفصيلات تلك الفتن والوقائع في عصر الموحدين 
فأشاروا إلى أسماء الخارجين وتحالفاتهم » وسياسة الموحدين ٠‏ وأماكن تلك الوقائع وغيرها » 
مما يزيد في أهمية هذه الأشعار من الناحية التاريخية » أما في عصر الطوائف ٠‏ فكانت معانيهم 
في أغلبها حول الممدوح وشجاعته » أو هجاء الخصوم . 


المبحث الثامن : الهجاء 


' - الإحاطة . 302/1 . 
2 - تقع جبال غمارة في شمال المغرب ٠‏ وهي من أخصب جبال المغرب وأشهرها » تسكنها قبائل لا تحصى 
من غمارة » بها بسائط كثيرة » ومدن قديمة فيها آثار كثيرة للأوائل . ينظر : الإدريسي » نزهة المشتاق » 
7/1 . مجهول », الاستبصار في عجائب الأمصار . 190 . 
1 - لم أهتد إلى معرفة موقع الجبل » وهو - على الأغلب - في المغرب » فقد ذكر ابن صاحب الصلاة » وابن 
عذاري أخبار الوقعة في بربر تاسررت » ثم ذكرا وصول أخبار النصر في هذه الوقعة على المرتدين بالمغرب 
إلى أبي يعقوب يوسف . ينظر : المن بالإمامة » 360 . ابن عذاري ٠‏ البيان المغرب (قسم الموحدين )ء 102. 
* -ينظر : الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون 2 77 » 2122 133» 165 . 
5 -ينظر : نفسهء 155 , 
6 -ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 461 . 


15386 


تركك" الميخاء عقن اديور “كن اتماميق + لحدقنا احضافي :و اللكن سراي 
وقد أوردت المصادر في غرض الهجاء الاجتماعي » قصيدة واحدة » وأربع مقطوعات في 
عصر الطوائف )١(‏ » ومقطوعتين في عصر الموحدين(©) . 
وف :هذا البتكاب بعك القناض الشلبى الأنلوب الشاكن »وحن في الفكنائل 
النفسية للمهجو . وقد يتطرق إلى المعايب الخلقية » ومنه قصيدة ابن عمار في هجاء المعتمد 
وآله » التي يقول فيها : (*) متقارب 
ألا حي بالغرب حيًا حلالا أناخوا جمالاً وحازوا جمالا 
وعرج بِيْوْمِينَ أمّ القرى ونَمْ فعسى أن تراها خيالا (*) 
لتسأل عن ساكنيها الرماد ولمْ تر للنّار فيها اشتعَالا 
فابن عمار يذكر موطن ابن عباد » وهي قرية يُومين بأسلوب ساخرء فهي أم القرى التي لا 
وجود لها . فسكانها غاية في البخل ٠‏ لا تشتعل فيها النار . ويرى فون شاك في هذا المطلع أنه 
تقليد هازل لقصيدة المدح (”) » ويضيف ابن عمار : 
تخيّرتها من بنات الهجان رُميكيّة لاتساوي عقالا 
فجاءت بكل قصير الذراع لئيم التجارين عماً وخالاً 
بصفر الوؤجوه كأنّ استّها رَمَاهُمْ فَجاءوا حيارى كسالا 
' -ينظر : ابن سعيد ٠‏ المغرب ٠‏ 384/1 . المقري ٠‏ نفح الطيب . 70/4 -71 . خالص » صلاح » محمد بن 
عمار . 291 . 251 . 250. 296 . 
* - ينظر : زاد المسافر » 129 -130 . 
3 - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 291 . 
“ - يُومين : اسم قرية بقطر إشبيلية كانت أوليَّة بني عباد منها . ينظر : ابن بسام » الذخيرة » 415/1/2 . 
الأصفهاني » العماد ٠‏ الخريدة (قسم شعراء المغرب والأندلس) . 82/2 . ابن الأبّار ء الحلة الستيّراء » 


2/. 
7 - ينظر : الشعر في إسبانيا وصقلية » 146/1 . 


1539 


قصار القدود ولحت هم أقَامُوا عليها قروناً طوالا 
أراك تورّي بحب النساء وقذماً عهذتك تهوى الرجالا 
فالشاعر لم يطعن في شرف المعتمد وزوجه وأبنائه فحسب », بل طعن في رجولته ؛ فأمعن بذلك 
في الطعن في الفضائل النفسية للمعتمد » مع الإشارة إلى المعايب الخلقية لأبنائه » وبذلك ينسجم 
مع آراء بعض النقاد من أن " أجود ما في الهجاء أن يسلب الإنسان الفضائل النفسية » وما 
تركب من بعضها بعض ٠‏ فأما ما كان في الخلقة الجسمية من المعايب فالهجاء دون ما تقدم" () 
امت مقطوعات التتيزاء“الشالبيين شق الحا الاجاعي يانه التكاهتة ؛ 
ومنه » قول ابن المُتخل : (2) سريع 
مَنْ دلني منكُم على عينه حكمته في صقع ذاك القفا 
إنه الهجاء المضحك » تقدمه البديهة المرتجلة » ينساب على لسان الشاعر مذكرا بوصية جرير 
" إذا هجوت فأضحك " (*) » ولعل الشاعر يعمد إلى إطلاق هذه الأبيات القليلة دون الإطالة » 
فيركز فيها معانيه المحددة ليضمن سرعة انتشارها بين جماهير الناس (4) . 
وشبيه بذلك قول ابن عمار في مغن يكنى أبا الفضل : (0) ١‏ سريع 
غنّى أبو القضل فقلنا له منبْحان مُخْليكَ من القضل 


غناؤهُ حدٌ على شربها فاغرب فأنت الِيَوْم في حل 


! -ابن رشيق » العمدة .» 174/2 . 

2 - التجيبي » صفوان بن إدريس » زاد المسافر » 129 -130 . 

7 - ابن رشيق » العمدة » 172/2 . 

“4 - ينظر : هدّاره » محمد مصطفى , اتجاهات الشعر العربي » 448 . 
7 - خالص » صلاح » محمد بن عمار »251 . 


10600 


فقد فرغ أبا الفضل من فضيلة المعرفة بالغناء » وفرغ بذلك كنيته من معناها . فهي مقطوعة 
رقيقة الألفاظ غزيرة المعنى . 
ومن قبيل هذا الهجاء ما جاء في شكل الإجازة الشعرية » بين ابن المُتَكَل 
وولدم قر محا يني الفلع» قل :ايخ المتكل لولةه لجن 0 دوف لواف 
تنق ضفادغ الوادي 
م عوك رمه 
فقال ابن المُتخل : كأنّ ضّجيج معولها 
فقال ابنه : بنو الملاح في التّادي 
ولما صمتت قال ابن المُدخل : وتصمت مثل صمْتهم 
فقال ابنه : إذا اجتمّعوا على راد 
فقال ابن المُتخل : ولا عُوت لمَلْهُوف 
فقال ابنه : ولا غيث لمُرتاد 
فهو هجاء قصد به التندر والفكاهة » وربما قصد به ابن المُتّخل معرفة قدرة ابنه على الإجازة . 
فهي معان دارت حول عقد مقارنة بين بني الملاح وتلك الضفادع » مع الإشارة إلى بخل بني 
الملاح » في شكل حوار موجز بين الشاعر وابنه » بألفاظ سهلة واضحة ء تمثلت فيها لغة 


الشلبيين في حياتهم اليومية . 


1 - التجيبي » صفوان بن إدريس ٠‏ زاد المسافرء 130 . ابن سعيد » الرايات » 92 -93 » والمغرب ٠‏ 387/1. 
المقري ٠‏ نفح الطيب ٠‏ 521/3 . الشريشي ٠‏ شرح مقامات الحريري ٠»‏ 112/3 . 


161 


زاتما حاول: اخ الشكل تازيب هجائه :مق القالب: الشمني "لآل ضوع الجا فحني 
قالب شعبي يجعل معانيه قريبة من نفوس الجماهير » مما يكفل له انتشارا واسعا " (!) » فقد 
حرص الأندلسيون على أن ينظموا أهاجيهم في لغة بسيطة .. تمشيا مع الذوق الحضري ؛» وما 
يستتبعه من رقة وسلامة » لكي يضمنوا لها الذيوع والانتشار على ألسنة الناس » فاقتربت لغة 
الهجاء من لغة الحياة اليومية " (©) . 
وَأعا الهجاء: الننيانتي وهو "كل نا يتصل يكنتون الحكم وأمسون الشياسة» 
وفيه يصدر الشاعر عن عصبية للوطن أو الإقليم أو القبيلة أو الحزب أو الدين" (”) » فقد كان 
في قصيدتين لابن عمار (؟) » إضافة إلى ما اشتملت عليه قصائد مدحه من أبيات في هجاء 
البربر . وهجاء بني عبد العزيز » وفي عصر الموحدين كان في مقطوعة واحدة لابن 
حربون(”) » إضافة إلى عشرات الأبيات التي قالها شعراء شلب في هجاء أعداء الموحدين » 
وضمنوها قصائد مدحهم . 
هجا الشناعر الشلبي خصومه السياسيين. » وأشار إلى نكثهم للعهود + وخيانتهم 


لرعيتهم » يقول ابن عمار في بني عبد العزيز : (©) كامل 


يدر اي وكات سح أن قذ تَدنّتَ في متواء الثّار 
جازوا بَني عبد العزيز فإتَهم جروا إليكم أسنوأ الأقدام 
جاء الوزيرٌ بها يُكشف ذيتئةه عن سوءة سوأى وعار عار 


' - هداره » محمد مصطفى », اتجاهات الشعر العربي . 449 . 

7 - عيسى » فوزي سعد » الهجاء في الأدب الأندلسي » 233 . 

- نفسه » 37 . 

* -ينظر : خالص » صلاح » محمد بن عمار » 287 » 293 . 

- ينظر : الشناوي ٠‏ علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون ٠‏ 164 . 
؟ - خالص » صلاح ء محمد بن عمار » 287 - 290 . 


2ظ16 


نكث اليمين وحاد عن مئنن التقى وقضى على الإقبال بالإذبار 
ما كنتمٌ إلا كأمّة صالح فرماكمٌ من طاهر بقدار 
فالابتعاد عن التقوى . والجبن والتخاذل في مواجهة العدو » كلها صفات نفسية طعن فيها 
الشاعر ٠‏ الذي شبه أهل بلنسية بأمة صالح » ابتليت بابن طاهر » الذي جعل منه الشاعر قدار 
ابن سالف , الذي أهلك ناقة صالح » فجلب الخراب لقومه . 
فالشاعر يشير إلى إهمال الأمير لشؤون الرعية » وتقاعسه عن الجهاد » وهذا 
اللون من الهجاء راج في الأندلس بصورة كبيرة ؛ بسبب تقلب الأحول السياسية واضطرابها » 
أو بسبب فساد العلاقة بين الشاعر والحاكم (؟) فالعامل الذاتي هو ما دفع الشاعر إلى هذا 
الهجاء. 
ويلتفت ابن عمار إلى هجاء البربر » وذلك خلال قصائده التي قالها في مدح 
بني عباد » ويتعصب - في هذا الهجاء - لدولة بني عباد » ويبرز لديه الدافع الديني » إذ 
يصف البربر بالغدر والكفر . ثم يجعلهم من الخوارج (7). 
انتصر الشاعر الشلبي إلى سياسة الموحدين ودولتهم » فهجا أعداءهم » ومنهم 


ابن مردنيش الذي أزرى به ابن حربون بعد هزيمته » وصور افتضاح أمره بين الناس » 


وشماتتهم به » وسخريتهم منه » فقال ابن حربون : (©) طويل 
تجلل منها المَردنيش خزية تناغى بها بِينَ البيُوت الولائذ 


' -ينظر : عيسى » فوزي سعد ء الهجاء في الأدب الأندلسي . 41 . أبو الرب » هناء مصطفى », النقد 
السياسي والاجتماعي عند شعراء الذخيرة » 60 - 62 » رسالة ماجستير » جامعة اليرموك » إربد م 
: - ينظر : خالص ؛ صلاح » محمد بن عمار » 197 » 200 . 


7 - الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون » 104 . 


163 


ويهجو ابن حربون أعداء الموحدين بقوله : (1) سل 


اليوم صّمَّ صدى القاوي بأرضكم والكلب ينبح ما لم يأر الأسَد 
ويقول من أخرى : (*2) شان 
وماذا تؤْمّل هذي العاغ وأنى لها عنم مهرب 
ستبرأ منها إليك الشتعابْ ويُسلمها البازل الأصح ب 
لقد ركبوا مركب الجاهليث نَ والجهل من شر ما يركب 


ينعت ابن حربون الخارجين على الدولة الموحدية بالرّعاع » والجهال » وأن شعاب الجبال ستبرأ 
منهم » وأن جيوش الموحدين ستنتصر عليهم » فيشير بذلك إلى أحقية حزب الموحدين في 
السيادة » وإلى صدق دعوتهم . 

فالشاعر في الهجاء السياسي " يعبر عن جماعة هو أحدهم » ولا يكاد يبحس 
بشخصيته إلا في حدود هذه المجموعة التي يرتبط مصيره بها كل الارتباط » فهو يفني فيها 
وجوده » ويتجرد من نزعاته وأهوائه » ليحس بإحساسهم » ويرى بأعينهم » فشخصية الفرد هنا 
ضئيلة نحيلة » لا تكاد تحسُ لها أثرا » والدولة أو الوطن شيء حي له وجود قوي وكيان ظاهر 
فلفويق "7 ةا 

وهكذا تباينت اتجاهات الهجاء في شلب ٠‏ بين الهجاء الاجتماعي الذي غلب 
عليه أن يكون في مقطوعات تهدف إلى التندر والإضحاك » وهو هجاء ابتعد عن ساقط القول 
وفاحشه » فانسجم بذلك مع رؤية أبي عمرو بن العلاء في أن خير الهجاء "ما تنشده العذراء في 


' - الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون » 108 . 
2 نفسة 704 


1 - حسين » محمد محمد » الهجاء والهجاؤون في الجاهلية » 114 . 


164 


خدرها فلا يقبح بمثلها(؟) » وبين الاتجاه السياسي الذي غلبت عليه القصائد » والأبيات المفردة 
في قصائد المدح التي توزعت بين هجاء أصحاب الرئاسة » أوهجاء البربر في عصر الطوائف 


وهجاء الروم والبربر وغيرهم من الخارجين على الدولة الموحدية في عصر الموحدين . 


' -ابن رشيق » العمدة » 170/2 . 


165 


المبحث التاسع : الحنين إلى شلب 

عبر الشاعر العربي عن حنينه لموطنه الأول ٠‏ فكان الوقوف على الأطلال - 
منذ العصر الجاهلي - مظهراً من مظاهر الحنين إلى الوطن » وإظهار الشوق إليه » ويذهب 
ماهر فهمي إلى " أن الحنين من أبرز صفات العربي " (؟) » من هنا كثر شعر الحنين والشعور 
بالغربة في الشعر العربي عامة » وفي شعر الأندلسيين بخاصة » " فالاغتراب كان اتجاها عاما 
تعمق إحساس الأندلسيين جميعا » وقد طغى على كثير من شعرهم » بحيث شكل ظاهرة لها 
خصوصيتها " (*) » ولعل ذلك بسبب كثرة الحروب الداخلية والخارجية في الأندلس » وتشرد 
الأندلسيين عن مدنهم إلى بلاد أو مدن أخرى . 

وكان للشاعر الشلبي حظه من معاناة الغربة » والبعد عن الوطن ٠‏ فجعل في 
شعره مساحة لبث أشواقه إلى مرتع شبابه » ومألف أحبابه في شلب » فهو دائم الشوق إلى 
موطن أهله وأبنائه » وقد اتضح ذلك في أشعار ابن عمار في عصر الطوائف ؛ إذ ضمن بعمسض 
قصائده أبياتا عبر فيها عن حنينه إلى مسقط رأسه شلب (3) » وفي عصر الموحدين يسجل 
الشاعر الشلبي حنينه إلى مدينته في قصيدة » وأربع مقطوعات » ومقدمة موشح غزلي (4) . 

ينطلق الشاعن الشلبي في التعبير عن الجوى المتقد في أحشائه » بسبب البعد 


عن ربوع الأنس في شلب ء فيحن إلى ذكريات شبابه » وأيام صباه » ويذكر جمال تلك البلاد : 


' - الحنين والغربة في الشعر العربي الحديث » 15 . 

* - الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون » 48 . 

7 - ينظر : خالص » صلاح » محمد بن عمار ٠»‏ 210 » 224 . 

* - ينظر : الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون » 73 ٠‏ و120. المقري » نفح الطيب » 
1 .ابن خميس ٠‏ أدباء مالقة » 137 -138 . ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة 153 . الأغرتاطي » 
علي بن بُشرى » عدّة الجليس » 146 -247 . 


166 


وما تثيره تلك الذكريات من أشواق » يقول ابن عمار - أثناء نفيه في سترقسنطة - : (1) طويل 
ألا قاتل الله الجياد فاإتها نأت بي عن أرض الغلا والمكارم 
أشلب ولا تنساب عبرة مُشفق وحمص ولا تعتاد زفرة نادم(”) 
كساها الحيا بُرْدَ الشّباب فإنّها بلادٌ بها عق الشبابُ تمائشلعمي 
ذكرت بها عَهَد الصيا فكانما قدحت بنار الشوق بين اليازم. 
ليالي لا ألوي على رشد لائم عناني ولا أثنيه عن غيّ هاخنم 
تظهر في هذه الأبيات نقمة الشاعر على الجياد التي أبعدته عن وطنه شلب وإشبيلية » وهنا 
يلاحظ تطور مفهوم الوطن عند الشاعر الذي يحن إلى إشبيلية » وهي المدينة التي استقر فيها 
بعد شلب » ويرى ماهر فهمي أن مفهوم الوطن يتطور " فيتحول إلى المدينة الجديدة التي استقر 
يها الموط + وستهها كن غؤاطفه" 07 الناش كتعلة "فكافك مدقن ين عنان .+« اللذى لتزيالفه»:: 
أقام بعض شعراء شلب صلة شخصية بينهم وبين الطبيعة » " فهي شديدة 
الإيحاء » عظيمة العمق في أنفس الشعراء » لما لها من ظلال نفسية وفنية معا" (') » تثير في 
وجدانهم استجابة شخصية » فيجعل من تلك الظواهر أدوات تذكره بوطنه وأهله وأبنائه » فابن 
حربون الذي اغترب عن شلب ؛ ليعمل كاتبا في بلاط الموحدين » يثيره البرق » فيشعره بغربته 
عن داره وأهله » فيقول : (©) بسيط 
لله ما هاج لمع البارق الشاري على فُؤاد غَريب نازح الذَارٍ 


' - خالص » صلاح » محمد بن عمار ٠‏ 210 . 

* - حمص : مدينة في سوريا » وأطلق اسمها على مدينة إشبيلية الأندلسية » لتشابه طبيعة المدينتين » وخاصة 
وجود نهر في كل من حمص وأشبيلية » ولأن أهل إشبيلية فيهم حلاوة وظرف ورقاعة وبراعة . ينظر : 
الهري » الجعرافية » 219 . 

3 - الحنين والغربة في الشعر العربي الحديث » 34 . 

4 - خريوش » حسين » ابن بسام وكتابه الذخيرة » 174. 
7 - الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون » 120 . 


167 


أكبً في الأفق منة قادح مطل ينقد ثوب الدُجى عن زنده الواري 
كان الصا وطّري إذ كنت في وطّني فقد فجعت بأوطاني وأوطاري 
فأين تلك الربى والساكنون بهها وأينَ فيها عشيّاتي وأئشحاري 
ملاعب نثرت أيدى الرياح بهها ما شئت من درّهم ضَرْب ودينار 
فالبرق فارس يمزق ثوب الدجى بزنده المتوقد » فالشاعر ينتصر للبرق الذي ذكره بداره وأهله » 
فمزق ظلمة نفسه ووحشته » وآنسه بذكريات صباه في وطنه » إلا أن هذا الأنس ما لبث أن 
تحول إلى شعور بالضياع والقلق والفقد » فتساءل الشاعر مستخدما الاستفهام التحسري عن ربى 
شلب الخضراء » وعن ساكنيها من أهله » ثم تساءل عن أصدقائه ممن كان يسمر معهم . فقد 
عبر عن حنينه وشوقه إلى حياته في بلده بكل ما يتصل بها . 
يشير الشاعر إلى ثراء تلك البلاد وكرم أهلها » ولعل ابن حربون بهذه 
الإشارة المادية أراد أن يقول : إن اغترابه في بلاد الموحدين كان لأسباب اقتصادية : 
فقد عَرَبْت عن الأنيا وبَهْجتها 202 وقلت للنفس صَبراً أمَ صبارٍ 
ما أُصعب الَقْرَ لكني رّضيت به لما رأيت الغنى في جانب العار 
وقد عد الشناوي قصيدة ابن حربون المتقدمة الذكر " لونا من أدب البوح والاعتراف ». والنقد 
للواقع الذي كان الدافع إليه الاغتراب عن الأهل والوطن " (©) » فابن حتربون يؤكد صدق 
إحساسه » باستعراض ذكرياته التي أصبحت جزءا من نفسه » فلا يزال يرددها » ويتخيلها في 
صورة مشاهد لذكريات حلوة عاشها في وطنه وبين أهله لكنه فجع بها لأسباب سياسية أو 


اقتشبادية لقتنا تالبق الكيافة + 


1 3 66 . 
- شعر أبي عمر بن حربون » 53 . 


168 


لذلك رأى حسين خريوش أن مما يقوي هذا المنزع في الحنين إلى المدن » 
أن الشاعر تضطره أحوال قاهرة في السياسة أو في الاجتماع » فينزح عن موطنه الأصلي (!) » 
فابن عمار يبتعد عن وطنه لأسباب سياسية » وابن حربون يغترب _ لأسباب اقتصادية . 
ومن استغلال الشاعر الشلبي ٠‏ لظواهر الطبيعة في التعبير عن شوقه وحنينه 
إلى وطنه » قول أبي عمرو بن مالك بن سيدمير : (*2) خفيف 
أشجاك النَسيمُ حين يهب أَمْ سنى البرق إذ يخباُ ويخبو 
أم هتوف على الأراكة تشدو مْ هتون من الغمامة سكب 
كل هذاك للصّاب ةداع أي صب دموعه لا تصب 
نا لولا النَسيمُ والبرق والور ق وصوب الغمام ما كنت أصبو 
ذكرتني شلباً وهيهات منَئْ بَعْدما استحكم التباعهُ شلب 
فقد جمع الشاعر ظواهر الطبيعة » وجعلها سببا رئيسا في إثارة ذكرياته وحنينه إلى وطنه » 
فمظاهر الطبيعة " كالرياح » والنسائم » وأنفاس الخزامى والوديان » كل هذه الأشياء » ذات 
غلائق وقيقة بالدان والتؤاضم 1)0(:7:وايتضع مدى التصاق 'القعزاء العليين تدهم وموطتهة 
في أشعارهم » فشلب جزء من شخصياتهم ووجودهم » فلا يطيقون فراقها والبعد عنها » يقول 
محمد بن أبي العباس الشلبي : (4) وافر 
أقول لصاحبي والدّمعْ جار وأيدي العيس تخدي بالرمال (5) 
وقد ذاب الفْواد وحن شوقاً لأيّام التآلف والوصصال. 


- ينظر : ابن بسام وكتابه الذخيرة » 177. 
7 - المقري » نفح الطيب » 184/1. 


7 - الطيب » عبد الله » المرشد إلى فهم أشعار العرب ٠‏ 899/3 . 
4 - ابن خميس ٠‏ أدباء مالقة » 137 -138. مجهول » مختارات من الشعر المغربي والأندلسي » 222 . 
5 


- تخدي : من خدي البعير خديا : أسرع وزجّ بقوائمه . ينظر : ابن منظور »ء لسان العرب ٠‏ مادة(خدي) . 


169 


رويدك كف عن عذلئ فإنّي أجدُ السّير في طلب المَعالي 

ولو كان الخيارٌ لما افترقنا ولكن لا خيارَ مع اللآيالني 
فقد بكى وطنه ٠‏ وذاب فؤاده شوقا ٠‏ لأيام التآلف التي عاشها في بلده » غير أن القدر قد اضطر 
الشاعر إلى الرحيل عن بلده » فقد أشار الشاعر إلى سبب الفراق وهو طلب المعالي ؛» وربما 
فارق الشاعر مدينته طلبا للعلم أو طلبا لمنصب أو تحقيقا لطموح لا يستطيعه في شلب » 
فالضرورة أو المحنة التي تضطر الشاعر إلى البعد عن وطنه » تقوي إحساس الشاعر بالحنين 
وتعمقه وتجعله أكثر صدقا (") . 

وقد يجد الشاعر الشلبي نفسه وحيدا في الغربة » فيبحث عما يسري عنه 


والأهل » يقول ابن المُتخل في إحدى قصائد مدحه : (2) ظَوَيل 
نسينا به أبناءنا وديارتا فها نحن لا نرتاح إن ذكروا شلبا 
بلادٌ قضى فيها الشباب مَآربي وأبقى لتفسي ما بَقيَت بها إربا 


فالشاعر قد يعتد بالممدوح » ويهنأ بحياة جديدة ٠‏ إلا أنه لا ينسى وطنه » فالشاعر الشلبي يصدق 
فيه قول أحد الباحثين : " يبدو أنه كان مرهف الحس شديد التعلق بدياره ؛ الأهل والناس 
والطبيعة » لا يقوى على مفارقتهم » ولو لفترة وجيزة » وهو حين يبتعد عنهم » يشعر بأن شيئا 
عزيزا لديه قد فقد » فيسارع في التفكير فيه " (2) . 

ومن شعر الحنين الصادق العاطفة إلى شلب » مقطوعة المعتمد بن عباد التي 


أنشدها لابن عمار حين وجهه واليا عليها » وربما جعلني أتجاوز في إيرادها » رغم أن المعتمد 


' -ينظر : مصطفى » عدنان صالح » في الشعر الأندلسي » 117 . 
* - ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 335 . 
3 - مصطفى ء عدنان صالح » في الشعر الأندلسي . 117 . 


100 


ليس من شعراء شلب » أنه قضى فترة من حياته _ أيام شبابه _ في ربوعها » ما زال يحن إليها 
وحديثا اهتم البرتغاليون بقول المعتمد ونسبته إلى شلب » فكتبوا مطلع مقطوعة المعتمد على 
نصب تذكاري له » يتوسط ساحة تحمل اسم المعتمد أيضا بشلب الحالية (811765)(!) » يقول 
المعتمد :(2) طويل 
ألاحي أوطاني بشلب أبا بكر وسلهن : هل عهد الوصال كما أدري 
وسلّم على قصر الشراجيب »عن فتىّ  ١‏ له أبداً شوق إلى ذلك القصر 
منازل أسادد وبيض نواعم فناهيك من غيل وناهيك من خدر 
يبعث المعتمد بتحيته إلى شلب » ويذكر أيام الوصال ء ثم يبعث بسلامه إلى قصر الشراجيب » 
الذي كان يحتضن مجالس الأنس والغناء » ومجالس الشعراء . يشيد المعتمد بأهل شلب » فهم 
أسود: في يأستهم 4 وتساؤهم بيضن تواعم »مما يذل “على خَياة مترفة :كان يعيشنها الشلبيون:.: 
لم يكتف الشاعر الشلبي بذكر شوقه وحنينه في قصائده ومقطوعاته » فوثق 
ذلك الشواق و الحتين في بمو فتاه + الك متها قر نالفاي ان اد جتحت ادلب 3 /ة) 
عسى لديّك يا ربّة القلب زادٌ لراحل 
فودّعي فديتك هيْمانا 
لا يستطيع دونك مللوانا 
إذا تذكر البينَ أو بانا 


بكى وحن وجداً إلى شلب << حنين ثاكل 


' -ينظر : حجاجي » حمدان ورفيقه » ابن عمار الأندلسي » 24 . 

> - ديوانه » 47/1 . 

7 - الأغرتاطي ؛ علي بن بُشرى » عد الجليس . 246 . ابن سعيد » المغرب » 387/1 - 388 . 0 
ديوان الموشحات الآندلسية » 162/2 - 163 . 


17/1 


جعل الشاعر شلب في صورة المحبوبة » لا يقوى على فراقها » والبعد عنها » فكلما اقتربت 
ساعة الرحيل » ازداد حنينا وشوقا » فقد هام بها حبا » وتشربت نفسه هواها . اتسمت هذه 
المقدمة بالسهولة » والبعد عن التكلف » فقد شحن الشاعر ألفاظه بالعواطف الجياشة التي تدل 
على صدق العاطفة » وعبر عن معاني الشوق والحنين » فشلب ربة القلب » يهيم بها حباء لا 
يسلوها أبدا » يحن إليها حنين الثواكل . 

يلاحظ أن شعر الحنين عند شعراء شلب كان مقتصرا على نوع واحد » وهو 
الحنين إلى مسقط الرأس ؛ شلب . وهذا الغرض الشعري أوضح بجلاء أن " ارتباط الإنسان 
بالأرض ارتباطا وثيقا » يتمخض الانفصال عنه عن معاناة وألم » ويثير في النفس لواعج الشوق 
الدائمة " (!) فكان الشاعر الشلّبي دائم الحنين إلى معاهد الشباب » وأيام الصّبا » وجمال الطبيعة 
ومفاتنها المختلفة . 

كما يلاحظ اهتمام شعراء شلب بشعر الحنين في عصر الموحدين » أكثر من 
اهتمامهم به في عصر الطوائف . وأغلب الظن أن الفتن والحروب التي شهدتها شلب في عصر 
الموحدين كانت سببا في اغتراب كثير من أبنائها » الذين سجلوا حنينهم إلى مدينتهم في 


أشعارهم . 


' - شوابكة » محمد » الغربة والاغتراب (دراسة في شعر ابن دراج الأندلسي) » مجلة مؤتة للبحوث 


والدراسات »م4 2 ع2 » 1989 » 182 . 


1/2 


المبحث العاشر : الخمريات 


تغنى شعراء العربية بوصف الخمرء وأثرها في شاربها » ووصف أدواتها »ء 
والتغزل بسقاتها » فقد عرفت الإنسانية الخمر منذ نشأتها الأولى " ووصلت في بعض البيئات إلى 
حد التقديس حتى إن اليونانيين جعلوا لها إلهاّ هو باخوس " (؟) . 

توفت الحس وطن تتروي: لااركاك يكار ندا قسن قافن مال إلى الناة 
واللهو » في بيئته المترفة » التي اعتدت بسلطانها وثرائها » وفتنة طبيعتها الساحرة » كما عند 
شعراء الأندلس » لا سيما في عصر الطوائف . فالشاعر الشلبي _في عصر الطوائف_ يجعل 
من ذكر الخمر مطلعاً لمدحته » أو يضمنها أبياتا في وصف الخمر ٠»‏ إضافة إلى أربع مقطوعات 
فيلك في هذا" القزطن (3) :وفع عطسس'النوكديق + أوو3" المذري مقطوغة 'واخذة الآبن المتحل 
في الخمر (©) . 


وضلك الشامن : الشاني تالف الحمن ++ :قارو اعتار :كنك اهناك رن بد 


المعتضي تقول 4 ) كَامَل 
أدر الرُجاجة فالنَسيمٌ قد انبرى والنجمُ قد صرف العنان عن السسُرى 
والصَحٌ قد أهدى لنا كافورة لما أستوه اليل :مدا اللتتحتن! 
وض كالكدننا كضاه زهرة شيا وقلةة تدز كوا فكوا 


' -هذارة » محمد مصطفى », اتجاهات الشعر العربي » 502 . 

7 - ينظر : خالص » صلاح » محمد بن عمار . 243 - 259 , ابن خاقان » القلائد » 561/2 ٠»‏ 565 . 
37 - ينظر : نفح الطيب » 73/4 . 

- خالص » صلاح » محمد بن عمار » 189 - 194 . 


1/13 


لقد حفلت مصادر الأدب() بذكر هذه القصيدة (أدر الزجاجة) » التي تبدأ بالحث على إدارة 
الزجاجة » والدعوة إلى الشراب » حيث تشكلت الطبيعة بنسيمها ونجمها وصبحها وليلها في 
صورة تفيض بالحركة والحيوية » وبدا الروض غادة حسناء تزينت بالحلي والجواهر ٠‏ فالشاعر 
يحدد بذلك أجواء المجالس التي تدار فيها الزجاجة » فهي أجواء السعادة والسرور . 

أما مذاق الخمر ورائحتها » فكانت ريق الحبيب وأنفاسه حين يبتسم . يقول 


ابن الملح : (2) طويل 


هي الخمرٌ من ريق الحبيب مذاقَهُ لدَيْها ومن أنفاسه مَتبِسَّمُ 
خبت تحت مرج الماء شعلَةٌ ثارها فلم يبْق إلا نورها المتجِسَمُ 


ارتبط وصف الخمر عند شعراء شلب بذكر الساقي والتغزل به » ويشبه تأثيره 


وحمت :عند الشناعن ؛ تأثين:الكمن وحسنها «'فيضترء' الكأس :ويلهبها »يقول: ابن المتحل + (3) 


كامل 
كمْ ليلة دارت علي كواكب للخمر تطلع ثم تغربً في مي 
قبّنتها في كف من يَسعى بها وخلطت قبلتها بقبلة مغصم. 
وكأنّ حْسِنَ بنانه مع كأسه غيمٌ يشير لنا ببعض الأنجم. 


فللخمر كواكب » ولمعان الكأس مع حسن بنان الساقي » مثل نجوم بدت من خلال الغيم » فهي 
صورة جميلة أبدعها خيال الشاعر » فالنجوم تبدد الظلام ٠‏ وكذلك الكأس والساقي يبددان 


' - ابن خاقان » القلائد » 281/1 - 284 . ابن بسام ٠‏ الذخيرة » 382/1/2 - 383 ٠‏ الأصفهاني » العماد » 
الخريدة (قسم شعراء المغرب والأندلس) » 72/2 -73 . ابن دحية » المطرب » 169 - 172. ابن خلكان » 
وفيات الأعيان . 426/4 . ابن سعيد » المغرب ٠ 391/1 ٠‏ والرايات . 87 - 89 » والمرقصات » 306 -307. 
الصفدي الوافي بالوفيات » 230/4 -231 . المقري » نفح الطيب . 655/1 -656 . ابن العماد . شذرات 
الذهب » 336/3 . 

> - ابن خاقان » القلائد » 561/2 . 

7 - نفح الطيب » 73/4 . 


1/4 


ويصف ابن الملح ليلة قضاها مع الساقي والخمر » بأسلوب قصصي لطيف 


فيقول : (') طويل 
وأغيد حيّاني بغيداء » والهقوى يُعيد الهوى » يا حبّذا الغيذ والعيذ(”) 
شقت لوعتي منه ومنها مراشف تطيب بحب الحر » والبترذ موجود 
منحتهما أوقات ليلي وبين نا لسر الهوئ وقت. إذا كنت منحدوة 


فالشاعر يصف تلك الليلة بأنها ليلة عيد » ويشير إلى ضرورة وجود الساقي وأهميته في مجالس 
الخمر » ولعل ذلك بسبب جمال الساقي أو أنه يساعد على الإمعان في اللهو . 


أما آنية الخمر ولونها » فيقول فيهما ابن عمار : () مجتث 


الكأسْ جامد ماء والخمرٌ ذائب نار 
واعغجب لماء ونار تلاقيا في قرار 


فالكأس في تألقها ولمعانها تشبه الماء وقد تجمد » والخمر صفراء جذابة كأنها النار 

أذيبت في الكأس ٠‏ فأظهر الشاعر التعجب من التقاء الضدين . اعتمد الشاعر في تشبيهاته على 
المحسوسات » فكانت صورة بسيطة ساذجة صاغها بألفاظ تقريرية لا إيحاء فيها . 

(فتويشين نادي لاني الم :تو قف الحطاضي عو شون اللخقلى افد قر هل 

مُرسيّة على ابن عمار لإدمانه الخمر» يقول الأمير عبد الله في مذكراته " وصار ابن عمار في 


مُرسيّة بأقبح طريقة من الاستخفاف بالناس » واستعمال المعاصي والإدمان على الخمر حتى 


' - ابن خاقان » القلائد » 565/2 . 

7 - هكذا ورد البيت في مصدره » وأرجح أن يكون عجز البيت بتكرار كلمة ( الغيد) وليس العيد » كررها 
الشاعر للتلذذ . ينظر : نفسه » 565/2 . 

3 - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 243 . 


1/5 


أبغضه أهلها "(') فرد عليهم ابن عمار بقوله : (2) طويل 
تقمتم علي الرّاحَ أذمن شريّها وقلتم فتّى راح وليس فتّى مَجد 
لم يكشف الشاعر عن السر الذي أشار إليه في دفاعه عن فعله » فموقف المجتمع الأندلسي لا 
يخرج عن التحريم الديني » أما موقف الشعراء فقد أكثروا من ذكرها في أشعارهم . يقول 
غومت في هذا الشأن " كانت الخمريات من أكثر فنون الشعر ذيوعاً بين شعراء الأندلس مخالفين 
في ذلك التحريم الديني للخمر " (*) لذلك وجد بين شعراء شلب من أعلن الإقلاع عنها » بعد أن 
كبرت سنه » وأنها كانت زمن الطيش والشباب » يقول ابن الملح : (4) متقارب 
وكنت فتّى الكأس عَهْدَ الصبا فردّني الدّهرٌ شيخ الدُعاء 
وبذلك لم يكن ذكر الخمر عند شعراء شلب هدفا فنيا خالصا » فرضته طبيعة مجالسهم وذوق 
عصرهم » إذ وجد من أدمنها مثل ابن عمار » ومن اعترف بإقلاعه عنها مثل ابن الملح . 
ريما كان الاهفناك بالخمن انفيجة القندن والتحضر: فئ'البيفةالناشابية ».رومت 
شهده القرق الخامدن مق'اخطرانات:وفتن + ومهما يكن ٠.‏ فإن هذا المنلؤك كان 'واسع الاتقشاز 
ف طيقة" المناذة حية جقياة :الأ رسفو اظيئة أ :وامنا كانت طقل يه القصون م 'الحدائق «زاتجسوااري 


والقلفاق وها أن :ذلك مها يتعسل تمدياة الهو أ المويين 5 المفزاقة 3 


' - التبيان » 89 . 

7 - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 296 . 

7 - الشعر الأندلسي » 88 . 

“* - ابن خاقان » القلائد » 562/2 . 

7 -ينظر : خالص » صلاح » إشبيلية في القرن الخامس الهجري . 89 . 


106 


ولي غررييا أن نيا سون الشلبيق :في الخنن :في اجنام ليلدية أر'فسي 
مقطوعات » إذ إن الشاعر العربي منذ الجاهلية كان يعتمد هذا الشكل (!) وهذا لا ينفي الإطالة 
في وصف الخمر كما عرف عند أبي نواس في خمرياته » ومعنى ذلك أن وصف الخمر مقبول 
في وروده في مقطوعات أو في قصائد حسب ظروف البيئة والعصر واهتمام الشاعر بهذا الفن . 

أما في عصر الموحدين » فقد تشدد خلفاء الموحدين في تنفيذ الأحكام الخاصة 
بالخمر » وكانت لهم جهود في تعقب الاتجار بها » و مطاردة شاربيها » وإصدار الأوامر في 
كسر دنانها وإراقتها وإغلاق الحوانيت التي كانت تباع فيها (©) . 

ويعلل المنوني ندرة شعر الخمر - في عصر الموحدين - بأده كان تاثرا 
بالطابع الديني لدولة الموحدين خاصة أيام عظمتها(”) » وهو تعليل له وجاهته ء إذ إن معظم 
أشعار الشلبيين _ في هذا العصر_ قيلت في عهد عبد المؤمن وابنه يوسف » ويبدو أن شعراء 
شلب التزموا بالحكم الديني الذي انسجمت معه دعوة الموحدين بتحريم الخمر »؛ فلم يتطرق 
القناغل الشلبى إلى الفتقع 'بالكين في 'قصياقة سدحةه .: 

أما ندرة خمريات الشلبيين _ قبل دخول شلب تحت حكم الموحدين _ فأرجح 
أن يكون شعراء شلب » قد اندمجوا في الحياة السياسية لبلدهم » حيث عصفت بها الشورات 
والتقلبات زمن ابن قسي ٠‏ وابن المنذرء وابن وزير » » فهي حياة لم تهدأ شلب فيها » ولم تكن 
فضي لشراة الفضوو بو اللاعة والترق: « تينع تيد يكف تدالين الأ »كلك فإ د عتسؤة ايساق 


قسيّ قامت على أساس ديني قريب من دعوة الموحدين . 


' -ينظر : هدارة » محمد مصطفى ٠‏ اتجاهات الشعر العربي » 502 . 
7 - ينظر : عيسى ٠»‏ فوزي سعد » الشعر الأندلسي في عصر الموحدين » 201 . 
3 - ينظر : حضارة الموحدين » 97 . 


177 


المبحث الحادي عشر : الاستصراخ والاستنجاد 


برز في غصر ١‏ الموحدين. غرض شعري لم أكن لأجده في شعر الشلبيين. في 
عصر الطوائف . وهو شعر استصرخ فيه شعراء شلب خلفاء الموحدين » لنجدة بلادهم » ورفع 
الظلم عنها » وتحرير المدن التي سقطت بيد النصارى » أما في عصر الطوائف - وقد أحدقت 
الأخطار النصرانية ببلاد الأندلس - فقد كان طلب العون سرا عبر الساسة والفقهاء الذين رأوا 
أن يتوجهوا إلى يوسف بن تاشفين لنجدة بلادهم () » من هنا لم يكن للشعراء ليون ون 
بارز في طلب العون . 

وفي عصر الموحدين تغيرت الحال » فإذا بشلب تخرج على حكم المرابطين 
فيثور أهلها » ومعهم مدن الغرب الأندلسي » وتصبح لها قيادة من أبنائها » الذين تناحروا - فيما 
بعد - على السلطة » وكانت دولة الموحدين تحقق انتصارات على دولة المرابطين في المغرب 


والأندلس » فوجد شعراء شلب وأعيانها » أن التوجه للموحدين فيه خير البلاد » أي أن طلب 
الكو :+ انك لايع كايا 'قي: كين تخد الطايع'الرسضى :لمن الظوائفه #:مة.هنا كانت القنتصيائد 
الكثيرة التي مدح بها شعراء شلب خلفاء الموحدين » وضمنوها طلب العون والنجدة . 

فقد صور الشاعر الشلّبي انتهاك الأعداء لمحارم البلاد والعباد » فهي بلاد 


هالكة » غشيتها يد الكفر الغاشمة » فحولتها إلى أطلال تستغيث جيوش الإسلام لتحريرها وإعادة 


عزتها وكرامتها » يقول ابن حربون : (©) طويل 
وانئ لأرْجُو للجزيرة كرة تَعيدُ عليها عَهْدَها المُتقادما 
ببطشة غيران الحفيظة مُغضّب إن انتهك الأعداءً منها المحارمًا 


' - ينظر : ابن الخطيب » أعمال الأعلام » 159. عباس ٠»‏ إحسان » تاريخ الأدب الأندلسي عصر الطوائف 
والمرابطين » 22 . عنان » دول الطوائف » 228 . 
7 - الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون » 157 -158 . 


1/15 


ولو أسعف المقدارٌ منكم بزورة أَحيِيتَمُ تلك العظام الرُمايما 

وجِلَيتمْ عن أفقها بستى لم غواشي كفر قد أكبّت غواشما 
فالشاعر يريد معركة حاسمة تعيد إلى بلاد الأندلس عهدها من الحكم الإسلامي والقوة والمنعة. 
وفي أثناء ذلك يصور عظمة الموحدين » وقيامهم على الدين » واضطلاعهم بمهمة الجهاد 
والدفاع عن ديار المسلمين . 

دعا الشاعر الشلبي الموحدين إلى متابعة الفتوحات واثقا بقدرتهم الجهادية: 

يقول ابن المُتخل : (1) طويل 

فتحتمْ بلاد الشرق فاعتمدوا الغربًا ‏ فإن نسيمَ النصر بالفتح قد هبا 
يعن قاط" اللوتص ين طلى توكده يوز وقتي !ل تفرتجة الالذللي دميكو ا والتضين ببومدلتنا وله 
تلك البلاد للموحدين ؛ لذلك عمد الشاعر الشلّبي إلى نقل صورة حية لبلده شلب » التي تواجه 
ويلات الاحتلال والتخريب » فما زال الأعداء يشعلون نار غاراتهم عليها » حتى قطعوا المياه 


عنها » وأحرقوا أشجارها » ونفدت مؤنها » فقد احتل العدو سهولها وجبالها . يقول ابن 


المتخل:(2) كامل 
إن الأعادي لا تزال كعهدها تُورِي بشلب مَغارَها وكفاحها 
قد غيّضت أنهارها وتحرّقت أشجارها وتكفأت أقداحها 
كلقت بها أعداؤها حتى لقد أخذوا عليها نجدها وبطاحها 
ما ضرا إن غلّقوا ما حولّها إن كان سيفك بعدها مفتاحها 


فهذه صورة لمدينة إسلامية نالها الخراب ٠‏ ونال أهلها الظلم والتشريد والذلة » على يد أعداء 


' - ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 151 » ابن عذاري . 
* - نفسه , 244 - 245 . 


1/9 


الإسلام » صورة تثير النفس الأبية » التي تؤمن بالجهاد حلا لمشاكل الأمة » ورفع الظلم عنهم 
لذلك أعلن الشاعر ثقته بالخليفة الموحدي » وأن العدو مهما بلغت سطوته » فإن سيف الخليفة 
سيقوض هذا الاحتلال » ويعيد لمدينة شلب عزها ولأهلها كرامتهم . 

ففخ القاغو" العدي قو الفويككيع :واو أشان إن كفني الإتخصر اع القندي 
وجيت النوكدين :2 أن الخوات علنها كان ترجية الديزان الموكدية + صباكية الكيزة والمولين 


في المنازلة » فقد هوت على رؤوس الأعداء كما الشهب » يقول ابن حربون : (5) وافر 


أتتكم كتبِهُم مُستصرخات فطيّرَ من كتائبكم جواب 
فكمْ من ما رد عاجلتموه كما ينقضُ في الجو الشهاب 


زهكذا ققد حمه الشناعو: الشليئ فى هذا اللون من الشَعن إلنئ 'تأكيبه:الؤحدة 
الإسلامية » وأن الدفاع عن ديار المسلمين واجب » يطالب به كل حاكم مسلم » فصور الخراب 
الذي لحق بشلب » وهي نموذج لما حل بغيرها من مدن الأندلس » وعبر عن ثقته بجيش 
الموحدين القادر على رد العدوان عن ديار المسلمين » كذلك صور استصراخ أهل الأندلس » 


واستجابة الموحدين لهم رغبة في الجهاد في سبيل الله . 


' - الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون » 71 . 


160 


المبحث الثاني عشر : الففخر 
افتخر الشاعر العربي بنفسه وقومه منذ العصر الجاهلي » وبقي الفخر غرضا 
من أغراض الشعر العربي » وعرفه ابن رشيق بقوله :" والافتخار هو المدح نفسه ء إلا أن 
الشاعر يخص به نفسه وقومه "(1) » فالفخر أن يمدح الشاعر نفسه وقومه » وأن تكون معانيه 
في الفضائل النفسية . 
احتل غرض الفخر في شعر الشلبيين مقطوعتين في عصر الطوائف »؛ 
إضافة إلى اثني عشر بيتا وردت في قصيدة لابن عمار في هجاء بني عبد العريز (/) » 
ومقطوعة واحدة في عصر المرابطين (*) » ومقطوعة واحدة في عصر الموحدين(*) افتخر 
فيها الشاعر الشلبي بنفسه » وأشار إلى نبل أخلاقه » وكرم نفسه » فهو يعف عن عقاب المسيء 
يقول ابن الملح : (©) كامل 
حتى إذا رمت الليالي جانبئ 202 من كل ناحية بكل الأسهم 
خطت بحبل الشيب أنف شبيبة قد كان قبل صروفها لم يُخطّم 
لو كنت أقدرَ قادر لم أخَزوها ني لأزهد في عقاب المجرم. 
فالشاعر يشير من طرف خفي إلى تغير أصدقائه » وأنهم أعرضوا عنه » ويبدو أن ذلك حدث 


بعد كبره » فافتخر بتسامحه وترفعه عن معاقبة المتنكرين لصحبته . 


! - العمدة . 143/2 . 

7 - ينظر : ابن بسام » الذخيرة » 459/1/2. خالص » صلاح » محمد بن عمار . 245 . 288 - 290 . 
7 - ينظر : ابن الإمام » المقتضب من سمط الجمان » 137 . 

* - ينظر : ابن سعيد » اختصار القدح المعلى » 189 ٠‏ والمغرب , 399/1 . 

7 - ابن بسام » الذخيرة » 459/1/2 . 


161 


سكن القناقن الدلببي :بقدوقة الالشزية :ينوك أبن :الزتويت 110 فال 
ما للزّمان على محاربتي يذ عرضي أشدُ من الخطوب وأنجَد 
ياليت قومئ يعلمون بأتني في حيث سوق الشعر ليست تكسذ 
ورأيت كيف هززت أجنية المنى لما رأيتت غصونها 3 'أود 
وربما أشار الشاعر إلى نجاحه في إثبات شاعريته » وتفوقه على منافسيه » فحقق شهرة لم يكن 
قومه ليصدقوا بها . كذلك افتخر باهتمامه بالعلم » وبعده عن مجالس الغناء » يقول كتير 
العلياوي 4 بسيط 
ليس المُدامَةٌ مما أسنتريح به ولا مُجَاوَبةٌ الأوتار وَالنَقم 
وإنما لذتي كتب أطَالعها وصارِمي أبداً في نصرتي قَلَمي 
ياحظ أن الفحر عن الدلبيلة قد انهه اتكاها واحذا ومن القحر بالذاك + فلم 
ينشكن؛ الشاضن "الشلبي يقوسة أن قبيلقة :,ولعل :ذلك سوة: إلى ظبيقنة المتجمع + الذي كفك ف« 
النزعة القبلية » أو لأن هذا الفخر ورد في شعر المدح أو الهجاء السياسي , فكان الفخر بالذات 
مناسبا لإبراز شخصية الشاعر » وقدرته الشعرية أمام ممدوحه » أو التغني بمواهبه العقلية » 


ومواهبه السياسية أمام خصومه . 


1 - ابن الإمام » المقتضب من سمط الجمان ٠‏ 137» ابن سعيد ٠‏ المغرب » 1/. 
7 - ابن سعيد » اختصار القدح المعلى » 189 ء والمغرب , 399/1 . 


1632 


المبحث الثالثن عشر : الرثاء 

يعد الرثاء من أصدق أغراض الشعر العربي ٠‏ ويرى ابن رشيق أنه " ليس 
بين الرثاء والمدح فرق ؛ إلا أنه بالرثاء شيء يدل على أن المقصود به ميت" (!) » فالمدح 
والرثاء » كلاهما تعداد لمناقب الشخص وفضائله » إلا أن التكسب نسب - في الأغلب - إلى 
المدح ولم ينسب إلى الرثاء . فالرثاء إذن يغلب عليه الدافع الذاتي » والإحساس بالفجيعة . 

لم أعثر على رثاء لشعراء شلب في عصر الطوائف » وأغلب الظن أن 
المضادن كه ككف علينا بهذا اللفن +.وفن صشر' المؤحدين اوه الرقاء:فئ: أكتعان الشلبديق في 
قصيدة ومقطوعتين(©) » أما القصيدة » فكانت لأبي بكر بن وزير » رثى فيها كلب صيد » وهذا 
النوع من الرثاء » ليس جديدا في الشعر العربي » فقد رثى بعض شعراء الجاهلية خيلهم (©) » 


ورثى أبو نواس كلب صيد في القرن الثاني الهجري (*) . يقول ابن وزير: (0) بسيط 


يا مُجهد التفس في إدراك مَطلوبي ومُسعدي حين إدلاجي وتأويبي 

ويا وفيا بما خانَ الرجال به وراثة عن مطاويع مناجيب 

فكم غنينا وقد رُخنا إلى قنص ببعض حُضرك عن قَرْع الظّنابيب (5) 
وناب نابْك في ما كنت تقرٌُُة من الظباء عن الصّمٌ الأنابيب 


فالشاعر يذكر ما كان من هذا الكلب » من وفاء وإخلاص ؛ حتى إنه يفضل وفاءه على وفاء 


! - العمدة . 147/2 . 

- ينظر : ابن الأبّار » الحلة السيّراء » 274/2 - 275 ؛: 208 ٠»‏ 211 . 
- ينظر : المبرد » الكامل » 524/2 . 

“4 - ينظر : هدّارة » محمد مصطفى , اتجاهات الشعر العربي » 469 . 

7 - ابن الأبّار » الحلة السيّراء » 274/2 - 275 . 


' - الظنابيب » جمع ظنبوب » ويقال : قرع ظنابيب الأمر : ذللّه وسهّله » ينظر : ابن منظور » لسان العرب » 
مادة (ظنب) . 


163 


عضن الرجال + تيضف مهازته في القنض+#ويذلك لميسن الشاص الشلبي أن ضور 
لكايس تخا ل من ويطك 
وأما المقطوعتان » فالأولى رثى بها ابن المنذر ابنة له بعد خلعه من حكم شلب 
وسمل عينيه » يقول فيها : (') طويل 
أواحدتي قد كنت أرجوك خلفة لعينيّ » أختيك اللتين سبا الدهر 
رضيت بحكم الله فيما أصابَني إذا لم يكن يُسرٌ فيا حبّذا العغسرٌ 
يظهر التفجع واضحا في البيتين » فقد ساوى بين ابنته الوحيدة » ونعمة البصر » وبفقدها فقدَ 
بصره . استخدم الشاعر حرف النداء (الهمزة) ليعبر عن قرب ابنته إلى نفسه رغم وفاتها » فهو 
يرضى بقضاء الله وقدره » ولو كان عسرا . فأظهر بذلك قوة إيمانه » وصبره واحتسابه . 
والمقطوعة الثانية » لابن المُتخل في رثاء ابن المنذر » يقول فيها : (7) طويل 
بأيّ حسام أدفع الخطب بَعْدَما 2 فقدت الخُسام المنذريّ اليّمانيا 
ومن لي بمثل المنذري محمد صديقاً صدوقا أو خليلاً مصافيا 
وقد كنت أمئتدني البَعيد برأيه فيَأتي على حكم الإرادة دانيا 
يقطنم في أبياك :أنن: المتحل نينا المفم دو الأو والدانن + قلد وهو تند في ذه الحياةة ,سه 
يبق له من الأصدقاء أحد » فهو يعبر عن صدق إحساسه بالفجيعة والحسرة » " وسبيل الرثاء أن 
يكون ظاهر التفجع ؛ بين الحسرة » مخلوطا بالتلهف والأسف والاستعظام " (©) . فقد تناول رثاء 


الشلبيين معاني خاصة » اقتصرت على رثاء الأبناء » والأصدقاء » والحيوان . 


+ - ابن الأبّار ٠‏ الحلة السّّراء » 208/2 . 
7 - نفسه » 211/2 . 
7 - ابن رشيق » العمدة » 147/2 . 


1654 


الفصل الشالث ؛ الدراسة الفنية 


المبحث الأول : بناء القصيدة 
أولا : مقدمة القصيدة 
ثانيا : حسن التخلص 
ثالثا : خاتمة القصيدة 
رابعا : الوحدة العضوية 

المبحث الثاني : الأسلوب 


المبحث الثالث : الموسيقا الشعرية 
أولا : الموسيقا الداخلية 
ثانيا : الموسيقا الخارجية 


المبحث الرابع : الصورة الشعرية 

أولا : الصورة الحسية : 1 - البصرية ؛ أ - الحركية » ب - اللونية » ج - الضوئية 
2 -السمعية 3 - الشمية 4 - اللمسية 5 -الذوقية 
ثانيا : الصورة العقلية 

ثالثا : الصورة الإيحائية 


المبحث الأول : بناء القصيدة 

التزم شعراء شلب - في بناء قصائدهم - بالتقاليد الفنية التي استقرت ملامحها 
وخصائصها منذ العصر الجاهلي » وسعى شعراء العربية إلى المحافظة عليها على مر العصور " 
فإن الشعراء كانوا يحرصون في كثير من مطولاتهم منذ العصر الجاهلي على أسلوب موروث 
فيها .... واستقرت تلك الطريقة التقليدية في الشعر العربي » وثبتت أصولها في مطولاته الكبرى 
على مر العصور " .)١(‏ 

ويرى أشرف نجا أن التقاليد الفنية والقيم الجمالية » التي التزم بها الشعر 
الأندلسي » لم تتسم بالجمود التام » بل أخذت تنمو وتتطور ٠‏ وتستوعب محاولات بعض الشعراء 
الذين يريدون أن يجددوا في إطار القيم الفنية القديمة » ويستجيبوا لإطار عصرهم وتجاربه المتاحة 
وقيمه الحضارية الجديدة (2) . 

ويمكن التمييز بين أربعة عناصر في بناء القصيدة عند شعراء شلب ٠‏ وهي : 
التقامة: + وتحسن التخلمن :3ن الكافة :4و الويحدة العطدر د 
أولا : مقدمة القصيدة : 

حظيت مقدمة القصيدة العربية باهتمام بعض النقاد العرب قديما وحديثا » مثلما 
حظيت سائر عناصر البناء الأخرى » فالمقدمة ذات أهمية ؛ لأن الشاعر عندما يمدح » يهدف 
بمقدمته إلى لفت نظر الممدوح لينفعل بهذه المقدمة » أو يفخر فيهدف إلى تهيئة نفوس السامعين 
إلى الانفعال بمعاني القصيدة () ٠‏ وذهب حازم القرطاجني إلى أن " تحسين الاستهلالات 


1 


- ضيف , شوقي , الفن ومذاهبه في الشعر العربي , 18 . 
7 - ينظر : قصيدة المدح في الشعر الأندلسي , 126. 
7 - ينظر : حفني , عبد الحليم , مطلع القصيدة العربية , 51 -52 . 


156 


والمَطالع من أحسن شيء في هذه الصناعة إذ هي الطبيعة الدالة على ما بعدها » المتنزلة من 
القصيدة منزلة الوجه والغرة "(؟) . 
اكتسبت مقدمة قصيدة المدح عند شعراء شلب » تمايزا في عصر الموحدين 
عنها في عصر الطوائف » فقد استوعبت - في عصر الطوائف - كثيرا من القيم الفنية الجديدة 
بالإضافة إلى ما ورثته من قيم فنيه قديمة ٠‏ فتعددت أنماطها وتنوعت أشكالها » كما أصاب 
مضامينها كثير من ملامح التطور والتجديد التي زخرت بها البيئة الأندلسية . 
ومن أبرز هذه المقدمات : مقدمة الطبيعة » والمقدمة الغزلية » ومقدمة بكاء 
الكياية. نقد السكين: الشناعر «الشلبي تعطن كاك مفحة لوضف الطئسة دريف القن مااقه 
التجديد في بناء القصيدة حيث " تجلت هذه الظاهرة المحدثة على نحو أبرز في كثير من مدائح 
الأندلسيين حتى كاد ذلك يكون نهجا أثيرا "(*) . ومن ذلك ما مدح به ابن عمار المعتضد في 
قصيدة من خمسة وأربعين بيتا » استهلها بوصف الطبيعة في خمسة أبيات . ومطلعها :(0) 
امل 
أدر الزُجاجة فالنسيمُ قد انترى 2 والتجمُ قد صرف العنان عن السسُرى 
والصّبحْ قد أهدى لنا كافوره ليا تقر اليل هنا «العدنا 
والروضن فالحنسا كمناه رةه شيا وفدة نداة كواهرا 
أو كالغلام ها بورد ريّاضه خجلا وتاةبآسهن مُعذرا 


روض كأن النهر فيه مغصمٌ صاف أطل على رداء أخضّرا 


' - منهاج البلغاء » 309 . 


* - التقائق , عمر , ملامح الشعر الأندلسي , 214 . 
3 - خالص , صلاح , محمد بن عمار , 159 . 


1637 


فالشاعر يصف مظاهر الطبيعة من نسيم ونجم وصبح وغيرها » ثم يجعل تلك الطبيعة في صورة 
المرأة الحسناء وقد تحلت بالجواهر ٠‏ أو الغلام المعذر وقد زها بخجله ٠‏ ثم يصور الروض 
بالبساط الأخضر وقد أحاط به النهر بصفائه كأنه المعصم . 

علق أحمد ضيف على النص المتقدم بأنه نموذج لمقدمة الطبيعة قبل المدح » 
حيث يصور الشاعر المعاني بعبارة سهلة رشيقة » وينقل صورة قريبة (؟) » ورأى الشكعة » أن 
مقدمة الطبيعة في قصيدة المدح "ضرب متجدد من ضروب المديح الذي استهل بشيء طريف » 
وهذا الطريف هو وصف الطبيعة بصورتها البهيجة الذي حل محل الأطلال والدمن بصورتها 
الكثيبة "(©) . 

ومن مقدمات الطبيعة » ما مزج فيها شعراء شلب محاسن الطبيعة بمآثر 
ممدوحيهم » وهي ظاهرة - امتزاج محاسن الطبيعة بمآثر الممدوح - توفرت في شعر المدح 


الأندلسي بوضوح(*) » ومنها : قول المصتيصي في المعتمد :(4) طويل 


أضاء بك الأفق الذي كان أظلّما وقد نُخت في الإكليل بَدراً مُتمّما 
وقد صغت من ذاك المّحَيًا وحسنه صباحاً ومن تلك الخلائق أنجُما 


فالممدوح بدر متمم » وجهه يشع بشرا وطلاقة » حتى صار محياه صباحا » وأخلاقه أنجما وتمنى 
الناس لو أنهم من رعاياه » فقد استعار الشاعر من الطبيعة ما يشير إلى كرم الممدوح وسماحته » 


فكان للبيئة الطبيعية أثرها في وضوح التعبير وترابط المعنى خاصة في البيت الأول وقد اشترط 


' -ينظر : بلاغة العرب , 115 . 

7 - الشكعة » مصطفى , الأدب الأندلسي , 346 . 

7 - ينظر: الدقائق , عمر , ملامح الشعر الأندلسي , 216 . 
* - ابن بسام » الذخيرة » 435/1/2 . 


166 


النقاد في المطالع الجيدة » الأسلوب الواضح والمعنى الظاهر والترابط في المعنى بين شطري 
المطلع » وهو ما يسمى ببراعة الاستهلال (') . شكل مطلع المصّيصي المتقدم أربعة أبيات من 
خمسة عشر بيتا ذكرها ابن بسام من القصيدة » ولابن الملح مقدمة في وصف الطبيعة في ستة 
بذاك مق سبعة عش ييكاذكرها ابن يعناه(7) مما يدل .هلي أن القناهن العلبن ك يمن بالاطالة 
في مقدمات وصف الطبيعة في قصائد مدحه . 

وهكذة اسيل الشاعر “الشلبى. يعن قضاتده يمقنمات الطبيعة .ينا فيها: من 
روض ونهر ونسيم وخضرة ٠‏ ونجم وليل وغيرها » وقد لاحظ سعد شلبي ظاهرة استهلال 
الأندلسيين لمدائحهم بمقدمات الطبيعة في عصر الطوائف والربط بين عناصرها ٠»‏ وصفات 
ممدوحيهم » وأنهم " يصنعونها تيجانا على رؤوسهم ٠»‏ ويقيسون من أزهارها وشيا يطرزون به ما 
يخلعون على سادتهم من حلل الثناء " (©) . 

ويتصل بمقدمة الطبيعة المقدمة الغزلية » حيث اهتم النقاد العرب القدماء بهذه 
المقدمة » فرأى بعضهم ضرورة التمهيد بين يدي القصيدة بمقدمة » وعاب على الشعراء الذين لا 
يجعلون لكلامهم بسطا من النسيب وسمى قصائدهم إذا كانت على تلك الحال 

فق #1 اتشطية اليش كان 
وبمرور الزمن وتطور الشعر والنقد » يطالب ابن الأثير الشاعر " إذا نظم 


قسيذا أن ينقلق انق كان مديها عونا ذا محسن «حادفة من : الك لفك فقيو فير نين أن 


' -ينظر : ابن رشيق » العمدة » 217/1 - 232 . ابن جحة » خزانة الأدب » 316/1 » 51/4 . 
* - ينظر : الذخيرة » 1/2/ 435 » 454 . 

7 - البيئة الأندلسية » 74 . 

- ينظر : ابن قتيبة » الشعر والشعراء »75/1 -76 . ابن رشيق » العمدة » 231/1 . 


169 


يفتحها بغزل أو لا يفتحها بغزل بل يرتجل المديح ارتجالا من أولها " (') . 
ويبدو أن الشاعر الشلبي كان على دراية بآراء النقاد في مقدمات النسيب + فابن 


عمار يطيل في مقدمته الغزلية » في مدح المعتضد حيث قدم لقصيدته بثلاثئة وعشرين بيتا وصلت 


إلينا بلا مدح بعدها » يقول ابن عمار : (*2) كامل 
جاء الهّوى فاستشعروهُ بعاره وتعيمُة فَاسْتَعدَبُوهُ أوارة 
لا َطلّبوا في الحبّ عزاً إِنّما غبداثة في حكمه أحرارٌة 
قالوا أضر بك الهوى فَأَجبتَهم يا حبذاه وحبذا أُضرارة 


يتحدث الشاعر عن ألم المحبين » وأنهم يصبحون عبيدا لحبهم » الذي يبري جسومهم » فلا عز في 
الحب » ورغم ذلك يفضلونه على الحياة بلا حب . يبدو الشاعر متصنعا في هذا المطلع حيث جاء 
البيت الأول غامضا » واستخدم ألفاظا لا تناسب الغزل » مثل : عاره » و أواره . 

ولابن عمار قصيدة أخرى في المعتضد » وصلت إلينا مقدمتها الغزلية في 
عشرة أبيات بلا مدح بعدها أيضا (*) . ولحسان المصّيصي جزء من مقدمة غزلية في ستة أبيات 
من قصيدة مدح في المعتمد ذكر منها ابن بسام ثلاثة عشر بيتا (4) . تحدث الشعراء في مقدماتهم 
عن ألمهم ومعاناتهم » وأوصاف المرأة التقليدية » فالمقدمات الغزلية أكثر ما تحفل به عند الشاعر 
الشلبي ؛ هو مشاعر الشاعر ونفسيته + فالمقدمة الغزلية " أعمق المنظلقات النفسية وأبعدها أثرا لما 


يصيبه من خفق الفؤاد وإثارة الأشواق وترقيق مشاعر الإنسان " (©) . 


1 - المثل السائر » 223/2 . 

7 - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 220 . 

3 - ينظر : نفسه » 205 . 

* - ابن بسام » الذخيرة » 446/1/2 . 

7 - عبد الله » محمد صادق حسن » خصوبة القصيدة الجاهلية » 87 . 


0ظ1 


اشترط بعض النقاد في المقدمة الغزلية أن لا يطول الغزل على موضوعها في 
المدح ٠‏ يقول ابن رشيق : " ومن عيوب هذا الباب أن يكون النسيب كثيرا » والمدح قليلا "(2) » 
وهو جانب لم أستطع تبينه عند شعراء شلب » للحكم على مقدماتهم الغزلية بالطول أو القصر . 
بالمقارنة مع المدح في القصيدة نفسها » فمقدمات ابن عمار الغزلية وردت بلا مدح بعدها » 
ومقدمة المصتيصي لم ترد كاملة . 
ومن المقدمات » مقدمة بكاء الشباب ٠»‏ التي وردت عند المصسيصي في أربعة 
أبيات من قصيدة مدح ذكر منها ابن بسام ستة عشر بيتا » يقول المصّيصي :(9) كامل 
روض الشباب تناوبت أزهارة وني بَنَفْسَجُهُ وجاء بَهاره 
ود المها لو أن أمنود لحظه أضحى خضاباً حينَ شاب عذارٌةُ 
قذ كان يُعجِبْهِنَ خفَّةٌ حلّمه فالآن ساءَ الغانيات وقارَه 
ترك الذي اشتمل الكثيب إزارها منه الذي اشتمل العفاف إزاره 
افتتح الشاعر قصيدته ببكاء الشباب » والجزع من المشيب الذي اشتعل برأسه » وتوسل بالطبيعة 
لذلك » فجسد الشباب في البنفسج » والكبر في البهار » الذي أثار نفور النساء . 
وقد يباشر الشاعر قصيدة مدحه دون مقدمات » فيعمد إلى ذكر صفات الممدوح 
ومظاهر القوة » وأدوات الحرب . وذلك عقب حرب ينتصر فيها الممدوح » ومن ذلك قول 
المصتيصي في المعتمد بعد إحدى وقائعه :(0) بسيط 
من اسنتطال بغير السيف لم يَطْل ولم يَخبأ من نجاح سائل الأسل 
أعدتك صحَبَتَكَ الأرماح شيمتها فانفذ نفودٌ القنا في الأمر واعتدل 
. - العمدة . 232/1 . 


2 - الذخيرة » 4489/1/2 , 
دشيه 43/13 


101 


وشبيه بذلك قول ابن الملح في إحدى قصائد مدحه :(1) طويل 


ضمائك ملءٌ الأرض كالأخذ باليّد لذلك هل الأمر بالغد في القد 
لذلك يذي لفوت نار | واجحة على صفْحَتّي صمنصامك الواقد التدي 


انسجم شعراء شلب في عصر الطوائف مع أراء بعض النقاد في عدم التقديم 
لبعض قصائد مدحهم » التي كانت في مناسبة انتصار الممدوح ء فكان افتتاح القصيدة عنوناً لها 
وفي ذلك يقول ابن الأثير : " حقيقة هذا النوع : أن يجعل مطلع الكلام من الشعر ....دالا على 
المعنى المقضيؤد من ذلك الكلام :+ إن كان'فتحا ففتها .و إن كان هتاء فينناء + وإ كسان اعزاء 
فعزاء » وكذلك يجري الحكم في غير ذلك من المعاني وفائدته أن يعرف من مبدأ الكلا مهما 
المراد به ولم هذا النوع "(2) . ويضيف ابن الأثير قائلا: " أما إذا كان القصيد في حادشة من 
الحوادث » كفتح معقل » أو هزيمة جيش أو غير ذلك ؛ فإنه لا ينبغي أن يبدأ فيها بغزل » وإن 
فعل ذلك » دل على ضعف قريحة الشاعر وقصوره عن الغاية » أو على جهله بوضع الكلام في 
مواضعه "() . 

وهنا يلاحظ أن طريقة الشعراء في شلب - في عصر الطوائف - في التقديم 
لقصائد مدحهم تختلف من شاعر لآخر . وقد تختلف عند الشاعر نفسه » وفي ذلك يقول فون 
شاك : " إن شعراء الأندلس حتى عندما وضعوا الشعر الجاهلي نصب أعينهم » واعتبروا محاكاته 
فضيلة ٠‏ أدخلوا في الشكل القديم دون وعي منهم ٠»‏ نماذج جديدة في الرواية والشعر وفي قصائد 


أخرى استجابوا لما تمليه عليهم عقولهم وقلوبهم دون أن يلتفتوا وراءهم » وبدل أن يرتووا إلهاما 


- ابن بسام » الذخيرة , 458/1/2 . 
7 - المثل السائر , 223/2 . 
3[ - نفسه , 223/2 . 


2ظ1 


من الكتب رسموا ما أحسوا به أنفسهم » وجربوه فعلا "(1) . 
وفي عصر الموحدين » عمد شعراء شلب إلى المدح دون مقدمات في جل 
أمداحهم ٠‏ ويبدو أن الشاعر الشلْبي تقصد الابتعاد عن المقدمات التقليدية في المديح » فقد صرح 
ابن حربون بأنه لا يلتزم سنن المديح وتقاليده في مدح خلفاء الموحدين فقال :(*) كامل 
لم تَنتَهج مدن المديح وإنْما قامَت بقرض في علاكَ مؤكد 
فالشاعر يقر بأن المناسبة التي يلقي فيها شعره لا تسمح بالتقديم والحديث في موضوع آخر » أي 
أى الشاعو الشلبي كان ,تكوب فى تتا سنا الشموزى بالكار وف المحيظة ايدو و المكانسية لعي 
سيقول فيها قصيدته » حيث ارتبطت بمناسبات وحوادث بارزة في تاريخ الدولة الموحدية , فقد 
يستهل الشاغر الشلبي مدحته بالدعوة إلى الجهاد + ومنه قؤل ابن المحل ؟(0) :-.طؤيل 
فتحتم بلاد الشرق فاعتّمذوا الغربَا ‏ فإنَ سيم النصر بالقتح قذ هب 
ويستهل ابن الشواش قصيدته بمناسبة تهنئة أبي يعقوب يوسف »ء بقوله :(4) كامل 
هد أنارَ به الهُدى والدَين22 واسنتظهر التَأييد والنَمكين 
بُشرى الخلاقة إذ تقل عَهْدَها ال بر التقيُ الطَاهِرٌ المَيِمُون 
فون حكديث تع العية كدي :33 القليفة الذي كمنن :دين اله «وكتيو يالك انايند االمعسوق لبتذا 
الخليقة الذي رك قو اهدورو عد فين يذاية نقادية ليوشيزج الفصيدة: 
يمكن القول ؛ إن غالبية مطالع القصائد عند الشأبيين في مدح الموحدين كانت 


مناسبة بصورة عامة لموضوع القصيدة » حتى شكلت عنوانا لها ٠‏ إلا أن ذلك لم يمنع بعض 


' - الشعر في إسبانيا وصقلية , 82/1 . 

- الشناوي , علي الغريب , شعر أبي عمر بن حربون , 69 . 
73 -ابن صاحب الصلاة , المن بالإمامة , 151 -155 . 

* - نفسه , 240 . 


163 


الشجرااء" الشلكيق شر ملشايوة القدنة اليفك تؤن :ذلك قضمية ابم خزيوة فى مدع أن فصن 
ومطلعها )١(:‏ كامل 
حُثوا المَطيّ فَقَدْ فضت أوطارها واحْدوا إلى بَاب الأميْر قطارها 
وإن اشتكت أيْناً فلا تَرنُو لها حتى تَحدّث عندهُ أخبارها 
لا تَعذروها أو تخل فنَأءَهُ فإذا حللتُمْ فاقبَلوا أعدَارَها 
فالشاعن يذكن الركب والمطي + والرحلة الطويلة بما فيها من المشقة والتعب:. 
ومن مسايرة المقدمات التقليدية ؛ المقدمة الغزلية » فقد ذكر ابن عذاري أن 
الموحدين دخلوا طبيرة (7)سنه 552 ه » فوفد أشياخ العرب ومنهم ابن المُتَّل - في أول 
قصيدة له في الموحدين - فقال يمدح ويتغزل : (©) طويل 
أقَدْكَ أمْ صن من البّان أهيف وتحظك أمْ سيف من الهند مهف 
لديوره ابوه خذايي غين- هذا 'البيت: + ولد ننج القصيدة “في كناب امن 
بالإمانة هما يفن إلى أ القناض الشلبى .قبائن. هاليد التغريدة العردية فى :تغطن :داقن مدكة : 
إلا أنها قليله » وأظن أن قلة التقليد » تعود إلى أن أكثر الشعر الشلبي - مما وصل إلينا - في 
عصر الموحدين ٠»‏ ورد في كتاب المن بالإمامة ٠»‏ الذي اهتم بما يؤيد الرواية التاريخية ويوثئق 


بعض الوقائع من هذه الأشعار . 


' - الشناوي , علي الغريب , شعر أبي عمر بن حربون , 129 . 


7 - هي (129158) مدينة في جنوب البرتغال » وهي غير طلبيرة (1219158 )التي بشرق الأندلس » ثار بها علي 
بن الوهيبي » فحصرها أبو يعقوب يوسف في البر والبحر حتى اعترف الوهيبي بالسيادة الموحدية » وبقي واليا 
عليها » وفي هذه السنة (552ه ) ٠‏ أقصي سيد راي بن وزير عن حكم شلب » وقدم حفاظ الموحدين عليها ء 
ينظر : المراكشي ٠‏ عبد الواحد » المعجب . 459 . ابن عذاري ٠‏ البيان المغرب(قسم الموحدين) » 86/3 . 

7 - البيان المغرب (قسم الموحدين) , 57/3 . 


104 


أما مقدمة وصف الطبيعة ٠»‏ فقد اختزلها ابن حربون في مقدمة إحدى قصائد 
مدحه لأبي يعقوب يوسف وتهنئته بالنصر » يقول ابن حربون )١(:‏ كامل 

وجد النَسيمُ تَناءكم فتَعطّرا ورأى الوشيج مضاءكم فتأطّرا 

وتبسسّمت أيَامُكمُ عن أَنغم سمع العْمَامُ بذكرها فاستعبّرا 
فالشاعر يذكر النسيم وقد تعطر بتثناء الممدوح » والأيام تبسمت والغمام بكت » ويعمد إلى 
التشخيص والتجسيم في مظاهر الطبيعة » دون تجاوز هذين البيتين . وقد لاحظ بعض الباحثين قلة 
المقدمات في وصف الطبيعة في عصر الموحدين بعد ازدهارها في عصري الطوائف 
والمرابطين(2) » مما يعني مسايرة الشاعر الشلبي لمتطلبات عصره وبيئته . 

وقد يكون السبب في ابتعاد الشعراء الشلبيين عن المقدمات التقليدية وغيرها 
أنها لا تتناسب مع مظاهر القوة . التي يزخر بها الشعر الحربي ٠‏ إذ إن هذه القصائد غالبا ما 
كانت تلقى في احتفالات شعبية ضخمة(”2) » واستهلال هذه القصائد بالمقدمات الطللية أو الغزلية 
يفسد الجو الحماسي ٠‏ فالجماهير احتشدت لتسمع أناشيد الحرب ٠‏ لا لتسمع غناء حزينا أو مشاعر 
ذاتية (*) . 

وربما كان من مظاهر التجديد في مقدمات الشلبيين + استهلال بعض القصائد 
بحمد لله بناء على توجيهات أبي يعقوب يوسف حيث " أمر أن يبتدئ الشعراء بالحمد لله على 
طريقة الكتاب " (”) » ومن ذلك قول ابن حربون :(©) بسيط 


- الشناوي , علي الغريب , شعر أبي عمر بن حربون » 122 . 

7 - بهنام , هدى شوكت , مقدمة القصيدة العربية , 70 . 

7 - ينظر : المقري , نفح الطيب , 172/4 . 

- ينظر : الرقب , شفيق محمد عبد الرحمن , شعر الجهاد , 240 . 
7 -ابن صاحب الصلاة , المن بالإمامة , 363 . 


- الشناوي , علي الغريب , شعر أبي عمر بن حربون ,141 . 


105 


الحمذ لله مدني شاسع الأمَل وناظم الشمل في سلك من الجدّل 
ويستهل ابن حربون قصيدة مدح أخرى بقوله )١(:‏ طويل 
لَكمْ بعد حمد الله تهدى المَحَامد وفي وصف علياكم تصاغ القلائد 
وقد يذكر الشاعر رحلته البحرية إلى الممدوح ٠‏ إلا أنه يكتفي بالإشارة إلى تلك 
الرحلة دون تفصيل أو تطويل ٠‏ يقول ابن حربون : (©) طويل 
تجشمت هول البحر في طلب البحر ولّم أشكُ صرف الدّهر إلا إلى الدّهر 
يلاحظ أن مقدمة القصيدة في عصر الطوائف تباينت بين وصف الطبيعة 
والمقدمة الغزلية » ووصف الرحلة . وبكاء الشباب » إضافة إلى قصائد دون مقدمات ٠»‏ وهي 
القصائد التي نظمت في حادثة معينة. أما في عصر الموحدين فكانت أغلب القصائد في المدح 
والتهنئة بالنصر أو البيعة لذلك كانت دون مقدمات . وقلة من القصائد ذكر في مقدمتها الغزل أو 
الطبيعة أو غيرها . 
ثانيا : حسن التخلص : 
حرص شعراء العربية في قصائدهم ذات المقدمة إلى وصل الكلام بعضه 
ببعض » صلة لطيفة لا انقطاع فيها بين المعنى الثاني وما قبله » وهو ما يسمى بالتخلص الذي 
عرفه بعض النقاد القدماء بأنه : الانتقال من موضوع لآخر دون خلل أو انقطاع » فلا يشعر 
القارئ بالنقل » فيكون المعنى الأول سببا إلى الثاني » ويكون بعضه آخذا برقاب بعض » وذلك 


مما يذل غلك إجادة الشاعن وكذقه(" ١‏ 


' - الشناوي , علي الغريب , شعر أبي عمر بن حربون , 97 . 


2 - نفسه , 115 . 
7 - ينظر : ابن طباطبا , عيار الشعر , 12 -13 . ابن رشيق , العمدة , 2 /236 -238 . ابن الأثير » المثل 
السائر » 244/2 . ابن حجة » خزانة الأدب » 399/2 - 413 . 


156 


وقد أشار بعض النقاد إلى أساليب التخلص ومنها : استخدام الشاعر الاستفهام 
أو النداء أو الإشارة أو بعض الحروف كالفاء أو الواو أو رب أو بل (؟) » وقد يستخدم الشاعر 
مهاراته في الوصل بين أغراضه عن طريق المعنى(2) » مما يعني اتصال الأفكار والصور . 
وبالتالي اتصال المشاعر والحالة النفسية » وهذا يسهم في إيجاد الوحدة العضوية في القصيدة » 
أما إذا تباينت الأغراض دونما جامع بين الغرض الأول والغرض الثاني » فإن السامع ينفر من 
ذلك ويثب عنه (©) . 

وأما حسن التخلص عند شعراء شلب في عصر الطوائف » فمنه ما جاء عند 


ابن عمار في مدح المعتضد » وبعد وصف الطبيعة بروضها ونهرها ونسيمها وخضرتها » وصف 


ماء النهر والريح تعبث بسطحه فقال: (4) كامل 
وتهرريحٌ الصا فتخالة سيف ابن عباد يْبَدَدُ عمنكرا 
الشاحت المتطور ينيف الكولة لنت مُعطي المُغل من الحبّاء الأكبرا 


وفنا :تظور كدو الشاض على بحبين التحلصن وانكتكداء «المعقن ف الاي :امترحن »عركة القاء 
ولمعانه ليخلص إلى ذكر سيف ابن عباد ومدحه . وأما حسن التخلص عند حسان المصيصي وابن 
الملح وغيرهما من شعراء شلب في عصر الطوائف » فلم أستطع الوقوف عليه » ذلك أن المصادر 
الأندلسية لم تورد لهم قصائد كاملة . 


أمنا التخلص: في عضن" التوحدين »قلا يدوو اها لأن. قضاتد: الشلبييق غالبا 


' -ينظر : ابن رشيق ء العمدة » 236/1 - 238 . ابن جحة , خزانة الأدب , 399/2 -413 . الجبوري » 
يحيى , الشعر الجاهلي خصائصه وفنونه , 254 . 

* - ينظر : بكار , يوسف , بناء القصيدة العربية , 291 . 

7 - ينظر : ابن طباطبا , عيار الشعر . 12 -13 . القرطاجني , حازم , منهاج البلغاء , 319 . 

- خالص , صلاح , محمد بن عمار , 190 . 


1057 


ما توجه للخلفاء والأمراء » ويعتمد الشاعر ضمير الخطاب ويجري في قصيدته ذاكرا إنجازات 
الفا أن الأمو ل على :قايكيا + فالشافل الكلبي فى :هذا العفين (يتظلروق “إلى موتسؤهاك يكون 
الكلقة أو :الامو سطووها نما جد الفسيدة كدف واهدة فق الس لبوق انف اتن رفانت 
التي جاءت لطلب النجدة بعد مدح الخليفة الموحدي » ووصف قوة جيشه » ومن ذلك تخلص ابن 
حربون باستخدام ( الواو الاستثنافية ) إلى استصراخ الخليفة في أربعة أبيات من قصيدة بلغت 
واحدا وخمسين بيتا فقال : (!) طويل 
فأنطقتُمُ بالشكر من كان مُفحماً وجِلّبتمُ بالنور من كان فاحمًا 
وإني لأرْجُو للجزيْرة كرَة تعِيدُ عليْها عَهْدَها المتقادمًا 
وم ذلق تكلفن: ابن الشكل كن أن ايده الليفة الموندئ ٠‏ ونان بحاظه من 
كين ويكنجاهة وك رسع تلص بامتفد ام( ا" المركونية إلى وعدك ولام سلنه رمال بهاين 
خراب على أيدي النصارى في ثلاثة أبيات » من قصيدة بلغت ثلاثة وثلاثين بيت » يقول ابن 
المُتخل : (2) كامل 
ياروضة للاملين وجنة 2 تدعو بحي على التدى ممناحها 
إن الأعادئ لا تزال كعهدها تور بشلب مغارَها وكقاحها 
بعدها - بعد وصف ما حل بشلب - تخلص ابن المُدخل إلى متابعة مدح الخليفة فقال : 
ما ضرا إن عَلّقوا ما حؤلها إن كان سيّفك بعدها مفتاحها 


وهكذا تتضح عناية شعراء شلب في عصر الطوائف والموحدين بانتقالاتهم 


' - الشناوي ٠‏ علي الغريب ٠‏ شعر أبي عمر بن حربون » 157 . 
7 -ابن صاحب الصلاة , المن بالإمامة , 243 . 


158 


وتخلصاتهم كلما دعت الحاجة إلى ذلك ٠»‏ مسايرين بذلك أراء النقاد والبلاغيين القدماء(") » 
فاستخدموا أساليب مختلفة » فكانت تخلصاتهم دليلا على حذقهم وقوة تصرفهم في فنون الشعر ؛ 
نظرا لاتباع الشعر نظام الوزن والقافية مما يضيق على الشاعر مجال الكلام فلا تواتيه الألفاظ 
على حسب إرادته » ويشق عليه الانتقال من معنى إلى معنى(©) . 
ثالثا : خاتمة القصيدة : 

اهتم النقاد بخاتمة القصيدة فأكد بعضهم ضرورة اعتناء الشعراء بها ووجوب 
تجويدها » يقول ابن رشيق : " و أما الانتهاء » فهو قاعدة القصيدة » وأخر ما يبقى في الأسماع 
وسبيله أن يكون محكما : لا يمكن الزيادة عليها » ولا يأتي بعده أحسن منه "(2) . 

وأوجب بعضهم الاحتراز من وقوع لفظ كريه أو معنى منفر للنفس في 
تضاعيف الخاتمة " وإنما وجب الاعتناء بهذا الموضع لأنه منقطع الكلام » وخاتمته فالإساءة منه 
معفية على كثير من تأثير الإحساس المتقدم عليه في النفس "(؟) » كما اشترط بعض النقاد 
ضرورة تضمين خواتيم القصائد حكمة بالغة أو مثلا سائرا أو تشبيها مليحا (©) . 

وحن خو انيه اققائة العلنين .فق .موي الطوانقا: و(الموكدرن "1١‏ الكاسة 
الدعائية التقليدية » وهي الخاتمة التي جعلها شعراء العصر العباسي على وجه الخصوص 


ملازمة لقصائد مدحهم(”) » ومنها قول ابن عمار في خاتمة قصيدة مدح بها المعتضد : (”) 


1 -ينظر : ابن طباطبا » عيار الشعر , 115 . ابن رشيق , العمدة , 239/1 . 
7 - ابن الأثير , المثل السائر , 244/2 . 

7 - العمدة » 239/1 . 

* - القرطاجني » حازم » منهاج البلغاء » 285 . 

7 - العسكري » أبو هلال ٠‏ الصناعتين » 503 . 

- ينظر : ابن رشيق » العمدة »241/1 . 

” - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 200 . 


159 


متقارب 
وعش في نعيم وَدُمْ في مرو ولاسرٌ ربك من لا يس 
فالشاعر يدعو للممدوح بالتمتع بالحياة » ويتمنى لأعدائه عدم الراحة والسرور . 
وقول عبد الله ابن المُّتخل : (1) كامل 
وتكقل الرّحمن نصرة ملككم وأمدّ مدّةَ عمركم وأدامها 
وقد يقر الشاعر في خاتمة مدحته بتقصير مدحه عن مكانة الممدوح » يقول ابن الملح : (2) 
عن 
مَدَحتّكمْ حيث لا فَخْرٌ أزيُدكم فقذ كَحَلت غيوناً جمّة الكخل 
أو تقصير الشاعر عن الإحاطة بفضائل الممدوح » يقول ابن حربون (*) كامل 
أنبا فضلك لا يْقامُ بحقه 2 ولو انها كتبت بذّوْب العسجد 
أو أن للممدوح فضلا في إجادة الشاعر في شعره » يقول المصتيصي في المعتمد : (*) 
متقارب 
وجذت مَعاليكَ أصلاً لشغري وهل نظمٌ الدّرُ لولا النتصاحٌ 
لك الفضل أن طاب شكري وتشري بطيب الرياض تَفُوحٌ الرّيَاحٌ 
أو إهداء الشعر للممدوح » يقول ابن حَربون : (©) طويل 
ودؤتكموها من تنائي فريدة عليُها من التظم البديع فرائد 
قصائد أنى سرت يَوماً فإنتها إلى ابْن أمير المؤمنين قَواصد 


! -ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة 4612 , 

7 - ابن بسام » الذخيرة » 462/1/2 . 

- الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون » 96 » وينظر : نفسه » 128 ٠‏ 140» 169 . 
* - ابن بسام » الذخيرة » 445/1/2 . 

- الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون ٠‏ 106» وينظر : نفسه » 132 . 


200 


وفقذ| ايت مسامين الشعراء الشلبيين فى خوانم :قصائد مدههة: بين الخامة 
الدعائية للممدوح ٠‏ أو بيان تقصير الشعر أمام فضائله » أو إهداء الشعر للممدوح » وأن الشعر لم 
يك لكر 

وبذلك التزم شعراء شلب بآراء النقاد في خواتيم قصائدهم ٠‏ فكانت إشارة 
وأضيفة إلى كياية الكلاه :وطلذوة الداظها »خلاو معاتيها النجينة إل التفين. :وام المتظرعات 
فى أتتعان العلبيين فلم الكظافيها مقدمة أو تحاضة” قدا ودت زريكة الموضوء . 

مقن القولة إن «القضيلاة فعضي التلوائف علب غليها أن سكون :مزكنية”" 
وهي التي تشتمل على نسيب ومدح " (1) » وفي عصر الموحدين غلب عليها أن تكون " بسيطة 
الأغراغرن منت القضيدة القى' كرو :مهفا صرق أو رزكاء ضرفا )م نأف أن الشاض الشلدي فين 
عصر الطوائف اتجه في بناء قصيدته اتجاهين » الأول : نحو القديم » والثاني نحو المحدث ؛ أما 
في :عضر الموحكين تفكان ‏ الأنهاء الجخد .ل يقه القناض الشلي في قسباكد يلشحه عن المقدمانت 
واكتفى بمسايرة بعضها ء أو الإشارة إليها . 

وأما طول القصيدة » فقد بلغت أطول قصيدة عند شعراء شلب في - عصر 
الات ,«قلاقة شعن برنا وروقي. صن المتستين #يلفث اتنوثيا أروعة بوسودبينا »ولسوا 
الذي يسأل حول القصائد التي تعددت موضوعاتها » هل وجدت الوحدة العضوية في هذه 


القفصائد ؟ 


' - القرطاجني » حازم » منهاج البلغاء » 303 . 
1 - نفسه » 203 . 


201 


رابعا : الوحدة العضوية : 

يقصد بالوحدة العضوية في القصيدة " وحدة الموضوع » ووحدة المشاعر التي 
يثيرها » وما يستلزم ذلك من ترتيب الصور والأفكار ترتيبا به تتقدم القصيدة شيئا فشيئا حتى 
تنتهي إلى خاتمة يستلزمها ترتيب الأفكار والصور » على أن تكون أجزاء القصيدة كالبنية الحية ؛ 
لكل جزء وظيفته فيها » يؤدي بعضها إلى بعض عن طريق التسلسل في التفكير والمشاعر" (') . 

وفنعلن ذلك لوجر المتقدة تكن ونين قاقد اقدص الشلى ا بل ورد 
الوحدة العضوية ٠‏ وقد أشار إلى ذلك ابن رشيق نقلا عن الحاتمي الذي قال ' من حكم النسيب 
الذي يفتتح به الشاعر كلامه أن يكون ممزوجا بما بعده من مدح أو ذم » متصلا به غير منفصل 
عنه » فإن القصيدة مثلها مثل خلق الإنسان في اتصال بعض أعضائها ببعض" (©) . 

وأكثر من ذلك أن وجود المقدمة في قصيدة المدح يعضد الوحدة العضوية في 
القصيدة ٠‏ إذا كانت النظرة إلى المقدمة "تقوم على أساس أنها تعبير عن ذات الشاعر وأفكاره 
وواقعه " (3) » وبذلك يكون التخلص عند الشلبيين رابطا لوحدة الجو النفسي » ووحدة التجربة » 
حيث نقل إلينا الشاعر كل ما يتمثله في نفسيته من أحداث العالم الخارجي » وكل ما في الحياة من 
ألواق ضير اع :تومو ششهمهها: أو الساستيها (1) فالسامن الشلبين يفي جحالة النقيوة بالنصن 
فيصورها بمدحه » " فالتجربة التي تتمتع بدرجة كبيرة من العمق هي التجربة التي يبزغ منها 


الشاعر " (©) » يعيشها » فيخلع على كل ما حوله من إحساسه ويفيض عليه من خياله . 


' -هلال », محمد غنيمي » النقد الأدبي الحديث » 394 . 

7 - العمدة . 117/2. 

3 - حفني » عبد الحليم » مطلع القصيدة العربية » 63 . 

* - هلال , محمد غنيمي , النقد الأدبي الحديث , 383 . 

7 - إسماعيل , عز الدين , الأسس الجمالية في النقد العربي , 352 . 


202 


أما :دون الحائية :فى قضناك' الشليين فق اتنتجد مغ .ما تقدنها مق أفكان 
وصور » أي أن قصيدة المدح عند شعراء شلب » وإن اشتملت على المقدمة والخاتمة » فإن ذلك 
لا ينفي عنها الوحدة العضوية ٠»‏ وهذا يدحض مزاعم بعض النقاد من أن المقطوعات والقصائد 
الفصعينة الأتدلكية ففظ صدير يك يورحدة املك 1 + 

ويمكن التاكف من وجوه الوعحدة التضوية بالنظن في قصنائة «الشلينين التي مدكرا 
ذا اخلقاء: الموتخدوق و أمو اعقة. «كركم تقر يعاتهانقن :دكن (العيرشن + والخروت :وسريقة 7 الأعواء 
وغيرها ء إلا أنها حافظت - بشكل واضح - على وحدة الجو النفسي وعمق التجربة عند الشاعر. 

كذلت تيكف المسةة المسووة دن كلل :غناية الداسين تيه الفكلضن : 
حيث حرصوا على اتصال معانيهم وصورهم وعدم انقطاعها » ويمكن التمثيل على ذلك بأطول 
قصائد الشلبيين » وهي قصيدة ابن عمار » وكانت في ثلاثة وتسعين بيتاً ء تطرق فيها إلى عدة 
موشتويقاذام فرق نجل بالورجدة النشنية والقضووية القن الطلفك: النضيدة 

ا ل ل ا 0 
الف 'ككاق ينيشها علي كل اهن 'المشيحة»#العمنام يبك '* والكمام شرح «دوالر بع يصوي © واليرق 


يشهر سيفه » والنجوم لبست ثوب الحداد وهكذا شكل الشاعر مأتما حقيقيا » يقول ابن 


عمار : (*) طويل 
علي وإلاما بكاغٌ القمائم وفيً وإلا ما ناح الحمائم 
وعني أثار الرّعد صَرخة طالب لثأر وهدّ البرق صفحة صارم 


' - ينظر : شاك , فون , الشعر العربي في إسبانيا وصقلية , 79/1 . 
7 - خالص , صلاح , محمد بن عمار , 209 . 


203 


يمضي الشاعر في خلع أجواء من الحزن في أربعة أبيات » يتخلص بعدها لوصف حصانه الذي 
كان سبباً في بعده عن بلده وأهله في أربعة أبيات » فيقول(!) : 

خذوا بي إن لم تهدأوا كل سابح لريح الصا في إِثْرِه أنف راغم 

من العابسات الدّهم إلا التقاقة إلى غرّة أت له تَغْرَ بَاسم 
يشير الشاعر إلى أن بعده عن وطنه كان رغماً عنه » وتتضح نفسية الشاعر في ألفاظه(العابسات 
الدهم) » فيستخدم ما يناسب حزنه من الأشكال والألوان . ليتخلص بعدها إلى وصف حنينه 
لموطنه في ستة عشر بيتا » فيقول :(2) 

ألا قاثّل الله الجياد فإنها نأت بي عن أرض العلىَ والمكارم 

أشلبْ ولا تنساب عَبْرَة مُشفق وحمئص ولا تعتاد زَفرَة نادم 
ف يتخلضن لوضف ذكرزياته الشعيدة في نلك المؤاظن اين أن الحزن يكتون :في تشبييانة ومعانية 
عَندمنا يقل (3) 

وليل لنا بالسّد بين مَعاطف من التهر يَنَسابْ انسياب الأراقم 

وهنا لم يعد النهر معصما على بساط أخضر »٠‏ وإنما أصبح أراقم تسعى ٠»‏ فظهرت مأساة الشاعر 
في 'مغانية وضونه + ويَعد ضف ذكزياته بين أهله:صنحيته + يتخلص لذكن آهل مترسنطة في 
بك ات 0 


وما حال من ربَّتَهُ أرض أعَارب وألقت به الأقدارٌ بين الأغاجم 


' - خالص , صلاح , محمد بن عمار , 209 . 
تفده 7210 
3 اتفسية ):210, 


* تفي 2 ]20 


204 


وهنا يقابل بين حاله بين أهله من الفرسان » وحاله بين أهل سَرشنطّة الذين وصفهم بالعجم » ثم 
يتخلص بعدها بالإشارة إلى أنه اختار البين والفراق رغم صعوبتها » ثم يذكر سخط المعتضد عليه 
ظلما » ويمدح المعتمد ويعتذر منه » راجيا أن تعود أيام الصداقة الأولى » وإن مات دون تحقيق 
هذا الأمل . فهو يسلم بقضاء الله وقدره » وذلك في اثنين وستين بيتا » ثم يختم قصيدته بالدعاء 
للمعتمد » فيقول : (5) 
توالى عَلَيْكَ السّعد ألم صاحب وكان لك الرّحمن أكلاً عاصم 

انسجمت هذه القصيدة في بنائها مع أراء بعض النقاد من وجود "رابط قوي بين أجزائها حتى تبدو 
عملا فنيا متلائم الأجزاء ٠‏ مترابط العناصر ٠؛‏ والتناسق بين البيت وسابقة ولاحقة ليكون هناك 
سلك يجمع بين هذه الأبيات " (2) » وبذلك تجلت الوحدة النفسية والعضوية والمعنوية في لوحة 


متباينة الألوان » إلا أنها تشكل كلا واحدا مثلت صفحة من حياة الشاعر وذكرياته وطموحه . 


' - خالص , صلاح , محمد بن عمار » 219 . 
7 - بدوي , أحمد أحمد » أسس النقد الأدبي عند العرب , 328 . 


205 


المبحث الثاني : الأسلوب 
درس أحمد الشايب الأسلوب » وناقش معناه في دلائل الإعجاز ولسان 
العرب » ومقدمة ابن خلدون » ثم خلص إلى تعريف الأسلوب بأنه : " طريقة الكتابة » أو طريقة 
الإنشاء » أو طريقة اختيار الألفاظ » وتأليفها للتعبير بها عن المعاني بقصد الإيضاح » أو التأثير 
أو الضرب من النظم والطريقة فيه" (؟) . 
فالأسلوب طريقة الشاعر في اختيار الألفاظ وتأليفها لأداء المعاني المقصودة ». 
وهي طريقة تختلف من شاعر إلى آخر تبعا لتباين الشعراء في ثقافاتهم ومؤثرات بيئاتهم » 
وغيرها من عوامل تفرد الشخصية واستقلالها ؛ لذلك كان " الأسلوب - في أوسع معانيه - صفة 
من صفات الشخصية " (©) . إلا أن اختلاف الأسلوب من شاعر إلى آخر يبقى في الإطار العام 
لحيؤانظ اللقة وعتناضييها:: 
ويختلف الأسلوب باختلاف الغرض أو الموضوع الذي يقصده الشاعر » فللغزل 
أسلوب يمتاز بالرقة واللين والسهولة » وللمدح والهجاء أسلوب جزل واضح شديد التأثيرء 
وللوصف أسلوب يختلف باختلاف ما يوصف به (3) ؛ لذلك ذهب ابن طباطبا إلى أن " للمعاني 
ألفاظا تشاكلها فتحسن فيها وتقبح في غيرها " (؟) . 
والحكم على الأسلوب بالرقة أو الجزالة » يعتمد على طبيعة الألفاظ المكونة 
لهذا الأسلوب » فالجزل منها يستعمل في وصف مواقع الحروب ووصف السلاح وأشباه ذلك » 
وأما الرقيق منها » فإنه يستعمل في وصف المشاعر والأشواق » واستجلاب المودات والاستعطاف 
! - الأسلوب , 44 , 
2 - أمين , أحمد , النقد الأدبي , 113/1 . 


37 - ينظر : الشايب , أحمد , الأسلوب , 84 -91 . 
“* - عيار الشعر , 14 . 


206 


وأشباه ذلك (') . فالأسلوب إذن يعتمد على الألفاظ التي بدورها تعتمد على المعنى مضافا إليهما 
طريقة التأليف والصياغة » ومناسبة الألفاظ لمعانيها . 
وقد لاحظ حسن فليفل أن الاختلاف في الألفاظ والأساليب لا يتوقف على 
الشاعر نفسه » أو على الموضوعات والمعاني التي يتناولها فحسب , بل إن العصر الذي يعيش 
فيه الشاعر لا بد وأن يترك آثارا واضحة في أسلوبه وألفاظه (©) . 
وخلاصة القول في الأسلوب ؛ إنه نتيجة لحلفات متداخلة متشابكة تؤدي 
الواحدة إلى الأخرى تتأثر بها وتأثر فيها » فاللغة تتألف من الألفاظ » والألفاظ تدل على معان » 
والمعاني تشكل الغرض الشعري ٠‏ والألفاظ تشكل اللغة » وصياغة هذه العناصر والتأليف بينها 
بمهارة يفضي إلى الأسلوب الجيد » وإهمال أي عنصر من العناصر المتقدمة الذكر » يؤدي إلى 
نقص في البناء الشعري ؛ ما يلبث أن يقف عنده النقاد . 
وذو انية الاناريت يغنفه نيهر لف السليوون ولت اانه كتاك هن سين اشاقن 
لأخر في الغرض نفسه . فابن الملح يصف الطبيعة في قصائد مدحه ٠‏ فيقول :(3) كامل 
والرّوض يَبْعَتْ بالتسيم كأثما أهدَاهُ يَضْرِبْ لاصطباحك معدا 
سكران من ماء النعيم وكلما 2 عَنَاهُ طَائَرَهُ وأطرب ردَدا 
زَهْرَ يَفُوْحْ به اخضرازٌ تبَّاته ‏ كالزهر أَسْرَجها الظَلامُ وَأوَقدا 
ويصف ابن حربون الطبيعة في مدحه أيضا ء بقوله : (؟) كامل 


وأصخ لذكر اليُوسُفيّة إ[هبا منعت مغاني الشّغب من أن تذكّرا 


' -ينظر: الجرجاني , القاضي , الوساطة بين المتنبي وخصومة , 24 . ابن الأثير , المثل السائرء 172/1. 
7 - ينظر: ابن الأبّار القضاعي حياته وشعره » 367 , رسالة ماجستير »الجامعة الأردنية » عمان » 1982م . 
7 - ابن خاقان ٠»‏ القلائد » 559/2 . ابن بسام ٠‏ الذخيرة » 454/1/2 . 

“ - ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 332 . 


207 


دَبّجتَها من حُنن خَلقه جلة وسقيتها من جود كفك كوثرا 
فإذا سقيط الطّلَ رف بزهرها تقطت بها كف النّسميم الجؤهرا 
كانت كظهنر الترس ميا صّخصحًا فوته الهدون روظنا كضرا 
يظهر جليا تشاكل الأسلوب عند الشاعرين في غرض الوصف ٠‏ فابن الملح يصف البيئة المترفة 
ورياضها الغناء » وكذلك يصف ابن حربون مدينة مراكش وقد أصبحت جنة وارفة الظلال » لذلك 
رقت ألفاظ الشاعرين كليهما » حتى أنها تمائلت في بعضها ء مثل : النسيم » والروض » 
واخضرار الأرض » والزهر » وغيرها . 
ويمكن بذلك القول : إن المعاني التي قصدها كلا الشاعرين أثرت في ألفاظهما 
التي لا بد لها أن تتآلف مع المعنى وترتبط به » فاللفظ جسم وروحه المعنى » والمشاكلة بين اللفظ 
والمعنى قيمة جمالية » تؤدي إلى تحسين الشعر وحلاوته » وتزيد من قوة تأثيره في نفس المتلقي » 
وإذا اختل أحدهما » ساء تأثيره في النفوس (!) . 
ويختلف أسلوب ابن حربون نفسه في غرض المدح عنه في غرض الوصف 
فيقول في مدح أبي يعقوب يوسف : (2) كامل 
بلجت بكمْ حُجَجْ الكتاب المُرّل 2 ونصرتم نصر الب المُرْسل 
وجَلوتُمْ غَمّرات كل ُجنّة لو أن صبّحاً راقها لم ينجل 
وخضبثُمْ بالضّرب ناضلة الظبى 2 وضربتمٌ بالسّعد قبل المتصل 
فقد ساق الشاعر أفكاره ومعانيه في قالب تعبيري يتسم بالرصانة والإحكام » تجلى ذلك في اختيار 


ألفاظ جزلة موحية وتراكيب قوية تتناغم مع سياق القصيدة » وإظهار شجاعة الممدوح ومن ذلك : 


' -ينظر :حسين , عبد القادر , فن البلاغة » 57 . عثمان , عبد الفتاح , نظرية الشعر في النقد القديم » 126. 
7 - الشناوي , علي الغريب , شعر أبي عمر بن حربون , 133 . 


208 


للج يكم )»الت :نري بالصدق والوضوع:» اتجلرك ستززاك ):؟ الت فويس بإذالة المسدوح 
للطلم المنراكم © (وخَضبثة بالشترب ناضلة الطبى) + وكا يجمل الشناعر من ضور ة كم الأعسداء» 
فهو الخضاب الذي خضب به سيفه » ويأتي بكلمة (الضرب) ليفصح عن الوسيلة التي حدث بها 
هذا الخضاب ,٠‏ وكذلك (ضربتم بالسعد) » التي توحي بقوة حجة الممدوح وجلاء برهانه » الذي 
أفحم أعداءه قبل السيف . 

ويبدو أن الشاعر يلتزم في مدحه بما حدده ابن رشيق من أسلوب مدح الملوك " 
وسبيل الشاعر - إذا مدح ملكا - أن يسلك طريقه الإيضاح والإشادة بذكر الممدوح » وأن يجعل 
معانيه جزلة وألفاظه نقية » غير مبتذلة سوقية " (1) . 

ويمكن القول : إن أساليب الشعراء في شلب مالت إلى الجزالة والقوة في بعض 
الأغراض مثل المدح - كما هو واضح في مدح ابن حربون المتقدم - أو وصف الوقائع 
الحربية(”) » وفي ذلك يقول فون شاك : " وكان سكان شبه جزيرة إيبريا يتباهون كثيرا بمعارفهم 


اللغوية » وكانت مزايا أعمالهم تقيم عادة بمدى ما يحرصون عليه من دقة 


بينما مالت أساليبهم إلى الرقة والسهولة في أغراض أخرى ؛ مثشل وصف 
الطبيعة » ووصف الخمر ومجالسها » والغزل » حيث اتضحت الرقة والرشاقة في الأسلوب 
المتحضر عند الشلبيين في هذه الأغراض » ومن ذلك قول ابن عمار : (4) كامل 


تفسي وإن عذبتها تهواك ويَهْرُها طرَبْ إلى لقياك 


' - العمدة , 128/2 . 

* - ينظر : ابن صاحب الصلاة , المن بالإمامة , 151 . 
* - الشعر في إسبانيا وصقلية » 77/1 . 

- خالص , صلاح , محمد بن عمار , 242 . 


209 


مُتنّهاً في روض حَدَك شاريا كأس الفتور تديرها عيّناك 

لا تَغربي يا روضة مَحظورة 2 حتى أمدَ يدي إلى مجناك 
يختار الشاعر الألفاظ المناسبة لغرضه . المعبرة عن عواطفه »؛ مثل : العذاب والهوى واللقيا» 
ويعمد إلى بعض التشبيهات المناسبة » فخد المعشوقة روضة . وفتور عينيها ساق يدير الكؤوس 
وإلى بعض الألفاظ الموحية » مثل : لا تغربي » التي أوحت بأن المعشوقة شمس ؛ وروضة 
محظورة » التي أوحت بجمال المحبوبة وتمنعها . وبذلك يمكن أن تؤدي الكلمة دورها في ترجمة 
جيشان العواطف الوجدانية » والتعبير عنها بصوره دقيقه تامة » يساعدها على ذلك ما تتمتعبه 
من أبعاد نفسية وظلال موحية (؟) . 

وهنا يلاحظ عدم الجدة في الألفاظ والمعاني » وإنما الجدة في صياغتها 
وتوشيتها بتشبيهات محببة إلى النفس ٠‏ فهو شعر له بهاء في أسلوبه » حتى ليخيل للمرء أنه 
شعر جديد (©) » فالشاعر بأسلوبه الخاص » يوجد علائق جديدة بين ألفاظه المختارة " يقصد بها 
بعث صورة إيحائية » وفي هذه الصور يعيد الشاعر إلى الكلمات قوة معانيها التصويرية الفطرية 
في اللغة" (2) . 

يلاحظ مما تقدم أن أسلوب المدح يختلف عن أسلوب الغزل واللهو » والوصف 
يحتلف بين وصف الزياض ٠‏ ووضف الحروبا وهكذا : وأن البيئة الشلبيّة قد أسهمت في رقة 
الألفاظ وسهولتها » فكان المدح بألفاظ جزلة بعيده عن التوعر والخشونة » وإنما اكتسب شعر 
الغذك كاير | 'طنها الافشناتة.,علق الذاحية الوتجداقة نو المسامن 'الزقينة وصور اكب نينا كاه 
عليه في المدح . 
' - ينظر : الأهواني , عبد العزيز , ابن سناء الملك ومشكلة العقم والابتكار في الشعر , 24 . 


* - ينظر : ضيف , أحمد , بلاغة العرب , 114 . 
3 - هلال , محمد غنيمي , النقد الأدبي الحديث , 377 - 378 . 


210 


ولا يعني ذلك أن موضوع القصيدة وحده يحدد قيمة القصيدة النهائية » ولكن " 
العلاقة التي تنشأ بين اللغة وبين التجربة الشعورية » والفروق الدقيقة التي تنشأ من هذه العلاقة 
هي التي تحدد قيمة العمل الفني " () . فاللغة عنصر أساسي في تكوين القصيدة » لأنها الوأسيلة 
التي يعبر بها الشاعر عن كوامن نفسه ٠‏ وهي مادة الأديب الخام » التي يشكل بها أفكاره وخياله 


وأحاسيسه . وبها يتواصل مع الآخرين » ومن الأمثلة على ذلك : قصيدة ابن حربون » التي يقول 


فيها : (2) بسيط 
لله ما هاج لمع البارق الشاري على فؤاد ريب نازح الذَارٍ 
أكبً في الأفق منة قادح مطل ينقد ثوب الدُجى عن زنده الواري 
كان الصا وطري إذ كنت في وطّني فقد فجعت بأوطاني وأوطاري 
فقد عَرَبْت عن الدنيا وبَهؤجتها وقلت للنفس صَبْراً أمَ صبّار 


فقد شحن الشاعر ألفاظه بأحاسيسه ومشاعره » فاستخدم (هاج) للدلالة على شدة الشوق وثورة 
المشاعر التي أثارها (لمع) البرق الذي لا يكاد يرى لسرعته » ثم ذكر موطن هذه المشاعر » وهو 
(فؤاد) الغريب ٠‏ وحدد الغربة بأنها النزوح عن الدار » كذلك استخدم الشاعر ألفاظا أخرى أظهر 
من خلالها حزنه وألمه » وصدق تجربته » ومنها : أكبْ » قادح » ثوب الدجى » فجعت » عزبت 
أم بازي...وهكذا فقد,وظف الشاغر' الشلبي الفاظه توظيفا سليما للدلالة على معائيه المطلوينة : 
ونقل تجربته الشعورية إلى المتلقي والتأثير فيه . 

ويبدو أن شعراء شلب مالوا للمقطوعات في أغراض وصف الطبيعة والغزل 


والرثاء والخمر » لأنهم كانوا يرونها أكثر تصويرا لما في نفوسهم من إبراز معنى لطيف » أو 


' - العشماوي , محمد زكي , قضايا النقد الأدبي , 43 . 


7 - الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون » 120 . 


211 


بدافع حبهم لفنون البديع وصناعة التشبيه » أو التصوير » فهم إذا ما أعجبوا بصورة ما سارعوا 


لنظمها في البيت أو البيتين ... لهذا تعد مقطوعاتهم مجالاً واسعا لفنيتهم الأصيلة » ودليلا عا 


حضور بديهتهم » ومن ذلك قول ابن الملح : (؟) طويل 
هي الخمرٌ من ريق الحبيب مذاقة لديْها ومن أنفاسه مَتِبسسَمُ 
خبت تحت مرج الماء شعلَةٌ نارها فلمْ يبْق إلا نورها المتجَسّم 


وهنا شبه الشاعر مذاق الخمر ورائحتها » بريق الحبيب وابتسامته » وجعل لها نارابدت في 
بريقها » فأصبحت الخمر معشوقة الشاعر » وبذلك كثف الشاعر في هذين البيتين معانيه 
وصوره ء وفي ذلك يرى الرافعي أن الشعر الأندلسي يمتاز " بتجسيم الخيال النحيف " (*) . 

ويوضح سارتر الشبه بين اللفظة عند الشاعر وبين الألوان عند الرسام والأنغام 
عند الموسيقي ؛ .... فالكلمات اللغوية عند الشاعر ليست دلائل لمعان محددة تؤديها وإنما هي 
أشياء أو كائنات يجري فيها الشاعر عمله كما يجري الرسام والموسيقي في الألوان والأنغام 
عمله(”) » فقد تضمنت ألفاظ ابن الملح دلالات نفسية نجح في توظيفها » فعبر عن قيمة الخمر 
ومكانتها في نفسه 

ويمكن التفريق بين ألفاظ شعراء شلب في عصر الطوائف التي تأثرت 

بالطبيعة في حين تأثرت الألفاظ بالبيئة الحربية في عصر الموحدين بصورة أكبر » مع ملاحظة 
ابتعادها عن الغموض والتعقيد في كلا العصرين » فاختفت الألفاظ الخشنة والغريبة التي كان 
يستعملها قدماء الشعراء » لأنها لم تعد تناسب نفسية المجتمع الجديد وذوقه ومصددر إيحائه 
الأدبي. 
! - ابن خاقان » القلائد » 561/2 . 


2 - تاريخ آدب العرب , 296/3 . 
3 - ينظر : ما الأدب , 3 - 4 , 


212 


كذلك يمكن القول : إنه لا تكاد تخلو قصيدة من قصائد الشعزاء الشلبيين في 
عصر الطوائف - مهما كان غرضها - من الألفاظ والمفردات المستوحاة من الطبيعة » والمعبرة 
عن جمالها وسحرها وروعتها » فدارت في أشعارهم وكثرت من مثل ألفاظ : الزهر ؛ النسيم 
الرعد ٠‏ البرق ٠»‏ الليل » الصباح » القمر ء الورد ...الخ » وإن ذلك " لم يكن زينة للتركيب .بل 
عمد الشاعر إلى تكثيف ما في اللغة من وسائل تعبيرية تمجد ما في الطبيعة الكبرى من أشياء 
ليستخرج ما في باطنها من أسرار " (؟) . ويكفي أن ينظر القارئ في قصيدة ابن عمار : أدر 
الزجاجة (*) » أو قصيدة علي إلا ما بكاء الغمائم (”) » أو قصائد ابن الملح »؛ أو حسان 
المصتيصي والأمثلة على ذلك كثيرة وافرة . 

أما فق عضر :الموجديق #فقة تزلهم الحماء القناضر المشلي بالتحائل الكلتفحة 
بالمقاراكة مم عصين الطرافف إلا كان الشاعر الحلى ثيل قضوة فح امه و ووضمفة 
الطبيعة بمتنزهاتها أو القصور بتماثيلها » ويبدو أن التراجع في الاهتمام بالطبيعة . كان سمة 
العصر الموحدي , فقد لاحظ ذلك أحد الباحثين بقوله : " وفي عصر الموحدين أصاب المعجم 
الطبيعي شيء من الانكماش والذبول.... في حين توسع وازدهر حقل المفردات الدينية "(*) . 

فقد أكثر شعراء شلب من ألفاظ العقيدة والدين في شعرهم بالمقارنة مع ألفاظ 
الطبيعة » وقد اتضح ذلك في غرضي المدح وشعر الجهاد » ومنه قول ابن الشواش في مدح أبي 
يعقوب يوسف :(0) كامل 


عهد أنار به الهدى والل#ين واستظهر التأييد والتمكين 


' - عبد البديع , لطفي , الشعر واللغة , 93 . 

2 - ينظر : خالص , صلاح , محمد بن عمار , 189. 

3 - ينظر : نفسه , 209 . 

* - السعيد , محمد مجيد , الشعر في عصر المرابطين والموحدين , 346 . 
57 -ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 240 . 


213 


بُشرى الخلافة إذْ تقلّد عَهْدَها ال التقىُ الطاهرٌ الميمو: 
اقترب أسلوب الشعر من النثر عند شعراء شلب » وخاصة في موضوع 
الإخوانيات رغم اشتماله - غالبا - على معاني المدح » وفي ذلك يقول ابن طباطبا :" فمن 
الأشعار أشعار محكمة متقنة ٠‏ أنيقة الألفاظ حكيمة المعاني » عجيبة التأليف إذا نقضت وجُعلت 
نثرا » لم تبطل جودة معانيها » ولم تفقد جزالة ألفاظها " (') » ومن ذلك ما أجاب به ابن عمار ابن 
رزين الذي دعاه إلى أحد مجالسه » يقول ابن عمار : (2) طويل 
سأفررة بالتمويل ذكرك كلها تعاورت الأمنماءً غَيْرَكَ والكنّى 
لأوسعتني قولاً وطؤلاً كلاضمئا يُطوق أعتاقاً ويُخرسْ ألسئتا 
وشرقتنى من قطعة الروض بالتي تناثرَ فيها الطبع روضاً وسوستنا 
فالشاعريقول الستكيقة :سافزيق + النسف بالكشناةة و الشدام كلما ذكريهة اممناء* عير ك مو الك ايده فقهد 
غمرتني بجيد قولك وجزيل كرمك ٠‏ فكلاهما يطوق الأعناق » ويُعجز الألسن عن وصفه ء 
وشرفتني بقطعة من شعرك » هي الروض بما بدا فيها من أخلاقك وطبعك . 
بدت عناية الشاعر - في الأبيات المتقدمة - واضحة بمناسبة ألفاظه وانسجامها 
مع المعنى » فالمشاكلة بين اللفظ والمعنى مردها إلى الانسجام » وهو أن يأتي الكلام متحدرا 
كتحدر الماء » بحيث يتسم بسهولة السبك » وعذوبة اللفظ » وسلامة التأليف » حتى يكون للبيت 


الشعري وقع في النفوس » وتأثير بالقلوب(”) . 


! - عيار الشعر , 13 . 
َ - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 260 . 
* - ينظر : موسى , منيف , في الشعر والنقد » 11 . 


214 


وم ختضائضن” الأطلوب:. عند شعز اه شلت: + الميل: إلى. التفصيل والتقصتي 
الدقيق » خاصة في شعر الوصف ؛ حتى يشكل الشاعر من الجزيئات الدقيقة لوحته المطلوبة » 
وتتضح هذه الخصيصة في وصف ابن الملح لحلبة خيل (') » ووصف ابن الشواش وابن المُتخل 


وابن حربون لخيل الموحدين(2) ٠‏ كذلك وصف معارك الموحدين وحركات جيوشهم (3) 


ومن ذلك قول ابن حربون :(*) بسيط 
ها إنّها كالدبًا تَنَسَاعْ نى وكم فيها الحفاظ وفيها الصّبر والجلذ 
ترى الكماة التي ما شأتها خورٌ على الجياد التي قد زانها الحَيَد 
شيب ومُردَ يُنادي البأسْ إن ركبوا أين الغواة الألى قد طال ما بَرِدُوا 
ظنوا بها قد أتت تُزجي مَقانبها مثل الرواعد فيها البرق والبَرّد 


ولهذه الناحية الأسلوبية مزية خاصة ٠»‏ فهى تسهم في " تقريب الصورة الشعرية من الواقع الحي 
وربط الشعر بالحقائق الكائنة » دون إسراف في الصياغة الفنية أو غلو في الخيال "(0). 

يلاحظ أن هذا الأسلوب أكثر ما يتضح في عصر الموحدين ٠‏ حيث صاغ 
شعراء شلب أشعارهم في معارك الموحدين التي عايشوها بأنفسهم » وهو ما جعل ابن صاحب 
الصلاة يحتفظ لنا بالكثير من قصائدهم كاملة » فهي أشعار لا تعتمد على تخيل أو إيهام » كما أنها 


تبتعد عن الإسراف النظري في تقويم الأشياء فهي تروي واقعة تاريخية » ثابتة حدثت بالفعل . 


' - ينظر : ابن خاقان » القلائد » 564/2 . ابن بسام » الذخيرة » 463/1/2 - 464 . 

7 - ينظر : ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 460 . الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن 

حربون » 103 . 

3 -ينظر : ابن الأبّار » الحلة السئّيّراء » 273/2 . ابن سعيد » المغرب » 382/1 . المقري »ء نفح الطيب » 
4 » 4656 . الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون » 69 » 74 » 80 » 110 - 112. 

“* - الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون » 111 - 112 . 

7 - السعيد » محمد مجيد » الشعر في ظل بني عباده » 250 . 


215 


أما الاق االمضتق فلي اهار التلحيق ج ققد يذ واافتيحاً قتي امن كك نيه يدن 
اليحسنات البديعية > تاكن بالتقاليد الأدبنة التى كاك سائدة في عل" الطوائف "“واعتمامها الزائد 
بالشكل والزخرفة اللفظية "(!) » وأما في عصر الموحدين » " فكان الاهتمام بالبديع أحد مقاييس 
الذوق7 2 نومع المتمتات البطعية فى لتحاو القليتق : 
الجناس : 
وهو الذي يكون تركيب حروف ألفاظه من جنس واحد »؛ وحقيقته أن يكون 
اللفظ واحدا والمعنى مختلفا » وعلى هذا فإنه اللفظ المشترك (©) . وقد كثر الجناس في أشعار 
الشلبييق + بأتواعه''المتخلفة +« التاد والداقضن + :ومع الأمظة على ذلك + قل ابن المتخل ::(4) 
طويل 
أمرسلها شعث التواصي ستواهمًا ومُصدرها شقراً وقذ وردت شهنيًا 
ولكن رأت شهب الهُدى مُستنيرة فَخاقت رجؤماً من أستته شهبا 
وقول ابن حربون : (©) بسيط 
انظر إلى مَجمع البّحرين كيف حوى من الفضائل ما لم يحوه أحَد 
صنوان ما اجتمعا في أرض أندلس إلا ليُحبِيَ فيها ديتة الأَحَدْ 


في قل لين الشحل8) كامل 


' - خالص » صلاح » إشبيلية في القرن الخامس الهجري » 150 . 

7 - عيسى » فوزي سعد » الشعر الأندلسي في عصر الموحدين » 315 . 

3 - ينظر : القزويني , جلال الدين » الإيضاح , 318 -320 . الأيوبي , ياسين , آفاق الشعر العربي في العصر 
المملوكي » 415 . 

4 - ابن صاحب الصلاة , المن بالإمامة » 155 . 

7 - الشناوي , علي , شعر أبي عمر ابن حربون » 109 . 

5 -ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 460 . 


216 


ليس ابن سعد حلف سعد إذ غدا حلف التصارى عاضداً أحكامها 
وقول ابن حربون : )١(‏ طويل 
فأنطقتُمُ بالشكر من كان مُفحماً و جِلّبتمٌ بالنور من كان فاحمّا 
وفي قول ابن عمار : (*2) نك كان 
تَهترٌ في حُلي النّدى وتنم عن تفس الصبا 
عادت بريعان الشبا ب وجدّدت عَهِدَ الصبا 
وقول ابن حربون : (*2) مجزوء البسيط 
راش إمامُ الهُدَى جتاحي 2 وليس في الحق من جُناح 
وقرن أن السحل جز طويل 
وقد كان هذا الدّين ولىَّ شبابُه فلمًا تولىً الدّين لم يَعْدْ أن شبًا 
وفي قول ابن الملح : (©) طويل 
وقول انن السحن +( طويل 
بلاد قَضئ فيها الشباب مآربي وأيقى لتفسي ما بقيت بها أريًا 
وفي قول ابن الملح : (”) بسيط 
أنا المدارة بين الكأس والطَّبق والمستعارةٌ للآداب والحدّق 


- الشناوي , علي الغريب , شعر أبي عمر ابن حربون » 157 . 
2 - خالص , صلاح , محمد بن عمار , 256 . 

- الشناوي , علي الغريب , شعر أبي عمر ابن حربون » 89 . 
“4 - ابن صاحب الصلاة , المن بالإمامة » 153 . 

7 - ابن بسام , الذخيرة , 470/1/2 . 

6 - ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة , 153. 

7 - ابن خاقان , القلائد » 565/2 . 


217 


أكون للورد والخيريّ آونة وتارة لغصون الآس والحبّق 
وفي قول ابن الشواش : )١(‏ كامل 
ضمن الله لكفه ولسيفه رزق الأنيس وكل وحش ساغب 
جب الورى من شامخ سامي الذْرى قلق المَطايا مُدْلِجٍ أو سارب 
وفي قول حسان المصّيصي : (*2) بسيط 
حاز المؤيّدُ مما قلت أَفَضَله وزاد للقرق بين القول والعمّل 
تعطي الهواء ومن الأرض غرتة نوراً وتوراً عطاء الشمس في الحَمّل 
يتضح مما تقدم عناية شعراء شلب بالجناس بما فيه من تقارب الأصوات وتمائلها » 
الأمر الذي يعضد الجانب الموسيقي في أشعارهم » إضافة إلى تعليق الكلمة بغيرها في اللفظ 
لتزداد بذلك قوتها الشعرية » لذلك ذهب لطفي عبد البديع إلى أن " القوة الشعرية للكلمة لا تظهر 
إلا حين تنازع صاحبتها وتقتنص فيها الإكسير الشعري" (©) . 
الطباق : 
وهو الجمع بين الشيء وضده » كالجمع بين السواد والبيياض(؟) » أو الجمع 
بين المتضادين مع مراعاة التفاضل » فلا تجيء باسم مع فعل ولا بفعل مع اسم(”) . وقد اهتم 
شعراء شلب بالطباق في شعرهم » وأحسنوا استخدامه » بنوعيه : طباق الإيجاب والسلب » 


فالتضاد من الوسائل الفنية التي يعتمد عليها المبدع في إقامة علاقات جديدة بين مفردات اللغة » 


| -ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة ٠‏ 210 . 

7 - ابن بسام , الذخيرة , 437/1/2 

73 - الشعر واللغة » 88 . 

* - ينظر : العسكري »ء أبو هلال » الصناعتين » 316 . 

7 - ينظر : محمود ٠‏ شهاب الدين » حسن التوسل إلى صناعه الترسل ٠‏ 200 . 


215 


كما يتولد من خلال الجمع بين المتناقضات ضرب من المباغتة يفجأ المتلقي ويثير مشاعره (؟) 
ومن أمثلة ذلك ٠‏ قول ابن عمار: (*) كامل 
وأفق من الأتف الذي تعتدة عزأ فقد يدع العزيز ذليلا 
وقوله أيضا :(*) كامل 
من كل أبيض قد تقلّدَ أبيضاً عَضباً وأسثمر قد تقلّد أسمرا 
وقول ابق المتحل 4(7) طويل 
فتحتم بلاد الشرق فاعتمدوا الغربا. فإنَ تسيمٌ التصر بالفتح قد هبًا 
وقول المصتيصي : (0) طويل 
أضاء بك الأفق الذي كان أظلما وقد لحت في الإكليل بذراً ممما 
وقول ابن الملح : (©) كامل 
من معشر يُمسي ويُصبح طفلهُمٌ <١‏ من حب (...] العلا في مَعْشر (”) 
ومن طباق السلب » قول حسان المصّيصي ؛ (3) بسيط 
من استطال بغير السّيف لم يطل ولمْ يَخبا من جاح سائل الأسل 


ول ال ال 1 ظويل 


- أحمد » محمد فتوح ٠‏ شعر المتنبي قراءة أخرى » 76 . 

7 - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 286 . 

خفسه . 191 . 

4 - ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 150 . 

7 -ابن بسام , الذخيرة , 2 /1/ 435 . 

© - نفسه , 457/1/2 . 

” - يمكن تقدير اللفظة المحذوفة ب (آباء ) حيث يستقيم البيت . 
5 - ابن بسام , الذخيرة , 2 /1 /437 . 

7 -ابن صاحب الصلاة , المن بالإمامة , 155 . 


219 


فلو لم تَجْزهَا السّفن تو عدوّها لجازت إليها البَحر تَقطعْه وتيا 
وقول ابن الملح : (*) كامل 
خطمت بحبل الشيب أنف شبيبة 22 قَذْكان قبل صرُوفها لم يُخطّم 
ومن أساليبهم أيضا المقابلة » كما في قول ابن الشواش : (2) كامل 
فتمرٌ يمنا بالرضا لمُسالم وتم برحاً بالردي لمُحارب 
ومنه قول ابن عمار: (*3) كامل 
أمْ مَنْ طوى الصُبح المنير نقابّة وأحاط في الليل البَهيم عَرَارهُ 
وقول ابن حربون : (*) طويل 
فجاوٌوا كما جاءت أسودٌ بَواسل وولوا كما ولت نعامٌ شوارذ 
وحقيقة فإن الأمثلة على الطباق والمقابلة تناثئرت بشكل واضح في شعر شعراء شلب » اكتفيت 
بهذا القدر منها » ويبدو أن شعراء شلب عمدوا إليهما بقصد الإيضاح » فقد فطن شعراء شلب إلى 
أن للتضاد قيمته " فالمعاني تتداعى والضد أقرب إلى الضد ء وهو أكثر خطورا في البال » والعقل 
أسرع استجابة له » وهو الذي يوضح الفكرة ويعين على الفهم " (©) . 


الته 5 


0 


وهو قصدك إلى البيت من الشعر » أو القسيم » فتأتي به في آخر شعرك أو 


وسطه (©) » أو هو أن يُودع الشاعر في شعره بيتا تاما » أو نصفه أو ربعه » من شعر غيره » 


' - ابن بسام , الذخيرة , 459/1/2 . 

7 - ابن صاحب الصلاة , المن بالإمامة » 210 . 

3 - خالص » صلاح , محمد بن عمار » 221 . 

- الشناوي علي الغريب , شعر أبي عمر بن حربون , 105 . 

7 - نافع , عبد الفتاح صالح , عضوية الموسيقا في النص الشعري , 49 . 

“ - ينظر : ابن رشيق , العمدة » 720/2 . ابن منقذ , أسامة , البديع في نقد الشعر . 249 . 


2320 


بعد أن يمهد له بروابط متلائمة تجعله منسجما مع ما قبله وما بعده (') . 
ويرى ابن حجة أن أحسن التضمين ما صرف البيت عن معناه الأصلي ليلائم 
المعنى الجديد » ويجوز في البيت المضمن » أن يجعل عجزه صدرا ٠‏ وصدره عجزا (2). 
وبدراسة أشعار شعراء شلب » وجدت أن شعراءها أكثروا من هذا النوع البديعي » مما يشير إلى 
تمتعهم بثقافة أدبية واسعة » واطلاعهم على نتاج السابقين من الشعراء » كما يؤكد إعجابهم بأشعار 
القدماء وأساليبهم » ومنهم المتنبي » وأبو تمام » والبحتري ٠‏ والمععري وغيرهم . ومن أمثلة 
التضمين » قول ابن عمار : (©) بسيط 
لو اختصرتمْ من الإحسان زرتكم وَالعَدْبْ يُهجَر للإفراط في الخصر 
فهذا البيت كله مأخوذ من أبي العلاء المعري : (*) سوط 
لو اختصرتمْ من الإحسان زرتكم والعذْبُ يُهِجَر للإفراط في الخصر 
وقد يكرق ‏ التطسون جقيا نتودق ذلك قوله ابرق السدل(3) طويل 
ويستنشد البطريك في عرصاتكم " فديناك من ربع وإن زدتنا كرابا " 
فعجز البيت مضمن من قول المتنبي : (2) طويل 
َدَيّناكَ من ربع وإن زدتنا كربا فنك كنت الشرق للشمس والعَريًا 
ومن ذلك أيضا قول حسان المصتيصي:(”") طويل 
إذا غبت عن أرض تَمَّثلَ أهلها "عسى وطن يدنو بهم ولَعلّما' 
- ينظر : الغباري , عوض , دراسات في أدب مصر الإسلامية » 177 . 
7 -ينظر : خزانة الأدب » 19/4 -21 . 
3[ - خالص » صلاح , محمد بن عمار » 262 . 
“4 - سقط الزند , 56 . 
7 -ابن صاحب الصلاة , المن بالإمامة , 155. 


8 - ديوانه , 56/1 . 
7 - ابن بسام , الذخيرة , 1/2/ 435 . 


221 


فعجز البيت كله مضمن من قول أبي تمام : (!) طويل 
عسى وطن يدنو بهم ولعلما وإن تعتب الأيامُ فيهم فَرَبّما 
وقد يكون التضمين في اللفظ » كما عند ابن عمار في قوله :(7) طويل 
وماذا عسى الواشين أن يتزّيدوا سوى أن ذنبئ ثابت متَصحّح 
ويقول المجنون : (©) طويل 
وماذا عسى الواشين أن يتحدثوا سوى أن يقولوا إنني لك عاشق 
فابن عمار يأخذ لفظ المجنون مع اختلاف في المعنى . 
ومن ذلك قول حسان المصّيصي : (*) بسيط 
وإن أتتك أمورٌ لم تعد لها فانهض برأيك بين الرّيث والعجل 
فهذا تضمين من قول الأعشى : (©) بسيط 
كأنّ مشيتها من بيت جارتها من السّحابة لا ريث ولا عَجَل 
وقد يكتفي الشاعر الشلبي بالإشارة إلى معنى مشهور لشاعر قديم » مثل قول ابن المُتّخل: (6) 
طويل 
بلادٌ قضى فيها الشباب مآربئ وأبقى لنفسي ما بَقيت بها إربا 
يشير لقول ابن الرومي : (") طويل 
وَحبّبَ أوطان الرّجال إليهم مآربُ قَضّاها الشبابُ هنالكا 


! - ديوانه , 232/3 . 

7 - خالص , صلاح محمد بن عمار , 317 . 

7 - ديوانه , 203 . 

* - ابن بسام , الذخيرة , 2 /437/1 . 

7 - ديوانه , 105 . 

6 -ابن صاحب الصلاة , المن بالإمامة , 153 . 
7 - ديوانه , 1826/5 . 


222 


ويشير ابن الشواش في قوله : (1) كامل 
عزمات منصورٍ العزائم غالب ضمنت فتوح مشارق ومغارب 
إلى قول المتنبي : (2) طويل 
على قَدْر أهل العزم تأتي العزائم وتأتئ على قَدْرِ الكرام المكارم” 
وقول ابن عمار : (©) طويل 
إذا ركبوا فانظرة ول طاعن وإن نزلوا فارْصدَهٌ آخر طاعم 
يشير إلى قول عنترة : (*) كامل 
يُخبرك من شهدَ الوقائع أنتي أعْشَى الوغى وأعف عند المَغتّم 
وزاقها سسمق القناطى 'القابي تعديدقه كقن "فق التعاني و الالشتاعة ناسنال 
التي وردت عند القدماء » وخاصة المتنبي وأبا تمام » حيث اتضح تأثر شعراء شلب بهذين 
الشاعرين في عصر الموحدين أكثر من غيرهما . 
فقضيدة أبن التحل[ التى مظلعها ::(3) طويل 
فتحتمٌ بلاد الشرق فاعتمدوا الغربا فإنّ سيم النّصر بالفتح قد هبًا 
اقتفت أثر قصيده المتنبي التي مطلعها: (فَدَيّناك من ربع ...) وذلك في الوزن واللغة » إضافة إلى 


تميق يعضن ألقاظها ومعاتيها وأمالبيها (9): 


! -ابن صاحب الصلاة , المن بالإمامة , 208 . 
7 - ديوانه , 378/3 . 

3 - خالص , صلاح , محمد بن عمار , 217 . 

- ديوانه , 16 . 

7 -ابن صاحب الصلاة , المن بالإمامة , 151 . 
6 - ينظر : ديوانه , 56/1 - 69 . 


223 


ومن تشميق يعطن الألفاظ والمعائى + قوق عبد الاين الشتكل :(3) . كام 


وإذا بروق المُزن لحن كواذبا صدقت بروق نواله مَنْ شامها 
منكول أنج قناء ا طويل 
بأوفاهُمُ برقا إذا أخلف السَنا وأصدقهمٌ رعداً إذا كدب الرّعذ 


وهكذا يتضح تأثر شعراء شلب بالشعراء القدماء » في ألفاظهم وصورهم 
ومعانيهم وغيرها » فهم ينظرون إلى الأدب القديم على أنه المثل الأعلى » وقد يكون لما ردده 
بعض النقاد من أن الأقدمين قد استهلكوا المعاني » ولم يبق للاحقين من المعاني إلا القليل أثر في 
ذلك أيضنازة) : 
أما التأثر بالمتنبي وأبي تمام على وجه الخصوص ٠‏ فيرده بعض النقاد إلى 
"عنصر الفخامة الذي تميز به شعر أبي تمام » وأبي الطيب المتتبي ؛ وبخاصة شعرهما في 
الحماسة والحرب » كان عنصراً يستهوي كل شاعر لاحق يبحث عن الإطار اللفظي المناسب 
لمَادة الحماية والحرب"(4): 
وق يضمن الشاعن الشلبي متلا سائزًا في شعزه + مثل فول ابن .عمال +(8) -متقارب 
فلولا امتتاغ القتّاة الكعاب لما كمُلت لَذَةَ التاكح 


لفك هذا المستى» النل النائن "مهي أشنم ل 6 


! -ابن صاحب الصلاة , المن بالإمامة , 458 . 

7 - ديوانه , 90/2 . 

* - ينظر : عباس , إحسان , تاريخ النقد الأدبي عند العرب , 400 . 
“* - إبراهيم , محمود , صدى الغزو الصليبي , 190 . 

5 - خالص , صلاح , محمد بن عمار , 226 . 

6 - الميداني , مجمع الأمثال » 126/1 . 


224 


وقول المصتيصي:(!) متقارب 
سيذعو براقش أصحابّه فقذ دل منة عليهم نبا 
من المثل السائر "على أهلها تجني براقش " (2) . وقول ابن الشواش :(3) وافر 
وعدت وعوادتي أولى وأجدى وأَحْمَدُ في حياة استطيْب 
من المثل " العود أحمد " (*) 
وقد يطسو الشاعر الخلبي هوه تار 6 ليحر انك كاروكنة أل معاراك 
كبرى في تاريخ المسلمين . ومن ذلك الإشارة إلى قصة امرئ القيس مع الطّمَاح(؟) في قول 
حسان المصيصي 0 كامل 
لا تَأمَتن مكرَ العدو لبُعده إن امرأ اليس اشتكى الطَّمّاحَا 
ومن التأثر بالموروث التاريخي قول ابن حَربون : (”') متقارب 
فقذحكمٌ فايزٌ بالمُتى وقح أعاديكمٌ الأخيب 
فالبيت يشير إلى قداح الميسر الفائزة والعاطلة » وهي من العادات والتقاليد الجاهيلة . ومن 
الإشارات إلن النسازك الحويية التازيفية ,"إشازة ابن حَرَيون لمعركة الإزميؤزك (7]) وإشنازة انان 


غيل انتركة التمووان 0 :. 


' - ابن بسام , الذخيرة , 444/1/2 . 

7 - الميداني , مَجمع الأمثال » 14/2 . 

73 -ابن صاحب الصلاة , المن بالإمامة , 213 . 

* - الميداني , مجمع الأمثال , 34/2 . 

7 - ينظر : ابن بسام , الذخيرة , 446/1/2 - 447 . 

- نفسه , 446/1/2 , 

- الشناوي , علي الغريب , شعر أبي عمر بن حربون , 78 . 
؟ -ينظر ؛ نفسه » 111 . 

” - ينظر : خالص , صلاح , محمد بن عمار , 200 . 


225 


الاقتباس والتأثر بالموروث الديني : يعد الاقتباس مظهراً من مظاهر تأثر 
الشعراء بالتراث الديني (؟) » وقد برز الاقتباس من القرآن الكريم باستخدام ألفاظه » أو الإشارة 
إلى معنى آية قرآنية أو إلى قصة من قصص القرآن » ومن ذلك قول ابن حربون في وصف 
شعره : (2) بسيط 
من قوله تعالى 'ةْةِ ومن شر النقاثات في العقد وج (2) . 
وقول ابن الشواش :(4) كامل 
الأمرُ أمر الله وهو ميد والحبل حبل الله وهو متين 

إشارة إلى قوله تعالى : 5 واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ت (”) . 
وقول ابن عمار : (©) كامل 

جبل سما بذؤابتيه إلى الغلا ورسا بهضنبته على التمكين 
من قوله تعالى : 5 وجعلنا فيها رواسي شامخات و أسقيناكم ماء فراتا تي 0ك“ 
وقول ابن عمار : (2) كامل 


دانت لأيدي المُجتنين قطوفة ودنا إِلِيْهمُ من ظلال غصون 


' - الصايغ » هنرييت ٠»‏ اتجاهات الشعر العربي .419 », رسالة دكتوراه » جامعة القاهرة » القاهرة » 1980م. 
7 - الشناوي , علي الغريب , شعر أبي عمر بن حربون , 113 . 

7 - الفلق , 4 . 

4 - ابن صاحب الصلاة , المن بالإمامة , 242 . 

7 - آل عمران , 103 . 

7 - خالص , صلاح , محمد بن عمار , 314 . 

” - المرسلات , 27 . 

8 - خالص , صلاح , محمد بن عمار , 314 . 


226 


من قوله تعالى : 4 قطوفها دانية خ (') أو © ودانية عليهم ظلالها ء وذللت قطوفها 


تذليلا جع (2) 
وأقوك يق الشولئن +( 2) كامل 
يررْعَاكَ من يُرعيكَ عَهِدَ عبّادة ويقول للأشياء كن فتكون 


فهنا إشارة إلى قوله تعالى : جه إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكونجج (') . 


ومنه أيضا قول ابن الملح :() بسيط 
إذا الهقوى فَاضِْ طوقاناً ركيت لَهُ فلك العرّاء ولمْ آوي إلى جبَل 


فهنا إشارة واضحة إلى قول الله تعالى : 5 قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماءمج (©) . 
وهنا يشير الشاعر إلى قصة الطوفان » وقول ابن سكن : (”') كامل 
فكأتها بَلقيسَ وافت صرْحها لو أنها كشقت لنا عن ساقها 
يشير إلى قوله تعالى :5ت قيل لها ادخلي الصرح ء فلما رأته حسبته لجّة » وكشفت عن 
ساقيها ب (*) » وهنا يشير الشاعر إلى قصة بلقيس مع سليمان عليه السلام » فقد اهتم شعراء 
بالقصص القرآني في أشعارهم » ومن ذلك أيضاً قول ابن حتربون : (؟) بسيط 


بَحْرٌ كأنَ أبا حفص بصهوته لقمانُ والمركب الجاري به لبَد 


' - الحاقة , 23 . 

> - الإنسان , 14 . 

3[ -ابن صاحب الصلاة , المن بالإمامة » 243 . 
- يس :82 , 

7 - ابن بسام , الذخيرة ,461/2/2 . 

6 -هود. 43. 

7 - ابن الأبار , تحفه القادم , 63 . 

*” - النمل , 44 . 

- الشناوي , علي , شعر أبي عمر ابن حربون » 110 . 


227 


فهنا إشارة إلى قصة سيدنا لقمان » والنسور السبع (©) . 


وقول ابن حربون: (*2) بسيط 
انظر' إلى مجمع البحرين كيف حوى من الفضائل ما لم يَخوه بل 
لاقَى الكليمُ على الشاطئ به خضلرا وفيه لاقّى أخاه السَيّدَ اليد 


أشار ابن صاحب الصلاة إلى لقاء أبي حفص بأخيه أبي سعيد عثمان في جبل الفتح (©) » وقد 
استوحى الشاعر قصة التقاء نبي الله موسى بالخضر عليه السلام بالمكان نفسه كما ذكر بعض 
المفسرين (4) . 

فالشاعر"الشلبي يسقتيق :يمخزونة من الأفكاز والمعاتع + الي" ادها ميق 
ثقافاته المختلفة : الدينية والأدبية والتاريخية ؛ لتغذية مضامين شعره وإثرائها » متوسلا إلى ذلك 
بالتضمين أو الاقتباس أو الإشارة » وهو اتكاء لا يعيب الشاعر ؛ إذا أحسن استخدامه في خدمة 
المعنى العام للقصيدة . 

ولم يقف إبداع شعراء شلب على هذه الجملة من الأساليب التي ذكرتها » فهناك 
أساليب أخرى متفرقة ومتنوعة ٠‏ أبدعوا فيها وأوردوها في أشعارهم بشكل واضح وملحوظ ء 
أظهروا من خلالها انفعالاتهم وأحاسيسهم » من خلال النبر الموقعي ». الذي يساعد على إيراز ما 


يَعْدُه المتكلم الجزء الأهم في الجملة (©) » وذلك بالضغط على مقطع من المقاطع وإبرازه بالقياس 


' - ينظر : الميري ء حياة الحيوان » 285/2 -286 . ابن منظورء لسان العرب » مادة ( لبد ) . 

* - الشناوي , علي الغريب , شعر أبي عمر بن حربون , 109 . 

3 - ينظر : المن بالإمامة , 253 . 

- ينظر : ابن كثير , قصص الأنبياء , 342 . جاد المولى » محمد أحمد وآخرون . قصص القرآن » 142. 
7 -ينظر : حسان » تمام » اللغة معناها ومبناها » 170 -175 » أبو ديب » كمال ٠‏ البنية الإيقاعية » 262 . 


228 


إلى سائر المقاطع في الجملة » فيكون أسلوب نطق الجملة أو الجمل متفاوتاً من حيث الهبوط 


والدوة: (") © وتيذه الظطريقة تمر تقيهة القناعن و لحداشة ومن هذه الأسنالسة 


أسلوب النذاء : يقول: ابن الشواش. : (2) طويل 
إمامُ هُدَىّ يَدْعُو إلى الحق مُعلنا فيا فوز من لَبّى ويا وَيْلّ من أبى 

ويقول ابن حربون : (3) كامل 
يا من تواضعت المُلوكُ لأمره وكفى لها عزا بذلك مَفخرا 


يلاحظ أن استخدام النداء قد يخرج عن مقتضى الظاهر » فينزل البعيد منزلة 
القريب لشدة استحضاره في الذهن - ذهن المتكلم - وقد ينزل القريب منزلة البعيد » إشارة إلى أن 
المنادى عظيم الشأن رفيع المرتبة (*) » والأمثلة على استخدام حروف النداء كثيرة في أشعار 
شعراء شلب (©) . 

ومن التراكيب التي تظهر انفعال الشاعر » تكرار بعض الحروف أو الكلمات 
إذ " قد يسلك الشاعر في المدح أو الفخر مسلك الخطابة » وذلك بتعداد الصفات وتفخيمها وعندئذ 
يعمد إلى شيء من التكرار الترنمي ؛ والتكرار الملحوظ " (©) . 


ومن التكرار الخطابي قول عبد الله بن المُتخل : (7) كامل 


' - ينظر : كشك » أحمد » من وظائف الصوت اللغوي » 55 -56 » أبو ديب , كمال » البنية الإيقاعية » 
4 - 226 . 

7 - ابن عذاري ٠ء‏ البيان المغرب ( قسم الموحدين ) ٠‏ 49/3 . 

- الشناوي ٠‏ علي الغريب ٠‏ شعر أبي عمر بن حربون » 126 . 

- ينظر : القزويني » جلال الدين » شرح التلخيص في علوم البلاغة » 90 . 

7 - ينظر : ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 241 . 261 »3316 . ابن الأبّار » الحلة السيّراء » 209/2 » 
7 » 297 ء 298 . الشناوي » علي الغريب » شعر الي عمر بن حربون » 80 » 85 ٠‏ 169 . 

© - الطيب » عبد الله » المرشد إلى فهم أشعار العرب » 546/2 . 

”7 - ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة .» 459 , 


229 


ما الجودٌ إلا ما تفيض بناثة لاما تفيض العرب فيه سهامّها 

فيكرر الشاعر أسلوب الحصر ب ( ما ) و ( إلا ) في أربعة أبيات متتالية . وقد يكرر الشاعر 
أفعالا في بداية أبياته أو حروف الشرط مثل ( إذا ) » و ( إن ) (') » وذلك بهدف تأكيد صفات 
بعينها في ممدوحه . 

ومن أساليب شعراء شلب » الترادف » والتقسيم » والقسم » والتورية(2) » 
وأسلوب المبالغة » التي قد تبدو مقبولة » ولها ما يبررها » فهي " خاصية بارزة في قصائد المدح 
والشعر الديني" (3) » والأمثلة عليها كثيرة في أشعار الشلبيين (4) . 

من هنا يلاحظ أن شعراء شلب قد نوعوا في أساليبهم الشعرية » فلم يتركوا 
أسلوبا - في الأغلب - إلا وطرقوه » وهذا بدوره يدل على تلك القدرة التي امتازوا بهاء مما 
أضفى على شعرهم نوعا من الإبداع والبراعة والرونق والجمال . 

يلاحظ من خلال ما تقدم من أمثلة على أساليب شعراء شلب ٠»‏ أنهم أكثروا في 
عصر الطوائف من استخدام البديع » وذلك لكثرة ألفاظ الطبيعة في أشعارهم » إضافة إلى حياة 
التحضر واللهو التي عاشوها في قصور بني عباد » وربما بتأثير العصر ؛ حيث كشر اس تخدام 


البديع ذ في الشعر العربي في القرن الخامس » وكأن الذوق العربي قد توحد في هذا القرن 0 


' - ينظر : ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة . 153 . 154 . 262 . 458 ء. 459 . ابن عذاري » البيان 
المغرب ( قسم الموحدين ) » 87/3 . الشناوي » علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون » 78 . 

7 - ينظر : ابن خاقان » القلائد » 565/2 ابن بسام , الذخيرة » 435/1/2 ٠»‏ 437 » 446 . 447 ؛. 462 ابن 

الأبّار » الحلة السيّراء » 210/2 . 

* - السعيد » محمد مجيد » الشعر في عصر المرابطين والموحيدن » 372 . 

* - ينظر : ابن صاحب الصلاة , المن بالإمامة , 210 . ابن بسام » الذخيرة » 437/1/2 . ابن الأبّار » تحفة 

القادم » 66 » خالص ٠‏ صلاح ٠‏ محمد بن عمار . 217 ٠‏ 312 . الشناوي ٠»‏ علي الغريب , شعر أبي عمر بن 

حربون , 95 » 160 . 

7 - ينظر عبد المهدي » عبد الجليل حسن ., الحياة الأدبية في الشام في القرن الخامس الهجري »4112 . 


230 


وقد ذهب أحد الباحثين إلى أنه " لا يخلو شعر شاعر من شعراء إشبيلية في 
القرن الخامس الهجري من الجناس " (!) » إلا أن بعض النقاد قد ندد بهذه الظاهرة ؛ لملاحظته 
الإغراق في البديع والتكلف فيه من قبل بعض الشعراء() . 

أما في عصر الموحدين » فقد أشار صفوان بن إدريس إلى إغراق الشعراء في 
البديع وتكلفهم فيه مما جعل الشعر دون المستوى المطلوب () » ورأى إحسان عباس أن البديع 
استهوى الشعراء في هذه الفترة (؟) » وعدُوه قيّمِ الأشعار وقوامها ء وبه يعرف تفاض لها 
وتباينها(”) . 

ورغم هذه الآراء التي تؤكد اهتمام الشعراء في عصر الموحدين بالبديع وأنه 
كان عصر الإغراق في البديع والصنعة , إلا أنني لاحظت أن شعراء شلب قد تخففوا من البديع 
في أشعارهم » وأرى أن ذلك بسبب كثرة قصائدهم الجهادية التي لم يظهر البديع فيها بطريقة 
مصنوعة متكلفة » وإنما جاء عفو الخاطر ٠‏ وأكثر من ذلك » أن قصائد طويلة مثل قصيدة ابن 
حربون التي مطلعها :(©) طويل 

لكمْ بعد حمد الله تهدى المحامد وفي وصف علياكم تّصاغ القلائد 
قد بلغت أربعة وستين بيتا » وهي على طولها لم يظهر فيها إلا النزر اليسير 


المخيخاض النكودية بس الكقا و« لواف دو المتائقة وو وهقا كن رمن بذ التماتة لتنا كه 


' - أبو العدوس » يوسف مسلم » الشعر في إشبيلية في القرن الخامس للهجري , 315 » رسالة ماجستير, 
الجامعة الأردنية » عمان » 1980م . 

7 - ينظر الجرجاني ٠‏ عبد القاهر » دلائل الإعجاز ٠‏ 60 -61 . و أسرار البلاغة , 6 -11 . 

7 -ينظر : زاد المسافر » 6 ( المقدمة ) . 

* - ينظر : تاريخ النقد الأدبي عند العرب » 504 . 

7 - ينظر الدّاية » محمد رضوان ٠‏ تاريخ النقد الأدبي في الأندلس » 465 . 

* - الشناوي ٠‏ علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون » 97 -106 . 


231 


الإغراق في البديع كما في الغزل » أو وصف الطبيعة » ووصف مجالس الخمر » وهي أغغرض 
تلحو يقها: الشناعي" الاين تل لاله العماسسية : 
ولمع عله الأفيكاة " الخدابردة هيت" المدار ك: الحريية نما سملت الشاعني 'الشدى 
في عصر الموحدين يتأثر بشعراء المشرق وخاصة المتنبي » وفي ذلك يقول غومث " إن تأثيره 
في إسبانيا الإسلامية كما هو في بقية العالم الإسلامي كان حاسما" (') . 
وهكذا اهتم الشلبيون يجانب الألفاظ في بناء الأسلوب الشعري ؛ حيث دعا 
العديد من النقاد قديما وحديثا إلى الاهتمام بهذا الجانب » فرأى ابن طباطبا أن يكون الشعر : 
"كالسّبيكة المفرغة والوشي المنمنم واللباس اللائق تسابق معانيه ألفاظ" (©) . ورأى أرشيبالد 
مكليش " أن معنى القصيدة إنما يثيره بناء الكلمات كأصوات أكثر مما يثيره بناء الكلمات 
كمعان" (©) . ورأى البهبيتي أن التفاصيل التي ينقلها الشاعر مثل تلك التي ينقلها المؤرخ أو 
الراوية ولكن فضله يبرز في هذه الصياغة الفنية والغرض البديعي (؟) . 
وبذلك يمكن القول إن شعراء شلب حافظوا على قوة لغتهم العربية الفصيحة » 
وتمثلوا أساليب الشعر العربي في كثير منها » مع الالتفات إلى التطور اللغوي الذي يفرضه التقدم 


الحضاري للمجتمع » ولعل ذلك ما جعل بعض شعراء شلب ينظم في الموشحات. 


' - مع شعراء الأندلس والمتنبي » 16 . 
7 - عيار الشعر » 10 . 

73 - الشعر والتجربة » 23 . 

- ينظر : تاريخ الشعر العربي . 496 . 


232 


المبحث الثالث : الموسيقا الشعرية 
تعد الموسيقا الشعرية عنصرا غير منفصل عن مضمون الشعر ومحتواهء 
وإنما مرتبط به كل الارتباط ؛ لأن قيمة العمل الفني لا تتحقق إلا باتحاد أجزائه وتآلف عناصره. 
ويمكن التمييز في دراسة الموسيقا الشعرية بين أمرين : جرس الألفاظ أو الموسيقا الداخلية » التي 
تتألف من بعض الفنون البديعية » وتكرار كلمات متقاربة الحروف والنغم . والنغم المفتظم أو 
الموسيقا الخارجية التي تتكون من الوزن والقافية (") . 
أولا : الموسيقا الداخلية : 
تؤثر الألفاظ في الموسيقا الشعرية بدرجة كبيرة » و " العناية بحسن الجرس 
ووقع الألفاظ في الأسماع » ومجيء هذا النوع في الشعر يزيد من موسيقاه" (7) » وهي الألفاظ 
التي تكون ملائمة للموضوع ». متجانسة في حروفها وحركاتها » وهو جازب تبدو فيه مهارة 
الشاعر وقدرته الفنية . ولعل ذلك ما جعل الجاحظ ومن بعده ابن خلدون يذهبان إلى أن صناعة 
الكلام نظما ونثراء إنما هي في الألفاظ لا في المعاني(ة) 
من هنا كانت عناية الشاعر الشلبي ببعض فنون البديع » والتقفنن في طرق 
ترديد الأصوات في الكلام حتى يكون له نغم وموسيقا » يسترعي الآذان بألفاظه كما يسترعي 


القلوب والعقول بمعانيه(*) . ومن هذه الفنون : 


' - ينظر : الطيب , عبد الله , المرشد إلى فهم أشعار العرب , 72/1 . 
7 - أنيس , إبراهيم , موسيقا الشعر , 45 . 

7 -ينظر : الحيوان , 131/3 . مقدمة ابن خلدون , 1312/3 . 

- ينظر : أنيس , إبراهيم , موسيقا الشعر » 45 . 


233 


التصريع : 

حرص شعراء شلب على التصريع » لإثراء موسيقا أشعارهم من خلال 
التجانس الصوتي الذي ينشأ بين المقاطع في نهاية كل مصراع من البيت » وما ينجم من أثر 
سمعي يشد انتباه المتلقي ويؤثر في نفسه » فلم تكد تخلو منه قصيدة عند شعراء شلب ويبدو أنهم 
كانوا على علم بأهمية التصريع » حتى إنهم صرعوا بعض مقطوعاتهم (') . 

ويرى قدامة بن جعفر أن الفحول والمجيدين من الشعراء يتوخون التصريع في 
قصائدهم » وربما كانوا يصرعون أبياتا أخرى من القصيدة بعد البيت الأول » وذلك يكون من 
اقتدار الشاعر وسعة بحره (*) » ويحدد ابن الأثير فائدة التصريع بقوله : وفائدته في الشعر أنه 
قبل كمال البيت الأول تعلم قافية الشعر » وفيه دلالة على سعة القدرة في أفانين الكلام (2). 

وربما ذلك ما جعل بعض شعراء شلب يصرعون أبياتا في قصائدهم إضافة 
إلى المطلع (*) . وأجود أنواع التصريع »" أن يكون كل مصراع من البيت مستقلا بنفسه في فهم 
معناه » غير محتاج إلى صاحبه الذي يليه » ويسمى التصريع الكامل " (”) » والأمثلة على ذلك 
كثيرة في أشعار الشلبيين » ومنها : قول ابن الشواش :  )(‏ كامل 


و 
و 


ضحت يأنوان اليان شتهنانة وأبَاتت الهذي القويْمَ سماثه 


' -ينظر : ابن خاقان » القلائد » 562/2 . ابن بسام » الذخيرة » 453/1/2 . خالص » صلاح » محمد بن عمار 
5 . الشناوي ٠»‏ علي الغريب » شعر أبي عمر بن حربون » 89 . 

7 - ينظر : نقد الشعر , 86 . 

3 - ينظر : المثل السائر , 237/1 . 

“* - بنظر : ابن صاحب الصلاة , المن بالإمامة , 243 - 245 , 260 -261 , 458 -459 , ابن بسام , الذخيرة 
, 460/1/2 , 463 . خالص , صلاح , محمد بن عمار , 201 , 210 . الشناوي , علي الغريب , شعر أبي عمر 
بن حربون , 150, 157 . 

5 - ابن الأثير » المثل السائر » 237/1 . 

6 -ابن صاحب الصلاة , المن بالإمامة » 260 . 


234 


وقول ابن عمار :(1) متقارب 


وفيت لربك فَيْمَنْ غدر وأنصفت ديّنك ممن كفر 


حيث تتمائل الأصوات في عدة كلمات محدثة ذلك الجرس أو النغم الموسيقي 
لذلك قيل إن : " مادة الموسيقا الأصوات » ومادة الشعر الألفاظ » وهي تنحل إلى أصوات "(©) » 
وقد بدا واضحا اهتمام شعراء شلب بالتجنيس فيما عرضت من أشعارهم » "فالتجنيس غرة شادخة 
في وجه الكلام "(7) » ومنه أيضا ء قول ابن الملح  )(:‏ كامل 
واحطْمْ عداك مُكايدا ومكابدا واثأر بسيّفك للقنا المُتحطم 


وقول لين الشوراتن (0) ال 


ادف لننا يستائة وهنائة عجباً وظاهرٌ ته خسناته 
ومّضت ببرق غيومه صفحاته وَمَضَْتِ مَضاءً ضفاحه عزاماته 


وقول المصتيصي : (©) متقارب 
فجودك صرف عداهُ المزاج” وطبغك جد عداهُ المزاخ 
يتضح من خلال الأبيات المتقدمة » تردد الأصوات المتجانسة » وأنسياب النطق بها » وما يفضي 


اليه ذلك من :+ فى بيثير انتباه المتلقى لمعانيه وجمال نطقه " فالجناس إذن لا ادبه 
إل من نغم موسيفي يتير 1 يه و س إذن لاير 


' - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 200 . 

- ضيف , شوقي , في النقد الأدبي , 95 . 

3 - ابن الأثير , المثل السائر , 241/1 . 

* - ابن بسام » الذخيرة » 460/1/2 . 

7 - ابن عذاري » البيان المغرب (قسم الموحدين ) , 87/3 . 
- ابن بسام , الذخيرة , 444/1/2 . 


235 


التزويق والتنسيق فحسب ,٠‏ وإنما يستخدم أيضا لإبراز القصيدة بالنغم الناشئ من تجاور الحروف 
وتردد الأصوات " 0( 
الترصيع : 
وهو تصيير مقاطع الأجزاء في البيت على سجع أو شبيه به أو من جنس واحد 
في التصريف ٠‏ حتى تتقاسم النظم وتتعادل في الوزن (©) . ومن الترصيع قول ابن الشواش في 
وصف جيش الموحدين : (3) طويل 
بسوابق كبّوارق » ومواكب ككواكب ٠‏ وجنائب كخبائب(*) 
فقد سجع الشاعر بيته بحرفي القاف والباء » وقارب بين كلماته في وزنها الصرفي » إضافة إلى 
تكرار حرف الكاف بصورة ملحوظة مما جعل بيته وحدة موسيقية متعادلة . 
ومنه قول المصيصي :(0) طويل 
أرآة وأرتكوة اشر فطئله فيَملاُ منئ العَيْنَ والكف والقما 

فقد صير الشاعر صدر البيت من جنس واحد في التصريف . 

وقول ابن الملح : (©) بسيط 


رواق مُلْككَ بالأسياف ذو طنب وَبْردُ مجدك بالأرْمَاح ذو خمّل 


1 - عيسى ٠‏ فوزي سعد » الشعر الأندلسي في عصر الموحدين » 345 . 


7 - ينظر : ابن جعفر » قدامة » نقد الشعر . 80 . التبريزي ٠»‏ الخطيب » الوافي في العروض والقوافي » 276 . 
ابن الزملكاني ٠»‏ التبيان في علم لبيان » 169 . 

3[ - ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 209 . 

4 - الجنائب : جمع جنيبة » وهي الناقة التي تحمل الميرة » والخبائب : جمع خبيبة » وهو الخط من السحاب أو 
الرمل يشبه الشاعر قطار هذه النوق بالطريق من السحاب أو الرمل . ينظر : ابن منظور » لسان العرب ٠‏ مادة 
(جنب ) ومادة ( خبب) . 

7 - ابن بسام , الذخيرة , 436/1/2 . 

7 -نفسهء 461/1/2 . 


236 


وقول عبد الله بن المُتخل:(1) كامل 
فعلى رماحك أن تشق جَيُوبَها 2 وعلى سنيُوفك أن تفلّق هامّها 
وعلى جيُوشك أن تدوخ أرضها وتدوس في عرصاتها أصنامَها 
ياحط عند. اق الملح:واايق: المتحل ككراز مقاطع الأجزاء: في البيك:الواحن + والأبيات: المنعالتة: 
إضافة إلى تكرار حروف بعينها » مما زاد في إيقاع الشعر وموسيقاه » فالإيقاع " تمائل الأسجاع 
والقوافي لأن في ذلك مناسبة زائدة " (2) . 
التقسيم : 
يقول ابن عمار : (©) طويل 
فإن أنا لمْ أشكرك صادق نيّة تقوم عليها آيه الفصح تَعْضَدُ 
فلا صحٌّ لي دين ولا بر مَذْهَبْ ولا كرمّت تفسي ولا طَاب مولد 
فقد عزز الشاعر أنغامه في البيت الثاني » فقسم عبارته في جمل متموجة » تكاد كل واحدة تعادل 
زعيلنها:وفكتنها »أ إضافة إلى كر او خرف( ) الذئ أسهدفي: الفرندية واه الموينيقا: التشدريه 


وقول ابن الملح : (؟) بسيط 


ذكيت جودك حرباً والعدا جزر وسَيْفك النارٌ والأطيار ضيقان 


وقول اب :انسوفن 61 كامل 


يُلهيه روض ؛ والقنا تؤحاته والبيض زَهرٌ والدما شقراتة 


! -ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 458 , 
7 - القرطاجني » حازم » منهاج البلغاء » 122 . 
7 - خالص » صلاح » محمد بن عمار » 227 . 
* - ابن بسام » الذخيرة » 463/1/2 . 

7 -ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 261 . 


237 


وقول المصتيصي : )١(‏ سيط 


جلالةٌ أذخلت أملاك أندلس تحت الخناعة والإحجام والقشل 
وقول ابن الشواش : (*2) وافر 
وغذت وعودتي أولى وأجدى وأحمد في حياة استطيب 


يلاحظ في التقسيم أن الشاعر يعمد إلى التنويع في ألفاظه وعباراته التي تشتمل على أقسام الفكرة 
الواحدة » مع مراعاة تقارب التقطيع الصوتي لتلك الأقسام » وبذلك يضفي إيقاعا متنوعا على 
شعره " فالإيقاع وثيق الصلة بالنغم » والبيت الصالح للإنشاد مؤلف من وحدات متوالية " (©) . 
وهكذا تعمد الشعزاء الشلبيون إلى :غدد: من: المحسفات البديعية + الت أثريت 
موسيقا أشعارهم » وجعلت لتلك الأشعار إيقاعا واضحا . خاصة عند تكرار مجموعة من المقاطع 
المحددة التي تؤدي إلى وحدة النغمة في الكلام أو البيت(*) » وتوفير هذا العنصر في الشعر أشق 
بكثير من توفير الوزن "٠‏ لأن الإيقاع يختلف باختلاف اللغة والألفاظ المستعملة ذاتها » في حين 
لا يتأثر الوزن بالألفاظ الموضوعة فيه "(©) . 
وعليه فإن الكلمة في البيت الشعري مع ارتباطها الشديد بباقي الكلمات . وما 
تحمله من دلالات ومعان ٠‏ هي وحدها الكفيلة بتحديد موسيقا البيت » ودلالته على الحالة النفسية 
التي يعانيها الشاعر » فالمعنى إذن هو الذي يشكل الإيقاع ويكون استجابتنا له كذلك الإيقاع يوسع 
المعنى ويوضحه ٠‏ ويخرج ما فيه من مفارقات لا يمكن أن تظهر بغير هذا الطريق (7) . 
' - ابن بسام » الذخيرة » 438/1/2 . 
7 -ابن صاحب الصلاة » المن بالإمامة » 213 . 
- وارين » اوستن , ورفيقه , نظرية الأدب , 212 . 
“* -ينظر : فضل , صلاح » نظرية البنائية في النقد الأدبي , 391 . 
7 - إسماعيل , عز الدين » الأسس الجمالية في النقد الأدبي , 374 . 


* -ينظر : الرباعي , عبد القادر , جماليات المعنى الشعري , 33 -34 . 


238 


ثانيا : الموسيقا الخارجية : 

اختلف القدماء في نظرتهم للوزن والقافية » فمنهم من رأى " أن الوزن أعظم 
أركان حد الشعرء وأولاها بها خصوصية » وهو مشتمل على القافية وجالب لها بالضرورة "(؟) 
ومنهم من جعل الوزن والقافية حلية تزين القريض (©) . وحط آخرون من قيمة الوزن والقافية 
ونظروا إليهما باعتبارهما تابعين للشعر ٠‏ ووسيلة لحسن استمراره وإطراده (©) » ورغم تباين هذه 
الآراء إلا أن أحدا لم ينف ضرورة الوزن والقافية للشعر وأثره في النفس . 

أما النقاد المحدثون » فقد رأى كثير منهم أن الوزن والقافية من أهم ضرورات 
الشعر » وأن الفن الكامل هو الشعر الذي توفرت له شروط الوزن والقافية » وليس الشعر في 
حقيقته إلا كلاما موسيقيا تنفعل لموسيقاه النفوس وتتأثر بها القلوب (؟) . 

ولعل هذا الأثر الموسيقي في النفوس » هو ما دفع بعض النقاد إلى محاولة 
الربط بين الوزن والموضوع في قصيدة الشعر » فقد أشار ابن طباطبا إلى أن الشاعر يحدد معانيه 
» ثم يختار لها الوزن الملائم(”) . وأوجب حازم القرطاجني ملائمة الوزن للموضوع (*) واتفق 
إبراهيم أنيس ٠»‏ وعبد الله الطيب » ومحمد غنيمي هلال » على أن الشعر القديم لا يشعر بمناسبة 


الغرض للوزن ٠‏ وإن كانت بعض الأغراض تناسبها أوزان بعينها ». مثل الحزن والشكوى 


+ -ابن رشيق , العمدة , 134/1. 

7 -ينظر : الكلاعي » محمد بن عبد الغفور الإشبيلي , إحكام صنعة الكلام , 36 , 

7 - ينظر : العسكري , أبو هلال » الصناعتين , 157. الحاتمي , الرسالة الموضحة , 42 . 

* - ينظر : العقاد , اللغة الشاعرة , 34 . بدوي » محمد مصطفى » كولردج , 98 .أنيس , إبراهيم , موسيقا 

الشعر ,17. وارين , أوستن , ورفيقه , نظرية الأدب , 225 » ضيف شوقي , في النقد الأدبي , 99 -103 . 
ينظر : عيار الشعر, 10 . 

“ - ينظر : منهاج البلغاء , 266 . 


239 


ومناسبتها للبحور الطويلة » والفرح ومناسبته للبحور القصيرة » وليس ذلك بالقاعدة في الربط بين 
الغرض والوزن (؟) . 

وباستقراء أشعار الشلبيين » تبين أن الوزن الواحد قد ينظم فيه أكثر من غعرض 
أي " أن الشاعر حين يريد أن يقول شعرا » لا يحدد لنفسه بحرا بعينه » وإنما هو يتحرك مع 
أفاعيل نفسه » فيخرج الشعر في الوزن الذي يصدف له من الأوزان" (©) . 

غير أن ذلك لا يمنع مناسبة بعض الأوزان لبعض الأغراض » وخاصة تلك 
الأغراظرن العويعة ورحيف الخحطت أن كفو من اسان النلبين الت غلب علبينا السو يت 
على بحر الطويل » ومنها : قصيدة ابن عمار (علي وإلا ما بكاء الغمائم ) (7) » وقصيدة ابن 
الملح في العتاب والشكوى (*) » ومقطوعة لابن المُدخل في رثاء ابن المنذر(”) . ومقطوعة لابن 
المنذر في رثاء ابنته () . 

وبذلك غلب على شعراء شلب أن يختاروا بحر الطويل لشكواهم وأحزانهم . 
وفى الدكر اتفسة :الذي 'يعيزرق : ودابغة أغز انين التتحققة فق [نشكى الثنافن التشابي البسصون 
الطويلة والقصيرة معبرا بها عن فرحه » ومعنى ذلك أنه لا يمكن إغفال التأثير العاطفي لبعض 
الموضوعات » ودوره في اختيار الشاعر لبعض الأوزان المناسبة » لذللك عد كولردج مصدر 


الوقاق؟ العاطفة أئ الاتفنيان  17(‏ 


' - ينظر : موسيقا الشعرء177 -178. النقد الأدبي الحديث , 468 . المرشد إلى فهم أشعار العرب ,72/1. 
7 - إسماعيل , عز الدين , الأسس الجمالية في النقد العربي , 375 -376 . 

: خالص » صلاح » محمد بن عمار » 209 . 

: ابن بسام , الذخيرة , 470/1/2 . 

: ابن الأبّار , الحلة السّيّراء , 211/2 . 

: نفسه , 208/2 . 

: بدوي , محمد مصطفى , كولردج , 98 . 


7 2 2ع 


240 


حاول العديد من النقاد الربط بين موضوع المدح والبحر العروضي . ذلك أن 
المدح بما يتضمنه من معان أرستقراطية جليلة » ورغبة المادح في الإفاضة والتفصيل » يستلزم 
إيقاعا تقيلا رصينا يناسب رفعة المقام » إلا أن هذا الربط ليس بالقاعدة المطلقة (!) . 

بيد إحضداقي القنناقد ‏ الندج عله الشلريق ينو تحطد يعور اميق أن سنت 
عشرة قصيدة مدح كانت على بحر الكامل » وأربع عشرة قصيدة على بحر الطويل » وأربع 
قصائد مدح على بحر البسيط » وثلاث قصائد مدح على بحر المتقارب » وقصيدتي مدح على بحر 
الوافر » وقصيدة واحدة على بحر الخبب . 

يلاحظ مما تقدم غلبة البحور الطويلة على قصائد المدح » عند شعراء شلب » 
إذ بلغت انسية'قصائد الماح على البحور الظويلة (الكامل والطويل والبسيط ) 9085 من مجمبوع 
قصائد المدح . 

وهنا يصبح للربط بين موضوع المدح والوزن ما يبرره » في حين لم يمنع 
ذلك مجيء المدح على أقصر البحور وأسرعها ؛ وهو بحر الخبب . أي أنه لا يمكن نفي العلاقة 
بين حال الشاعر النفسية والبحر الذي ينظم فيه أشعاره . 

ومكن: عالالهطلة: انحن 'القا نلو في المؤستوهات: التحطفية م و انسور النس 


نظموا عليها تلك الموضوعات من خلال الجدول التالي : 


' -ينظر : القرطاجني , حازم , منهاج البلغاء , 266 - 270 .البستاني , سليمان , الإلياذة والشعر العربيء 
0 -24 . الطيب , عبد الله , المرشد إلى فهم أشعار العرب , 74/1. ضيف شوقي , الشعر والغفاء في 
المدينة ومكة , 112 -115 . 


241 


الحيوةة 


10 


11 


12 


اسم البحر 


الكامل 

الطويل 
الفسسييك 
المتقارب 
الخفيف 

الوافر 

مجزوء البسيط 
سريع 

الخبب 
شرع 
مجزوء الكامل 
مجزوء الرجز 
مجزوء الوافر 
المجتث 


الكل 


عدد القصائد 


والنقطوعات 


45 


42 


النضة التقرفة التكرار 
البحر إلى مجموعة 


قضائد :و المقطودعات 


10012] 
100012 
10117 
009] 
1ك00] 
0012] 
11ك00] 
0019] 
1005 
1005 
1012] 
1005 
1005 
1012] 


]1012 


202 


عدد 


الأبيات 


523 
110 
234 


131 


114 


17 


33 


المجموع 144 0100 0 |9100 


يلاحظ في الجدول المتقدم أن شعراء شلب نظموا على اثني عشر بحرا من البحور العروضية » 
أي ما نسبته 9075 من بحور الشعر » وهذا يعني أنهم نوعوا في بحورهم بحسب تعدد 
موضوعاتهم وزاد في هذا التنوع استخدام أربعة بحور مجزوءة » مما وسع التنوع في اس تخدام 
الأوزان . 

وعند النظر إلى أكثر البحور دورانا في شعر الشلبيين يتضح أن بحر الكامل 
يشغل مع مجزوثه ثلث شعر الشلبيين » ولا غرابة في ذلك ؛ لأنه أكم البحور يصلح لجميع 
أغراض الشعر ؛ ولهذا كان كثيرا في كلام المتقدمين والمتأخرين » وهو أجود في الخبر منه في 
الإنشاء وأقرب إلى الشدة منه إلى الرقة (!) » ولعل الشاعر الشلبي كان على علم بخصائص هذا 
البحر » فأكثر من النظم فيه . 

أما البحر الطويل » فكان في المرتبة الثانية 9029.4 من بين البحور 
العروضية التي استخدمها شعراء شلب » ولعل سبب ذلك أن بحر الطويل يتسع لكثير من المعاني 
وإكقالهاء لذلف يكاز في الحماسة والوضقف© والبيبيظ أرحي من الطويل » و]خ: كان الا يتس مثله 
لاستيعاب المعاني » ولا يلين لينه للتصرف بالتراكيب (2) » ولعل ذلك ما جعله يمثل 9011.9 من 


بين البحور التي استخدمها شعراء شلب . 


' -ينظر : ابن رشيق , العمدة , 136/1. البستاني , سليمان , الإلياذة والشعر العربي , 22 . 


243 


وهكذا فقد مال الشعراء الشلبييون إلى استخدام البحور الطويلة في قصائدهم 
ومقطوعاتهم ؛ لأنها قادرة على استيعاب انفعالات الشاعر القوية » ومشاعر التحدي » فهي بحور 
تتسع للموضوعات الجادة والمواقف الخطيرة (1) . أما البحر المتقارب فهو " بحر فيه رنة ونغمة 
مطربة على شدة مأنوسة » وهو أصلح للعنف منه للرفق "(*) وقد مثل نسبه 7 6؟ من أشعار 

ويبدو أن شعراء شلب كانوا على وعي بخصائص هذه البحور وغيرها عندما 
نظموا أشعارهم » لا سيما وأن كثيرا من أشعارهم كان في موضوع المدح ووصف الوقائع 
الحربية » أي أن ما يسود عصر الشاعر من حياة سياسية أو اجتماعية قد يؤثر في شعره بالإكثار 
من بعض البحور أو الإقلال منها » ففي العصر الأموي مثلا هجر أصحاب الشعر الغنائي الأوزان 
الطويلة وأقبلوا على الأوزان السهلة من مثل الخفيف », الرمل » الهزج(”) . 

وقد يكون اهتمام شعراء شلب بالنظم على البحور الطويلة أنهم كانوا يميلون 
إلى المحافظة على القيم الفنية والموسيقية الموروثة » ويعملون على ترسيخها » أما البحور 
القصيرة والمجزوءة » فغلبت عليها أغراض مثل : الغزل » ووصف الطبيعة » والخمر » والغلمان 
٠‏ وهي بحور أنسب إلى هذه الأغراض منها إلى المدح » حيث ذهب بعض الباحثين إلى تعليل 
وجود البحور القصيرة بتأثير التطور الحضاري وشيوع الغناء(؟) . 

أما بحر الخبب الذي استخدمه أحد شعراء شلب في قصيدة مدح » فييدو أن 
الشاعق :بتكف هذا" الووى ١‏ عناكا دع ءركدة التسر + فقا :نكن غين :لاجد الم اكتكي: أن تحن 


' -ينظر : الشايب , أحمد , أصول النقد الأدبي » 322 - 325 . 

7 - البستاني , سليمان , الإلياذة والشعر العربي , 23 . 

3[ -ينظر : ضيف , شوقي , الشعر والغناء في المدينة ومكة , 114 . 

* - ينظر : نفسه » 114 . أنيس , إبراهيم , موسيقا الشعر , 106 عصفور , جابر أحمد , مفهوم الشعر , 402 
- 403 . عز الدين , إسماعيل , التفسير النفسي للأدب ,59 . 


244 


الخبب استخدم لأول مرة في الأندلس في عصر الموحدين » في قصيدة مُدح بها أبو يوسف إثر 
انتصاره في معركة الأرك سنة 591ه فاستحسنها الخليفة الموحدي (!) . 

ركذا امكو قفت :قوك :الترذاكشي النتقدم 4 لذ رق بوقاة ابن اعم الشلبي عانق يكيف 
0 (3) »سما يعني اسنتدام بحر اليب قبل ذلك الكاريخ :الذئ حدده المراكشن. . 

والغريب في بحر الخبب أن يقول حازم القرطاجني : " والذي يشك في وضع 
العرب له الخبب " (2) » مع أن هذا البحر استحدثه شعراء القرن الثاني الهجري » وسموه 
المتدارك أو دق الناقوس أو الخبب (؟) . وأظن أن الجديد في الأمر؛ ليس وزن الخبب أو 
استخدامه » وإنما الجدة في استخدامه في المدح خاصة . 

وقد رأى بعض العروضيين في بحر الخبب سرعة وخفة ورشاقة تحدث أثرا 
موسيقيا مطربا ؛ لذلك سماه بعضهم ب ( ركض الخيل )(”7) » وربما كانت خصائص هذا الوزن 
سبب إقبال ابن سكن عليه » متأثرا في ذلك بموجة الغناء التي احتدمت في عصر الموحدين(؟) 
ومن ثم تطور استخدامه في المدح » خاصة وأن ابن سكن عرف عنه أنه من رواد المتتزهات . 
وربما كان خروج بعض شعراء شلب على الأوزان الخليلية » والنظم في الموشحات بتأثير الغناء 
أيضا » فقد نظم ابن أبي حبيب الشلبي في الموشحات ٠‏ وإذا كانت موشوحات المديح تغنى في 
حضرة الممدوح (') » فليس غريبا أن تنشأ قصيدة مدح في بحر الخبب الراقص . 
! -ينظر : المعجب , 370 . 
7 - الكتبي » عيون التواريخ » 403/12 . 
7 - منهاج البلغاء » 243 . 
* -ينظر : هدّارة , محمد مصطفى , اتجاهات الشعر العربي , 571 - 572 . 


” - ينظر : التبريزي , الخطيب , الوافي في العروض والقوافي , 194 -195 . الهاشمي , أحمد , ميزان 


“ - ينظر : عيسى , فوزي سعد , الشعر الأندلسي في عصر الموحدين , 341 -342 . 
* - ينظر : عوض الكريم , مصطفى , فن التوشيح , 33 . 


2045 


3 


القافية : 


عي ,الركن: التاتواللمؤينيقا المازعية يه الوقاق + ومريكن القافية يشمل أشاني 


على حرف الروي » يتكرر بحركته في نهايات أبيات القصيدة وعليه تبنى وإليه تنسب », فيقال 


همزية أو بائية تبعا لحروف رويها . نوع شعراء شلب في حرف الروي فنظموا أشعارهم على 


الرقم 
المسليال 


12 


13 


الروي 


القاف 
الفاء 
الكاف 


الفاء 


عدد القصائد 
والمقطوعات 
25 

22 

20 

18 

15 


14 


النسبة المئوية إلى 
مجم وع القصائد 
والمقطوعات 

1001013 


1010.2 
101118 
101205 
101014 
1009 
14 
]]005 
]1]005 
]000118 
]0014 
]00114 


0014 


246 


16 


13 


النسبة المئوية إلى 
مجموع الأبيات 
1/0112 

1/003 

0/04 
0/04 
201017 
9/04 

004 

ال 

1/0015 
21/0103 
1/01 

1/01 


1009 


14 القت ااا 1/007 10 10005 


15 الهف 5 :1 1/0007 5 10002 
16 العين. ١‏ 2 1014 6 003 
144 0100 6 00100 


بالنظر في الجدول المتقدم » يمكن التوصل إلى بعض النتائج » ومنها : 

أولا : تنويع شعراء شلب في قوافيهم » فاستخدموا ما نسبته (9057) من حروف 
المعجم رويا لأشعارهم . 

ثانيا : استخدام ما نسبته (9079) من الأصوات المجهورة رويا لأشعارههم.ء 
وهي : الباء والراء والدال والميم واللام والنون والعين » أي ما يقرب من ثلاشة أرباع الشعر 
الشلبي » وهي نسبة كبيرة إذا ما قورنت بالأصوات المهموسة التي بلغ استخدامها رويا ما نسبته 
(9021) » وهي : الهاء والحاء والقاف والثاء والكاف والفاء والسين . 

وهذا يدل على عناية شعراء شلب بموسيقا أشعارهم » وتميزها برنين خاص 
ذلك أن الصوت المجهور عند النطق به » يحدث اهتزازا موسيقيا منتظما خلال الوترين 
الصوتيين » تتفاوت درجته وشدته أو علوه وانخفاضه حسب عدد الذبذبات الصوتية وسعتها » 
في حين أن الصوت المهموس عند النطق به لا يهتز معه الوتران الصوتيان » ولا يسمع لهما 
رنين » لذا فهو أقل وضوحا في السمع من الصوت المجهور (؟) . 

ثالثا: اعتماد شعراء شلب القوافي المستملحة في أشعارهم والابتعاد عن القوافي 


النافرة » فقد أشار بعض القدماء والمحدثين من النقاد إلى بعض الحروف التي تصلح للروي » 


' - ينظر : أنيس , إبراهيم , الأصوات اللغوية , 20 -22 . حمتان , تمام , مناهج البحث في اللغة » 98 . 


2117 


فتكون جميلة الجرس لذيذة النغم » سهلة المتناول » ومنها : الباء والدال والراء والعين واللام » 
بخلاف بعض الحروف النافرة في القافية » مثل الغين والطاء والظاء والثاء والجيم والزاي؛ التي 
تقع موسيقاها الصوتية على الأذن وقعا سيئا » وبالتالي مردودها في النفس لا يكون مستملحا(”). 

احتلت قوافي الباء والدال والراء والعين واللام ما نسبته (9059.6) في قوافي 
أشعار الشلبيين » أما القوافي النافرة » فقد ابتعد عنها شعراء شلب » ولم يرد في قوافي أشعارهم 
منها سوى حرف الثاء » في مقطوعة غزل لابن الملح (©) . وقصيدة لابن عمار أظنه اضطر 
إليها » بعد أن عاتبه المعتمد ببيتين على قافية الثاء » فرد عليها ابن عمار بعشرة أبيات على القافية 
نفسها (©) . 

فقد أحسن الشعراء الشلبيون اختيار قوافيهم » وعرفوا أهميتها في موسيقا 
الشعر » وأن تكرارها في نهاية الأبيات أو الأشطر » يكون جزءا هاما من موسيقا الشعر "فهي 
بمثابة الفواصل الموسيقية » يتوقع السامع ترددها ٠‏ ويتمتع بمثل هذا التردد الذي يطرق الآذان في 
فترات زمنية منتظمة " (؟) . 

رابعا : كثرة عدد القصائد والمقطوعات على قافية الراء » وذلك لأن في نطقها 
ترديدا كبيرا لصوتها » أو لأنها تصلح لكثير من أغراض الشعر » أي أن الراء في القوافي مشل 


الكامل في البحور العروضية . 


! -ينظر : المعري , لزوم ما لا يلزم 30/12 (المقدمة ) . الشايب » أحمد » أصول النقد الأدبي , 325 - 326 
نافع , عبد الفتاح صالح , عضوية الموسيقا في النص الشعري , 77 . 

7 - ينظر : ابن بسام , الذخيرة » 453/1/2 . 

7 - ينظر : خالص , صلاح , محمد بن عمار » 284 - 285 . 

* - أنيس , إبراهيم , موسيقا الشعر , 246 . 


20158 


أما حركة الروي ٠»‏ فقد حاول بعض الباحثين الربط بينها وبين معاني الشعر ؛ 
فجعلوا الضمة تشعر بالأبهة والفخامة » والكسرة تشعر بالرقة واللين(!) ؛ مما يعني أن الكسرة لا 
تلائم المديح في حين وجدت أن ابن الملح لم يستخدم في قصائد مدحه الضمة » واستخدم الكسرة 
في ست قصائد من قصائد مدحه السبع . أي أن حركة الروي لها ضوابط ذاتية ونفسية لدى 
الشاعر » ولا يمكن أن يؤخذ ذلك وكأنه محكوم بقاعدة علمية » إذ لم تتوفر حتى الآن دراسة 


علمية شاملة حول ربط الموضوع بالوزن أو القافية أو حركة الروي . 


' -ينظر : الطيب » عبد الله » المرشد إلى فهم أشعار العرب » 69/1 -70 . 


249 


المبحث الرابع : الصورة الشعرية 

تمثل الصورة الشعرية جانبا أساسيا من جوانب العمل الأدبي » فهي جوهر 
الشعرء وأهم وسائط الشاعر في نقل تجربته » والتعبير عن واقعه » لذلك تكمن قيمتها الأدبية في 
قدرتها على نقل الفكرة والعاطفة بأمانة ودقة (1)» ولا بد أن تتضافر الصورة مع بقية عناصر 
العمل الأدبي » لنقل تلك التجربة والتأثير في المتلقي (©) . 

ويعد مفهوم الصورة الشعرية من المفاهيم المعقدة شديدة الاضطراب » وذلك 
يتب 105 انه الفننة' 0 محيف عقني النرامات وله مولن الخووكن يهط نا لقليه ‏ ااحة 
لاختلاف تعريفاته باختلاف الدارسين (*) . ومفهوم الصورة ليس بالمفهوم الجديد » فقد أشار إليه 
الجاحظ بقوله : "إنما الشعر صناعة » وضرب من النسج » وجنس من التصوير" (©) » وأضاف 
النقاد المحدثون إلى مفهوم الجاحظ الكثير . 

فهناك دراسات ترى أن الصورة ترادف الاستعمال الاستعاري () » وهناك من 
يرى أنها تعبير عن الحالة النفسية التي يعاني منها الشاعر تجاه موقف معين من مواقفه مع 
الحياة (') » ومنهم من رأى أنها منهج فوق المنطق لبيان حقيقة الأشياء (*) » ومنهم من رأى 


أنها " تشكيل لغوي يكونها خيال الفنان من معطيات متعددة » يقف العالم المحسوس في مقدمتها 


' -ينظر : ابن حجة , خزانة الأدب , 409/4 . الشايب , أحمد , أصول النقد الأدبي » 250 . 
* - ينظر : بدوي , محمد مصطفى , كولردج » 168 . 

7 سييظق + الشتاري .رهن لغرب الطون 6 الففرية عند الأسى التطيلن 1772 

- ينظر : صالح , بشرى موسى , الصورة الشعرية في النقد العربي الحديث , 19 . 

7 - الحيوان , 132/3 . 

“6 - ينظر : ناصف , مصطفى , الصورة الأدبية » 18 . 

7 - ينظر : الورقي , السعيد , لغة الشعر العربي الحديث » 82 . 

* - ناصف , مصطفى , الصورة الشعرية في الخطاب البياني والنثري » 7 . 


220 


فأغلب الصور مستمدة من الحواس ٠‏ إلى جانب مالا يمكن إغفاله من الصور النفسية ....... ؛ 
ويدخل في تكوين الصورة بهذا الفهم ما يعرف بالصورة البلاغية " (") . 

وبهذا تكون الصورة في الدرس الحديث قد اكتسبت أبعادا ذهنية مجردة »: 
ومناحي رمزية » ومن ثم أسطورية » وأتيح لها أن تتحرر من ضرورة إيراد طرفين للمماثلة » أو 
ربطها بالمشابهة كما في الجانب الاستعاري » وفي ذلك يقول رينيه ويليك : " إن ميدلتون موري 
وهو يفكر بالتشبيه والمجاز على أنهما مرتبطان بالتصنيف الشكلي للبلاغة ؛ ينصح باستعمال 
الصورة كاصطلاح يشملها كليهما ... فالصورة قد تكون بصرية وقد تكون سمعية أو قد تكون 
بكاملها سيكولوجية " (©) . 

فالتعريفات الحديثة للصورة لم تتجاهل ما في الصورة من قيم فنية وقف عندها 
القدماء من التشبيه والاستعارة » وغيرها مما أطلق عليه الصورة البلاغية . وبذلك يمكن التمييز 
بين مفهومين للصورة الشعرية " قديم يقف عند حدود الصورة البلاغية في التشبيه والمجاز » 
وحديث يضم إلى الصورة البلاغية نوعين آخرين هما : الصورة الذهنية » والصورة باعتبارها 
رفوا ؟ 0 

وفي رأيي أن الصورة الشعرية تبلغ ذروة تأثيرها إذا درست بكل أبعادها 
البلاغية والحسية أو الرمزية أو غيرها ؛ لأن الشاعر يعمد إلى نقل تجربته بأقصى طاقة توفرت 
لدية » وإغفال أي جانب في دراسة الصورة إنما هو إغفال لجزء من تجربة الشاعر . 

وسألقي - في هذا المبحث - الضوء على الصورة الشعرية في شعر شعراء 
شلب معتمداً على أنماط شعرية تتشكل من خلالها الصورة الشعرية » ومنها : الصورة الحسية » 
' - البطل . علي » الصورة في الشعر العربي » 30 . 


7 - نظرية الأدب » 242 . 
3 - البطل , علي , الصورة في الشعر العربي , 15 . 


221 


إذ تلعب الصفات الحسية دوراً في التشكيل الجمالي للصورة » فالشاعر لديه خيال يعبر به عن 
شعوره وإحساسه » ولا يحتاج إلى التأمل الفكري العميق(؟) » والصورة العقلية » والإيحائية وغير 
ذلك » مع الإشارة إلى أثر بعض الفنون البلاغية في تكوين الصورة الشعرية بمختلف أنواعها . 
أولاً ؛ الصورة الحسية : 
هي الصورة التي يكونها الشاعر معتمدا على بعض حواسه . أو التي ترتد 

إلى حاسة من الحواس الخمس لدى الإنسان » وترتبط بالأثر النفسي الذي تحدثه في المتلقي [(©) 
وبذلك تعتمد الصورة الحسية على أسلوب منطقي يحس ويرى » فالشاعر في وصفه التصويري 
ذو خيال واسع » وملاحظات دقيقة يترك عن الوجود لوحات حية وص ورا واقعية مع بعض 
التلوين الخيالي (©) . 

اهتم شعراء شلب بالصورة الحسية في أشعارهم » بأنواعها المتعددة : 
البصرية » والسمعية » والشمية » واللمسية » وغيرها . 


1 - الصورة البصرية : 


وهي الصورة التي ترتد إلى حاسة البصر » وهي انعكاس لما رأى الشاعر(؟) 


فالعين وسيلة المعرفة » وهي" أم الحواس لأن معظم ماديات الكون ترى بالعين "(2) » لذلك كانت 


' - ينظر : التطاوي , عبد الله , الصورة الفنية في شعر مسلم بن الوليد » 32/1 . 

3 +ينظر : الشناوي + على الغريب ٠‏ الصورة الشعرية عند الأعمى التطيلي ٠‏ 133 . 

1[ - ينظر: عساف , ساسين , الصورة الشعرية ونماذجها في إبداع أبي نواس » 24 . 

*ذيظن:؟ الششاوي :لي الضووة الشعزية عند الأعمن' التطيلي 7 11133 

7 - الرجبي » عبد المنعم » الحنين إلى الديار في الشعر العربي » 543 » رسالة دكتوراه » جامعة القاهرة » 
9م . 


252 


أكو التمكال: الكينة يروز ١‏ اللضيوزة" التعررية ره أمقلة الستورة النكيوية وقول لحنة..غمحا: 


يومٌ تكاّف غيمة فكأنه دو الشفاء دخان عوك أخضر 
والطل مثل بْرآدة من فضّة منثورة في تربّة من عنبر 


والشمس أحياناً تلوح كأَنَهَا أمَةُ تَعرضْ نفسَها للمُشتري 
يلاحظ أن الشاعر قد وظف طاقاته اللغوية ليبرز صورته » فاختار من الألفاظ ما يبعث فيها 
الحركة في قولة ( تكاثف) ٠‏ و ( تلوح ) » وإ(تعرض) » والجمال اللوني في قوله ( دخان عود 
أخضر) ». و( الفضة ) و( الطل ) » فصور الغيوم الكثيفة بدخان العود الأخضر » الذي دل على 
سواد الغيوم التي حجبت السماء لكثرة أمطارها . وصور قطرات الماء ببريقها وامتزاجها 
بالتربة » ببرادة الفضة » ثم صور لنا الشمس في صورة جميلة » عندما تشرق أحيانا من بين 
السحب ثم تختفي بأنها تشبه الأمة التي تعرض نفسها للمشتري على استحياء منها . 

أجال الشاعر بصره في أجواء ذلك اليوم » مظهرا براعته ودقته في التتصويرء 
فعبر بالغيوم عن استبشاره بالخير » وبالشمس عن الدفء العاطفي . وبالطل والفضة والعنبر عن 
رغد العيش ٠‏ فدل بذلك على نشوة من الفرح والعشق والسعادة التي كان يعيشها. وقد يتداخل 
الحس بالمعنى في الصورة البصرية ومن ذلك قول ابن المُتخل :  )2(‏ طويل 
إذا جردت فيها السٌيوف حَسَبْتَها جداول روض » والرّماح به قضبا 

فالعلاقة بين السيوف والجداول » والرماح والقضب . علاقة حسية بصرية في ظاهرها » 
فالسيوف تشبه الجداول في ترقرقها ولمعانها » والرماح تشبه القضب في سموقها واستوائها 
' - خالص , صلاح » محمد بن عمار » 248 . 


7 - ابن صاحب الصلاة , المن بالإمامة » 154. 


2253 


ونتيجة هذه العلاقة معنى الجمال والكثرة . لذلك يتداخل في الصورة البصرية الحس والمعنى . 
ومن تفريعات الصورة البصرية عند شعراء شلب : 
أ - الصورة الحركية : 
وهي أبرز سمة للصورة البصرية » وأكثر ما يتضح ذلك في شعر الشلبيين في 
عصر الموحدين الذي ركز على وصف المعارك والوقائع الحربية » فالبطل كالأسد في انتضائه 
والرمح كالشهاب ». والجيش كالسحاب والفارس كاللاعب والخيل كالسهام وغيرها » ويظهر ذلك 
بجلاء في غرض شعر الجهاد من هذه الدراسة » ومنه قول ابن المُدَخل في مدح عبد المؤمن : (1) 


طويل 


يلوذون في الهَيْجا بأروّع ماجد إذا دارت الهَيْجاءٌ كان لها قطبا 
وإن عصفت ريح الوغى أحدّقوا به فكانوا لهُ جسماً » وكان لهم قلبا 


فهي صورة لحركة الجند حول قائدهم في المعركة » كأنهم الرحى والقائد قطبها ء. حتى إذا 
احتدمت المعركة تحلقوا حوله من كل جانب » وهنا شبه الشاعر القائد بالقلب وجنهه بالجسم 
فالقلب يبعث الحياة في الجسم بحركته » وكذلك القائد يبث في جنده الحركة والإقدام . 


ب - الصورة اللونية : 


وترتد هذه الصورة إلى حاسة البصر » فتميز العين اللون الذي " تكون له من 


وعد لالت ولمسا داك اموز قوق هنا بعد امسق داكن لمهت اكلا (2ا وين الأمظة علبها وال 


0 3 
ابن حربون : (0) ويل 
وصيّرَ بيض الهند حُمْراً كأنمَا سقرن علَيْنَا عن خدود الكواعب 


' -ابن صاحب الصلاة , المن بالإمامة » 153 . 
7 - دياب » محمد حافظ . جماليات اللون في القصيدة العربية » فصول » م5 » ع2 ٠»‏ 1985 » 47 . 
3[ - الشناوي , علي الغريب , شعر أبي عمر ابن حربون » 84 . 


254 


فالسيوف أخذت لونها من لون الدماء بدلالة كثرة القتل » وهي مشر اكش هه 


الشاعر جمالا خاصا » عندما شبه تلك السيوف في حمرتها » بخدود الفتاة الكاعب المفعمة بريعان 


وهق ذلك قول سان المطترصني +( كام 
روض الشبَاب تناوبّت أزهارة ولى بنفْسَجُهُ وجاء بهارهُ 
ود المَها لو أن أسوّد لخظفه أضحى خضاباً حين شاب عذاره 


حشد الشاعر الألوان في هذه الصورة » وعبر من خلالها عن موقف شعوري واحد يتمشل في 
التسليم بصيرورة الحياة » وبكاء الشباب » فجسم الشباب بروض تبدلت أزهاره » في إشارة إلى 
كبر السن » ثم وظف الشاعر الألوان توظيفا دلالياً واقعيا » فعبر بسواد الشعر عن الشباب 
والتفاؤل ‏ وبالبياض عن الكبّر » مخالفا بذلك ما تعارف عليه الشعراء من معان بعينها لهذه 


الألوان ؛ فالأبيض للجمال والتفاؤل والسلام » والأسود للحزن » والأحمر للدم وغيرها (©) . 


وقول المصتيصي أيضا : (3) بسيط 
وكم جلوا بالندى من ليْل مُفتقر كأنهُ دَمْعَةَ في جفن مُكتحل 


حيث جمع الشاعر بين بريق الدمعة » وسواد الكحل ٠‏ فتشبيه الكرم بالكحل فيه طرافة لأن الكحل 
مداواة للعين وجلاء لها من كل داء يعتريها » كما كان ندى الممدوح دواء للفقراء وجلاء للبؤس 
والحرمان . وبذلك فإن قيمة الصورة الشعرية التي أفرزها خيال الشاعر لا ترجع إلى محاكاة 


الأشياء والإحساسات كما هي في الطبيعة » بل ترجع إلى قدرتها على طرح الأشياء في ضوء 


' - ابن بسام , الذخيرة , 449/1/2 . 
7 - ينظر : دياب محمد حافظ , جماليات اللون في القصيدة العربية » فصول » م5 » ع2 . 1985 ٠»‏ 41 . 
3 -ابن بسام » الذخيرة » 439/1/2 . 


2255 


جديد » ومن خلال علاقات جديدة » مما يضيف وعيا وخبرة جديدة (!) . 


ومة' الخبوارة اللوفية +:قوك :الى 'الشحل (2) طويل 
تَعَشنْهُمُ منود المنَايَا فأصبَحت مَقارقَهمْ تَشى الجنادل والتربًا ! 


جعل الشاعر للمنايا لونا أسود فصور شناعة موت الأعداء وبشاعته . 


و قوله أيضا : (©) طويل 
أمُرسلّها شعث الثواصئ سواهما وَمنُصَدَر ها شقرا وقد ورت شهنا 


حشد الشاعر مجموعة من الألوان للخيل » فصور الخيل بأنها غبراء عند ورود المعركة » للدلالة 
على كثرة خوضها للمعارك المتتالية » وشقراء عند صدورها » للدلالة على عودة الحيةة إليهاء 
وانتصارها » فاستخدام الألوان في الصورة الشعرية يزيدها جلاء وجمالا وبالتالي تأثيرا في نفس 
المتلقي (؟) . 

وقد لاحظت كلف شعراء شلب بثلاث ظواهر لونية هي اللون الأحمر »ء 
واللمعان » واللون الأسود » ولعل هذا يعود لطبيعة الموضوع الذي يكثشر فيه الدم » ولمعان 
السيوف وبريق الأسنة » وقتام المعارك » وحقيقة فإن الأمثلة على هذه الصورة كثيرة ومتنوعة 


ضند شعو ا شاب (3) ةلت ذيالقت متهذة اكتفقيت بيذ الأمظة مكهذا : 


' -ينظر : عصفور » جابر أحمد » الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي , 341 . عبد الله , محمد حسن 
, الصورة والبناء الشعري , 33 . 

7 - ابن صاحب الصلاة , المن بالإمامة » 151. 

3 -نفسه ؛ 155 . 

- ينظر : إسماعيل » عز الدين ٠‏ الشعر العربي المعاصر ٠‏ 70 . نوفل » يوسف حسن ,٠‏ الصورة الشعرية 
واستيحاء الألوان » 77 . 

7 -ينظر : ابن بسام » الذخيرة , 1/2/ 460 . ابن الأبّار » تحفة القادم , 61 . 


256 


ج - الصورة الضوئية : 
وهي الصورة التي يشكلها الشاعر بمؤازرة حواسه وملكاته من عناصر الضوء 

في الطبيعة مثل : الشمس ٠»‏ والقمر » والنجوم ٠‏ والنهار وغيرها (؟) . 
ومن ذلك قول' ابن المتدل (2) كامل 

صدقت أمير المُؤمنين فراسة لحت كضؤء الصَبْح حيّن ألاحَها 

ولكنها عن القن بأنها 202 قذ أوقدت بك للهدى مصبَاحهَا 
حشد الشاعر عناصر ضوئية ساعدت في رسم صورته لفراسة ممدوحه » منها : ضوء الصبح » 
ومصباحها » وأوقدت » فجسم بهذه العناصر فراسة الممدوح » فظهرت للعيان صادقة لا شك فيها. 
ومن ذلك أيضا » قول ابن الملح يتغزل ويذكر ليالي الهوى : (7) بسيط 

كمْ حبَكنَ وحولئ للهوى فلك 20 يجني ذجاكن بالأفْمَارٍ والشهُب 
جمع الشاعر في صورته العناصر الضوئية من الأقمار والشهب » وشخصها بأنوارها التي تبدد 
الظلام » بمن يجني الدجى ويخفيه » فعبر عن لحظات الحب والوصال » التي ملأت نفسه وأزالت 


ما فيها من الحزن أو الهموم . 


وقوله في إحدى مقطوعاته : (4) بسيط 


ومشعلَيْن من الأضواء قَدْ فرنا بالماء والماءٌ بالثولاب منزوف 
لآحَا لعيْنَيَ كالنجْمَين بَيْنَهُما خط المجّرة ممدودٌ ومعطوف 
' - الشناوي » علي الغريب ٠‏ الصورة الشعرية عند الأعمى التطيلي . 144 . 
7 - ابن صاحب الصلاة , المن بالإمامة » 243 . 


3 - ابن خاقان , القلائد » 566/2 . 
* - ابن بسام , الذخيرة , 2 /1/ 473 . 


227 


فهذه صورة اقترن فيها ضوء الشمعتين بلمعان الماء » ثم أضاف إليهما الشاعر من خياله ضوء 
النجمين » ليتضاءل دولاب الماء » ويبدو في صورة خط المجرة في امتداده وانعطافه » فأوجد 
الشاعر - بهذه الصورة - علاقة بين ما رآه وما شكله في خياله » أي أن الصورة في الشعر » 
توجد علاقة بين الأشياء التي لا علاقة بينها أحياناً ٠‏ مما يعطي الشعر معنى وقيمة (1) . 
2- الصورة السمعية : 

وهي الصورة التي تعتمد على حاسة السمع » ويصبغها الشاعر في خياله 
بحسب ما يتوفر لديه من أدوات سواء من ثقافته أم من البيئة المحيطة به بعد أن هزت 
مشاعره (©) » وقد ركز شعراء شلب على الأصوات القوية » والصوت غالباً ما ينتج عن حركة » 


فالصورة حركية سمعية مثل صوت السيوف والرعد أو صوت وقع الخيل ...لخ » ومن ذلك 


قول ابن عمار: (”) طويل 
علي وإلااما بْكاء القمائم وفيّ وإلااما نياحٌ الحَمَائم 
وعني أثار الرّعْدُ صرخة طالب لثأر وهدّ البق صفحة صارم 


فهذه الصورة تعكس حال الشاعر النفسية عندما نفي من إشبيلية » مستخدما التشخيص والتجسيم 
من خلال بكاء الغمائم » ونياح الحمائم » وصرخة الرعد » فهذه الألفاظ ترتد إلى حاسة السمع » 
وتصور عمق مأساة الشاعر » فالشاعر المبدع هو الذي تمتاز صوره بمميزات خاصة تعبر عن 


خلجات نفسه وانفعالاته (؟) 


' - ينظر : الرباعي , عبد القادر , الصورة الفنية في النقد الشعري , 92 . 
7 -ينظر : الدخيل » محمد ماجد » الصورة الفنية في الشعر الأندلسي » 63 . 
7 - خالص , صلاح » محمد بن عمار . 209 . 

* + لساري طن الغرييةاء الصورة الشعرية علد الأغتى التطيلي +1357 


258 


ومن ذلك أيضا قول ابن حربون :(؟) كامل 
وتِبَسّمَت أيَامُكمْ عن أَنَغُم سمع الغمامُ بذكرها فاستعبّرَا 
صور الشاعر كثرة النعيم وانتشار الرخاء وذيوعه زمن الموحدين من خلال سماع الغمام لذلك » 
مستخدما الاستعارة » فإذا بأيامهم تبتسم » وإذا بالغمام يسمع ويستعبر » وقوله :(7) بسيط 
وللذُوابل في أرجائها نغم كأن كل سنان طائر غَرد 
فقرع الرماح في المعركة نغم كأن واحدها طائر مغرد » كشفت هذه الصورة عن غبطة الشاعر 


وسعادته واعتزازه بهذه الرماح . ومن ذلك تلك الصورة التي رسمها ابن الشواش عندما هنأ 


الخليفة الموحدي بالبيعة » فقال :(3) كامل 
ولربً صوال الزكير حطمتة فَغَدا لَه بَعْدَ الزئير أَنيْن ! 


يشكل الشاعن صوره معتمدا علئ الأصوات: + وما تحمله من :دلألات معنوية +.فصؤال الزئين هو 
الفارس الذي تغلب عليه الممدوح ٠‏ حيث غدا هذا الفارس إنسانا عاجزا من خلال تحول صوته 
من الزئير إلى الأنين » كذلك استخدام كلمة (حطم) كان مناسبا للصورة » لاشتمالها على دلالة 
صوتية » وبذلك أظهر الشاعر شجاعة ممدوحه وقوته » وهنا يمكن ملاحظة جمال الصورة 
الشعرية » وأنه لا يتوقف على ما فيها من مجاز أو استعارة بل تتداخل مجموعة من الأمور في 


إيراز جماليتها » ومن ذلك جمال التشكيل الفني وما تحدثه تلك الصورة من أثر على متلقيها(؟) . 


- الشناوي , علي الغريب , شعر أبي عمر ابن حربون » 122. 
7 -نفسه ‏ 112 . 

3[ -ابن صاحب الصلاة , المن بالإمامة » 242 . 

- ينظر : البطل , علي , الصورة في الشعر العربي »312 -32 . 


259 


3 - الصورة الشمية : 


وهي الصورة التي ترتد إلى حاسة الشم » وقد جاءت هذه الصورة قليلة في 
شعر شعراء شلب » ومن الأمثلة عليها قول ابن الملح : () امل 
والروْض يبعث بالتسيم كأنّما ‏ أَهَاهُ يَضْربْ لاصطحابك مَؤعدًا 


ع 


زَهرٌ يَفُوح به اخضرارٌ تبَاته ‏ كالزهر أمنْرَجَها الظَلام وَأوقَدًا 

فهنا يشكل الشاعر صورة زاهية جميلة مليئة بالأحاسيس والمشاعر المرهفة » ارتد جزء منها إلى 
حاسة الشم » فهذا الروض وقت السحر يهدي الممدوح رائحته الجميلة مع النسيم » فالأزهار 
والخضرة » يفوح عطرها وتعبق به الأجواء ٠‏ أجواء الغنى والثراء » فالشاعر يسقط هذه الروائح 
على ممدوحه الكريم . 

وفي صورة جميلة رسمها حسان المصتيصي. بقوله : (©) كامل 


المسنك والشعر المُلَجلّجِ والنجى والوجة والكافور والإِصبَاحًا (3) 


فالمسك والكافور ٠‏ إضافة إلى لفظتي : ينتشق وفاح » شكل الشاعر بها صورة شمية » مزجها 
ببعض الألوان المناسبة لرسم لوحة جميلة لمفاتن المرأة » فالشاعر بهذه الصورة حدد بعصض 
مقاييس الجمال فى المرأة . 


ومن الصو الشمية + قول ابخ غماز :(4) كامل 


! - ابن بسام , الذخيرة , 2 /1/ 454 . 

7 -نفسهء 446/1/2 , 

1 - المُلَجلّجج : المختلط الذي ليس بمستقيم . ينظر : ابن منظور » لسان العرب » مادة (لجلج) . 
* - خالص , صلاح , محمد بن عمار ,297 . 


260 


مُتَأرّجُ الحركات تند ريحه كالتسن هرنة لفيا ينتسن 
يصور الشاعر الرائحة الأنثوية ونشرها في كل جانب ٠»‏ كلما تحركت معشوقته . 


4 - الصورة اللمسية : 


وهي الصورة التي يحس فيها المرء بالنعومة والليونة . أو الصلابة أو 
السيلان (') . وكثيرا ما تستخدم هذه الصورة مع الصورة البصرية » من أجل الحصول على 
مقتضيات الرؤية الجمالية التي صدرت عن الشاعر ٠‏ وتؤثر أكثر على المتلقي (2) . ومن ذلك 
قول ابن عمار يتغزل بحسناء : (*3) طويل 
لفاتكة الألحاظ وهي عَليْلَة ١‏ وناعمّة الأعطاف في قَضيْب 
كسا الخجل المعتاد صفحَة خَدّهَا رِدَاءٌ طرازاهُ ند ولهيبْ 
فعَيْنٌ كما عَيْنْ الحَها وَمُقلَدٌ كما ارتاع ظَبْيَ بالقلآة عُريبْ 
وتَغرٌ كمثل الأقحوان يشوبه لَمَى حَسنات الصَبْرعته ذنوبْ 
ففي هذه الأبيات تلاحظ مظاهر الجمال المادية والمعنوية التي لمسها الشاعر في تلك الحسناء التي 
تغزل بها » ناعمة الأعطاف » وندى » ولهيب » كلها ألفاظ تعبر عن حاسة اللمس » وإلى جانب 
هذا الإحساس الجسمي »٠‏ أبرز الشاعر استجابة أخرى تمت بالجهاز الوجداني عنده من خلال 
ملامح الخجل التي تجسد الأنوثة » وجمال العينين والثغر (*) » لتصبح لوحة جميلة عمادها الرقة 


العو 


' ينظر : الغنيم » إبراهيم » الصورة الفنية في الشعر العربي » 109 . 

* ينظر : خليل » أحمد محمود » في النقد الجمالي » 179 . 

*خالص , صلاح » محمد بن عمار » 240 -241 . 

* ينظر : الدخيل » محمد ماجد » الصورة الفنية في الشعر الأندلسي » 77 . 


2061 


5 - الصورة الذوقية : 
وتجدر الإشارة إلى أن الصورة الذوقية كانت بعيدة المنال لدى شعراء شلب » 
وما وجد منها » يغلب عليه أن يكون في الحديث عن قتلى الأعداء حيث شبه الشعراء أثر السيوف 
في الأعداء بالخمر تسكر الشاربين حتى الثمالة » أو هي - السيوف - السم القاتل » 
ومن ذلك قول ابن المُتَخل :(7) طويل 
ورَامُوا فراراً والررماح تنوشهم 2 فما قَطَعُوا فَجَاَ ولا سلكوا شعبّا 
وَخْرُوا جميعاً هامدين كأنَهم تدامى تساقوا بِينَهُمْ أكؤس الصَهبا 
وقوله : (2) كامل 
تسقي العْداة سمّامها فكأنها أيد تُصفق للتدامى راحها 
وقد تأتي في وصف الشاعر للخمر » يقول ابن الملح : (2) طويل 
هي الخمرٌ من ريق الحبيب مذاقة لَديْها ومن أنقاسه مَتَبِسَم 
خَبَت تخت مرج الماء شَعلَّةٌ ثارها قَلمْ يَّْقَ إلا ورها المتجسّم 
رسم الشاعر صورتين لمذاق الخمر . الأولى : ريق الحبيب ٠‏ والثانية : المذاق الحاد الذي تغلب 


! -ابن صاحب الصلاة , المن بالإمامة ‏ 151. 
* - نفسه , 244. 
3 - ابن خاقان 04 القلائد 0 561/2 : 


2062 


ثانيا : الصورة العقلية : 
وهي الصورة التي يبرز فيها الفكر أكثر من الخيال ٠‏ لأنها تعتمد على البرهان 
العقلي وتصدر عن الفكر » فهي ليست وليدة الإحساس المباشر » وإنما هي وليدة شاعرية مركبة 
من خيال وفكر(”) » لذلك يصعب تذوقها للوهلة الأولى » ولا بد من إعمال الفكر ؛ للوقوف على 


ما فيها من خيال مركب عميق (©) . ومن أمثلة هذه الصورة في شعر شعراء شلب ؛ قول ابن 


ريق بسيط 
بَخْرٌ كأنّ أبا حفص بصهوته لُْقَمَانْ والمركبْ الجاري به لبَدُ 


فهنا رسم لنا الشاعر صورته العقلية معتمدأ على قصة لقمان التي وردت كقصة من قصص 
القرآن الكريم » وقد جاء بها الشاعر ليبرز لنا حالا مشابهة لممدوحه أبي حفص وعبوره البحر 
إلى الأندلس ٠‏ فأظهر الشاعر في هذه الصورة عبرة لمن يقف في وجه أبي حفص وقوته »ء 


فصور البحر بحصان جامح » وأبا حفص بلقمان » والمركب بلبد أقوى نسور لقمان . 


ومن ذلك أيضاً قول ابن الملح :(4) بسيط 
إذا القوى فاض طوقاتاً ركيت نَهُ ُلْكَ العرّاء وَلَمَْ آوي إلى جبل 


يلاحظ أن الشاعر صور الهوى بالطوفان » معتمدا في صورته على جانب من قصة الطوفان » 


عندما رفض ابن سيدنا نوح علية السلام ركوب الفلك ظنا منه أن الجبل ينجيه » غير أن الشاعر 


' -ينظر : عساف » ساسين » الصورة الشعرية ونماذجها في إبداع أبي نواس , 38 . التميمي , حسام , 
الصورة الشعرية في شعر القدسيات زمن الفتح 583ه , مجلة جامعة النجاح للأبحاث والعلوم الإنسانية , 
م13 ,ع2 , 5311999 . 

7 - ينظر : عساف ٠‏ ساسين » الصورة الشعرية ونماذجها في إبداع أبي نواس , 38 . 

7 - الشناوي , علي الغريب , شعر أبي عمر ابن حربون » 107 -110 . 

* - ابن بسام , الذخيرة , 2 /461/1 . 


263 


اختار ركوب الفلك لمواجهة الطوفان وليس الجبل » فهي صورة اعتمدت على العقل والمنطصق 
إضافة إلى الخيال . 
ثالثاً : الصورة الإيحائية : 

هي الصورة التي تهتم بالواقع الوجداني الداخلي أكثشر من اهتمامها 
بالواقع المادي » فالإيحاء يطلق طاقات الشاعر والمتلقي على السواء » فهو استدعاء الكلمة خلال 
تلقيها لمعان إضافية إلى معناها الحرفي (!) . فهي صورة مجازية تعبر عن المعنوي بالحسي » 


وتشير إلى المعاني المجردة وتجسمها (2). ومن الصور الإيحائية عند الشلبيين » قول ابن المٌُتخل 


من قصيدة يرثي بها ابن المنذر: (©) طويل 
بأيّ حسام أَدْفَعْ الخطب بَعْدَمَا فَقَدت الحُسام المُتذريّ اليَمَانِيَا ؟ 
وقد كنت أسنتدنئ البَعيد برأيه فيأتي على حكم الإرادّة دانينا 


استخدم الشاعر ألفاظا موحية » لتشكيل صورته » ففي تساؤله : بأيّ حُسام » إيحاء بحيرته وعمق 
مأساته » وعجزه » وفقده للسلاح يدفع به المحن . وفي قول الشاعر أسندني البعيد ء إيحاء 
بوصول الشاعر إلى أرفع المراتب » وتحقيق أهدافه بعيدة المنال » فهي معان كثيرة أوحى بها 
الشاعر بكلمات قليلة . 

عبر الشاعر من خلال صوره الإيحائية عن مدى الأسى والحزن » الذي تعمقه 


بفقده ذلك الصديق » فهي صور تمس العاطفة والوجدان » وقد عبر حسام التميمي عن مثل هذه 


' -ينظر : إسماعيل » عز الدين » التفسير النفسي للأدب » 99 . 
7 -ينظر : عساف , ساسين , الصورة الشعرية ونماذجها في إبداع أبي نواس » 118. 
3 - ابن الأثار , الحلة السّيّراء » 211/2 . 


2064 


الصورة بأنها : " أقدر من غيرها على إثارة العاطفة وتحريك الوجدان » وهذه الصورة تمتعنا 
فني'(؟) » فهي تهتم بالواقع الوجداني أكثر من اهتمامها بالواقع المادي . 


ومن الصور الإيحائية » قول ابن المُتخل في مدح ابن المنذر:(2) << كامل 


شِيَمٌ كأزهار الرَبيع وراءها همَمٌ تحط النجّم من غلوائه 
كانت لِيَالِيَهُ جوم زماننا تنائرت حُمماً على ظَلْمَائه() 


عبر الشاعر عن المعنوي بالحسي » فجسم الأخلاق في صورة أزهار الربيع » وجسم الهممم في 
صورة الفرسان الأشداء » تحرس تلك الشيم وتحافظ عليها » فهي صورة فيها خلق جديد لعلاقات 
جديدة » لأن خيال الشاعر يذيب ويلاشي ويحطم لكي يخلق من جديد (*) . وضاعف الشاعر من 
جمال هذه الصورة عندما جسم ليالي الممدوح في صورة النجوم المضيئة » ثم جعل هذه النجوم 
تعبر عن غضبها » فتحترق ليعم الظلام » احتجاجا على الظلم الذي وقع على الممدوح » فأشار 
انق التتكل بهذه الصورة إلى الظلم الذي حل به أو بشلب بعد ابن المنذر . 

يتضح مما تقدم أن الصورة الحسية » وخاصة البصرية منها ء. توافرت في 
شعر الشلبيين أكثر من غيرها » ذلك أن الصورة المرئية لديها القدرة على التوضيح والإبانة فيما 
تصوره من أشياء » فالإحساس الذي تثيره هذه الصورة المرئية بمفردها يصحبه عادة إحساسات 
مناظرة للحواس الأخرى » لأنها مرتبطة بها ارتباطاً وثيقاً » وفي هذا الشأن » يرى عز الدين 


إسماعيل أن كل تقديم حسي للصورة » يقصد به تمثيل تصور ذهني معين له دلالته وقيمته 


' - الصورة الشعرية في شعر القدسيات زمن الفتح 583ه , مجلة جامعة النجاح للأبحاث والعلوم الإنسانية م 
3, ع2 , 1999, 535 . 

* ابن الأبّار , الحلة السّيّراء , 210/2 . 

1 - الحُمّم : جمع حُمّمة » الفحم و الرماد . ينظر : ابن منظور » لسان العرب » مادة ( حم ) . 

* - ينظر : عباس , إحسان , فن الشعر , 260 . بدوي , محمد مصطفى , كولردج , 156 . 


265 


الشعورية » وأن قيمة الألفاظ الحسية التي تقوم بها الصورة تتمثل في كون ها وسيلة لتنشيط 
الحواس وإلهابها (') 

أما الصورة العقلية » والإيحائية » فكانت أقل حظا في أشعار الشلبيين 
من الصورة الحسية » وأرى أن شعراء شلب قد نجحوا في توظيف الصورة الشعرية بمختدف 
أنواعها في خدمة معانيهم » إذ عمد الشاعر الشلبي إلى تصوير بيئته الطبيعية والحربية » والإبانة 


عما يختلج نفسه من إعجاب أو سعادة أو حزن دون التطرق إلى صور فلسفية عميقة أو غامضة . 


' - ينظر : التفسير النفسي للأدب , 70 . 


266 


الخاتمة 

شرعت في هذا العمل ألتمس مزيدا من المعلومات عن مدينة أندلسية مغمورة 
أشار إلى شهرتها بالأدب » العديد من القدماء » وهي مدينة شلب » وكانت هذه الدراسة ( الشعر 
في شلب من عصر الطوائف حتى سقوطها ) » في تمهيد وثلاثة فصول كما أشرت في المقدمة . 
وقد توصلت من خلال هذه الدراسة إلى العديد من النتائج التي من أهمها : 
أولا : اكتسبت شلب أهميتها بدخول العرب إليها » ورغم صغر مساحتها إلا أنها أصبحت بالغة 
الأهمية لبلاد الأندلس ٠‏ فهي بوابة الأندلس الغربية » وعاصمة الغرب الأندلسي . 
ثانيا : مرت الحياة السياسية لمدينة شلب بأطوار عدة » فمن الاستقلال الذاتي - بداية عصر 
الطوائف - إلى التبعية لمملكة إشبيلية » ثم الانضواء تحت الحكم المرابطي » ثم الاستقلال الذاتي 
وقيادة مدن الغرب نحو دولة أندلسية مستقلة عن حكم المغاربة » وبعد فشل أبنائها في تحقيق ذلك 
أصبحت شلب إحدى الولايات الموحدية » حتى سقطت في منتصف القرن السابع الهجري . 
ثالثا : بدأت نهضة شلب الأدبية في عصر الطوائف ٠‏ حيث تجلت الحركة الشعرية فيها بكثشرة 
الشعراء الذين ارتبط كثير منهم ببلاط الملوك والخلفاء » وارتحلوا إلى الأندلس والمغرب 
بأشعارهم » وشملت الحركة الشعرية المجتمع الشلبي بمختلف فاته . من النساء والصبيان » 
والعلماء والكتّاب والفقهاء . كذلك وجد في شلب كثير من النثار الذين أبدعوا العديد من الأعمال 
النثرية » والعلماء الذين وضعوا العديد من المصنفات في علوم الدين واللغة وغيرها . 
رابعا : بلغ بعض شعراء شلب مكانة متقدمة في الشهرة بأشعارهم » فقد عُد ابن عمار الشلبي من 
كبار شعراء الأندلس في عصر الطوائف » وابن حربون الشلبي:من كبار شعراء الأندلس في 


عصر الموحدين . 


2067 


خامسا : بدا التنوع واضحا في أغراض الشعر الشلبي » وهي أغراض غلب عليها التقليد » ومن 
أبرز تلك الأغراض : المدح » حيث مجّد شعراء شلب في ممدوحيهم كل صفات الكمال في الخلق 
والخلقة » وغلب عليه طابع المدح السياسي خاصة في عصر الموحدين . 

سادسا : وصف شعراء شلب كل ما أحاط بهم من مظاهر الطبيعة ومظاهر الحضارة » وصفا 
تجلت فيه قدرتهم على إعطاء صورة صادقة لمظاهر بيئتهم التي عاشوها عبر عدة عصور . 
سابعا : برع شعراء شلب في شعر الإخوانيات ٠‏ التي سجلوا فيها علاقاتهم بالزعامات السياسية أو 
مخردهد مق كتهو اء الأنذلين» متنا جلها شاهدا حل كاغرية التباعن الشتبي + إعبافة إلى الكمانها 
علي كثير من العادات: الاجماعية خاضنة فيما 'يتعلق باللفلاقالت بيق' الفلوف وللوز زاغ 

ثامنا : أجاد شعراء شلب في غرض شعر الجهاد » وغرض الاستصراخ والاستنجاد » وذلك بما 
تطرقوا إليه من معان دينية + :وتذكيز بتاريخ المسلمين ومعاركهم الكبسرى » وقصوير دقيق 
لاعتداءات النصارى على ديار المسلمين وبشاعة ذلك . كذلك فإن هذه الأغراض تعد سجلا لفكترة 
من تاريخ الدولة الموحدية » خاصة زمن عبد المؤمن » وابنه أبي يعقوب يوسف . 

تاسعا : تمئل شعراء شلب أساليب القدماء في بناء قصائدهم » وانسجموا مع آراء النقاد في تطور 
تلك الأساليب » مع وجود تفاوت في ذلك بين عصري الطوائف والموحدين » فكان الشاعر الشلبي 
أقل اهتماما في عصر الموحدين بالمقدمات بأنوعها في بناء قصائده . 

عاشرا : امتازت لغة الشاعر الشلبي بمناسبتها للغرض ٠‏ فمالت إلى الرقة والسهولة في بعسض 
الأغراض مثل : وصف الطبيعة » والغزل » والخمر » وإلى الفخامة والجزالة في المدح ووصف 


المطارك. الدزيية + 


268 


حادي عمشر : اهتم الشاعر الشلّْبِي بالفنون البديعية + وقد بدا تقصد الشاعر الشلبي لهذه الفنون 
أوضح في عصر الطوائف . وذلك في أغراض وصف الطبيعة . والغزل . والخمر ء 
والأخؤافاف مال كان القول: نذا بالتفارلة مد عن المز ديق« 
ثاني عشر : اعتنى شعراء شلب بموسيقا أشعارهم » فأحسنوا استخدام التتصريع » والجناس » 
والتزاضنيع لإتزاء 'موسيقاً أشعارتهم + إضافة إلى القوايم الزاسع في انسنتخدام القسؤافي واليحوز 
العروضية . 
ثالث عشر : نجح شعراء شلب في توظيف الصورة الشعرية في خدمة معانيهم » فقد عمد الشاعر 
الشلبي إلى تصوير بيئته الطبيعية » والحضارية » والحربية » والإبانة عما يختلج نفسه من أفكار 
وطقياعق وا لذلك عليت الضبون + الخنية"واراضيا: في الجن الدابيين تعن التضورة اليك 
والصورة الإيحائية . 

كانت هذه أهم النتائج التي توصلت إليها في هذه الدراسة » التي آمل أن أكون 
من خلالها قد أوضحت حياة الشعر في شلب وازدهاره فيها وكثرة شعراء شلب ٠‏ وتميز 


إيداعاتهم . 


269 


المصطصطداددر و لمر ألجبطللع 


أ - المصادر المخطوطة 


- العمري ٠»‏ أحمد بن يحيى بن فضل الله ( ات - 749 ه ). 
يب مسالك الأبصار » مخطوط مصور على ميكروفيلم في مكتبة الجامعة الأردنية »رقم 


. 09 


ب - المصادر والمراجع المطبوعة 


- القرآن الكريم 
- أباظة » ثروت . 
٠‏ (سلسلة اقرأ) ابن عمار هارب من الأيام » الهيئة المصرية العامة » ط2 (د.م) » 
6م . 
- ابن الأبّارء أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي (ت. 658ه) . 
٠‏ تحفة القادم » أعاد بناءه وعلق عليه إحسان عباس , دار الغرب الإسلامي » ط1» بيروت 
6م . 
« التكملة لكتاب الصلة » تحقيق عبد السلام الهراس ؛ دار المعرفة ٠‏ (د.ط) . الدار 
البيضاء » (د.ت) . (1 -4) . 
« الحلة السيّراء » تحقيق حسين مؤنس » دار المعارف . ط2 » القاهرة » 1985م .(1 -2). 
« المعجم في أصحاب القاضي الصدفي . تحقيق إبراهيم الأبياري » دار الكتاب المصري » 
ط 1 » القاهرة » 1989م . 
- ابن إبراهيم » عباس بن محمد العباس . 
* الإعلام بمن حل بمرّاكش وأغمات من الأعلام » تحقيق عبد الوهاب بن منصورء 
المطبعة الملكية » (د.ط) » الرباط »1976م . (1 -10) . 
- إيراهيم » محمود . 
» صدى الغزو الصليبي في شعر ابن القيسراني . دار البشير ٠(ط2)‏ » عمان » 1988م . 


2/2 


« الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس . تحقيق 
عبد الوهاب بن منصور » المطبعة الملكية » ط2 » الرباط » 1999 م . 
- ابن الأثير » أبو الحسن علي بن عبد الواحد الشيباني (ت.630ه) . 
© الكامل في التاريخ » تحقيق خليل مأمون شيخا » دار المعرفة » ط1 . بيروت ٠‏ 2002م. 
(9-1) . 
- ابن الأثير » أبو الفتح ضياء الدين نصر الله بن عبد الكريم » (ت. 637ه) . 
٠‏ المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر . تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد » المكتبة 
العصرية (د.ط) » بيروت ٠»‏ 1995م . (1 -2) . 
- أحمد » محمد فتوح . 
» شعر المتنبي قراءة أخرى , دار المعارف » ( د.ط ) » القاهرة .1982م . 
- أحمد » مصطفى أبو ضيف . 
« القبائل العربية في الأندلس حتى سقوط الخلافة الأموية ٠‏ (د.ن) ٠‏ (د.ط) » الدار البيضاء 
(دءت) . 
__-____ء الأدب من منظور إسباني . ترجمة الطاهر أحمد مكي » مكتبة الآداب » ط1 » 
القاهرة » 1990م . 
- الإدريسي » أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن إدريس الحمودي الحسني (ت.560ه) . 
» نزهة المشتاق في اختراق الافاق » مكتبة الثقافة الدينية » (د.ط) » القاهرة » 1994م . 
01 
٠‏ القارة الإفريقية وجزيرة الأندلس » تحقيق إسماعيل العربي » ديوان المطبوعات 


الجامعية 2 (د ط 2 الجزائر 2 3م : 


2013 


- أرسلان » شكيب . 
» الحلل السندسية في الأخبار والاثار الأندلسية . دار الكتب العلمية ء ط1 . بيروت 
7م . (3-1). 
- أرشيبالد مكليش . 
» الشعر والتجربة » ترجمة سلمى الخضراء الجيوسي .» دار اليقظة العربية » (د.ط) ء 
بيروت » 1963م . 
- إسماعيل » عز الدين . 
« التفسير النفسي للأدب , دار العودة » ط4 » بيروت ٠‏ 1988م . 
« الشعر العربي المعاصر قضاياه وظواهره الفنية والمعنوية »دار الكتاب العربي »ط2 » 
القاهرة » 1957م . 
« الأسس الجمالية في النقد العربي عرض وتفسير ومقارنة » ط1 . دار الفكر العربي »ء 
القاهرة » 1955م . 
- أشباخ » يوسف . 
« تاريخ الأندلس في عهد المرابطين والموحدين » ترجمة محمد عبد الله عنان » الخانجي 
ط2 . القاهرة »1958م . 
- الأصفهاني » العماد أبو عبد الله محمد بن حامد بن عبد الملك (ت. 597ه) . 
٠‏ خريدة القصر وجريدة العصر (قسم شعراء المغرب والأندلس) » تحقيق آذرتاش آذرنوش 
الدار التونسية » (د.ط) » تونس » 1971 م . (1 -17) . 
- الأعشى » ميمون بن قيس . 


ل ديوانه » تحقيق محمد محمد حسين » مؤسسة الرسالة » ط7 » بيروت » 1983م . 


2/14 


-.الأغرتاطي + غلي:بن بُشري (ت.: القرن الثامن أو التاسع الهجري ) 
٠‏ عد الجليس ومُؤانسة الوزير والرئيس » عني بتصحيحه أل جُونز » مطبعة مركز 
الحسّابات لجامعة أكسفورد . (د.ط) » باريس ٠‏ 1992م . 
- ألفش » أدلبرتو » وحجاجي », حمدان . 
» ابن عمار الأندلسي (مأساة شاعر) » أسيريو وألفي » (د.ط) » لشبونة » 2000م . 
- ابن الإمام » أبو عمرو عثمان بن علي بن عثمان ((ت. 560ه) . 
٠‏ المقتضب من كتاب سمط الجمان وسقط الأذهان ٠‏ قرأته وعلقت عليه حياة قارةء (د.ن) 
(د.ط) (د.م) » 2002 م . 
- أمين » أحمد 
٠‏ فجر الإسلام » مكتبة نهضة مصر . ط12 » القاهرة » 1978 م . 
* النقد الأدبي » ط1 » مكتبة نهضة مصر » القاهرة » 1972م . (1 -2) . 
- أئيس ٠‏ إبراهيم . 
« الأصوات اللغوية . دار النهضة العربية » ط3 » القاهرة » 1961م . 
» موسيقا الشعر . ط5 » مكتبة الأنجلو مصرية ٠»‏ القاهرة » 1981م . 
- الأهواني » عبد العزيز . 
©» ابن سناء الملك ومشكلة العقم والابتكار في شعره . الأنجلو مصرية :(د.ط) » القاهرة 
2 م. 
- الأيوبي » ياسين . 
٠‏ آفاق الشعر العربي في العصر المملوكي دار جروس برس » ط1 » طرابلس » 1995م. 


- الباكوي » عبد الرشيد صالح بن نوري . 


215 


» تلخيص الآثار وعجائب الملك القهار » ترجمة ضياء الدين بن موسى بونياتوف » العلم 
إدارة التحرير الرئسية للآداب الشرقية » (د.ط) » موسكو . 1971م . 
- بالنثيا » آنخل جنثالث . 
© تاريخ الفكر الأندلسي . ترجمة حسين مؤنس ٠»‏ مكتبة النهضة المصرية » ط1 » القاهرة » 
5م . 
- ابن بدرون » عبد الملك بن عبد الله (ت . بعد 608ه ) . 
» شرح قصيدة ابن عبدون المعروفة بالمسامة . مطبعة السعدة » ط1 » ( د.م )ء 
0ه . 
- بدوي » أحمد أحمد . 
٠‏ أسس النقد الأدبي عند العرب » ط2 », مكتبة نهضة مصرهء القاهرة » 1960م. 
© الحياة الأدبية في عصر الحروب الصليبية بمصر والشام » ط2 »دار نهضة مصر ء 
القاهرة » د.ت . 
- بدوي » محمد مصطفى . 


ل كولردج . دار المعارف . ( د.ط) » مصر ء. 1958م . 


- بروفنسال » ليفي . 


« تاريخ أسبانيا الإسلامية من الفتح إلى سقوط الخلافة القرطبية . ترجمة علي عبد 
الرؤوف البمبى ورفاقه » المجلس الأعلى للثقافة » ط3 » (د.م) » 2000م . (1 -2) . 


- بروكلمان » كارل . 


« تاريخ الأدب العربي . ترجمة يعقوب بكر ورفيقه » الهيئة الامصرية العامة للكتاب » 


(د. ط) » القاهرة » 1993م. (1 -6) . 


206 


» تاريخ الشعوب الإسلامية » ترجمة نبيه أمين فارس ورفيقه » دار العلم للملايين » ط1‎ ٠ 
. بيروت » 1948م‎ 
. ابن بسام » أبو الحسن علي الشنتريني (ت. 542ه)‎ - 
الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة » تحقيق إحسان عباس », دار الثقافة » (د.ط) » بيروت‎ « 
.)8-1( . 7م‎ 
. البستاني » بطرس‎ - 
. (د.ت)‎ ٠» أدباء العرب في الأندلس وعصر الانبعاث » دار الجيل » (د.ط) » بيروت‎ ٠ 
دائرة المعارف (قاموس عام لكل فن ومطلب) , المجلد الرابع »(د.ن) » (د.ط) » بيروت‎ ٠ 
م.‎ 2 
دائرة المعارف (وهو قاموس عام لكل فن ومطلب) . المجلد العاشر » مؤسسة مطبوعاتي‎ ٠ 
. )11- 1( . إسماعيليان (د.ط) » تهران » (د.ت)‎ 
. البستاني » سليمان‎ - 
. (د.ط) » سوسة (د.ت)‎ ٠» الإلياذة والشعر العربي . دار المعارف للطباعة والنشر‎ « 
. أبو القاسم خلف بن عبد الملك (ت. 578ه)‎ ٠ ابن بشكوال‎ - 
. الصلة . تحقيق إبراهيم الأبياري » دار الكتاب المصرية » ط1 » القاهرة » 1989م‎ « 
. )4- 1( 
. البطل » علي‎ - 
الصورة في الشعر العربي حتى آخر القرن الثاني الهجري . دار الأندلس », ط2 » (د.م)‎ « 
. 1م‎ 


- البطليوسي ؛ أبو محمد عبد الله بن السيد (ت.521ه) . 


2 


٠‏ الاقتضاب في شرح أدب الكتاب » تحقيق مصطفى السقا ورفيقه » دار الشؤون الثقافية 
العامة » ط2 » بغداد » 1990م . (1 -3) . 
- البغدادئ + إسماعيل باثنا . 
هدية العارفين بأسماء المؤلفين وآثار المصنفين » المطبعة البهية:(د.ط) » اسطنبول » 
5 م. (1 -2) . 
» إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون » مكتبة المثشى 
(د.ط)ء بغداد » 1981م . (1 -2) . 
- البكري ٠‏ أبو عبيد الله عبد الله بن عبد العزيز بن محمد (ت. 487ه) . 
٠‏ المسالك والممالك . تحقيق أدريان فان ليوفن ورفيقه » الدار العربية للكتاب » (د.ط) » 
تونس » 1992م . (1 -2) . 
٠‏ جغرافيا الأندلس وأوروبا » تحقيق عبد الرحمن علي الحجي »دار الإرشاد » ط1» بيروت 
8م . 
- بكار » يوسف حسين . 
بناء القصيدة العربية في النقد العربي القديم » د. ط » دار الثقافة » القاهرة » 1979م . 
- ابن بلقين » عبد الله (ت. 483ه) . 
« مذكراته أو كتاب التبيان » تحقيق ليفي بروففن سال ء دار المعارف », (د.ط) »مصرء 
5 م . (1 -2) . 
: البهبيتي ؛ نجيب محمد , 
» تاريخ الشعر العربي حتى آخر القرن الثالث الهجري .ء دار الفكر ء ط4 » الرباطء 


0م . 


215 


- بهنام » هدى شوكت . 
«» مقدمة القصيدة العربية في الشعر الأندلسي . دار الشؤون الثقافية العامة » ط1 » بغداد 
0م . 
- البيذق ٠‏ أبو بكر بن علي الصنهاجي (ت. أواسط القرن السادس الهجري ) . 
٠‏ أخبار المهدي بن تومرت وابتداء دولة الموحدين ؛ تحقيق ليفي بروفنسال » 
بولس كتنر الكتبي » (د.ط) » 1928 م . 
- بيريس » هنري . 
« الشعر الأندلسي في عصر الطوائف . ترجمة الطاهر أحمد مكي ». دار المعارف » ط1 » 
القاهرة » 1988م . 
- التبريزي ٠»‏ أبو زكرياء يحيى بن علي ( ت.502ه ) . 
« الوافي في العروض والقوافي » تحقيق عمر يحيى ورفيقه » دار الفكر » ط2 » دمشق » 
5م . 
- التجاني » محمد بن أحمد بن أبي القاسم . 
» تحفة العروس ونزهة النفوس ., مكتبة التراث الإسلامي » ( د.ط ) » القاهرة » (د. ت) 
- التجيبي » أبو بحر صفوان بن إدريس المرسي (ت.598 ه) . 
© زاد المسافر وغرة محيا الأدب السافر . تحقيق عبد القادر محداد » دار الرائد العربي » 
(د.ط) » بيروت ٠‏ 1970م . 
- التطاوي » عبد الله . 
» الصورة الفنية في شعر مسلم بن الوليد » دار الثقافة للنشر »ء (د.ط) ؛ القاهرة » 


7 م. (2-1) . 


2019 


- أبو تمام » حبيب بن أوس الطائي (ت .228ه ) . 
© ديوانه » تحقيق محمد عبده عزام » دار المعارف » القاهرة » 1951م . (1 -4) . 
- الجاحظ » أبو عثمان عمرو بن بحر ( ت.355ه ) . 
» الحيوان . تحقيق عبد السلام محمد هارون » دار إحياء التراث العربي . ط3 ء بيروت 
9م . (7-1) . 
- جاد المولى » محمد أحمد » وآخرون . 
ه قصصن القرآن + دار الجيل > ( د.ظ ) + بيرؤت + 1997م 
- جارولو » تيريسا . 
٠.‏ شاعرات الأندلس . ترجمة أشرف علي دعدور » دار نهضة الشرق ٠‏ ( د.ط ) » القاهرة: 
6م . 
- الجبوري » يحيى . 
٠‏ الشعر الجاهلي خصائصه وفنونه » مؤسسة الرسالة » ط9 » بيروت ٠‏ 2001م . 
- جرار » ماهر زهير . 
٠‏ شعر الرمادي يوسف بن هارون .٠‏ المؤسسة العربية » ط1 » بيروت ٠‏ 1980م ٠١‏ 
- الجرجاني » عبد القاهر (ت. 471) . 
© دلائل الاعجاز » تحقيق محمود محمد شاكر » مكتبة الخانجي » طة » القاهرة »2004 م. 
« أسرار البلاغة .» تحقيق محمد رشيد رضا ء دار المطبوعات العربية » ط2 » (د.م) ؛ 
(دءت) . 


- الجرجاني » علي بن عبد العزيز . (ت.366ه) . 


200 


« الوساطة بين المتنبي وخصومه . تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ورفيقه ء دار احياء 
الكتب العربية » 3 + القاهرة » 1951 م . 
- ابن الجزري ٠‏ شمس الدين محمد بن محمد (ت. 833ه) . 
٠‏ غاية النهاية في طبقات القراء » تحقيق برجستراسر » دار الكتب العلمية » ط3 » بيروت 
0 021 
- ابن جعفر » أبو الفرج قدامة ((ت. 337ه) . 
© نقد الشعر . تحقيق محمد عبد المنعم خفاجي ». دار الكتب العلمية ء (د.ط) بيروت » 
(دءت) . 
- ابن الجوزي ٠‏ أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد (ت. 597ه ) . 
« المنتظم في تاريخ الملوك والأمم » تحقيق محمد غبد القادر عطا ورفيقه .ء دار الكتب 
العلمية » ط1 ء بيروت ء 1993م . (1 -18) 
+ لأحائتي :+ أبو خلق بتستتديق الفسوه انعا 3188 
« الرسالة الموضحة في ذكر سرقات أبي الطيب المتنبي وساقط شعره . تحقيق محمد 
يوسف نجم » دار صادر » (د.ط) » بيروت » 1965 م . 
- أبو حاقة » أحمد . 
» فن المديح وتطوره في الشعر العربي . دار الشرق الجديد » ط1 » بيروت » 1962م 
- ابن حجة » علي بن عبد الله الحموي ( ت - 837 ه ) . 
٠‏ خزانة الأدب وغاية الأرب » تحقيق : كوككب دياب » دار صادر » ط2 . بيروت»ء 
5م. (4-1) . 


- ابن حزم الأندلسي (456ه) . 


251 


٠‏ رسائل ابن حزم الأندلسي . تحقيق إحسان عباس » المؤسسة العربية » ط1ء بيروت 
1م .(3-1). 
- حسان » تمام . 
٠‏ اللغة العربية معناها ومبناها . د.ط . دار الثقافة » الدار البيضاء » 1994م . 
© مناهج البحث في اللغة . الأنجلو مصرية » (د.ط) » القاهرة » 1990م . 
- حسين » عبد القادر . 
» فن البلاغة . مطبعة الأمانة » (د.ط) » مصر ء (د.ت) . 
- حسين » محمد محمد , 
» الهجاء والهجاؤون في الجاهلية » مؤسسة الرسالة » ط1 » بيروت » 1979م . 
- الحصري القيرواني ٠‏ أبو اسحق إبراهيم بن علي ( ت. 457 ه ) . 
٠‏ زهر الآداب وثمر الألباب » تحقيق زكي مبارك ٠‏ دار الجيل » ط 4 ٠‏ بيروت » 1972م. 
(1 -4) ., 
- حفني ٠»‏ عبد الحليم . 
» مطلع القصيدة العربية ودلالته النفسية » الهيئة المصرية العامة للكتاب » (د.ط) » (د.م) 
7م. 
- ابن حمديس ٠‏ أبو محمد عبد الجبار بن محمد الصقلي (ات. 527ه ) . 
© ديوانه » تحقيق إحسان عباس » دار صادر ٠‏ (د.ط) » بيروت » (د.ت) . 
- الحموي » أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي (ت. 626ه) . 
» معجم البلدان » دار صادر » (د.ط) » بيروت » (د.ت) . (1 -5) . 


- الحميدي ؛ أبو عبد الله محمد بن أبي نصر (ت. 488ه) . 


202 


٠‏ جذوة المقتبس في تاريخ علماء الأندلس . تحقيق إبراهيم الأبياري » دار الكتب المصرية 
ط2 » القاهرة » 1983م . (1 -2) . 
- الحميري ٠‏ أبو عبد الله محمد بن عبد المنعم الصنهاجي ( ت . 900 ه ) . 
» الروض المعطار في خبر الأقطار » تحقيق : إحسان عباس » دار السراج » ط3 » بيروت 
5 مم. 
- ابن حوقل ٠‏ أبو القاسم النصيبي » (ت. بعد 367ه) . 
٠‏ صورة الأرض ٠‏ مطبعة بريل ٠‏ ط2 » ليدن » 1938م . (1 -2) . 
- ابن خاقان » أبو نصر الفتح بن محمد القيسي الإشبيلي (529 ه) . 
« قلائد العقيان في محاسن الأعيان » تحقيق حسين يوسف خريوش »؛ مكتبة المنار » ط1 
(دم)اء 1989م . (1 -4) , 
- خالص » صلاح . 
« إشبيلية في القرن الخامس الهجري ٠‏ دار الثقافة » (د.ط) » بيروت ٠‏ 1965م . 
» محمد بن عمار الأندلسي (حياته وشعره ) » مطبعة الهدى » (د.ط) » بغداد »1957م . 
- خريوش » حسين يوسف حسين . 
» ابن بسام وكتابه الذخيرة » (د.ط) » دار الفكر » عمان » 1984 م . 
- ابن الخطيب » لسان الدين أبو عبد الله السلماني . (ت 776ه ) . 
٠‏ الإحاطة في أخبار غرناطة » تحقيق محمد عبد الله عنان » الخانجي »ط1ء القاهرة » 
5 م . (4-1). 
٠‏ أعمال الأعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام » تحقيق ليفي بروففسال » دار 


المكشوف . ط2 » بيروت » 06 م . 


203 


» ديوانه » تحقيق محمد مفتاح » دار الثقافة» ط1 » الدار البيضاء » 1989 م . (1 -2) . 
» السحر والشعرء المعهد الإسباني العربي للثقافة » (د.ط) » مدريد » 1981م . 
- خفاجة » محمد عبد المنعم . 
« قصة الأدب في الأندلس , مكتبة المعارف » ( د.ط) » بيروت ٠‏ 1962م . 
- ابن خلدون » عبد الرحمن بن محمد الحضرمي المغربي . ((ت. 808ه) . 
© تاريخه . دار الكتاب المصرية » (د.ط) » القاهرة .» 1999م . (1 -14) . 
٠.‏ مقدمة ابن خلدون » تحقيق علي عبد الواحد وافي » دار نهضة مصر ء طة»ء القاهرة ء 
(ددت) . (1 -3) . 
- ابن خلكان » أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر ((ت. 681ه) . 
٠‏ وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان » تحقيق إحسان عباس » دار صادر » (د.ط) » بيروت 
71م .(8-1). 
- خليفة » حاجي » مصطفى بن عبد الله ((ت - 1068 ه ) . 
» كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون , مكتبة المثنى » (د.ط) » بغداد » 1941م 
(2-1). 
- خليل » أحمد محمود . 
« في النقد الجمالي رؤية في الشعر الجاهلي . دار الفكر المعاصر ء ط1 . دمشق » 
6م . 
- ابن خميس المالقي » أبو بكر محمد بن علي (ت. بعد 639ه) . 
٠‏ أدباء مالقة » تحقيق صلاح جرار » مؤسسة الرسالة » ط1 » بيروت ؛ 1999م . 


204 


٠‏ فهرسة ما رواه عن شيوخه من الدواوين المصنفة في ضروب العلم وأنواع المعارف 
الخانجي » ط3 » القاهرة » 1997م . 
_______» دائرة المعارف الإسلامية ٠‏ الجزء الثالث عشر » تعريب محمد ثابت الفندي ورفاقه 
انشارات جهال » تران - بوذرحمبري . (1 -15) . 
- ابن دحية ٠‏ أبو الخطاب عمر بن الحسن بن علي الكلبي (ت. 633ه) 
« المطرب من أشعار أهل المغرب ٠‏ تحقيق إبراهيم الأبياري ورفيقيه » المطبعة الأميريةء. 
ط1 »ء القاهرة » 1954 م . 
+ الذاية + مشمة وصيو انم . 
« تاريخ النقد الأدبي في الأندلس . مؤسسة الرسالة » ط2 » بيروت ٠‏ 1981م . 
» مختارات من الشعر الأندلسي وفصول في شعر المغرب وص قلية وفي الموشحات 
والأزجال » المكتب الإسلامي » (د.ط) » دمشق » 1969م . 
- التخيل » محمد ماجد مجلي . 
« الصورة الفنية في الشعر الأندلسي شعر الأعمى التطيلي أنموذجا » دار الكندي للنشر 
والتوزيع (د.ط) » عمان ٠‏ 2006 م . 
- درو » اليزابيت . 
« الشعر كيف نفهمه ونتذوقه . ترجمة محمد إبراهيم الشوش ٠‏ مكتبة منيمة .ء (د.ط) ء 
بيروت ٠»‏ 1961م . 
- الدقاق » عمر . 
« ملامح الشعر الأندلسي . دار الشرق ٠»‏ (د.ط) » بيروت » 1975م 


205 


« حياة الحيوان الكبرى » مصطفى البابي الحلبي » ط4 » القاهرة 1970م . (1 -2) . 
- دوزي » رينهارت . 
» المسلمون في الأندلس ؛ ترجمة حسن حبشي ٠‏ الهيئة المصرية العامة للكتاب » (د.ط) 
القاهرة » 1995 م . (1 -4) . 
» ملوك الطوائف ونظرات في تاريخ الإسلام » ترجمة كامل كيلاني » عيسى البابي الحلبي 
13 :اقلم 1210534 
- أبو ديب » كمال . 


« في البنية الإيقاعية للشعر العربي , دار الشؤون الثقافية العامة » ط3 » بغداد » 1987م. 


» ديوان الموشحات الأندلسية » تحقيق سيد غازي ؛. منشأة المعارف » (د.ط) » 
الإسكندرية » 1979م . (1 -2) . 
- الذهبي » شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان (ت. 748 ه) . 
« تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام . تحقيق عمر عبد السلام تدمري » دار 
الكتاب العربي » ط1 » بيروت ٠‏ 1994 م . (1 -41) . 
» سير أعلام النبلاء » تحقيق شعيب الأرنؤوط ورفيقه » مؤسسة الرسالة » ط11 » بيروت 
8 مم . (1 -28) . 
٠‏ العبر في خبر من عبر ٠‏ تحقيق أبي هاجر , دار الكتب العلمية » (د.ط) » بيروت » 
(دءت) . (4-1) . 
- الررّافعي » مصطفى صادق . 


. 1974م‎ ٠» تاريخ آداب العرب »دار الكتاب العربي » ط2 » بيروت‎ ٠ 


256 


- الربّاعي » عبد القادر . 


٠‏ جماليات المعنى الشعري (التشكيل والتأويل) » المؤسسة العربية للدراسات والنشر » ط]1ء 


بيروت . 1999م . 
« الصورة الفنية في النقد الشعري , دار العلوم » ط1 » الرياض ٠‏ 1984م . 


» رسائل ومقامات أندلسية » تحقيق فوزي سعد عيسى » منشأة المعارف » (د.ط) 


الإسكندرية » (د.ت) . 
- الرشاطي » أبو محمد » والإشبيلي » ابن الخراط (ت. 542ه و581ه ) 
٠‏ الأندلس في اقتباس الأنوار وفي اختصار اقتباس الأنوار » تحقيق إيميليومولينا ورفيقه » 
المجلس الأعلى للأبحاث العلمية معهد التعاون مع العالم العربي » (د.ط) » مدريد » 1990م . 
- ابن رشيق » أبو علي الحسن ابن رشيق القيرواني الأزدي . ((ت. 456) . 


« العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده » تحقيق » محمد محيي الدين عبد الحميد ء دار 
الجيل » ط4 » بيروت » 1972م . (1 -2) . 
- الرصافي ٠‏ أبو عبد الله محمد بن غالب البلنسي (ت. 573ه) . 
» ديوانه » جمعه وقدم له إحسان عباس . دار الثقافة » (د.ط) » بيروت » 1989م . 
- الرقب » شفيق محمد عبد الرحمن . 
الشعن العربئ في يلاد الشام :في القرن السادسن الهجزى :دان متفاء ».ظ]1 + جابعة 
مؤتة » 1993م . 


» شعر الجهاد في عصر الموحدين » مكتبة الأقصى » (د.ط) » عمان » 1984م . 


- الركابي » جودت . 


. في الأدب الأندلسي , دار المعارف » ط3 ؛ مصر ». 1960 م‎ ٠. 


2517 


- ابن الرومي ٠‏ أبو الحسن علي بن العباس بن جريح (ت . 283ه ) . 
» ديوانه » تحقيق حسين نصار وآخرين » مركز تحقيق التراث ٠»‏ (د.ط) » (د.م) » 
(د.ت) . (1 -6) . 
- الريسوني » محمد المنتصر . 
» الشعر النسوي في الأندلس . دار مكتبة الحياة » (د.ط) » بيروت ٠»‏ 1978م . 
- زامبارو . 
» معجم الأنساب والأسرات الحاكمة في التاريخ الإسلامي . ترجمة زكي محمد حسن بك 
ورفاقه » مطبعة جامعة فؤاد الأول » (د.ط) » القاهرة ٠‏ 1951م . (1 -2) . 
- زكري » مصطفى . 
٠‏ مسارات شعرية (الشعراء العرب في غرب الأندلس) . اللجنة المنسقة لمنطقة الغرب 
(د.ط) ء (د.ما)ء (دءت) 
- ابن الزّملكاني » كمال الدين عبد الواحد بن خلف الأنصاري السكاكي » (ت. 651ه) 
٠‏ التبيان في علم البيان المطلع على إعجاز القرآن » تحقيق أحمد مطلوب ورفيقته » مطبعة 
العاني » ط1 » بغداد » 1964 م . 
- الزهري ٠‏ أبو عبد الله محمد بن أبي بكر (ت. أواسط القرن السادس الهجري ) . 
» الجعرافية » تحقيق محمد حاج صادق » (د.ن) » (د.ط) » (د.م) » (د.ت) 
-ابن الزيّات » أبو يعقوب يوسف التادلي (ت.627ه) . 
٠‏ التشوف إلى رجال التصوف ,الجزء الثاني عشرء تحقيق أدولف فور » معهد الأبحاث 
العليا المغربية » (د.ط) » الرباط 1958م . (1 -12) . 


- ابن زيدون » أبو الوليد أحمد (ت . 463ه) 


208 


» ديوانه و رسائله » تحقيق علي عبد العظيم » دار نهضة مصر ء (د.ط) » القاهرة ء» 
7م . 
- سارتر » جان بول . 
» ماالأدب . ترجمة محمد غنيمي هلال » د.ط » دار العودة » بيروت »1984 م . 
- سالم » عبد العزيز السيد . 
« قرطبة حاضرة الخلافة في الأندلس . مؤسسة شباب الجامعة . (د.ط) » الإسكندرية » 
7م .(2-1). 
- السلفي » أحمد بن محمد بن أحمد بن سلفة (ت . 576ه ) . 
٠‏ أخبار وتراجم أندلسية ( من معجم السفر للسلفي) » تحقيق إحسان عباس » دار الثقافة 
(د.ط) » بيروت » 1985م . 
- ابن سعيد ٠‏ أبو الحسن علي بن موسى المغربي (ت. 685 ه ) . 
» اختصار القدح المعلى في التاريخ المحلى » تحقيق إيراهيم الأبياري » الهيئة العامة 
لشؤون المطابع الأميرية ( د.ط) القاهرة » 1959م . 
٠‏ الجغرافيا . تحقيق إسماعيل العربي ٠‏ المكتب التجاري ٠‏ ط1ء بيروت ٠»‏ 1970م . 
» رايات المبرزين وغايات المميزين » تحقيق محمد رضوان الدايه .دار طلاس . ط1ء 
دمشق .1987م . 
٠‏ المرقصات المطربات من روائع الشعر العربي ٠‏ تحقيق إبراهيم محمد حسن الجمل ورفيقه 
»دار الفضيلة . (د.ط) » القاهرة » 2002 م. 
٠»‏ المغرب في حلى المغرب . تحقيق شوقي ضيف ., دار المعارف » ط2 » مصر » 1964م. 


.)2-1( 


209 


- السعيد » محمد مجيد . 
« الشعر في ظل بني عباد » مطبعة النعمان » ط1 » النجف الأشرف ٠»‏ 1972م . 
٠‏ الشعر في عهد المرابطين والموحدين بالأندلس »٠‏ الدار العربية للموسوعات » ط2 » 
بيروت ٠»‏ 1985م . 
- السيوطي ٠‏ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (ت.911ه ) . 
٠‏ بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة » تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم » عيسى 
البابي الحلبي » ط1 » القاهرة . 1964م . (1 -2) . 
» نزهة الجلساء في أشعار النساء . تحقيق صلاح الدين المنجد » دار المعارف »(د.ط)ء 
سوسة » (د.ت) . 
- شاك » فون . 
» الشعر العربي في إسبانيا وص قلية . ترجمة الطاهر أحمد مكي » دار الفكر العربي » ط2 
القاهرة ‏ 1999م . 
- الشايب » أحمد . 
* الأسلوب , مكتبة النهضة المصرية » ط12 » القاهرة » 2003م . 
«» أصول النقد الأدبي » مكتبة النهضة المصرية » ط8 » القاهرة » 1973م . 
« تاريخ الشعر السياسي إلى منتصف القرن الثاني الهجري . دار القلم » ط5 » بيروت » 
6م . 
- ابن شداد » عنترة . 
©» ديوانه » تحقيق فوزي عطوي .» دار المعرفة » ط1 » بيروت »1968م . 


- الشريشي ٠‏ أبو العباس أحمد بن عبد المؤمن القيسي (ت. 9ه ). 


200 


»؟ شرح مقامات الحريري . تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم »المكتبة العصرية » (د.ط) 
بيروت » 1993 م . (1 -5) . 
٠‏ الأدب الأندلسي (موضوعاته وفنونه ) » دار العلم للملايين » ط6 » بيروت ٠‏ 1986م. 
- شلبي » سعد إسماعيل . 
« البيئة الأندلسية وأثرها في الشعر عصر ملوك الطوائف . دار نهضة مصر ء (د.ط) » 
القاهرة (د.ت) . 
- الشناوي » علي الغريب. 
٠‏ دراسات في الشعر الأندلسي , مكتبة الآداب » ط] » القاهرة » 2003م . 
ه شعر أبي عمر بن حربون الشلبي ٠‏ مكتبة الآداب ٠‏ ط1 ٠‏ القاهرة ؛ 2004م . 
٠‏ الصورة الشعرية عند الأعمى التطيلي » مكتبة الآداب » ط1» القاهرة » 2003م. 
« الفتن والحروب وأثرها في الشعر الأندلسي ., المطبعة المغاربية . ط1 . تونس » 
4م . (1 -3) . 
- ابن صاحب الصلاة » عبد الملك بن محمد بن إبراهيم الباجي (ت. 594ه) . 
« تاريخ المن بالإمامة على المستضعفين بأن جعلهم الله أئمة وجعلهم الوارثين » تحقيق 
عبد الهادي التازي » دار الأندلس » (د.ط) » بيروت ٠‏ 1963م . 
- صالح » بشرى موسى . 
« الصورة الشعرية في النقد العربي الحديث ٠‏ المركز الثقافي العربي » ط1 . بيروت ». 


4 م . 


201 


- الصفدي . صلاح الدين خليل بن أيبك (ت. 764ه ) . 
» الغيث المُسجَم في شرح لامية العجم » دار الكتب العلمية ء ط2 . بيروت . 1995م . 
(2-1). 
» الوافي بالوفيات . الجزء الثاني و الرابع » تحقيق س.ديرينغ » فرائز شتايز » ط2 » 
فيسبادن » 1974 م . 
الجزء الثامن » تحقيق محمد يوسف نجم »٠‏ فرانز شتايزء ط1ء» 
فيسبادن 2٠1982م‏ . 
الجزء التاسع » تحقيق » يوسف فان إس » فرانز شتايز »ط3 » 
شتوتغارت » 1991 م . 
الجزء العاشر » تحقيق جاكلين سوبله ورفيقها » فرائز شتايز » ط2 » 
شتوتغارت » 1991م . 
الجزء السابع عشر »تحقيق دوروتيا كرافولسكي » فرائز شتايزء ط2 
شتوتغارت » 1991م . 
الجزء الثامن عشر » تحقيق أيمن فؤاد سيد » فرائز شتايز »ط1 » 
شتوتغارت » 1988 م . 
الجزء التاسع عشر » تحقيق رضوان السيد » فرائز شتايز » (د.ط) » 
شتوتغارت » 1993م . (1 -29) . 
- الضبي » أبو جعفر أحمد بن يحيى بن أحمد بن عميرة (ت. 599ه) . 
٠‏ بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس » تحقيق روحية عبد الرحمن السويفي » دار 


الكتب العلمية » ط1 »بيروت » 7م : 


202 


- ضيف » أحمد . 
» بلاغة العرب في الأندلس » مطبعة مصر . ط1 » مصر . 1924م . 
- ضيف » شوقي . 
« الشعر والغناء في المدينة ومكة لعصر بني أمية . دار الثقافة » ط2» ( د.م) » 1967م. 
« العصر الإسلامي . دار المعارف » ط7 » القاهرة 1963م . 
عصر الدول والإمارات (الأندلس) . دار المعارف . ط2 » القاهرة »1989م . 
« العصر العباسي الأول » دار المعارف » ط2 » القاهرة » 1966م . 
© الفن ومذاهبه في الشعر العربي . دار المعارف ٠‏ ط12 » القاهرة » (د.ت) . 
« في النقد الأدبي . دار المعارف » ط7 » القاهرة » 1962م . 
- ابن طباطبا » محمد بن أحمد العلوي . (إت. 322ه ). 
» عيار الشعر . تحقيق عباس عبد الساتر » دار الكتب العلمية » ط1» بيروت ٠‏ 1982 م. 
+ الطوة + يد المنلام:: 
» بنو عباد بإشبيلية » معهد مولاي حسن » تطوان » 1946م . 
- الطيب » عبد الله . 
« المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها » دار الفكر . ط2 ». بيروت ٠‏ 1970م .(1 -3). 
- ابن ظافر الأزدي ٠‏ جمال الدين أبو الحسن علي (ت. 613ه) . 
« بدائع البدائه » تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم » الأنجلو مصرية ء(د.ط) » القاهرة »ء 
0م . 
- العاكوب » عيسى وآخرون . 


. الكافي في علوم البلاغة العربية - البيان والبديع ؛( د.ن )ء ط1ء القاهرة » 1993 م‎ ٠ 


203 


- العاملي » زينب بنت يوسف فواز. 
« الدر المنثور في طبقات ربات الخدور . مكتبة ابن قتيبة » (د.ط) » الكويت » (د.ت) . 
- ابن عباد » المعتمد (ت. 488ه) . 
٠‏ ديوانه » تحقيق رضا الحبيب السويسي ,الدار التونسية » (د.ط) » (د.م) » 1971م . 
- عباس » إحسان . 
« تاريخ الأدب الأندلسي (عصر سيادة قرطبة) » دار الشروق » ط2 » عمان » 1997م . 
© تاريخ الأدب الأندلسي (عصر الطوائف والمرابطين ) » دار الشروق » ط2 » عمان » 
7م . 
« تاريخ النقد الأدبي عند العرب (نقد لشعراء القرن الثاني حتى القرن الثامن الهجري ) » 
دار الشروق » ط1ء عمان » 1993م . 
© فن الشعر . دار الثقافة » ط3» بيروت » ( د.ت) . 
العباس » عبد الرحيم بن أحمد (ت . 963ه ) . 
معاهد التنصيص على شواهد التلخيص , تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد » عالم الكتب » 
( د.ط )ء بيروت ؛ 1948م . (1 -4) . 
- عبد البديع » لطفي . 
« الشعر واللغة » مكتبة نهضة مصر ء ط1 » القاهرة » 1969م . 
- عبد الرحمن » عفيف . 
» معجم الشعراء الأندلسيين والمغاربة » (د.ن) ٠»‏ (د.ط) » أبو ظبي » 2003م . 


- عبد الرحمن » نصرت . 


204 


2») شعر الصراع مع الروم (في ضوء التاريخ العصر العباسي حتى نهاية القرن الرابع‎ ٠ 
. مكتبة الأقصى . ط1 » عمان » 1977 م‎ 
. عبد الله » محمد حسن‎ - 
. الصورة والبناء الشعري . دار المعارف » (د.ط) » القاهرة » (د.ت)‎ ٠ 
. عبد الله » محمد صادق حسن‎ _ 
خصوبة القصيدة الجاهلية ومعانيها المتجددة ( دراسة وتحليل ونقد) » د.ط », دار الفككقر‎ 
. العربي القاهرة » (د.ت)‎ 
ابن عبد الملك المراكشي » أبو عبد الله محمد (ت. 703ه).‎ - 
الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة . السفر الأول » القسم الأول والثاني » تحقيق‎ « 
. (د.ت)‎ ٠» محمد بن شريفة » دار الثقافة » (د.ط) » بيروت‎ 
. السفر الرابع » تحقيق إحسان عباس » دار الثقافة » (د.ط) » بيروت » 1964م‎ 
» دار الثقافة » (د.ط)‎ ,٠ السفر الخامس » القسم الأول والثاني » تحقيق إحسان عباس‎ 
. 1965م‎ ٠ بيروت‎ 
. السفر السادس » تحقيق إحسان عباس » دار الثقافة » ط1 » بيروت » 1973م‎ 
السفر الثامن » القسم الأول » تحقيق محمد بن شريفة » أكاديمية المملكة المغربية » (د.ط)‎ 
. )8-1( . (د.م)اء (ددت)‎ 
. عبد المهدي » عبد الجليل حسن‎ - 
» الحياة الأدبية في الشام في القرن الخامس الهجري . مكتبة الأقصى ». ط1؛ عمان‎ © 
7م.‎ 


- عثمان » عبد الفتاح . 


205 


٠‏ نظرية الشعر في النقد القديم » مكتبة الشباب»(د.ط)ءالقاهرة.(د.ت). 
:زر عد الى لوانتي + أبن الكواتزح: لكب وى :متهي “كر يي 706 1 
« البيان المغرب في أخبار ملوك الأندلس والمغرب ٠‏ الجزء الثاني والثالث » تحقيق ج . 
س. كولان ورفيقه » دار الثقافة » ط5 » 1998 م . 
الجزء الرابع » تحقيق إحسان عباس »٠‏ دار الثقافة » ط5 » بيروت ٠»‏ 1998م . (1 -4). 
الجزء الثالث (قسم الموحدين) » تحقيق محمد إبراهيم الكتاني ورفاقه » دار الغرب 
الإسلامي » بيروت . ط1 . 1985 م . 
- عساف »؛ ساسين سيمون . 
«» الصورة الشعرية ونماذجها في إبداع أبي نواس ٠‏ المؤسسة الجامعية » ط1 » بيروت » 
2م . 
- العسكري ٠»‏ أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل (ت. 395ه) . 
» الصناعتين (الكتابة والشعر) » تحقيق مفيد قميحة » ط2 » دار الكتب العلمية » بيروت 
4 م . 
- العشماوي » محمد زكي . 
» قضايا النقد الأدبي بين القديم والحديث . دار النهضة العربية ء (د.ط) . بيروت » 
4م . 
- عصفور » جابر أحمد . 
« الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي . دار المعارف » (د.ط) » القاهرة » 1973م. 
مفهوم الشعر . دراسة في التراث الشعري »د.ط » دار الثقافة » القاهرة » 1978م . 


- العقاد » عباس محمود . 


206 


« اللغة الشاعرة (مزايا الفن والتعبير في اللغة العربية) » مكتبة غريب ٠‏ (د.ط) »القاهرة. 
(دءت) . 
- ابن العماد ٠‏ أبو الفلاح عبد الحي الحنبلي (ت . 1089ه ) . 
٠‏ شذرات الذهب في أخبار من ذهب . دار المسرة » ط2 » بيروت ٠‏ 1979 م . (1 -10) . 
- العمري ؛ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن يحيى بن فضل الله (ت.749ه) . 
٠‏ مسالك الأبصار في ممالك الأمصار ٠‏ الجزء السابع » تحقيق : محمد عبد القادر خريسات 
ورفاقه » دار الكتب الوطنية ٠‏ المجمع الثقافي: (د.ط)ء أبو ظبي ٠‏ 2001 م . 
والجزء الحادي عشرء تحقيق محمد عبد القادر خريسات ورفاقه » مركز زايد للتراث 
والتاريخ » ط1 » الإمارات العربية المتحدة » 2004 م . (1 -29) . 
-عنان » محمد عبد الله . 
٠‏ الآثار الأندلسية الباقية في إسبانيا والبرتغال » الخانجي . ط2 » القاهرة » 1961م . 
« دولة الإسلام في الأندلس . العصر الثاني » دول الطوائف منذ قيامها حتى الفتح المرابطي 
الخانجي » ط2 » القاهرة » 1969م . 
والعصر الثالث » القسم الثاني عصر الموحدين ٠‏ الخانجي » ط2 » 
القاهرة » 1970م. (1 -4) . 
- عوض الكريم » مصطفى . 
فن التوشيح . دار الثقافة » ( د.ط) » بيروت » 1959 م . 
- عيسى » فوزي سعد 


« الرسالة الأدبية في النثر الأندلسي . دار المعرفة الجامعية » (د.ط) الإسكندرية » 1998م. 


207 


٠‏ الشعر الأندلسي في عصر الموحدين ٠‏ الهيئة المصرية العامة للكتاب » ط1 » الإسكندرية 
9م. 
« الهجاء في الأدب الأندلسي . دار المعارف ٠»‏ (د.ط) » القاهرة » (د.ت) . 
- الغباري » عوض علي مرسي . 
٠‏ دراسات في أدب مصر الإسلامية . دار الثقافة العربية » (د.ط) » القاهرة » 2003 م. 
- الغبريني ٠»‏ أبو العباس أحمد بن أحمد بن عبد لله (714ه ). 
» عنوان الدراية فيمن عرف من العلماء في المئة السابعة ببجاية » تحقيق عادل نويهض 
دار الآفاق » ط2 » بيروت » 1979م . 
- غريب » جورج . 
٠‏ الغزل تاريخه وأعلامه , دار الثقافة » ط3 ٠»‏ بيروت ٠»‏ 1975م . 
- الغنيم » إبراهيم . 
«» الصورة الفنية في الشعر العربي (مثال ونقد) » الشركة العربية للنشر والتوزيعء ط1ء 
القاهرة » 1986م . 
- غومث » إميليو غرسية . 
« الشعر الأندلسي (بحث في تطوره وخصائصه) . ترجمة حسين مؤنس » مكتبة النهضة 
المصرية ط2 » القاهرة » 1956م . 
٠‏ مع شعراء الأندلس والمتنبي (سير ودراسات) . ترجمة الطاهر أحمد مكي »دار المعارف 
ط4 القاهرة » 1985م . 
- أبو الفداء » عماد الدين إسماعيل بن محمد بن عمر (ت. 732ه) . 


. تقويم البلدان » تحقيق رينود ورفيقه »دار صادر » (د.ط) » بيروت » (د.ت)‎ ٠. 


208 


- فضل » صلاح . 
« نظرية البنائية في النقد الأدبي . دار الشؤون الثقافية العامة » ط3 ٠‏ بغداد .1987م . 
- فهمي » ماهر حسن . 
« الحنين والغربة في الشعر العربي الحديث , دار القلم » ط2 » الكويت »1981م . 
- ابن قتيبة » أبو محمد عبد الله بن مسلم الدينوري (ت. 276ه) . 
« الشعر والشعراء » تحقيق أحمد محمد شاكر » دار الحديث ٠»‏ (د.ط) » القاهرة ٠‏ 2003م. 
(2-1). 
- القرطاجني » حازم (ت. 684ه) . 
« منهاج البلغاء وسراج الأدباء » تحقيق محمد الحبيب بن الخوجة » (د.ن)»(د.ط) » تونس» 
6 م . 
- القزويني » جلال الدين محمد بن عبد الرحمن ((ت . 739 ه ) . 
٠‏ الإيضاح في علوم البلاغة » قدم له وشرحه : علي بو ملحم » دار مكتبة الهلال » ط2 » 
بيروت ٠»‏ 1991 م . 
؟. شرح التلخيص في علوم البلاغة » تحقيق محمد هاشم دويدري » دار الحكمة » ط]ء 
دمشق » 1970 م . 
- القزويني » زكرياء بن محمد بن محمود (ت. 672ه) . 
٠‏ آثار البلاد وأخبار العباد » دار صادر ؛ (د.ط) » بيروت » (د.ت) . 
- القفطي . جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف (ت. 624ه) . 
» إنباه الرواة على أنباه النحاة » تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم » دار الفكر العربي » 


ط]ء القاهرة ,1986م . (1 -4) . 


209 


الكقين ٠»‏ محمد بن شاكر (ت. 764ه) . 
9 عيون التواريخ ٠‏ الجزء الثاني عشر » تحقيق فيصل السامر ورفيقته ». وزارة الإغلام 
العراقية » (د.ط) » العراق » 1977 م . (1 -12) . 
٠‏ فوات الوفيات والذيل عليها » تحقيق إحسان عباس .» دار الثقافة ء (د.ط) » بيروت ». 
(ذك ٠)‏ 5-1 
- ابن كثير » أبو الفداء عماد الدين . ( ت.774ه) 
قصص الأنبياء » تحقيق محمد أحمد عبد العزيز »ء دار الحديث ؛ ( د.ط) » القاهرة » 
1 م. 
كحاله » عمر رضا . 
« أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام » مؤسسة الرسالة » ط3 » (د.م) » 1977م . 
(5-1). 
- ابن الكردبوس وابن الشببّاط إت. 681ه) . لم تعرف سنة وفاة ابن الكردبوس 
« تاريخ الأندلس ووصفه . تحقيق أحمد مختار العبادي ٠‏ معهد الدراسات الإسلامية.(د.ط) 
مدريد » 1971م . 
كشك » أحمد . 
» من وظائف الصوت اللغوي .٠‏ دار الثقافة » ط1 » القاهرة » 1982م . 
- الكلاعي ٠»‏ أبو القاسم محمد بن عبد الغفور الإشبيلي (ت . منتصف القرن السادس الهجري) . 
» إحكام صنعة الكلام » تحقيق محمد رضوان الداية » دار الثقافة »(د.ط) » بيروت»1966م . 


300 


« الكامل في اللغة والأدب » تحقيق أحمد محمد كنعان » دار الفكر العربي » ط1 » بيروت 
9م . (2-1). 
- المتنبي » أحمد بن الحسين الكندي (١ت‏ . 354ه ) . 
© ديوانه . بشرح أبي البقاء العكبري » ضبط وتصحيح مصطفى السقا ورفيقيه » دار الفكرء 
بيروت » 2003 م. (1 -4) . 
- محمود » نافع . 
« اتجاهات الشعر الأندلسي إلى نهاية القرن الثالث الهجري , دار الشؤون الثقافية العامة » 
ط1 ء بغداد » 1990م . 
- مجنون ليلى (إت. 68ه ) . 
© ديوانه » شرح عبد المتعال الصعيدي » مطبعة حجازي ؛ (د.ط) » مصر ء (د.ت) . 
- مجهول (ت. القرن السادس الهجري ) . 
« الاستبصار في عجائب الأمصار (وصف مكة . والمدينة » ومصر . وبلاد المغرب ) ». 
تحقيق سعد زغلول عبد الحميد » دار النشر المغربية » ط2 ,الدار البيضاء » 1985م . 
- مجهول (ت. القرن الثامن الهجري ) . 
« الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية » تحقيق سهيل زكار ورفيقه ء دار الرشاد 
الحديثة » ط1 »الدار البيضاء » 1979م . 
- مجهول (ت. القرن السابع الهجري ) . 
« لباب الألباب من نظم الشعراء ونثر الكتاب » تحقيق حسن فليفل » ( غير منشور) 


- مجهول . 


301 


٠‏ مختارات من الشعر المغربي والأندلسي لم يسبق نشرها ٠»‏ تحقيق إبراهيم بن مراد » دار 
الغرب الإسلامي » ط1 » بيروت؛ 1986م . 
- محمود » شهاب الدين أبو الثناء بن فهد الدمشقي( ت - 725 ه ) . 
» حسن التوسل إلى صناعة الترسل . المطبعة الوهبية » (د.ط) » القاهرة » (د.ت) . 
* القر كشي +«طيد الواحد يق علي (انك: هقف 
٠‏ المعجب في تلخيص أخبار المغرب » تحقيق محمد سعيد العريان ؛ المجلس الأعلى 
للشؤون الإسلامية لجنة إحياء التراث الإسلامي » ( د.ط) » القاهرة » 1963 م . 
- المسعودي ٠‏ أبو الحسن علي بن الحسين بن علي ( ات . 346ه ) . 
» مروج الذهب ومعادن الجوهر » تحقيق محيي الدين عبد الحميد , دار الفكر »ء ط5 » 
القاهرة » 1973م . (1 -4) . 
- مصطفى ». محمود . 
إعجام الأعلام » دار الكتب العلمية » ط1 » بيروت ٠‏ 1983م . 
- مصطفى ؛ عدنان صالح . 
٠‏ في الشعر الأندلسي . ط1 » دار الثقافة » الدوحة » 1987 م. 
- المعري ٠‏ أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد (ت.449ه) . 
» سقط الزند » دار صادر » د.ط ء بيروت » 1963م . 
« اللزوميات » تحقيق أمين عبد العزيز الخانجي » مكتبة الخانجي ؛ (د.ط) » القاهرة » 
4م . (1 -2) . 


- المقري » أحمد بن محمد التلمساني ((ت. 1041ه) . 


302 


« أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض ٠.‏ الجزء الثالئث . صندوق إحياء التراث 
الإسلامي ١‏ (د.ط) الرباط » 1978 م . (1 -5) 
» نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب » تحقيق إحسان عباس .» دار صادر » ط1اء 
بيروت . 1997م . (10-1) . 
- المكناسي » أبو العباس أحمد بن محمد القاضي (.ت 1025ه ). 
» جذوة الاقتباس في ذكر من حل من الأعلام مدينة فاس , دار المنصور » (د.ط) » الرباط 
3م . (2-1). 
- ابن مماتي ؛» أسعد بن المهذب بن أضّ المليح ( ت.606ه) 
٠‏ لطائف الذخيرة وطرائف الجزيرة » تحقيق نسيم مجلي ٠»‏ الهيئة المصرية العامة للكتاب » 
(د.ط) » القاهرة » 2001 م . 
- مندور » محمد . 
في الميزان الجديد » د.ط . دار نهضة مصر » القاهرة » (د.ت) . 
- ابن منظور » جمال الدين أبو الفضل محمد بن مكرم ( ت.711 ه ) . 
٠‏ لسان العرب . دار صادر » (د.ط) ء بيروت » (د.ت) . (18-1). 
- ابن منقذ » أسامة (ت . 584 ه ) . 
» البديع في نقد الشعر ‏ تحقيق : أحمد أحمد بدوي وآخرين » مطبعة البابي الحلبي ٠‏ (د.ط) 
مصر . 1960 م . 
- المنوني » محمد . 
» حضارة الموحدين » دار توبقال للنشر » ط1 » الدار البيضاء »1989م . 


- موسى » منيف . 


303 


. في الشعر والنقد . دار الفكر اللبناني » ط1 »(د.م) » 1985 م‎ ٠ 
. مؤنس » حسين‎ - 
. مكتبة مدبولي » ط2 » القاهرة » 1986م‎ .٠ تاريخ الجغرافية والجغرافيين في الأندلس‎ « 
. معالم تاريخ المغرب والأندلس . دار الرشاد »ط3 » القاهرة » 1999م‎ © 
. )518 الميداني » أبو الفضل أحمد بن محمد النيسابوري ( ت.‎ - 
» مجمع الأمثال » تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد » دار القلم » ( د.ط) » بيروت‎ ٠ 
.)2-1( (دءت).‎ 
. الناصري » أبو العباس أحمد بن خالد‎ - 
الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى الدولتان المرابطية و الموحدية . تحقيق جعفر‎ 
. )10- 1( . الناصري ورفيقه » دار الكتاب » (د.ط) » الدار البيضاء » 1997م‎ 
. ناصف . مصطفى‎ - 
. الصورة الأدبية » دار الأندلس . ط2», (د.م) 1981 م‎ »« 
. نافع » عبد الفتاح صالح‎ - 
. مكتبة المنار » ط1 » الزرقاء » 1985م‎ ٠ عضوية الموسيقا في النص الشعري‎ » 
. بيروت » 1983م‎ ٠» الصورة الشعرية في الخطاب البياني والنثري , دار الفكر » ط2‎ »« 
. نجا » أشرف محمود‎ - 
قصيدة المديح في الأندلس . قضاياها الموضوعية والفنية » عصر الطوائف » دار‎ ٠ 
. المعرفة الجامعية » ط2 » الإسكندرية » 1998م‎ 


«المتاق :+ لوههد الز عمو الحيه برح كيين ون عل زفي وو 


304 


8 .عش التساتي + حكم الى" احاديفه وآكانه علق عليه محت ناض الديق الألباتي ؛ مكف 
المعارف . ط1 » الرياض » 1417ه . 
- نوفل » سيد . 
٠»‏ شعر الطبيعة في الأدب الأندلسي . دار المعارف . ط2 » مصر . 1977م . 
- نوفل » يوسف حسن . 
٠‏ الصورة الشعرية واستيحاء الألوان » دار الاتحاد العربي » ط1 » (د.م) ‏ 1985م . 
- الهاشمي » أحمد . 
» ميزان الذهب في صناعة شعر العرب . دار الكتب العلمية » (د.ط) » بيروت »1979م . 
- هدّارة » محمد مصطفى . 
٠‏ اتجاهات الشعر العربي في القرن الشاني الهجري . دار المعرفة الجامعية ». ط3 
الإسكندرية » 1981م. 
- الهذلي ٠‏ أبو ذؤيب خويلد بن مخلد بن محرّث (ت.بعد 26ه) . 
٠‏ ديوانه » تحقيق أنطونيوس بطرس , دار صادر » ط1 » بيروت » 2003م . 
- الهرفي » محمد بن علي بن أحمد 
«» شعر الجهاد في عصر الحروب الصليبية في بلاد الشام » دار الاعتصام » ط1 » القاهرة 
9م . 
-هلال » محمد غنيمي . 
« النقد الأدبي الحديث . دار العودة » (د.ط) » بيروت » 1997 م . 
- هيكل » أحمد . 


« الأدب الأندلسي من الفتح إلى سقوط الخلافة »دار المعارف ٠»‏ (د.ط) » القاهرة » 1979م. 


3205 


- الوائلي » عبد الحكيم . 
» موسوعة شاعرات العرب من الجاهلية حتى نهاية القرن العشرين » دار أسامة » ط1 » 
عمان » 2001م . (1 -2) . 
- وارين » اوستن » و ويليك ٠»‏ رينيه . 
« نظرية الأدب » ترجمة محيي الدين صبحي ». المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم 
الاجتماعيةء ط3 » نيوهافن » 1962م . 
- الورقي » السعيد . 
« لغة الشعر العربي (مقوماتها الفنية وطاقاتها الإبداعية) . دار المعرفة .(د.ط) » القاهرة 
5 م . 
00 
شاعرات العرب في الجاهلية والإسلام » تحقيق عبد القادر مايو » دار القلم العربي » ط]1ء 


306 


ت - الدوريات 


- دياب » محمد حافظ : 
» جماليات اللون في القصيدة العربية » فصول . م5 ». ع2 » القاهرة » 1985م . 
- التميمي » حسام : 
» الصورة الشعرية في شعر القدسيات زمن الفتح 538 ه ء مجلة جامعة النجاح للأبحاث 
والعلوم الإنسانية » المجلد الثالث عشر » العدد الثاني » نابلس » 1999 م . 
- أبو جناح » صاحب : 
» ابن السيد البطليوسي . المورد » م5 »؛ ع1 » العراق » 1977م . 
- شوابكة » محمد : 
« الغربة والاغتراب ( دراسة في شعر ابن دراج الأندلسي) . مجلة مؤتة للبحوث 


والدراسات » م4 ؛ ع2 » الأردن » 1989م . 


307 


ث - الرسائل الجامعية 


- راشد » دياب : 
٠‏ أبو بكر محمد بن عمار حياته وشعره » رسالة ماجستير » جامعة دمشق . دمشق - 
سوريا ء 1990م . 
- أبو الرب » هناء مصطفى : 
« النقد السياسي والاجتماعي عند شعراء الذخيرة » رسالة ماجستير » جامعة اليرموك » 
إربد - الأردن » 1999م . 
- الرجبي » عبد المنعم : 
« الحنين إلى الديار في الشعر العربي إلى نهاية العصر الأموي , رسالة دكتوراه » جامعة 
القاهرة » القاهرة - مصر » 1979م . 
- الصايغ » هنرييت : 
« اتجاهات الشعر العربي في القرن السابع الهجري في بلاد الشام» رسالة دكتوراه » جامعة 
القاهرة ٠‏ القاهرة - مصر . 1980 م . 
- أبو العدوس » يوسف مسلم : 
« الشعر في إشبيلية في القرن الخامس الهجري ٠‏ رسالة ماجستير » الجامعة الأردنية » 
عمان - الأردن » 1980م . 
- فليفل » حسن : 
« ابن الأبار القضاعي : حياته وشعره » رسالة ماجستير ٠‏ الجامعة الأردنية ء. عمان - 


الأرذن + 1982 م . 


308 


على ام 
ج - المراجع الأجنبية 
: مااع0315خ ؛ وعتكلم - 
٠» 2007 .‏ 15603[ » متلتتاوىط » 112112610 015130) »ع ادعنا روم ٠‏ 
: 57:0 ء 1اخ "اععرطم - 
. 1977 » تطاعل"7علل ء متهحتقطظ طدناكا »كدعع5212 ع1 01 15)017ل1 ا“امطك ٠‏ 
: 18ع:031) » وعناع متم1ه0] - 
. 2002 » 5م5117 » 2 : وع1م0') ء .د [ناذ 100[ 2ع8ه ع0[ ودع 17مطاط » و17زم ٠‏ 
:.لث ؛ 21106012 - 
8 113112[ »2 1 . آمل ٠»‏ ل[وعن 201 ع0 1150112 حل كت 9ع51»01 دعاده"1 ٠‏ 
. 1982 » 1560[ » 00512 03 
٠‏ 15603[ » وطتزعل 01121غ1لط ؛ 15 . 701 » 12731076019 5م 1أطسظ ذل 
( 1-28 ).2004 
: مول ء 1620 - 
1٠‏ . 180 ء؛ اعطد1 امه نتعطوط ٠‏ 1[وعن201 210 لم5 دز 8510015 عط1 ٠‏ 
. 1974 ء ممم آ 
: لتلا ٠‏ 5013159 ع 1ع0خ ١»‏ 5103115 - 


5 »ء 150028[ » لماعت كتالدلعتتدلة طاتتمحط) 20 2تتتالدن) > 116622112 » 


309 


ح - الدوريات الأجنبية 


: م4021 ؛ وعام - 
511765 عل 10102095 ٠»‏ كتتلمهلطة 00 120اع20 0]<ع)021) 20 5115 ٠‏ 
. 1993 ء و5111 
: 105238 ؛ وطعلتعطن) - 
4255 كاه"1 25 565112010 111560112 012 4010250 (طلتطكادء؟11ك5ك ٠‏ 
. 2002 ء وعك[زكء 2. لا » 22212[1 


- 30110 » '1 61252 [7101© : 


01 2-7/65015105لتاكستدءظ 012 ع2)6ع0010) 00 1513221223 620 دمتاعم4ة ٠‏ 


.5 »؛ و5116 » 3.لل » و5111 ع0 10122035 ٠»‏ ع35*د4 05501202) 
: 173113 1052 ؛ 6010265) - 
. 2001 ء؛ مممتتاتزوط ع7. اا ء اجمع )0010‏ معطت ترء01ع12) » 15151202169 51175 ٠‏ 


: طدللهلطف ؛ [ا كتطخ - 


ع 5م5161 وتتاع اددع 15 املع ع7تتوك21آ ع0 ع:1ز18115)0 ٠»‏ 


. 2002 ء 5م5117 .2١‏ الا » 3212(16 ١»‏ 261011 كلتدد1ك]1 


310 


1م 


ما وطمتثظ عطا 69 لعنوعك رعع6 قط عع دأتضعط تكتواع1] أوععع ل 
2205 عطا 01 عمه 1735 ذ5أاتث .5ع22ع501 2320 3115 72311015 عطا 12 513تلدلمم 
عطا 01 كأوع1ع]10 320 2مأمعتئج عطا 0عاأع هاج حفط طعتط؟ 105ع1 عمتاتهماءكد] 
.كاطع توعوع1 لطة 13125مطاء5 

أ5ع10161 أقطا 01 التادع عطا وعع6 حفط 5000377 ختطا 01 ملاأعسلممه عل" 
10 0ع110[عم1 حفط "طلتطكذ ما تإناع0" 50007 كلط1' . ع1تطخواع اما ماود لمك دآ 
ع7 220 5611025 ععقط]' “ععواعظ 1ع امآ :كممتاعء5 متقحر 
0 عع1032مع20 ما تإطممضعمعع 5 طلتطد 01 561039 لو1اععم5 2 دعلتاعما ععماعءعط عط [ل' 
01 56109 عط عه ٠عتتاعنتناد‏ 0ع117111ه ٠عأقلطلاهت 226116٠‏ عممللوء10 ٠عمطتهم‏ 115 
.55 3200 1116 50121 ؛كطلع011 تاعطا عمتمتععممء ٠عاممعم‏ طلتطد 

ما عاؤادوع]11 طلتطذ 01 561039 132ناء2101م 2 5ع115مطامك دم 1151 عل" 
حلثظ امه ©١5ع1]10100710-لذث‏ عللونكة0(1-1ا) كو [31ع71ماكلط أمععء 11ل عطا للد 
1118157 عطا و5ع1155ه015 561039 عط ٠معط1'‏ .1ه عطا 01 لله عطا لتغمن رمتلتططه ككتا83 
لاللوعلع ل0عط115نا110 620 اتعططء27207 عناع0م عط1' .(ء05آ1م ممه تإتاءع0م) كاععم235 
“05 116 10105ع0202) (12لتططه تتتطا لخ له 135211 -1'1) 01 كوه عطا عمتمتتال 
.1 320 116ماعط1 ما »تمدع 2110610 جم ل0ع11كنء7 مقط 16 

أععم25 لنتتكلتاء عطا 0ع110عما هط طالتطذ صا عكتا 1ه كاأععمكة معطا 
5 عط 12 كتاممطهة] عاع177 مط 5ك[مطء5 تققحط مآ 0ع001طمطء 135 اعتطاى 
1ع م1605 طا كأمتكء15اطقمط 01 غ10 2 ماع11 عتكقط تزعط1' .دععمعلء5 لدتاومنا مه 
لكوع ل0ع1دع6مم3 طاعتطن؟؟ ٠أععمكة‏ عتلطمممءء عطا مععطا قط عتعطا اع 7تمع1/101 
.5 111313 320 2310131 15 211 صا طعت تكتع؟ 15:35 م«التطذ ععماد 

عط 0[ تكتاءع0م 01 كطتتة عطا 01 07ناد 2 دعل0تااعمص1 تتعامقطنت لرمعع؟ ع1" 
“07 1076 ١مملامتعوعل‏ »“لاعملتهء : لع10اعما عتكقط دعكتاعء زطه عوعط] .0105 
“التطذ ما و5وعماعممء »6 9عمعاء 5:6ع1ع110م025ه لوطاعامة ٠لقطالدلخ‏ ١005م‏ طتعطامعط 


224 121216 مطامك 8٠‏ 0للدءمم2 ٠ع‏ متطاععع501 ١‏ كلاع0م ع1 


مقطا تعطتة 2201005 15 لمع اع تتقطء مععط قط كططتة عدعط[' 
51111011201255١ 320‏ 2ة1كتتلهلممث لطة طالتطذ مغ ل0عنداع؟ عومطا أمرعععء ١٠د5ع‏ 1 أمممرءد 
.110 2 غ2 105لهتكزة لدتعمعع عطا 

2151 عطا 01 561097 2 لعلتاعمة كقط #عامقطن) لغتطا عطل' 
لاعمم عط : 5اععم35 ع110110ه10 عطا مذ طلتطك ضما تكتاعم0م 01 د5علاكتمعاع د تقطء 
عتمدع 01 0غ 200100 ا “100كتآعممء عطا »ماكتمتعطمتاء ١مم1كساعم‏ 15 ٠عسمتللتتاط‏ 
“5 1121ماع عطا »دع تكتاعء[00 تتلعطا لله م571 عتتكقط ع1 عمعط]' .مطاعمم عطلا 01 
مععء6 كقط عتعط]' »إللقصاط .عاكتتطط لممتعاء له ل[قمتعغصا عطا طامط 1ه 07د عطا 
.625 (...1118م125 »21]معمط 2523600216ء5) 12286 عناعه0م عط 01 079تذد عطا 
65 061 1لد 0ع0ععع»ه 820 ع11028 5252110021 ع 1' 

2205 عط 1211060 كقط 15102ااعده0ن) عط 51077١‏ كتلط 01 عء عط اخ 


.6105 عط 01 دعدطامع]1ا0 غمها امم دا 


312 


7517 اماع11 
65 01201126 01 7التاعوظآ 
10116 12181128 4131م 


مالتطذ م1 تكماءع20] 


لله 5غ1 الاصتا 101-1511 05 ععكى عطا امآ 


تتقطة8 لعصقط طو٠طة‏ خا : (ط لعتومع1ط 


ا1211آ مدحقط . :نآ : 6[7 لع11715ءم1اك 


]11 001211513ثم 01 1مووع2101 5501م 


عطا 101 كالمعماع تتتوع؟1 عطا 01 أمعدط كلد 1021م مد لعغتططند 15 كأوعطا كلط]ل' 


01 ععع0011) ٠»‏ 119116[ عكى ع128اع8مماآ عاطوعذ ما كاتكثظ 01 اع 8/15 01 عع نروعل 


. 15761517لا ممع » طاعتوعوع] عتمرعلدعخ عك 510165 0120121 


. ).كك 2009  --‏ .8.كم 1430